القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 38
متى ما تَلْقَ دهْرَكَ وهو حربٌ
متى ما تَلْقَ دهْرَكَ وهو حربٌ / فإِن أخاك درعُكَ والحُسَامُ
يُضامُ المرءُ منفرداً وحيداً / وينصُرهُ أخوهُ ولا يُضَامُ
كذاك القِدْحُ يُكْسَرُ وهو فَرْدٌ / ويُشفَعُ بالقِداحِ فلا يُرامُ
عليك أقمتُ أرسالَ الكلامِ
عليك أقمتُ أرسالَ الكلامِ / فما طاشتْ ولا أشوت سِهامي
وفيك أسَرِّبُ الحُذَّ السواري / كما تسرى الحُميَّا في العِظامِ
شواردُ لا يزالُ بهن أنسٌ / يُحَلُّ لحسنِها طوقُ الحمامِ
ثناءٌ مثلُ ما تُثني رياضٌ / بريِّقِها على نعمِ الغَمامِ
يحُلُّ نياطَهُ طبعٌ ذكيٌّ / يُكِبُّ لهيبَهُ عذبُ الضرامِ
وهل كلمي لغير أخي حفاظٍ / يحلُّ من المكارمِ في السَّنامِ
لهُ في كلِّ معضلةٍ غناءٌ / يُفيض مدامعَ السمرِ الدوامي
وودٌّ مثلُ ماءِ الكرم صافٍ / يرقُّ غَيايَةَ الطبع الرُكامِ
يريع إِلى حفافيهِ المساعي / ويعقد راية الرتبِ السوامي
إِذا جاثى القرينَ يفيءُ عنهُ / وقد أغرى به رَتْكَ النَّعامِ
ترقرقُ في شمائلهِ المساعي / وقاراً دونهُ رَعْنا شمامِ
أراكَ تُعيرُنِي نظراً جليلا / تُبَلُّ بمثلِه الغُلَلُ الظوامي
ولم تَبْصُرْ سوى نهضاتِ صَقْرٍ / مَهيضِ الريشِ مكسورِ العُرامِ
تفيَّضَ طبعُهُ حتى تراهُ / يَنِزُّ بقولِه نزَّ الفِدامِ
فكفكفَ غربَهُ غَصّاتُ دهرٍ / تُديرُ عليه كاسات السِّمامِ
وزعزع ركنَهُ بلوى زمانٍ / تحيَّف بدرَهُ قبلَ التمامِ
يسائلُ دهرَه عن ردِّ حظٍّ / يردُّ العيشَ فاتِرة البُغَامِ
وأنّى بالجليَّةِ عن مَرامٍ / ترفَّع صدقُ ذلك عن عِصامِ
وأنَّى يُستنام إِلى مجيبٍ / يُناصحُ بعدما كَذَبَتْ حَذامِ
لعلكَ يا إِمام تردُّ عِقدي / بعَيْدَ الفَضِّ محروسَ النِظامِ
وتعطِفُ لي زماناً قد تولَّى / ولوَّى عِطْفَهُ ليَّ الزِّمامِ
وتوردُني وقد جفَّتْ لهاتى / مواردَ طُفَّحاً زُرْقَ الجِمَامِ
وتعقِدُ نعمةً غرَّاءَ عندي / يعِزُّ بها على الدهرِ انتقامي
وتصدم منكبَ الأيامِ عني / بعَطفةِ منعمٍ حِدبٍ محامي
وترْجعُ كيدَها عنّي مَهينا / كليلَ الغرب محدودَ اللثامِ
وتُطلِعُ في جنابي منك شمساً / تُزَحزِحُ عنهُ أغباشَ الظلامِ
فتنزلُ بي وتملِكُ رقَّ شكري / على الأيام بالمِنن الجِسامِ
أخاكَ أخاكَ فهو أجَلُّ ذُخْرٍ
أخاكَ أخاكَ فهو أجَلُّ ذُخْرٍ / إِذا نابَتْكَ نائبةُ الزمانِ
وإن رابتْ إساءتُه فَهبْهَا / لما فيه من الشِّيَمِ الحِسَانِ
تُريدُ مهذَّباً لا عَيْبَ فيهِ / وهل عُودٌ يفوحُ بلا دُخَانِ
عوائدُ برِّكَ المشكورِ عندي
عوائدُ برِّكَ المشكورِ عندي / بما أرجوهُ من نُعْمَى ضمينُ
بدأتَ بهِ فأرجو منك عَوداً / وأنتَ بما أؤمِّلُهُ قمينُ
إِذا أسدَى الكريمُ إليكَ عُرْفاً / فأوَّلُهُ بآخرهِ رهينُ
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلّا
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلّا / فؤادَك فهو موضِعُه الأمينُ
إِذا حُفَّاظُ سِرِّك زيدَ فيهم / فذاك السرُّ أضيعُ ما يكونُ
بدا الحركات ثم انفكّ عنها
بدا الحركات ثم انفكّ عنها / وزايلها لخفتها السكونُ
وكوّن هذه الأكوان حر / وبرد منهما يبس ولين
ولما كانت الحركات دوراً / وتحت الدور مركزها الأمينُ
ودار الحر فوق البرد حيناً / تولد منهما لين متين
فلما استل منه الحر ليناً / بدا في الجوهر اليبس الكمين
وتم لها طبائع مفرادات / خفيات لأظهرها بطونُ
لأعلاها بأسفلها اتصال / وآخرها بأولها رهينُ
فافلاك تدبرها نجوم / تدور كما يدور المنجنونُ
وقد تبعت مزاجات المبادي / تراكيب تفرُ بها العيونُ
وحين تفاوت التركيب فيها / تغايرت الاسامي والفنونُ
فهذا سرنا المكتوم فطن / لما قلناه والعلم المصونُ
ولا تستودع الاسرار إلا / فؤادك فهو موضعها الأمينُ
إذا حُفّاظ سرك زيد فيهم / فذاك السر أضيعُ مايكونُ
قرينك لا يكونُ قرين سوء / فإنَّ السر يسلبه القرينُ
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً / غلظنَ فذلك العسل الثخين
وبالتركيب يغلظ بعد طبخ / بتدبير له أمدٌ وحين
فأعلى مائنا عسل مصفّى / وآخره عُرَىً ذهب ثمينُ
فيمسك ماؤنا بعراه حتى / يتم وذلك العقد المبين
وبدء جنيننا صلصال طين / بدا من لينه حَمَأٌ سَنينُ
تكوّن نطفة وله قرار / حصين لا يطاف به مكينُ
ففكر تستفد كنزاً دفيناً / فحلمتنا هي الكنز الثمين
لنا أرض نشمّسها زمانا
لنا أرض نشمّسها زمانا / ونركبها ونجعلها ذللولا
ونسقيها من الماء المصفّى / لدى التعطيش ما يشفي العليلا
ونجعل ما يطير السحق عنها / هباءً لا يحس به ضئيلا
ونسلخ ظلها عنها برفق / يخفف من طبيعتها الثقيلا
ونأخذ ريعنا منها كثيراً / لبذر قد طرحناه قليلا
تعفَّرَ في بطون الأرض منها / وأطلع نبتها زهرا جميلا
غدت ألوانها سوداً وبيضاً / وحمراً لا نريد به بديلا
ونجعل حبَّ سنبلنا طحينا / نخمّره على مهل طويلا
ونعجن من خميرته سياقاً / يحدُّ علاجُها البصر الكليلا
ففكر في الذي قلناه واصبر / عليه تستفد رمزاً جميلا
إذا ما الطلق لم يغسل بماء
إذا ما الطلق لم يغسل بماء / ويخرج منه أجزاء السوادِ
فلا حلّ لديه ولا مزاج / يرجّى والمصير إلى الفسادِ
وحلّ الطلق غسل الذنب فاعمل / به فهو الطريق إلى الرشادِ
تصبّ عليه ماء جوف كيس / وتعركه برفق واتئادِ
فتجمع صفوه في الماء منه / ويبقى ثفله شبه الرمادِ
ويسحق بعده بالماء دهراً / فتخرج منه منفعة العبادِ
فذاك الراسب المغسول يدعى / بأملاح وأجساد شدادِ
ملائكة السماء همُ أمدّوا
ملائكة السماء همُ أمدّوا / ملوك الأرض بالنصر المبينِ
هما خلقان من قدس ولكن / ملوك الأرض تخلق بعد حين
فما في العلو من قدس خفيف / وما في الأرض من قدس ركين
ومازج نارنا حر خفي / فمن زاكٍ ومن جنس لعينِ
خزائن ربنا اجتمعت إليهم / وملك العالمين بلا قرينِ
فألف بينهم تظفر وتخرج / غوامض سرنا الخافي الدفينِ
لنا الأنهار من لبن وخمر
لنا الأنهار من لبن وخمر / ومن عسل ومن ماء معين
وفي أنهارنا رضراض تبر / ودر بين ياقوت ثمينِ
وهيكلنا المقدس فيه روح / وجسم والقرين مع القرينِ
نرشّ عليه من ماء لطيف / يعيش به ويسخنه بلينِ
ونغسله بماء البحر حتى / يزول ظلاله عنه لحينِ
ونجعل جسمه روحاً لطيفاً / فيمتزجان في الكنّ الكنينِ
فذاك دواؤنا الفاروق يشفي / بشربته من الداء الدفينِ
طبيعتنا التي لا ظل فيها
طبيعتنا التي لا ظل فيها / لها من نسل أربعة تتاجُ
فأرض أصبحت ماء وأمسى / هواء ذلك الماء الأجاجُ
وصار هواؤنا من بعد ناراً / بها حسن اختلاط وامتزاجُ
وحر بعده قد صار نارا / بها حسنَ ائتلاف وازدواجُ
وصارت نارنا من أرضنا / يتمّ بها التساوي والمزاجُ
ومن تقليبنا طبقات هذي ال / أراضي لاحت السبل الفجاجُ
وقد حصلت لنا أرض جديد / لنا من شمسها أبداً سراجُ
إذا التركيب سميناه باسم
إذا التركيب سميناه باسم / وفيه سواه فهو لنا وتيره
كما قيل العوالم لاجتماع / حوت أشياء لا تحصى كثيرة
فمن در الرموز على الاسامي / ففيهن الحقيرة والخطيره
فمن در وياقوت ثمين / وأملاح وزاجات حقيره
سواء سمّي الأخلاط فيه / نحاساً أرصاصاً أو شحيره
فلا تستعظم التدبير واعمل / إذا ما كنت منه على بصيره
يسيرٌ فيه تدبير يسير / بلا تعب مؤوتته يسيره
تكاتم سره الحكماء ضنّاً / بما علموا وفي الكتمان خيره
أتطمع في المزاج وما تهيّا
أتطمع في المزاج وما تهيّا / دواؤك حين تخلطه بسحق
وهل ينمو بما تغذوه حتى / يطير هباؤه في كل عرقِ
أليس الهضم يجعل ما يلاقي / هباء بعد تسقية ودقِ
وليس السحق سحق يد ولكن / حضان الطير في لين ورفقِ
ويقبله دماً يغدو وينمي / تردّد في النزول وفي الترقي
كذا يحمرّ من بعد ابيضاض / دواؤك إذ تمشّيه بحذقِ
إِذا ما الأرض لم تنخل مراراً
إِذا ما الأرض لم تنخل مراراً / فلا ماءً تصير ولا هواءَ
ولا ناراَ ولا أرضاً جديدا / وصار جميع سعيكم هباءَ
وأيقن أنَّ أرضك بعد شتّ / إذا صارت لدى التدبير ماءَ
يقيم ولا يزول بلا ذُنَيب / ولا نفس تجنّ ولا دماءَ
وإنّ هواءنا والنار نفس / بمنخلنا قد اكتسبت رواءَ
فإن ردّدتَ بِلَّتَها عليها / افادتهنَّ في النار البقاءَ
هو التنين جاع فمصَّ رأسٌ / له ذنباً وصَيَّرَه غذاءُ
موازين الطبائع في يدينا
موازين الطبائع في يدينا / فننقص كيف شئنا أو نزيدُ
نقابل بعض ما فيها ببعض / فنخرج عند ذلك ما نريدُ
بدا لمزاجها بشراً سوياً / وكانت وهي شيطان مريدُ
نفور في أوائله جزوع / وقور في أواخره جليدُ
تربّى في جهنم وهو طفل / فأخرج وهو جبار عنيدُ
وصار يقابل النيران جلداً / قويا لا يفرّ ولا يحيدُ
وعالمنا على حدة وفيه / معادننا فرخو أو شديدُ
وأنواع النحاس وهن عشر / مسمّاة بها كمل العديدُ
وفي تدبيرها سر عظيم / وخير لا انقطاع له عتيدُ
فكبريت وزرنيخ وملح / وفرّار يفيد ويستفيدُ
يحيط بكله جبل صغير / ومنه معين مائك والصعيدُ
تدبّر بيضة الحكماء منه / فيبدي ما تريد وما تعيدُ
فدع عنك المعادن فهي لغو / ورمز عن فطنت له بعيدُ
ودبّر معدن الحكماء واصبر / عليه فهوملك لا يبيدُ
إذا ما الشمس في السرطان صارت
إذا ما الشمس في السرطان صارت / فدونك هيكل القوس المبارك
فتحت دوائه الأفلاك روح / من الناسوت قد حملت ثمارك
سواد عروقها يجنيك ورداً / ترى فيه احمرارك واصفرارك
وقد فرشت برضراض كريم / يولدّ صبغ جوهره نضارك
فخذ رضراضه واتركه فيما / يقيه سم ريحك أو غبارك
ورشّ عليه ماء العين حتى / يرطبه لدى السحق المبارك
وأنعم سحقه بالماء واعزل / أذاه وأهد عند الطبخ نارك
وخذ منه السواد تجد ضياء / كجنح الليل حين جلا نهارك
وسخّنه ورطبه وحمّر / به الياقوت فهو ينير دارك
هو الجسد الغليظ غدا لطيفاً / بوزن الروح تحسبه ادارك
به يشفى سقيمك وهو يعطي / غنى أبداً فيؤمنك افتقارك
عطية ربنا وأجل نعمى / له إن أنت أحسنتَ اعتبارك
تبارك من عطاياه جسام / وأنعمه مضاعفة تبارك
لا الماء النقي به خلطنا
لا الماء النقي به خلطنا / لدى التحمير أبّار النحاسِ
نمارسه بتبييض ولكن / بتحمير فيأبق في المراسِ
ويبقى منه مافيه اجتماع / لشملن الخلط من جسد وراسِ
يصير دواؤنا منه لصوقاً / يرد الأمهات عن التماسِ
وكم لك في الطباع من مثال / نصيّره طريقاً للقياسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025