المجموع : 39
وذي سفه له أفعال أفعى
وذي سفه له أفعال أفعى / وأقوال له أقوى وأنكى
فلا عما يشين يكف كفا / ولا فيما يزين يفك فكا
بنو الفاروق تيجان المفارق
بنو الفاروق تيجان المفارق / وأعيان المغارب والمشارق
فكم من برجهم طلعت بدور / وكم من وافقهم قد ذرَّ شارق
وكم من عيلم في العلم منهم / يطمُّ إذا طمى شمَّ الشواهق
مآثرهم نجوم سما معال / لها عقدوا ميازرهم مناطق
فلو مدَّوا إلى العيوق باعا / لجاوزه وليس هناك عائق
محابرهم بحور زاخرات / سل الاقلام عنها والمهارق
فما هم والمعالي منذ كانوا / وكانت غير معشوق وعاشق
وهم فحوى حقيقة كل شيء / وهم عنوان ديوان الحقائق
وهم خلعوا على أم المعالي / وهم في المهد من مجد قراطق
وهم سنوا المعالي بالعوالي / وبيض الهند والخيل السوابق
وهم من تعرف البطحا أباهم / وتعرف جدهم للحق فارق
وهم من مهدوا للدين طرقا / يداس بها على قمم الطرائق
وهم أسد لهم يعلو زئير / إذا هدرت بيوم وغى شقاشق
وإن خفقت لهم رايات بطش / فؤاد الخافقين تراه خافق
تحدثهم فراستهم بما قد / طواه بين جنبيه المنافق
وهل من قائل يوما سواهم / ليوم تفاخر في المجد لائق
يسوقون الكماة إلى المنايا / وليس لهم سوى الاقدام سائق
لداود الخليفة ذي الايادي
لداود الخليفة ذي الايادي / ومن لانت له زبر الحديد
عرضنا من زروع الشرك ضغثا / سنابله رؤس بني يزيد
وبي من لا تحيد عن الملام
وبي من لا تحيد عن الملام / ولا زالت تريم عن المرام
تقوَّس ظهر عذري حين راشت / سهام العتب معتدل القوام
فما أخطت ولكن قد اصابت / به قلبي الكئيب فراح دامي
إذا الطلاب رامت والوفود
إذا الطلاب رامت والوفود / قرى وقراءة ممن يفيد
فقل كي لا يضلَّ المستفيد / لآل المصطفة علم وجود
لمحمودين ساقهما النصيب /
فهذا علمهم لحماه آوى / وذاك بجوده للناس ساوى
شموس هدى وللارفاد مأوى / تورِّث علمهم قمر الفتاوى
وجودهم تورِّثه النقيب /
لخط التلغراف حروف جر
لخط التلغراف حروف جر / يجيء بها من الغور البعيد
ويلفظها بغير فهم ولكن / بألسنة حداد من حديد
تحاكي الانجم الزهر اللواتي
تحاكي الانجم الزهر اللواتي / بنهر مجرة إذ سال دفقا
لمن قد أمعن التحديق فيها / حديقة نرجس في النهر غرقى
كأن محابري حانات خمر
كأن محابري حانات خمر / وأقلامي بنشوتها سكارى
على أوراقها تختال تيها / كما اختالت بمشيتها العذارى
إذا أجريتها برهان سبق / بلغت بها من المجد القصارى
وإن أجريتها من فوق طرس / تجاري الاعوجي ولا تجارى
وأن أبريتها من غير حد / تباري السمهري ولا تبارى
بدا والعلم ليس له عيونُ
بدا والعلم ليس له عيونُ / فأجراها ونورها أناس
وأبدع في مباحثهِ فنونا / رأيناهنَّ واضحة القياسَ
وراض مسائلاً شمست ظهورا / فزحزح ما بهنَّ من الشماسِ
وحق نتائجٍ أبدا صباح / وبحث قد أبانَ من التباسِ
لأطمُ العلمِ قبل ذكاءِ أطم / تضعضع واستحالَ إلى ارتجاسِ
لقد حاز الشفا القاضي الشريف
لقد حاز الشفا القاضي الشريف / فعاضَ به عن القاضي عياضِ
كتابٌ ضمّ تنقيح الفتاوي
كتابٌ ضمّ تنقيح الفتاوي / فمنها هي من شوائبها برية
وللمولى نظيف من شريف / يلوحُ بفرقِها رسم الهدية
وهل يحتاج في الدنيا نظيف / لتنقيحِ الفتاوي الحامدية
لقد أهديتُ تنقيحَ الفتاوي
لقد أهديتُ تنقيحَ الفتاوي / إلى المولى بلا مَنٍّ عليهِ
وقد كان النظيف به حريا / وشبه الشيءِ منجدبٌ إليهِ
مقامات الحريريَ التي قد
مقامات الحريريَ التي قد / سمت قدراً مقاماتِ البديعِ
تملكها الشريف أبو المعالي / ففازت منه بالشرفِ الرفيعِ
حوت مجموعة المولى شريف
حوت مجموعة المولى شريف / فرائدَ قد زهت نظما ونثرا
بها لا زال ذا طرفٍ قريرِ / ومنشرحا مدى الأيام صدرا
لقد نظم الشريف بسلك ملكِ
لقد نظم الشريف بسلك ملكِ / جواهرَ لحسنٍ كالعقد النظيم
ومنها ما به ابطال سحر / وأنّى وهو ديوان الكليم
قد استولّت على تمليكِ هذا ال
قد استولّت على تمليكِ هذا ال / كتاب الكامل العالي المزيه
عقيلةُ حضرةِ الرشيدي فقلنا / لهذا قد تسمّت بالوليه
كتابُ دلائلِ الخيراتِ ملكا
كتابُ دلائلِ الخيراتِ ملكا / غدا لجنابِ من للخيرِ راشد
كتابٌ فيه أدعيةٌ شريفه
كتابٌ فيه أدعيةٌ شريفه / حواها صاحبُ الذاتِ اللطيفه
فذلك راشدٌ مهما تلاها / سبل الخير في هذي الصحيفه
فما كسرى وسابور ودارا
فما كسرى وسابور ودارا / اعدوا ما أعد من الجنودِ
ولا الطائيُّ جاراهُ بفضل / ولا معنٌ حكاه ببذلِ جودِ
ولا ابن طريفٍ استهدى إلى ما / تورثهُ من المجدِ التليدِ
بعزمٍ مزق الفتنَ الضوافي / وأطفأ نارها ذات الوقودِ
وسبق أحرزَ القصباتِ عفوا / فأطلقهنَّ من صفدِ القيودِ
وبأس راضَ من مصرٍ حرونا / فطأطأ رأسَهُ بعد الصمودِ
وكم ضاقت عليه الأرض فيها / بما رحبت ومن لك بالطريدِ
أضر بأم دنياه عقوقا / وما أخزى العقوقَ من الوليدِ
وقد تربَت يداه وشط نهرا / فأعوزه التيممُ في الصعيدِ
بريد العفو وافاه فقرّت / به عين رأته من بريدِ
واسلم وجهتهُ للَه طوعا / وسلم ما لديهِ من عتيدِ
وقد اضحى عتيقَ يدٍ حبَتهُ / على العلّاتِ بالعمرِ الجديدِ
تجرّدَ من حلاهُ له حسام / نبا حدّاً فسمّى بالجريدِ
وجاوزَ حدّه فأرادَ حدّا / نهاهُ عن مجاوزةِ الحدودِ
وأصدر عسكراً في البحر غصّت / لهاة النيل منه بالورودِ
بخدمتهِ جرَت فيه جوار / منثرة الغدائرِ والجعودِ
تنوسُ بما حوت كأبى نواس / لدى انتشادهِ مدحَ الرشيدِ
وأزبدَ بالجيوشِ فجأش حتى / دعى هيجانهُ من في زبيدِ
فما غيرُ الكتائبِ من كتاب / وليس سوى الصوارم من عميدِ
وما قد شبَّ في احشاءِ عكّا / دعى الاسكندريَة في خمود
فما للشام عنه من محيص / وليس لقطرِ مصرٍ من محيدِ
وألقيت المدافع كالأفاعي / بألسنةٍ تنضنضُ بالرعيدِ
لتلقفَ كيدَ ما صنعوهُ سحرا / تمّوه للقريبِ وللبعيدِ
عليهم ذلّة ضربت وباءوا / من الديانِ بالغضبِ المبيدِ
وقد شالت نعامتُهم وهبَّ الظ / ليم من فلَزاتِ الحديدِ
فما بكت السماءُ عليهم إلا / بودقٍ من فلزاتِ الحديدِ
تمر على الثغورِ فتشتهيها / لشبهتها بتفاح الخدودِ
وكم أهدت عواني الحرب منها / لصدر الجيش رمان النهودِ
وكم خطت عليه لام كيّ / بها قد رمنت لام الجحود
وكم قد هد من حصنٍ منيع / وكم قد خر من قصر مشيد
وكان الفتح في كسر الأعادي / وكان النصر من بعض الجنود
وقد رجعوا بأخزى من ثمود / وعادوا مثل عاد قوم هودِ