القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 71
بهاء الدين دعوةَ ذي ولاءٍ
بهاء الدين دعوةَ ذي ولاءٍ / مدائحهُ تَسُرُّكَ والثَّناءُ
له في كل مجتمعٍ مديحٌ / وعند سُتورِ خلْوتهِ دُعاءُ
اذا نقضَ العُهودَ رجالُ غَدرٍ / فشيمتهُ التَّحفُّظُ والوَفاءُ
تَهَنَّ قدومَه شهراً حَراماً / لنفسكَ فيه ما كَرَّ البَقاءُ
فأنت المرءُ مَلَّكَهُ المعالي / حليفاهُ البسالَةُ والعطاءُ
زُعازعُ عَزْمةٍومُنيفُ طوْدٍ / اذا حَسُنَ التَّأيُّدُ والمَضاءُ
فيشهدُ بالفضيلةِ غيرَ زورٍ / لهمتَّكَ التَّكَرُّمُ والحَياءُ
حكيتُ المُديةَ الهيفاءَ شكْلاً
حكيتُ المُديةَ الهيفاءَ شكْلاً / وغادرَ لابسي هَزلي كجِدِّي
اذا السكِّينُ كلَّت عن جِراحٍ / جرحتُ النَّاظرين بغيرِ حَدِّ
يكلُّ الركبُ عن اِبلاغِ شوْقي
يكلُّ الركبُ عن اِبلاغِ شوْقي / ويحملهُ مع اللُّطفِ النَّسيمُ
وتُرقِلُ نحوكم نفسي وفضلي / وجثُماني ببغدادٍ مُقيمُ
واُنشدُ مدحكم اِبِلاً طِلاحاً / فتروي وهي بالبيداءِ هِيمُ
وتمنعني الوصالَ على اشتياقي / خطوبٌ كلُّهنَّ دُجىً بَهيمُ
أرى كِتمانهُنَّ فروضَ حَزْمٍ / واِنْ نمَّتْ عليَّ بها الهمومُ
وما أخشى بفضل أبي سعيدٍ / أجارَ الدهرُ أمْ خَوَتٍ النُّجوم
طليقُ الوجه أغْلَبُ أرتْقَيٌّ / تعلَّمُ من عطاياهُ الغيومُ
أغَرُّ لِملَّة الاسلاٍ سيفٌ / له في كل طاغيةٍ كُلومُ
يموتُ به ويحيامن نَّداهُ / بمغبُّرين قِرْنٌ أو عَديمُ
فيُجري الواديينِ دَماً وجوداً / وقد غاضَ المُشيَّعُ والكريمُ
بأسهلهمْ اذا حُبِسَ الغَوادي / وأمْنَعِهمْ اذا ذلَّ الحَريمُ
ولم يُحدثْ لي الاِحسانُ حُبّاً / هوى نفسي بودكمْ قديمُ
يُذِلُّ الجحفلَ الجرَّارَ بأساً
يُذِلُّ الجحفلَ الجرَّارَ بأساً / ويطمعُ في مكارمه الرَّجاءُ
فللعافين بالنُّعْمى نَعيمٌ / وللأعْداءِ بالمَلْقى شَقاءُ تلفى
إذا هدمَ الطُّلى ضربٌ طِلخْفٌ / بنى المجد التَّألُّفُ والعطاءُ
فمُنتهب السَّنابكِ والعطايا / بيوميه ثَراه والثَّراءُ
يمدُّ الأيْهمانِ براحتيه / دُجىً وضُحىً نَوالٌ أو دماءُ
فمطعانٌ إذا اشْتجرَ العوالي / ومِطعامٌ إذا هَرَّ الشتاءُ
تنكُّرهُ زعازعُ عاصِفاتٌ / وريحُ رضاهُ ساكنةٌ رُخاءُ
وسمٌّ في أعاديهِ ذُعافٌ / وعند وداده عَسلٌ وماءُ
طليقُ الوجه من عُليا تميمٍ / عليه من مناقبهِ بَهاءُ
مُشارٌ في دُسوتِ المجدِ صدرٌ / ومتبوعٌ إذا رُفعَ اللَّواءُ
غِناهُ وذُخْره حمدٌ مُقيمٌ / على الأيام لا نَعَمٌ وشاءُ
لَبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / كأنَّ سَنا مُحيَّاهُ ذَكاءُ
أرى تاج الملوكِ وزير فضلٍ / واِحسانٍ يليقُ به البَقاءُ
ومختارُ الاِمامة وهي أهْدى / لما يرضى بخيرتهِ العَلاءُ
بلتْهُ فاصطفتهُ على يقينٍ / كما أنْبا عن السيفِ المَضاءُ
فأقبلَ سالماً من كل عيبٍ / مشاهِدُه وغيبتهُ سَواءُ
يُطيعُ هواجس الآراءِ سَبْقاً / إِلى ما يبتغيه وما يشاءُ
ويُمضي الأمر في المنطوقِ حتى / كأنَّ الأمر من فمه قَضاءُ
ويُعْرِبُ عن مدائحهُ عَشيرٌ / حميدُ الودِّ شيمتُهُ الوفاءُ
اذا ما قال قافيةً شَروداً / تأرَّجَ مِنْ تَضوعِها الفضاءُ
مُهذَّبةٌ مُنقَّحةُ المَعاني / اذا اعْوجَّت يُقوِّمُها الولاءُ
عليها الوعرُ سهلٌ حين تَسْري / ومِنْ عصفِ الرياح لها نَجاء
جميلُ الذِّكر مغْنمُ كلِّ حُرٍّ / ويبقى المرءُ ما بقيَ الثَّناءُ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ
أضاءَ الليلَ من زمنٍ وحَظٍّ
أضاءَ الليلَ من زمنٍ وحَظٍّ / لساريهِ الوزيرُ المَرْزُبانُ
طليقُ الوجه سهلُ البابِ سمْحٌ / على الدُّنيا برأفتهِ أمانُ
شُجاعٌ في اكتسابِ الحمد ذِمرٌ / وعند العارِ هَيَّابٌ جَبانُ
يودُّ الماءُ شيمتَهُ ويخشى / حفيظتَهُ المُهَنَّدُ والسِّنانُ
فتىً كالروَّض في نَضَرٍ وطيبٍ / دَليلُهما عَرارٌ واقْحوان
سهرتُ ونام عن سهري رجالٌ
سهرتُ ونام عن سهري رجالٌ / يَروْنَ المجد والعَليْاءَ عابا
أشيمُ بروقَ عقَّاقٍ مُسِفٍّ / من الآراءِ يمْطُرني صَوابا
تألَّق عن حجا صفوٍ وراقَتْ / فصاحتُهُ وحكمتُه فطابا
لأبلُغَ مدح أبْلَج سلْجَقيٍّ / بنى في المجد أبنيةً رِحابا
بأكثرهمْ إِذا ركبوا عَجاجاً / وأرفعِهمْ إِذا نزلوا قِبابا
وأصعبِهمْ إِذا يلقى نِزالاً / وأسْهلِهمْ إِذا يُغْشى حجابا
وأوعَرِهمْ إِذا غَضبوا سَجايا / وأمْرَعِهمْ إِذا انتجعوا جنابا
يلوذُ الشعرُ منه بمضْرحيٍّ / يفوقُهمُ إِذا انتسبوا نِصابا
غياثُ الدين والدُّنيا بِسعْيٍ / يحوزُ الحمدَ أو يحوي الثَّوابا
إِذا ما أوسعَ الاسلامَ نَصْراً / غدا يحمي من الخطْبِ الصِّحابا
فتى السُّمْرِ الذوابلِ والمَذاكي / إِذا ما الشمسُ أغْدفتِ النِّقابا
تَعافُ جيادُه غُدْرَ الفيافي / فيوردها الجماجمَ والرِّقابا
وتكرهُ بيضُه الأجْفانَ عِزّاً / فيجعلُ كلَّ ذي تاجٍ قِرابا
ويختارُ الصَّوارمَ والعَوالي / فيُتلفُها طِعاناً أو ضِرابا
إِذا ما رأسُ مملكةٍ مُطاعٌ / عصى سلطانه أضحى ذُنابى
يُبيحُ قصورَه صُمَّ الحَوامي / فتجْعلُ كلَّ شامخةٍ تُرابا
غمامٌ صَيِّبٌ والبِشْرُ بَرْقٌ / يعُمُّ الأرض سَحّاً وانْسكابا
دماءُ حُروبه وندَى يَديهِ / يُسيلانِ المَذانبَ والشِّعابا
فلا طاشتْ لرائعةٍ حُباهُ / ولا زالتْ معاجِمُه صِلابا
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ
يسير إلى اكتساب المجدِ شَدّاً
يسير إلى اكتساب المجدِ شَدّاً / كما خرجت إلى الغرضِ السِّهامُ
ويرزنُ اِذ يطيش الخطبُ عِطفاً / كما يرسو ثبيرٌ أو شَمامُ
أَغرُّ يُضيءُ ليلُ الحظِّ منهُ / ويُشرقُ من مُحَيَّاهُ الظَّلامُ
بوادرهُ غَمامٌ أو حِمامٌ / إِذا ما عَنَّ مَحْلٌ أو خِصامُ
طليقُ الوجه أغْلبُ هاشميٌّ / له في كلِّ مكْرُمةٍ مَقامُ
تُحاذر بأسهُ خُشنُ المَواضي / وتحسدُهُ على اللُّطْفِ المُدامُ
يُسرُّك منه فِرْدٌ في المعالي / واِمَّا هيجَ فالجيشُ اللُّهامُ
معانٍ من مَعالٍ باهِراتٍ / دِقاقٌ عند مُعْتَبرٍ ضِخامُ
يُجيرُ على الزمانِ من الرَّزايا / فمنهُ بكل نازلَةٍ عِصامُ
إِذا ما الدهرُ لم يسمعْ لقولي / فصمْتٌ دونَ أيْسَرهِ الكلامُ
أُداري المرءَ ذا خُلُقٍ نكيرٍ
أُداري المرءَ ذا خُلُقٍ نكيرٍ / واُعرضُ صافحاً عن ذنبِ خِلِّي
وأجعلُ خوض أفكاري حُلِيّاً / فأغْبطهُ وكَمْ طوْقٍ كَغُلِّ
وأغْدو من غني نفسي َغنيّاً / عن الدُّنيا ولي حالُ المُقِلِّ
ولا أرْضي للَّئيمَ لكشفِ ضُرٍّ / ولو أسْلِمْتُ للموتِ المُذلِّ
وكم ضَحِكٍ كتمتُ به دُموعاً / ليسلمَ عندَه سِري وعقْلي
وينْصُرُني الوزيرُ لى الرَّزايا / اذا ما رامَ دهري نَحْتَ أثْلي
لبيقُ العِطْفِ أغْلبُ هاشِمِيٌّ / أميرُ الحيِّ في فَتْكٍ وبَذْلِ
قَتولُ الأزْمِ عارقَةً صِعاباً / اذا عَمَّ البلادَ شديدُ مَحْلِ
له بالعزْم أقْطى البُعْدِ دانٍ / ووعْرُ المجدِ مُنتَهَباً كسَهْلِ
ولمَّا أنْ رأيتُ عُلاهُ فاقَتْ / بني الدُّنيا وقَقْتُ عليه فضْلَي
صدوقُ الشَّيْمِ مُنْهلُّ العَطايا
صدوقُ الشَّيْمِ مُنْهلُّ العَطايا / اذا ما اخْلفَ الجوُّ المُغيِمُ
هَزيما جودهِ والوجْهِ منهُ / ظِلامُ الحَظِّ والليلُ البَهيمُ
اذا خَذَلَ الجحافلُ فهو حامٍ / واِنْ بَخِلَ الحَيا فهو الكريمُ
يزيد به ضياءُ الصُّبحِ حُسْناً / ويحْلو في شمائلهِ النَّعيمُ
وتشكو النِّيبُ والأبْطالُ منهُ / ويٌثْني الضَّيْفُ والجارُ المُقيمُ
هو القاسي اذا اشْتَجرَ العَوالي / وعند السَّلْمِ ذو لُطْفٍ رَحيمُ
يمينُ الدولةِ الطُّولى ببطْشٍ / اذا ما أقْدمَ الخطْبُ الغَشومُ
طليقُ الوجهِ بَسَّامٌ ومنهُ / عن العوْراءِ اِنْ خَطَرتْ وجوم
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً / شديدُ البأسِ والعِطْفُ الوقورُ
فعندَ الرَّوْعِ سَهْمٌ أو حُسامٌ / وفي النَّادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
اذا انْتزحَتْ عُلاً أدْنى مَداها / مساعٍ منه والنَّسَبُ الشَّهيرُ
لهُ بالحمدِ أُنْسٌ وامتزاجٌ / وعن عار الرجال به نُفورُ
رَعيَّتهُ بحُسْنِ العدْلِ تُثْني / ويشكو المالُ منه ما يجورُ
مع النُّدَماءِ مُؤْتمنٌ دَعوبٌ / وفي العُظَماءِ مرهوبٌ أميرُ
اذا ما حلَّ أرضاً ذاتَ جَدْبٍ / فأسوءُ قيْظها نضِرٌ مَطيرُ
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً / وزادَ على حديدِ الهندِ نَصْرا
وبارى الشمس في نَفْعٍ ونورٍ / فحاز الفخر رأدَ ضُحىً وظُهرا
ووُحّدَ في المناقبِ والمَعالي / فلما استصرخوهُ كان مَجْرا
وواقَرَ كلَّ طَوْدٍ ذي هِضابٍ / فزادَ عيه عند السُّخْطِ صَبْرا
وضاقَ النَّظْمُ فيه عن مديحٍ / فَرُحنا نبتغي للحمد نَثْرا
أغَرُّ الوجهِ أبْلَجُ زيْنبيٌّ / يُعِيدُ ليالي الحَدَثانِ غُرّا
فتىً لا يُتْبعُ المَعْروفَ مَنّاً / ولكنْ يُسْلِفُ المعروفُ عُذْرا
اذا جرَّبْتَه رَوْعاً وسَلْماً / رأيتَ صِفاتهِ ماءً وصخْرا
تطيبُ الأنْدياتُ اذا أمِرَّتْ / أحاديثُ الوزيرِ الخِرْقِ نشْرا
بلوتُ خِلالَه والدهرُ خَصْمٌ
بلوتُ خِلالَه والدهرُ خَصْمٌ / بخوفٍ أو بخطبٍ أو بمحْلِ
فكان من الحوادث أيَّ حِصْنٍ / ومن جدْب الضَّواحي أيَّ وبْل
يَضُمُّ دَقيقَ معنىً في ثناءٍ / إِلى ضخْمٍ من الأعْراضِ عَبْلِ
له صبرُ الدُّروعِ على الرَّزايا / تخَطَّتْهُ واِقْدامٌ كَنَبْلِ
يُصيخُ لسائليهِ ومُعْتَفيهِ / فيرْفِدُهم ولا يُصغي لِعَذْلِ
فلا عَدِمتْ عَليّاً دارُ مَجْدٍ / ولا أخْلاهُ منه شريفُ حَفْلِ
فقد علمتْ قُريشٌ ما لديهِ / من الفخرين اِفْضالٍ وفَضْلٍ
طليقُ الوجه أغلبُ هاشميٌّ
طليقُ الوجه أغلبُ هاشميٌّ / اذا ما سيلَ في جَدْب أنالا
كأنَّ جبينَه سيفٌ يمانٍ / أجادَ القَيْنُ صفحتَه صِقالا
خلائقُه اذا هيجتْ ذُعافٌ / وتضْحى في فُكاهتهِ زُلالا
اذا الأفكارُ حارتْ في مُلِمٍّ / من الحَدَثانِ جَلاَّهُ ارْتجالا
غمامُ ندىً اذا النادي حَواهُ / وليثُ وغىً اذا شَهدَ النَّزالا
تنكَّب عزْمُه خفْضَ المَساعي / فأرْضى المجدَ وافْترعَ القِلالا
شكرتكَ روضةً أُنُفاً وكانت / مَداساً للمناسِمِ أو مَجالا
وكيف أُطيقُ صمْتاً عن ثَناءٍ / وقد أوسَعْتني عِزّاً ومالا
وقد بقيَ المُهِمُّ فقلْ بَليغاً / ومِثْلُكَ لا أعلِّمهُ المَقالا
وقد ذهبتْ بصبري واجباتٌ / اِباءُ النَّفْسِ يمنعُ أنْ تُقالا
هَنا رجبَ الشُّهور وما يليهِ
هَنا رجبَ الشُّهور وما يليهِ / بَقاؤكَ أنت يا رَجَبَ الرِّجال
لهُ البركاتُ لكنْ كلَّ عامٍ / وأنت مُباركٌ في كلِّ حالِ
اذا ضَمنَ التَّنَسُّكُ فيه أجْراً / فمدحُ عُلاكَ يكْفلُ بالنَّولِ
فَضلْتَ الصّارمَ الهْنديَّ فتْكاً / وَفُقْتَ الطَّوْدَ عنج الاِحْتمال
فحلمُك ليس يُدركُ عن شَفيعٍ / وبأسُكَ لا يُجرَّبُ بالنزال
يفُلُّ وعيدكَ المرهوبَ مَطْلٌ / ويكرُم وعْدُ خير عن مِطالِ
تَظلُّ سوابقُ العَلْياءِ حَسْرى / اذا شَدَّالوزيرُ إِلى المَعالي
حميدُ الذِّكر تُسفِرُ منْ عُلاهُ / اذا ذُكرتْ دياجيرُ الليالي
يُبيحُ الدَّثْرَ لا يرنو اليهِ / وينظرُ للرَّعِيَّةِ في عَقالِ
تواضع حيث جَلَّ القَدْرُ منه / يَقينا أنَّ ذاكَ مِنَ الجَلالِ
كمِثلِ المءِ مَحْيا كُلِّ شيءٍ / وموْردهُ رَخيصٌ غيرُ غالِ
له صبرُ الدِّلاصِ على الرَّزايا
له صبرُ الدِّلاصِ على الرَّزايا / وعند الرَّوْعِ اِقْدامُ السِّهامِ
اذا الخطبُ اكفهرَّ جَلا دُجاهُ / فَضَوَّاهُ برأيٍ وابْتِسامِ
يودُّ وقارَهُ عادِيُّ طَوْدٍ / ويحْسدُ كَفَّهُ صَوْبُ الغَمامِ
خلائقُه تَمُرُ على الأعادي / وتَعْذُبُ في الفُكاهةِ والنِّدامِ
لهُ مالٌ حَلالٌ للْمَقاوي / يذود الفقْرَ عن عَرَضٍ حَرامِ
سَريعُ العفْو حين يجِلُّ جُرْمٌ / لِمُجْترمٍ بَطيءُ الاِنتقامِ
يُفضِّلهُ على ماء الغَوادي
يُفضِّلهُ على ماء الغَوادي / ندى كفَّيهِ والخُلُقُ الدَّميثُ
له دون المَعابِ وقوفُ وانٍ / وفي طلَبِ العُلى عَنَقٌ حَثيثُ
وزيرٌ في الثَّراءِ وفي الأعادي / بنا ئلهِ ونجدَتهِ يَعيثُ
قَشيبُ العرْضِ لا يُرْمى بذمٍ / وعِرْضُ عَدوِّهِ سَمَلٌ رثيثُ
تضاءلُ دونهُ مُهَجُ الأعادي / فنَظْرتهُ لأنْفُسها تميثُ
رزين العِطف تحسب أن طوْداً / بِنيقٍ منه عِمَّتَه يَلوثُ
تركْتُ عليه غُرّاً لو زُهَيْرٌ / أصاخَ لفضلها فَمنِ البَعيثُ
جلبتَ الخيل تمرحُ بالعَوالي
جلبتَ الخيل تمرحُ بالعَوالي / تُعيدُ ضُحى معاركها ظلاما
رواسبُ في الغُبارِ وطافياتٌ / تخالُ رَعيلَ سُبَّقها سِهاما
تَجانِفُ عن زُلالِ الوِردٍ شدّاً / وقد جحظتْ نواظِرها اُواما
لتبلغَ مُثْعِلاً صِرْفاً نَجيعاً / أسألَ طُلىً لواردِها وهاما
عليها كلُّ أغْلَبَ شمْريٍ / يرى الاِحجامَ دون الموتِ ذاما
فأفْنيتَ العُصاةَ بكلِّ أرْضٍ / ببأسٍ منك رُعبْاً أو خِصاماً
وكنتَ اذا نَهدْتَ لغزوِ قوْمٍ / سقيتهمُ على ظَمَأٍ حِماما
وَهَبْتَ حَوافرَ الجُرْد المذاكي / ديارهمُ فردَّتْها قَتاما
فأنت غِياثُ دين اللهِ تحْمي / حِمى الاسلامِ دُمْتَ له وداما
أبو الفتحِ المُظفَّرُ في المَساعي / اذا ما خابَ مُقتحمٌ وخاما
سليمُ القلب منْ صَوَرٍ وغِشٍ / يعزُّ اذا توكَّلَ واسْتناما
تَفُلُّ الجيش هيبتُه ولَّما / يُنِطْ بالطِّرْفِ سْرجاً أو لجاما
طليقُ الوجهِ مَعْسولُ السَّجايا / كأنَّ على خلائقهِ مُداما
يفوقُ الماء والصْهْباءَ لُطفْاً / وحَدَّ السيفِ بأساً واعْتزاما
حماهُ اللهُ من بُخْلٍ وكِبْرٍ / وجُبْنٍ منذُ أنْشأهُ غُلاما
فجاءَ مُوَطَّأَ الأكْنافِ سَمْحاً / يروحُ بنفسهِ جيْشاً لُهاما
تَهونُ مَطالبُ الدُّنيا لديهِ / فيُصغرُها ويَحْقرُها ضِخاما
وما جَمُّ الغَواربِ ذو زَهاءٍ / يحطُّ صَفا الشَّوامِخ والسِّلاما
تدافعَ مُفْعماً شَرِقتْ شِعابٌ / بمدَّتهِ وأغْرقَتِ الاِكاما
مَرَتْ أطباءهُ من بعد هَدْءٍ / صَباً نصَرتْ على المحْلِ النُّعامى
فبارى رعْدُه زَجلاً وصوتاً / وفاقَ رُكامُ سوْرتهِ الغَماما
وغادرَ كلَّ مُخرفةٍ حَميلاً / تُريكَ الغيلَ عن وشْكٍ ثُماما
فعادَ الوحشُ كالنَّينانِ عَوْماً / ولَّما تَحْمِ أجنحةٌ نَعاما
بأجْرأ من غِياثِ الدين قلْباً / اذا ما الشمسُ أغْدفتِ اللِّثاما
وأغبر مُسْنتٍ عرَقتْهُ غُبْرٌ / ترادفَ جدْبُها عاماً فَعاما
ينوسُ بغُبَّرٍ من صاعِداتٍ / بِطاءِ الجَذْبِ يضطرمُ اضطراما
تخوَّنهُ الطَّوي فَغدا سَقيماً / ولم يرَ عندهُ الآسي سَقاما
لدى شنْعاءَ كاذبةِ الغَوادي / تُخيِّبُ منْ تلمَّحها وشاما
اذا ما قيلَ حافلةٌ أسَفَّتْ / لُمنتجِعٍ غَدتْ قَزعَاً جَهاما
تساوي عاجِزٌ فيها وجَلْدٌ / فسِيَّانِ الغَطارِفُ والأيامى
وبالغَرْثانِ خوف مُسْتَطيرْ / يُناوشهُ فيُنسيهِ الطَّعاما
يخافُ ويتَّقي ما يرْتجيهِ / مخافةَ أنْ يُسِرَّ لهُ غَراما
اذا ما عارضٌ أعْلى سَناهُ / توهَّمَ لمْعَ بارقهِ حُساما
قَراهُ نائلُ السَّلطانِ غَمْراً / فأوْسعهُ الرغائبَ والذِّماما
قراهُ فكان من خوْفٍ وجوعٍ / له لَّما أناخَ به عِصاما
من المُتغطرفين على المَنايا / اذا خاضوا الرَّدى مُرّاً زُؤاما
تظلُّ الصِّيدُ لاثِمةً ثَراهَمْ / اذا عَصَتِ الأشاجِعُ والسُّلاما
ويرتفقونَ من فوق الحَشايا / فيغْدو الباذخونَ لَهم قِياما
يطيبُ الجوُّ اذْ تُتْلى عُلاهُمْ / كأنَّ حديثهُمْ نَشْرُ الخُزامى
وتخْفى شمسُ روعِهُم لنَقْعٍ / فيأتلقونَ تيجاناً وَلاما
سبقءتهمُ وانْ كانوا جياداً / وفُقْتَهمُ وانْ كانوا كِراما
لفخر الدين أخْلاقٌ كِرامٌ
لفخر الدين أخْلاقٌ كِرامٌ / يَضيقُ الحمدُ عنها والثَّناءُ
تنكَّرُها على الأعْداءِ نارٌ / وعطْفتُها على العافينَ ماءُ
اذا مَرَّتْ على ليلٍ بهيمٍ / تَجَلَّلهُ التَّبَلُّجُ والضِّياءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025