المجموع : 25
أَمِنَ الْمُلْكِ حَسْبُكَ مِنْ أَمِينِ
أَمِنَ الْمُلْكِ حَسْبُكَ مِنْ أَمِينِ / وُقِيتَ نَوائِبَ الزَّمَنِ الْخَؤُونِ
لِيَهْنِ الْمُلْكَ أَنَّكَ بِتَّ مِنُْ / بِمَنْزِلَةِ الْخَدِينِ مِنَ الْخَدِينِ
وَلَوْ تُحْبا بِقَدْرِكَ كُنْتَ مِنْهُ / مَكانَ التّاجِ مِنْ أَعْلى الْجَبِينِ
سَمَوْتَ بِهِمَّتَيْ عَزْمٍ وَحَزْمٍ / وَطُلْتَ بِشِيمَتَيْ كَرَمٍ وَدِينِ
فَما تَنْفَكُّ مِنْ فَضْلٍ عَمِيمٍ / عَلَى الْعافِي وَمِنْ فَضْلٍ مُبِينِ
كَأَنَّكَ مُطْلَقُ الْحَدَّيْنِ ماضٍ / أَفاضَتْ ماءهُ أَيْدِي الْقُيُونِ
صَفاءُ خلائِقٍ وَبَهاءُ خَلْقٍ / فَسَعْداً لِلْقُلُوبِ وَلِلْعُيُونِ
كَأَيّامِ الصِّبا حَسُنَتْ وَرَقَّتْ / وَأَيّامِ الصَّبابَةِ وَالشُّجُونِ
ظَنَنْتُ بِكَ الْجَمِيلَ فَكُنْتَ أَهْلاً / لِتَصْدِيقِي وَتَصْدِيقِ الظُّنُونِ
وَما شيِمَتْ سَحابُ نَداكَ إِلاّ / سَحَبْتُ ذَلاذِلَ الْحَمْدِ الْمَصُونِ
فَما بالِي جُفِيتُ وَكُنْتُ مِمَّنْ / إِلَيْهِ الشَّوْقُ مَجْلُوبُ الْحَنِينِ
أَبَعْدَ تَعَلُّقِي بِكَ مُسْتَعيذاً / وَأَخْذِي مِنْكَ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ
يُرَشَّحُ لِلْعُلى مَنْ لَيْسَ مِثْلِي / وَيُدْعى لِلغِنى مَنْ كانَ دُونِي
أَرى عِيدانَ قَوْمٍ غَيْرَ عُودِي / مِنَ الأَثْمارِ مُثْقَلَةَ الْغُصُونِ
وَمالِي لا أَذُمُّ إِلَيْكَ دَهْرِي / إِذا الْمُتَأَخِّرُونَ تَقَدَّمُونِي
وَما إِنْ قُلْتُ ذا حَسَداً لِحُرٍّ / أَفاقَ الدَّهْرُ فِيهِ مِنَ الْجُنُونِ
وَلكِنَّ الْعُمُومَ مِنَ الْغَوادِي / أَحَقُّ بِشِيمَةِ الْغَيْثِ الْهَتُونِ
لَقَدْ قَبَضَ الزَّمانُ يَدِي وَأَعْيَتْ / عَلَيَّ رِياضَهُ الْحَظِّ الْحَرُونِ
وَما اسْتَصْرَخْتُ فَيْضَ نَداكَ حَتّى / عَنانِي مِنْهُ بِالْحَرْبِ الزَّبُونِ
بَقِيتَ لِرَوْحِ مَكْرُوبٍ لَهِيفٍ / دعاكَ وَفَكِّ مأْسُورٍ رَهِينِ
وَعِشْتَ مُحَسَّدَ الأَيّامِ تَسْمُو / إِلى الْعَلْياءِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ
بِنَفْسِي مَنْ تُضِيءُ بِهِ الدَّياجِي
بِنَفْسِي مَنْ تُضِيءُ بِهِ الدَّياجِي / وَيُظْلِمُ حِينَ يَبْتَسِمُ النَّهارُ
وَمَنْ أَمَلِي لِزَوْرَتِهِ غُرُورٌ / وَمَنْ نَوْمِي لِفُرْقَتِهِ غِرارُ
يُكَدَّرُ وَصْلُهُ وَالْوُدُّ صافٍ / وَيَبْعُدُ كُلَّما قَرُبَ الْمَزارُ
وَأَحْلى ما ظَفِرْتَ بهِ وِصالٌ / إِذا هُوَ لَمْ يَشِنْهُ الانْتِظارُ
خِيارٌ حِينَ تَنْسُبُهُ خِيارُ
خِيارٌ حِينَ تَنْسُبُهُ خِيارُ / لرَيْحانِ السُّرُورِ بِهِ اخْضِرارُ
كَأَنَّ نَسِيمَهُ أَنْفاسُ حِبٍّ / فَلَيْسَ لِمُغْرَمٍ عَنْهُ اصْطِبارُ
دَعَتْنِي حاجَةٌ فَبَعَثْتُ وَفْداً
دَعَتْنِي حاجَةٌ فَبَعَثْتُ وَفْداً / حَقِيقاً بِالمَطالِبِ أَنْ يَعُودا
ثَناءً لا يَزُورُ الدَّهْرَ إِلاّ / مَلِيكاً قاهِراً وَأَخاً وَدُودا
وَلَو أَنِّي أَشاءُ هَزَزْتُ قَوْماً / وَلكِنِّي أَراكَ أَغَضَّ عُودا
أَلَيْسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثْلِي
أَلَيْسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثْلِي / وَأَنْتَ صَفِيُّهُ يَشْكُو الزَّمَانا
وَما جَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ إِلاَّ / وَجَدْتُكَ مِنْ حَوَادِثِها أَمانا
وَلا ابْتَسَمَتْ ثُغُورُ النَّوْرِ إِلاَّ / ذَكَرْتُ بِها خَلائِقَكَ الْحِسانا
خُلِقْتَ أَبَرَّ هذا الْخَلْقِ كَفَّاً / وَأَجْدَاهُمْ وَأَنْدَاهُمْ بَنَانا
فَلَوْ أَنَّ الْعُلى كانَتْ قَناةً / لَكُنْتَ أَبا الْحُسَيْنِ لَها سِنانا