المجموع : 41
ومشرقةٍ وجنح الليل قارُ
ومشرقةٍ وجنح الليل قارُ / لها من كل ناحية مَنَار
تضرّ بنفعها فلها دموع / على الخدّين مسبَلة غِزار
أعار الغُصنُ قامتَها استواءً / ووكّلها على الليل النهار
إذا ما رأسها قُطِف استفاقت / وجانَبَها التخوُّفُ والحِذار
أقول ونارها تسطو عليها / كما بالليل يسطو الانفجار
بنفسي كلُّ مهضومٍ حشاها / إذا ظُلِمت فليس لها انتصار
إلى دير القُصَير صبا فؤادي
إلى دير القُصَير صبا فؤادي / وقد يصبو الخطير إلى الخطير
محلّ جلَّ أن تُعْزَى إليه / محلاَّتُ الخَوَرْنَقِ والسَدِيرِ
خُلقِتُ مِن الهواءِ فذاك جِسمِي
خُلقِتُ مِن الهواءِ فذاك جِسمِي / وأعلامِي خلِقن من الشموس
فرحت كأنني نيل الأمانِي / ولابِسَتِي جميعُ مُنَى النفوس
أبا عبد الإله ووجه ودِّي
أبا عبد الإله ووجه ودِّي / مزالٌ عن أسرَّته القِناع
علامَ أنت فيما صحَّ عندي / صديق ما لخُلَّته انصِداعُ
تأخَّرتِ الرسائلُ منك عنّي / وأبَطتْ عن تعهّدِيَ الرِقاعُ
أسهواً يا بنَ إبراهيم عنّي / فأسهو أم أعاتب أم أُراع
ومثلُكَ لا يبيع أخاً ببخسٍ / على حال ومثلي لا يباعُ
ولسنا نلتقي لُقْيَا اجتماع / فيُغنِينا عن الكتُبِ اجتماع
ولكنْ تُعرِب الأقلام عنّا / إذا افترقت بشَخْصَيْنا البِقاع
وأكثرُ حظِّنا في البعدِ أنّا / أمِنّا أن يروِّعنا الوَدَاع
بأيَّة حُجَّةٍ تحتجّ عندي / وليس لواضح الحقّ اندفاع
وأنت من الملال على انتهاء / شهدن به عليك لِيَ الطِباع
أبا عبد الإلهِ ووفدُ ودِّي / لديك ثَوى وليس له زَمَاع
فهاك حديثَ ما عندي بنصّ / إليك وليس كالخبر السماع
سأذكر إن نسيتَ قديمَ عهدي / وأُسهِل إن ألمَّ بك امتناع
وأَرْخُصُ إن غَلوتَ وكلُّ عِلْقٍ / إذا ما ضاع تاجره مضاع
لأني ليس في طبعي انقِلابٌ / يُذَمُّ وليس في ودّي خِداع
فدونَكها تَزيدُ الودّ صَفْوا / ويعلو بالوفاءِ لها شعاع
مزجتُ بها مزاجاً فيه ذِكرَى / بمن نَسِيَ المودّةَ وانتفاع
عدلتُ عن المقال إلى السماع
عدلتُ عن المقال إلى السماع / يضيق عن الجواب مَدَى ذِراعي
أمِيري ظلت في نِعَمٍ جِسامٍ / رِتاع أو شبيهاتِ الرِتاع
أعهدِي كالسراب لدى الموامِي / وقَطْرُ مودَّتي حِلْف انقشاع
إذَا أبتِ الليالِي أن تُريني / عدوّي نهب عادية الضباع
ولم أقل السباع لضنّ نفسي / عليه بالجريء من السباع
عتبتَ عليّ يا ترْبَ المعالي / لتأخِيري موالاةَ الرِقاعِ
وعادتُك التي سلفت إِلينا / ستُنسُبني إلى حُسْن الطِباع
ألست المبتدِي بالشعر عفواً / وأسْلك بعدُ في النَهْج الوَسَاع
لكُم فضلُ التقدّم فيه قبلي / ولي من بعدكم فضلُ اتّباع
وأين البحرُ حين يفيض فضلاً / عليَّ من الجداول والتِراع
أقول لِنفس من يَهْوَى ودادي / قَرِى وتيقَّني أن لن تراعي
يودِّع يَذْبُلٌ وحِراً ورَضْوَى / وعهدي لا يميل إلى الوداع
فكيف لسيِّد جلَّت لدينا / له نعمٌ كأمثال القلاع
عُلُوٌّ تحسِر الأبصارُ عنه / ونورٌ مثل تنوير الشعاع
وحقِّك لا رأت عيناك منّي / رهيناً بين أثواب الخداع
مغطَّى الرأس من كذب ومَيْن / بأَصْفقِ ما يكون من القِناع
يميل مع الرياحِ إذا تبارت / كما مال الضعيف من اليراعِ
كأنّ الرايَ حين أتَى طرياً
كأنّ الرايَ حين أتَى طرياً / بأذناب كَمُحْمَرِّ العقيقِ
بلسقيات بلّور لطاف / بِأَسْفَلِها بقايا من رحيقِ
تأملتُ الكتابَ فكان فيه
تأملتُ الكتابَ فكان فيه / مواقِعُ سَهْوِ ما خَطَّتْ يداكا
فاصلحناه كي يُضْحِي صَحيحاً / ويَنْسِبُ قارئوه إليك ذاكا
دهانِي بعدَك الخطبُ الجليلُ
دهانِي بعدَك الخطبُ الجليلُ / فلا حَسَنٌ لَدَيَّ ولا جَميلُ
أَروحُ فلا أَرَى إِلاَ ثقِيلا / ومن أنا عِندَه أيضاً ثقيل
شُغِلُت بلّذةِ القُبَلِ
شُغِلُت بلّذةِ القُبَلِ / وَوَعْدِ الكُتْب والرُّسُلِ
ومعشوقٍ يُواصِلني / بلا مَطْلٍ ولا عِلَل
أتى عجِلاً يِطير به / جناح الخوفِ والوجَلِ
وندمانٍ يساعِدني / ويَسقِيني ويشرب لي
مُضَرَّجَةً إذا أَضْرَمْ / تَها ترمِيك بالشُّعلِ
مُوَرَّدَةً إذا مُزِجَتْ / كَوردِ الخدّ مِن خَجلِ
شُغِلت بِخِلسة المُقَلِ
شُغِلت بِخِلسة المُقَلِ / ومَزْجِ الكُحْل بالكَحَلِ
وما اعتلَّتْ به الألحا / ظُ فِي أجفانها النُّجُلِ
ومعشوقٍ يكاد يذو / ب خَدّاه من القُبَل
يُعاتِبني ويُعْتِبني / ويغُضبني ويغَضب لي
تلاقَيْنا بِلا وَعْدٍ / ولا كُتُبٍ ولا رسُل
يُشَجِّعنا تَعاشُقُنا / وتَخذُلنا يد الوَجَل
فألثَمَني حَصَى بَرَدٍ / تَفَجَّرَ مِن جَنَى عسل
وبَرْقَعَ وَجْهَهُ عني / بِظاهِر خُمْرةِ الخجَل
غزال لم أَرُحْ يوماً / بِه خِلْواً من الوجَلِ
وحقِّ تَوَرُّدِ الخَجَل
وحقِّ تَوَرُّدِ الخَجَل / وطِيبِ تَقَرُّبِ الأملِ
وحقّ الحُبّ إذْ يأتي / بِحسنِ تَكَسُّرِ المُقَل
وما أبْدَاه مَن أهوا / ه مِن صَدٍّ ومِن عِلَلِ
وحقّكِ يا أميري ظَلْ / تَ في قَصْفٍ وفِي جَذَل
لشَعْرُكَ مُشْبِهُ الماءِ الْ / لَذي يُروِي صَدَى الغُلَلِ
وثوبِ البُرءِ يَلْبَسُه الْ / لَذِي أشْفى على العِلل
وحُلّتُه إذا نُشِرتْ / تُضعضِع سائرَ الْحُلَل
فَقوْلي كلُّه صِدقٌ / وعبدُ اللّه يَشهَد لي
تغيَّر بعدَكُمْ حالي
تغيَّر بعدَكُمْ حالي / وساء لبُعدِكمْ بالي
ولا واللّه ما قلبي / لكم ناسٍ ولا قالي
ودِدتُ لو أنّكم تَدْرو / ن أشواقِي وبَلبالي
ودَمعِي عند ذِكراكُم / وإطراقِي وإذلالي
فهل تَلْقَوْن ما ألقا / ه من وجدٍ وإِعوال
لقاؤكُم وقربُكُم / مُنَى نفسي وآمالي
على أنّي وإن كنتُ ال / مجيد السيّدَ العالي
لأُلزِم حُبَّكُمْ قلبي / وأَجعل حالَكم حالي
فهل أنا شُغْلُ أَنْفُسِكُمْ / فأَنتمْ كلُّ أَشغالي
أتاني وانثنى وَجِلاً
أتاني وانثنى وَجِلاً / وجَرَّ حِبالَه خَجَلا
وقال أخاف حُسّادِي / وأَخشى ذلِك العملا
ومالَ بفَرْدِ حاجِبهِ / وصدَّ وكَسَّر المُقَلا
فقلت له دعِ التعري / ضَ والتستِير والثّقلا
ودونك يا سَحُورَ الطَّرْ / فِ هذا القائمَ الثَّملا
فأَحسنُ ما تراه إذا / تناول رَأسُهُ الكَفَلا
سلامُ اللّه ما طلعتْ نجومٌ
سلامُ اللّه ما طلعتْ نجومٌ / وما غارتْ عَلَى المَلكِ الهُمامِ
ومَن عَظُمَتْ مَناقِبهُ وجَلَّتْ / فما تُحصَى على سَعةِ الكلام
دَمُ العشّاقِ مَطْلُولُ
دَمُ العشّاقِ مَطْلُولُ / ودَيْنُ الصَّبِّ مَمْطولُ
وسَيفُ الَّلحظِ مَسْلولُ / ومُبْدي الحبِّ معذولُ
وإن لم يُصْغِ لِلاّئِمْ /
إذا لم يَظهَر الحُبُّ / ولمْ يَنْهتك الصبُّ
ويُفِش سِرَّه القلبُ / فَجُمْلَةُ ما ادَّعَى كِذْبُ
فَبحْ يأيّها الكاتِمْ /
وأَحْوَرَ ساحرِ الطَّرف / يفوق جَوامعَ الوَصْفِ
مَليحُ الَّدلِّ والظَّرْفِ / جَنَتْ ألحاظُه حَتفي
فَمنْ يُعْدي على ظَالِمْ /
أطاعَ جُفونَهُ السِّحْرُ / وذّلَّ لوجهِه البَدْرُ
ومادَ بِردْفِه الخَصْرُ / وأَشبَهَ ثَغْرَهُ الدُّرُّ
فقلبُ محِبِّه هائمْ /
يُعَنِّفني على حُبّي / ويَهْجُرُني بِلا ذَنبِ
كأنِّي لستُ بالصّبِّ / لِقَهْوةِ ريقهِ العَذْبِ
أما في الحبِّ مِن راحِمْ /
غزالٌ لحظُهُ شَرَكُهْ / وبدرٌ ثوبهُ فَلَكُهْ
لو أني كنت أَمْتلِكُهْ / فأَنْهَبَ مَا حَوَتْ تِكَكُهْ
نِهابَ الظافر الغانِمْ /
خُذوا بِدَمى قَنَا القدِّ / وحُسْنَ تورُّد الخَدّ
وليلَ الشَّعَرِ الجّعْدِ / وثِقْلَ الكَفَلِ النَّهْد
وسُقْمَ الأَعْيُنِ الدائمْ /
متى يظفر بالوصلِ / ويَنفي الجَوْرَ بالعَدْلِ
محبٌّ دائمُ الخَبلِ / سَليبُ الصَّبر والعقلِ
كئِيبٌ مُدنَفٌ هائمْ /
بحُسْن الأعيُن النُّجْلِ / وعَضِّ الْوَقْفِ والحِجْلِ
بذاكَ القَصَبِ الجَزْلِ / ورِيقٍ كَجَنَي النَّحْلِ
وثَغْرٍ يُطمِعُ الشائم /
سَلُوا الشمسَ الّتي طلعتْ / علينا ثم ما أَفلتْ
عسى ترثى لمن قَتَلَتْ / بعيَنْيها وما عَلِمتْ
فقد يُستعطَف الظالمْ /
أمَا والخُرَّدِ الصُّفْرِ / شَبِيهاتِ سَنَا البَدْر
وألوانِ صفَا الحْمرِ / لقد أَضْرَمْن في صَدري
غراماً ليس بالنائمْ /
وراجٍ تبعثُ الطَّرَبا / وتُحي الظَّرْف والأَدَبا
يُثير مِزاجُها حَبَبَا / تَخالُ بِه عيونَ دَبا
ودُرّاً صَفَّهُ الناظمْ /
أَما والجَمْرَة الكُبرْىَ / وزمزَمَ والصَّفا ومِنى
ومَنْ لَبَّى بها ودعَا / وطافَ البيتَ ثم سَعَى
خميصاً مُخْبِتا قائِمْ /
لقد أضحَى لنا خَلفاً / نِزارٌ وابتَنَى الشّرفَا
وأَصبحَ خامسَ الخُلَفا / وأحيَا سَعْيُه السَّلَفا
فَأَضحَى بِالهُدى قائِمْ /
إمامٌ جاوَدَ الدَّيمَا / نَدىً واستخدَمَ الهِمما
وحازَ المجدَ والكَرَما / وأصبحَ في الورى عَلَما
نَجِيبٌ في العلا ناجِمْ /
إذا عالى الملوكَ عَلاَ / وإن سِيلَ النّدَى بَذَلا
ولَم يَلْق العُفاةَ بلا / وَروَّى البِيضَ والأَسَلا
وراحَ من العِدا ناقِمْ /
نما في المجدِ عُنْصُرهُ / وطال النجم مَفخَرُهُ
وفاقَ البدرَ مَنَظرُه / فَصرْفُ الدهر يَحْذَرُهُ
أبِيٌّ لَينٌ صارِم /
وحيدٌ في فضائِلهِ / شريفٌ في أوائِلِهِ
يجود ببَذْلِ نائِلهِ / ويعشَقُ لفظَ سائِلهِ
جَوادٌ حازِمٌ عازِمْ /
بَنَى العَلْياءَ والمَجْدا / وحاز الشكرَ والحَمْدا
وأصبح في الورى فَرْداً / وشدَّ المُلْك فاشْتَدّا
وراحَ لِعقْده ناظمْ /
كأنّ جبِينَه القمرُ / وعَزْمةَ رأيِه القَدرُ
فليس يَفُوتُه ظَفَرُ / ولا يغتالُه حَذَرُ
على ثَبَجِ العُلا جاثمْ /
عظيمٌ في تَواضُعِهِ / جِليلٌ في صَنائِعهِ
يجودُ على مُطاوعِهِ / ويقَطَعُ حَبْلَ قاطِعِه
على عَلْيائِه حائمْ /
يَخاف السيفُ سَطْوتَه / ويخشَى الرُّمْحُ هَزَّتَهُ
ويَهْوَى المجدُ غُرّتَهُ / ويَرْضَى الجودُ شِيمَتَهُ
لأنّ سَحابَه ساجِمْ /
إذا ما اعتدَّ في كَرَمِهْ / وراحَ على عُلا هِمَمِهْ
غدَا والنَّجْمُ في قَدَمِهْ / وراحَ الدهرُ من خَدَمِهْ
وساد الشُّمَّ من هاشمْ /
إذا ما سِيلَ لَم يَبْخَلْ / ويُعطِي قبلَ أن يُسْأَلْ
جوادٌ إن يَقُلْ يَفعلْ / ويُشْبِه جَدَّهُ المُرْسَلْ
بمَا جَهِلَ الوَرَى عالِم /
كريمُ السَّعي مشكورُ / بَبدُل العُرْف مشهورُ
وبالعَلْياء مَذكورُ / على الأعداء منصورُ
وليس لمجدِه ثالِمْ /
لأنّ اللّه أعطاهُ / جَوامعَ ما تَمنّاهُ
وفضَّله وأعْلاه / ومكّنه وأَرضاهُ
وليس لفضلهِ جاذِمْ /
بَراهُ الله للفَضْلِ / بِلاَ نِدّ ولا مِثْلِ
فَعدَّلَ قِسْمةَ العَدْلِ / وأَرْضَى الجُودَ بالبَدْلِ
لأرزاق الوَرَى قاسِمْ /
ولمّا لَم يَسَعْ شِعْري / مَعالِيكَ ولا فِكْري
جعلتُ المدحَ كالشكرِ / لأنّك مالِكُ العصْرِ
من الغُرِّ بني فاطِمْ /
وكيف يبلغ الشكُر / مكافاتك والذِّكُر
ولا يَبْلُغُك القَطْرُ / ولا يُشْبِهُك البَحْرُ
سَماحاً يُغرِق الزّاحمْ /
هو البدر الّذي طَلَعا / هو الصبحُ الّذي سَطَعَا
هو الَغْيث الّذي اندفعا / هو السيف الذي قَطَعا
بحَدَّيْه وبالقائمْ /
فلا زلتَ على الرُّشْدِ / وفي الإقبال والسَّعْدِ
رفيعَ القَدْرِ والجَدِّ / سليمَ الفَضْلِ والمَجْدِ
وأنفُ مَنْ أَبَى راغِمْ /
بعثتَ بخُشْكَانٍ كالأماني
بعثتَ بخُشْكَانٍ كالأماني / وكَعْكٍ كالخَواتِمِ في البَنانِ
وأَقراصٍ مطاوِلَةٍ عِذَابٍ / كلَثْمِ الخدِّ أو مَصَّ اللِّسانِ
ألذَّ مِن الخَلاعةِ في التّصابي / وأطيَبَ من مُفاكَهةِ الِقيَانِ
وألطَفَ في حَناجِرِ آكِليها / مَساغاً مِنْ مُجاوَبَة الأغاني
نَعَتْ بالبينِ غِرْبانُ
نَعَتْ بالبينِ غِرْبانُ / فأحبابُكَ أَظْعانُ
نَأَوا وضَمائِرُ الأحدا / جِ آرامٌ وغِزْلانُ
وسِربٌ تُشِرق الأقما / رُ فِيهِ وينثني البانُ
وتعبَث بالخُصورِ الهي / فِ والأَغصان كُثْبانُ
ولمَا سارتِ البُزْلُ / بِهمْ والليلُ نَوْمانُ
وحَثَّ بهنّ سَوّاقٌ / وحَفَّ بِهنّ غيرانُ
وقد برزَتْ مُخالِسةً / لنا باللّحظِ أجفانُ
فلمّا لَمْ يساعِد / هنّ لِلتودِيعِ إِمكان
بكَيْن فجالَ في وَرْدِ الْ / خدودِ لهنّ عِقْيان
سَقَى صَبْرةَ فالقَصْرَ / فرَقّادةَ تَهْتانُ
ولا زال الحِمَى وقرا / م والرّمْلُ ووَدّانُ
بمحْمَرٍّ ومصفَرٍّ / مِن الأنوار تَزْدانُ
مَنازلُ لم تزل فيهنْ / نَ آياتٌ وبُرهانُ
ولِلْمُلكِ تعايذٌ / ولِلمَنْعمةِ سُلطانُ
وأرضٌ لِلهُدى فيها / ولِلمعروف أعوانُ
ولِلمهديّ والقائِ / مِ والمنصورِ أوطانُ
وأوّلُ مَوْضِعٍ أَضحَى / لِلَهْوى فِيه مَيْدانُ
به طابت من الّلذّا / تِ لي والعَيْش ألوانُ
وأصْفَى لي بِه الدهرُ / هوىً ما فيه أضْغانُ
ورفّت ليَ مِنْ ماء / شَبابي فِيهِ أغصان
بلادٌ يقتضي قلبي / لها شوقٌ وتحْنانُ
كريمُ الأهلِ ما فِيه / من الإخوانِ خَوّانُ
وشرّ الأرِض أرضٌ لي / س فِيها لك إِخْوانُ
عسى الأيّامُ أن تَر / جِلي صَحْبي كما كانوا
فيَستشفي من اللِّوْعا / تِ أحبابٌ وجِيرانُ
وراحٍ طَعْمُها شَهْدٌ / ورَيَّا رِيحها بانُ
كأنّ إِناءها منها / خَلاَءٌ وهوَ مَلآنُ
لها رُوح وليس لها / كما لِلرُّوحِ جُثْمان
إذا شُجّتْ بدت في رأ / سِها للنَّمْلِ كِرْعانُ
يطوف بها عليك أغنْ / نُ ساجي الطَّرْفِ مَيسانُ
إذا ما الليلُ لاقاه / تبدَّى وهو عُرْيان
لنا مِن وجهِه قمرٌ / ومِن نَجواه نَدْمان
ومِنْ رِيقَتِهِ خَمْرٌ / ومِن خَدَّيهِ رَيْحان
سقاني والهِلالُ كما / بدا وكأنّه جانُ
وجُنحُ الّليل قد مُدّتْ / له في الأُفْقِ سِيجان
كأنّ نجومَه دُرَرٌ / تُشِير بِهِنّ سُودان
فما زالت مصلّيةً / على الأَذْقان أذقانُ
إلى أن مال للَمغرِ / بِ جَدْيٌ ثم مِيزانُ
ولاحت غُرّة الفجرِ / كما بَصْبَصَ سرْحان
ومُغْبَرّ تَشابَهُ من / ه أعلامٌ وقِيعانُ
يَباب تَفْرَقُ الظُّلما / ن منه وتَرْهَب الجانُ
كأنّ رءوسَ يَرْمَعِهِ / ِ لِواطِئِهنّ نِيرانُ
تِئطُّ به من القَيْظِ الْ / حَصَى وتئِنّ غِيطان
كأنّ الماءَ فِيه إلى / وُرودِ الماءِ ظَمْآن
ترامت فِيه بي قَوْدا / ءُ تحت الرَّحْلِ مِذْعان
إذا أمستْ بعسْفانٍ / فمَغْداها سِجِسْتانُ
نؤمُّ أعزَّ من عزّت / به دُوَلٌ وأَدْيانُ
إمامٌ حُبُّه فَرْضٌ / مِن اللهِ وإِيمانُ
قليلُ النَّومِ في نُصْر / ةِ دِينِ اللهِ يَقْظانُ
مقيمٌ قي حِمى الإِسلا / مِ والحقِّ وظَعّانُ
بَدَا لِنَداه في صفح / ةِ وجهِ الدهرِ عُنوانُ
وأَضحَى سيفُه ولَهُ / على الأَسيافِ سلطان
ونُزِّل فِيه بالتفضِي / لِ والتعظِيم قرآن
من النفرِ الَّذين هُم / ضحىً والناسُ أَدْجان
وهمْ لِلعِزّ أَلوِيَةٌ / وهم لِلمُلك أَشْطان
وهم شَرَحوا الهدى وهُدُوا / بِهِ والناسُ عميان
وهم في السَّلم أجوادٌ / وهم في الحربِ فُرْسان
ولولاهمْ لكان الخَل / قُ ضُلاّلا كما كانوا
رَسَتْ لهمُ بأَرض الوَحْ / ي أَعْراقٌ وعِيدان
وحازوا الفضل أَجمعَه / وهم شِيبٌ وشُبّان
فهم لمَنارِ دينِ اللّ / هِ أَعلامٌ وأَركان
أبا المنصورِ إِنّ النا / س طُرّاً لك قد دانوا
وقد ناداك بالطاع / ةِ والإِخلاص بغْدانُ
ولو مَلَكَ المُنَى بَلَدٌ / لطَاعَتْكَ خُراسانُ
وناداك الصَّفا والحْجِ / رُ شَوْقاً وهْوَ لَهفْان
يُرَجَّى مِنك بَذَّالٌ / ويُخْشَى منك غَضْبانُ
وَيَعْفُو منك وَهّاب / بما تَحوِيه مَنّان
وما أَصبحَ في قدر / ةِ عاصٍ لك عِصيان
لأنّك في الوَغَى بالمو / تِ ضَرَّابٌ وطَعّان
ولولا سَعَةُ الأَزما / نِ ضاقت بِك أَزمان
لأَنَّك مالِكٌ عَظُمتْ / بِك الأَفعال والشان
وأنّك للعلا حُسْنٌ / ولِلعافِين إحسان
وللرِّزقِ مَفاتيحٌ / وللرّحمان قُربْانُ
أَرَى مالَكَ للجَدْوَى / مُبَاحاً ليس يَنْصان
كأنّ البَذْل والجُودَ / على مالكَ أَعوان
فيا أكرَمَ من أمَّتْ / ه لِلمعروفِ رُكْبانُ
ويا أحلمَ مَن يُرجى / لدَيَهِ منه غُفْران
بقاؤك لِلندى عُمْرٌ / وللأيّامِ عُمْران
وحُبُّك للعُلاَ طَبْعٌ / وسِرُّك فِيه إعلان
وحظُّ جميعِ من عادا / ك تنكيلٌ وخُسْران
فعِش ما شئتَ مسرورا / ومجدُكَ منك جَذْلان
فيوسُفُ أنتَ في الحُسْنِ / وفي المُلْكِ سليمان
عليك صلاةُ ربّك ما / رسا وأقامَ ثَهْلان
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني / وحُسنُ بيانِهِ فوقَ البيَانِ
إذا شَدَّتْ مَثالثه المَلاوي / وجاوبَتِ البُمُومَ به المثَاني
ودارت أَكؤسُ الصّهْباءِ صِرْفاً / وحُرِّكَتِ الغَواني لِلأغاني
فيالكِ من مُنادمَةٍ وقَصْفٍ / تزول بها مُلِمّاتُ الزَّمانِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ / كَذوب الوعد معتلِّ اليمينِ
مريض الطرفِ منخنِثِ السجايا / يكاد يذوب من ترفٍ ولِينِ
كأنّ لحاظَه فَتَكات عزمي / وصحْة حسنه تصحيح دِيني
أتاني والدّجى حَلِكُ المبَاني / كأنّ نجومَه زُرْقُ العيون
فلمّا تَوَّج اليسرى بكأس / وصار الرطل قُرْطا لليمين
سقاني مِثل خدّيه مُداماً / تُلين جوانحَ الظبي الحَرونِ
كأنّ الراح وَردةُ جُلَّنارٍ / تبدّت في غِلالَةِ ياسَمِينِ
لعلّك ناظرٌ في أمر من قد
لعلّك ناظرٌ في أمر من قد / ملكتَ قِيادَه مِلْكَ العِنانِ
وكيف ملكتَ من قد جَلّ عن أن / يُرَى مَلِكَ البريّة والزمان
شهدتُ بأن رَدَّ الحُبّ أمضى / وأنفَذ في القلوب من السنانِ
أئن مرِضتْ جفونُك واستدارت / على تفّاح وجهك عَقْرَبانِ
ولُحتَ كما يلوح فَتِيقُ صبح / ومِستَ كما يميس قضيبُ بانِ
وفاحَ المِسكُ مِن رَيّاك حتّى / كأن الأُفْقَ روضةُ زعفران
وَهْبك سفرتَ عن كالصبح حُسْناً / فكيف بَسَمت عن كالأقْحُوان
وكيف حملتَ ردْفَك وهو دِعْصٌ / على قَدم أرقّ من اللّسانِ
فيا من حَلّ فيه الحُسن حتّى / تَقطَّع دونَه لطفُ البيَان
مَنعتَ من الكَرى عيني فَأطلقْ / لقلبي أن يزورَك بالأماني
وكان دَمي بخدّك ليس يَخفى / فها هو فوقَ خدِّك والبنَانِ