القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 41
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا / هَوِيتُ سِوَاكَ بُسْتَانا
تَخَالُ الدّوْحَ مُخْتَلِفاً / بِهِ شِيباً وَشُبَّانا
وَقَدْ لَبِسَت مَفَارِقُها / مِن الأنْداءِ تِيجانا
تَجُولُ بهِ جَدَاوِلُهُ / وَتَغْشَى النَّهْرَ أزْمانا
فَتَحْسَبُها إِذَا انْسَابَتْ / أَراقِمَ زُرْن ثُعْبَانا
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي / وإنْ صَدَعَتْ بِرِحْلَتِهَا جَناني
وَطَرْفِي لَيْسَ يَعْنيهِ سِوَاها / وَلَوْ عَنَّتْ لَهُ حُورُ الجَنانِ
رَأَى مِنْها قَضِيباً مِنْ لُجَيْنٍ / يَجُرُّ الوَشْي لا مِنْ خَيْزُرَانِ
وَشَمْساً مَا تَوَارَت في حِجَابٍ / بِغَيْرِ الصَّوْنِ قَطُّ وَلا صِوانِ
عَلَيْهَا مِثْلُ ما تَفْتَرُّ عَنْهُ / مِنَ الدُّرِّ المُنَظَّمِ والجُمانِ
وَغَازَلَهَا مَهَاةً وَسْطَ قَصْرٍ / وَعَهْدِي بِالمَهَا وَسْطَ الرِّعانِ
فَأَغْنَتْهُ مَحَاسِنُهَا اللوَاتِي / سَلَبْنَ كَراهُ عَنْ حُسْنِ الغَوانِي
وَقادَ إلَى هَوَاها القَلْبَ قَهْراً / فَأَصْبَحَ في يَدَيْهَا القَلْبُ عَانِ
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي / لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
وأَيَّامي هَدَمْنَ مُنِيفَ سِنِّي / وهُنَّ لِعُمْرِها كُنَّ البَوَانِي
دَجَا ما بَيْنَنا فَمَتَى وحَتَّى / يُنِيرُ وفِي إِجَابَتِها تَوانِ
وقُلْتُ أُخِيفُها لِتَكُفَّ عَنِّي / فقالَت لِي يُقَعْقَعُ بالشِّنانِ
فَكَيْفَ تَرَى وَقَد شَبَّتْ وغَاها / أَأُقْدِمُ أم أفِرُّ مَعَ الهَوَانِ
أَمَا إنَّ اللَّيالِيَ غَالِبَاتٌ / ولَوْ يُغْرَى بِنَصرِي الفَرْقَدانِ
إِذا لَمْ ألْقَها بِعُلَى ابْنِ عيسَى / وحَسْبِيَ مِنْ حُسَامٍ أَو سِنَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ / وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
فَإنَّ أَبا الحُسَيْنِ يَنَالُ مِنْهَا / مَنَالَ الذُّعْرِ في قَلْبِ الجَبانِ
يُنَهْنِهُهَا مَتَى نَهَدَتْ لِحَرْبِي / ويَأْخُذُ لِي الأَمَانَ مِنَ الزَّمانِ
علمت أبا الحُسَينِ عَنَاه أَمْرِي / فَإِنِّي أمْرُ خِدْمَتِهِ عَنَانِي
هُمَامٌ لا يُفَارِقُهُ اهْتِمَامٌ / بِشَاني رَاغِبٍ فِيهِ وَشَانِي
يُفيضُ عَلَى الوَلِيِّ غَمَامَ رُحمَى / وَيُغْضِي عِزَّةً عَن كُلِّ جَانِ
سَعِيدٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ / مَكِينُ الحَمْدِ مَحْمُودُ المَكانِ
يُقَيِّدُ في مَنَائِحِهِ جُفونِي / وأُطْلِقُ في مَدائحِهِ عِنَانِي
أقَامَ وَصِيتُهُ غَرْباً وَشَرْقاً / يَجُوبُ الأرْضَ لا يَثْنِيهِ ثَانِي
لَهُ لَهَجٌ بِمُخْتَرعِ المَعَالي / كَمَادِحِهِ بِمُخْتَرعِ المَعَانِي
ويَرْسُو للْفَوَادِحِ طَوْدَ حِلْمٍ / ويَهْفُو للْمَدَائِحِ غُصْنَ بانِ
مُعِينٌ كُلَّ آوِنَةٍ مُعَانٌ / فَيَا لَك مِنْ مُعِينٍ أَو مُعانِ
إذَا قَسَتِ اللَّيالِي فاعْتَمِدْه / تَجِدْ عَطْفاً عَمِيماً في حَنانِ
نَأَى ودَنَا مَكاناً وامْتِنَاناً / فَيَهْنِي المَجْدَ نَاءٍ مِنْهُ دانِ
لقَد قَبُحَتْ سَجايا الدّهْرِ حَتَّى / حَباها مِنْ سَجَاياه الحِسَانِ
فَأَصْبَحَ مِنْ أَذاه النَّاسُ طُرّاً / بِسِيرَتِهِ الكَريمَةِ في ضَمَانِ
وَإلا كَيْفَ كَفَّ عَنِ اهْتِضَامِي / وَإلا كَيْفَ عَفَّ عَنِ امْتِهانِي
أَبا الأمْجَادِ وَافَاكُمْ نِدائِي / يَهُزُّكَ هِزَّة العَضْبِ اليَمانِي
دَعَوْتُكَ والكَريمُ النَّدْبُ يُدْعَى / لِبِكْرٍ مِنْ خُطُوب أَوْ عَوَانِ
وَجِئْتُكَ سُؤْرَ أيَّام لِئَامٍ / أُعَانِي مِنْ أذَاهَا مَا أُعَانِي
وحُبُّ عَلائِكُم مِلْءُ الجَنَانِ / وشُكْرُ حَبَائِكُم مِلْءُ اللِّسَانِ
فَزَادَ على الذي أخْبَرْتُ نَفْسي / بِه مِنْ رَعْيِكَ الوَافي عِيَانِي
ومِثْلُكَ رَقَّ سُؤْدَدُهُ لِمِثْلِي / فَأجْنَى راحَتي شُمَّ الأَمانِي
وَراشَ جَنَاحِيَ المَقْصُوصَ ظُلْماً / وَأنْسَانِي الأحِبَّةَ والمَغَانِي
فَدُمْتَ أبَا الحُسَيْنِ لَنَا مَلاذاً / يُجِيرُ عَلَى الأَقَاصِي والأَدانِي
وَدُمْتَ أَبَا الحُسَيْنِ لَنَا رَبِيعاً / نَصيفُ بِهِ ونَشْتُو في أمَانِ
أَبَيْنٌ واشْتِياقٌ وَارْتِياعُ
أَبَيْنٌ واشْتِياقٌ وَارْتِياعُ / لَقَدْ حُمِّلْتُ مَا لا يُسْتَطَاعُ
تَمَلَّكَنِي الهَوَى فَأَطَعْتُ قَسْراً / أَلا إِنَّ الهَوَى مَلكٌ مُطَاعُ
وَرَوَّعَنِي الفِراقُ عَلَى احْتِمالي / ومَنْ ذَا بِالتَّفَرُّقِ لا يُرَاعُ
بِعَيْنِ اللَّهِ حِفْظِي دُونَ يَحْيَى / وكَتْمِي مَا يُضَاع ومَا يُذَاعُ
وَلَيْسَ هَوَى الأَحِبَّة غَيْرَ عِلْقٍ / لَدَيَّ فَمَا يُعَارُ ولا يُباعُ
طَوَيْتُ عَلَيْهِ أَضْلاعِي لِيَبْقَى / إذَا الأعْلاقُ أتْلَفَهَا الضَّيَاعُ
لَزِمْتُ الصَّبْرَ حَتَّى عيل صَبْرِي / وَبانَ العُذْرُ إذْ جَدَّ الزَّماعُ
فَلِلْعَبَرَاتِ بَعْدَهُمُ انْحِدَار / ولِلزَّفَراتِ إثْرَهُمُ ارْتِفَاعُ
أَلا إنَّ الأَحِبَّةَ لَوْ أَقامُوا / مَتاعٌ صَالِحٌ نِعْم المَتَاعُ
لَهُمْ أَمْرِي فإنْ شَاؤُوا بَقَائِي / بَقِيتُ وإنْ أَبَوْهُ فَلا امْتِناعُ
وَإنَّ مِنَ العَجَائِبِ جُبْنَ قَلْبِي / بُعَيْدَ نَواهُمُ وهوَ الشُّجَاعُ
نَأَوْا حَقّاً ولا أَدْرِي أيُقْضَى / تَلاقٍ أوْ يُباحُ لنا اجْتِمَاعُ
أَيا أَسَفي عَلى عَدَمِ الهُجُوعِ
أَيا أَسَفي عَلى عَدَمِ الهُجُوعِ / وَفقْدَانِ الأَحبَّةِ والرّبُوعِ
وَشَمْلِي مَزَّقَتْهُ يَدُ الرّزايا / ليُنْظَمَ بَعْدَهَا شَمْلُ الدُّمُوعِ
إلَى مَنْ أَشْتَكِي صُنْعَ اللَّيالِي / بِنا وَتفَرّق الحَيّ الجَميعِ
صَدَعنَ القلبَ بالزَّفَراتِ عَمدا / فَيا للَّهِ لِلقَلبِ الصَّدِيعِ
وَرَوَّعْنَ العَمِيدَ وكَانَ جَلْداً / فَيَا للَّهِ لِلصَّبِّ المَرُوعِ
فَهَا أنَذَا كَمَا شَاءَتْ عُدَاتِي / بَعيدُ الصِّيتِ في الأَسَفِ البَديعِ
يَشُقُّ عَلَيَّ عَنْ أَهْلي نُزُوحِي / وَيَغْلِبُني إلَى وَطَنِي نُزُوعِي
فَكَمْ أبْكِي الدِّيارَ وسَاكِنِيها / بِطَرْفٍ مُسْعِدٍ وَدَمٍ هَموعِ
وَكَمْ أَرْجُو الإِيابَ لَها سَفاهاً / وَتَركُس بِالإيَابِ وبِالرُّجُوعِ
لِرَأْيِكَ كانَتِ الأَزْمَان تُصغِي
لِرَأْيِكَ كانَتِ الأَزْمَان تُصغِي / وَإِيَّاها غَدَا الإيمَانُ يَبْغِي
لكَ الأقْدَارُ أنْصارٌ وَجُنْدٌ / عَلَى إِمضاء ما تَبْغِي وتُلْغِي
أَلَمْ تَرَ أَنَّ دَعْوَة كُلِّ داع / لِنَسْخٍ لَيْسَ يُنْسِئُها وَنَسْغِ
وَأَنَّ الحَقَّ يَدْمَغُ ما سِوَاهُ / فَيُودِي رَهْنَ إِدْغَامٍ وَدَمْغِ
عِدَاكَ مِنَ اللَّيالِي بَيْنَ ضَغْمٍ / بنَابِ النَّائِباتِ وبَيْنَ مَضْغِ
وَإن أَطْغَاهُمُ الإغْضَاءُ عَنْهُمْ / وَفِي الإغْضَاءِ لِلسُفَهاءِ مُطْغِي
فَقَدْ ردَّ الملائِكُ في رَدَاهُمْ / شَياطِيناً لنَزْوٍ أوْ لنَزْغِ
وأَضْحَتْ في دِمَائِهم العَوالِي / لهَا وَلَعٌ بوَلْغٍ بَعْدَ وَلْغِ
أسَاوِدُ بَيْدَ أنَّ الأُسْدَ مِنْها / مُجَدَّلَة بِطَعْنٍ دُونَ لَدْغِ
لَئِنْ كفَرُوا مِن الجَدْوى برَغْد / لَقَدْ نَشَبوا مِنَ البَلْوى برَدْغِ
كُبُودُهُمُ لنَفْرٍ أوْ لبَعْجٍ / وَهامُهُمُ لِفَلقٍ أو لِفَلْغِ
ولَوْ علِقُوا بِيَحْيَى دُونَ غَمْصٍ / لَما قُلِعُوا جَميعاً قَلْع صَمْغِ
فَأَقْصَرَ مُسْتَطيلٌ بَاتَ يَهْذِي / وأَقْهَرَ مُشْرَئِبّ ظَلَّ يَبْغِي
لخَيْلِ اللَّهِ إذْ أقْبَلْنَ وَلَّى / خَضيبَ الدَّمعِ عَنْ دَمها بصَبْغِ
وفِي أَرْساغِها أرَنٌ إلَى مَنْ / طَلَبْتَ بِها ولَوْ يَأْوِي لِسَرْغِ
هَنِيئاً مَطلَعٌ لِلنَّصْرِ وافَى / بِرَفعٍ لا كَفاءَ لَهُ وَرَفْغِ
فَرَغتَ لكلِّ جَبَّار عَنِيد / فَمِنْ هَدرٍ نَجِيعُهُم وفَرْغِ
وَبُلِّغْتَ الأَمَانِي في الأَعادِي / فَمَا يَغْدو سَبيلُكَ غَيْرَ بَلغِ
أَغَبَّ الفَتْحُ كَيْ يَزْدَادَ حُبّاً / وَهَبَّ مُبَشِّراً والدَّهْرُ مُصغِي
كَإمْساكِ السَّحابِ لطُول سَحٍّ / وَإِجْبَالِ البَليغِ لِفَرْطِ نَبْغِ
وَدُونَكه مَديحاً لا لِعِطْفٍ / تَعَرَّضَ بالنَّسيبِ وَلا لِصَدْغِ
سُقِيتَ حَيَا المَنَازِلِ مُسْتَهِلاً / كَطَعْنَتِكَ المُنازِل ذَاتَ فَرْغِ
مَنِ المَلِكُ المحَيَّا في الرِّواقِ
مَنِ المَلِكُ المحَيَّا في الرِّواقِ / ومَظْهَرُهُ عَلَى السَّبْعِ الطِّباقِ
تَعِزُّ بِكَفِّهِ القُضْبُ المَواضِي / وَتشْرقُ باسْمِهِ الدِّيَمُ البَواقِي
وَتَسْتَبِقُ السُعودُ إلَى رِضَاهُ / هَوَادِيَ بِالْبُروقِ وبِالبُرَاقِ
إذَا زَحَفَتْ كتَائِبُهُ نَهَاراً / رَأيْتَ الليلَ مَمْدودَ الرِّوَاقِ
فَمِنْ أُسْدٍ مُهَيَّجَةٍ ضَوَارٍ / عَلَى جُرْدٍ مُطَهَّمَةٍ عِتَاقِ
كَأَنَّ الأرْضَ مِنْها في بِحَارٍ / زَوَاخِرَ فِي ارْتِجَاجٍ واصْطِفَاقِ
تَمَوَّج بِالمَضَارِبِ والمَبَانِي / وتَطْفَحُ بالمَذَاكِي والنِّياقِ
تَكِلُّ الرِّيحُ عَنْ أَقْصَى مَدَاها / كَلالَ الهِيفِ عَنْ حَمْلِ النِّطَاقِ
تَقُودُ الخَيْلُ مِنْ غُرٍّ وَبُهْمٍ / ضَوامِرَ للِطِّرادِ وَلِلسِّبَاقِ
جِيَادٌ كالظِّبَاءِ العُفْرِ تَسْمُو / سَوالِفَ حَيثُ لا مَرْقىً لِرَاقِ
وَتُدْرِكُ غَائِبَ الأَشْيَاءِ عَنْها / بِأَسْمَاع تُؤَلِّلُها رِقَاقِ
رَبِيطَةُ رَبِّها والليْلُ دَاجٍ / وَعُصْرَةُ أَهْلِها وَالمَوْتُ ساقِ
تَمَنَّى العَاصِفَاتُ لَها لَحَاقاً / فَيَأْبَى عِتْقُهُنَّ مِنَ الَّلحَاقِ
إِذَا طَلَعَتْ مُحلاةَ الهَوادِي / عَدَلْنَ عَنِ الحَدَائِقِ بالحِدَاقِ
ومِنْ سَهَكِ الحَديدِ هُناكَ طِيبٌ / تُبَادِرُهُ المَعَاطِسُ بانْتِشَاقِ
كَتَائِبُ تَخْفَقُ الرَّاياتُ فِيها / كَمَا فَرِقَ الفُؤادُ مِن الفِراقِ
كأَمْثَالِ الخَمَائِلِ نَاضِراتٌ / وَقَاهَا مِنْ جُفُوف المَحْلِ وَاقِ
بِها غُدُرُ المَواضِي والمَوَاذِي / تَرَقْرَقُ في انْسيَابٍ وانْسِيَاقِ
تَحَمَّلَتِ المَنَايا والأَمَانِي / إلَى فِئَتَيْ خِلافٍ واتِّفَاقِ
فأُولاها بِأَنْدَلُسٍ تُحَامِي / وَأُخْراهَا تَحُومُ علَى العِرَاقِ
بِأَمْرِ اللَّهِ قامَ المَلْكُ يَحْيَى / وَقَدْ قَعَدَتْ بهِ زُمَرُ النِّفَاقِ
فَتِلكَ عُرَى الدِّيانَة في اشْتِدَادٍ / وذَاكَ سَنَى الهِدَايَةِ في ائْتِلاقِ
أميرٌ كُلُّهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ / وَإِحْسَانٌ وَعَدْلٌ فِي اتِّساقِ
فَمِنْ شِيَمٍ سَعيدَاتِ المَرَامِي / وَمنْ هِمَمٍ بَعيدَاتِ المَرَاقِي
تُقَصِّرُ عَنْهُ أَمْلاكُ البَرايا / وَهَيْهَاتَ الزُلالُ مِنَ الزعاقِ
تُطِلُّ عَلَى الليَالِي وهي جُونٌ / طلاقَتُهُ فَتُوذِنُ بِانْطِلاقِ
قَضَى أَلا يُشَقَّ لَهُ غُبَارٌ / مُؤيِّدُهُ علَى أَهْلِ الشِّقَاقِ
عَجِبْتُ لبَيْضِه تَصْدَى مُتُوناً / كَأَنْ لَمْ تُرْوَ بالعَلَقِ المُرَاقِ
وَلا خُضبَتْ بِأَفْئِدَة غِلاظٍ / تَسِيلُ عَلَى مَضَارِبِها الرَّقَاقِ
أَمينُ اللَّهِ واصَلَها فُتُوحاً / أجَابَتْ في ابْتِداء واسْتِباقِ
وَدُمْ لِلدِّينِ وَضَّاحَ التَّرَقِّي / وَلِلدُنيا مُحَلاةَ التَّرَاقِي
وَشَمْلُ المُؤمِنِينَ إِلَى اجْتِماعٍ / وَشَمْلُ الكَافِرينَ إلَى افْتِراقِ
نَهَضْتَ إلَى مُلاقَاةِ الأمَانِي / فبُشرَى للأَمَانِي بالتَّلاقِي
وَتَأييدُ الإلَهِ عَلَيْكَ بَادٍ / وَإِحْسَانُ الإلَهِ إلَيْكَ باقِ
فَحِل وسِرْ علَى الظَّفَرِ المُوَاتِي / وَأُبْ واظعَنْ إلَى النَّصْرِ المُلاقِي
مَنَنْتَ علَى الأقَاصِي والأَدَانِي / وَجُدْتَ مُنَفِّساً ضِيقَ الخِنَاقِ
وَأَجْزَلْتَ المَوَاهِبَ والأيَادِي / وأتْرَعْتَ السِّجَالَ إلَى العَرَاقِي
أَجَبْتُ إلَى الوَدَاعِ وقَد دَعانِي / عَلَى كَلَفٍ بِبَرْحٍ واشْتِياقِ
وَمَا دَارُ الإمَارَة بالتِي لا / أبِيتُ لِبَيْنِها خَضِلَ المَآقِي
وقَدْ وافَيْتُها عَبْدَاً صُراحاً / فَكَيْفَ أعيبُ مِلْكِي بالإباقِ
لَقَدْ فَدَحَ العَزَاءُ فلَم يُطِقْهُ / رَحِيلٌ ما أرَاهُ بالمُطَاقِ
فإنْ رَافقْتُ جسْماً في سَرَاحٍ / فَقَد فارَقْتُ قَلْباً في وثاقِ
بِحَيْثُ البَأْسُ مَهْزوز العَوَالِي / وَحَيْثُ الجُودُ مَعْسولُ المَذَاقِ
فَإِنِّي أيْنَما وُجِّهْتُ شَرْقاً / وغَرْباً في السَّفِينِ أَو الرِّفاقِ
بِنِعْمَتِها اعتِزازِي واعْتِزائِي / وَخِدْمَتُها اعْتِلائِي واعْتِلاقِي
أَرَانِي كُلَّما ذُكِّرتُ أَنْسَى
أَرَانِي كُلَّما ذُكِّرتُ أَنْسَى / فَهَلْ مِنْ وَحْشَتِي أَعْتَاض أُنْسا
وَقالوا مَا لِمِثْلِكَ ظَلَّ يَأْسَى / فَقُلتُ عَلَى رَجاءٍ عَادَ يَأسَى
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ
وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ / أَتَى يُروِي البَسِيطَةَ كَالأَتِيِّ
وَغُرَّتُهُ المُنِيرَةُ ما تَجَلَّى / لَنَا أَمْ غُرَّةُ الصُّبْحِ الجَلِيِّ
أَلا سِرُّ الهِدَايَةِ فيهِ بادٍ / لسَبَّاقِ العِنَايَةِ في البَدِيِّ
فَمَا أَحْبَبتَ مِنْ خُلُقٍ رَضِيّ / ومَا أحْبَبتَ مِنْ خَلْقٍ وَضِيِّ
عَلَى نَفَحاتِهِ تُبْنَى الأَمانِي / كَمَا يُبْنَى القَريضُ عَلَى الرَوِيِّ
تَطَلَّعَ مِنْ سَمَاحٍ واتِّضَاحٍ / بِنُورِ البَدْرِ فِي جُودِ الحَبِيِّ
وأَمّ ذَرى الإِمامَةِ نَحْوَ مَولىً / بِمِلْءِ الأَرْضِ مَعْدلةً مَلِيِّ
تَخَيَّرَهُ حِمىً لِلْمُلْكِ لَمَّا / جَلاهُ أَجَلَّ ذَا أَنْفٍ حَمِيِّ
وَأَبْصَرَهُ علَى التَّوْفِيقِ وَقْفاً / يُقَرْطِسُ حينَ يَنْزَعُ فِي الرَّمِيِّ
وَلَمْ يُؤْثِرْهُ بالتَّأْمِيرِ لكِنْ / بِهِ مُسْتَأثِرُ الأَمْرِ العَلِيِّ
تَسَنَّنَ ما اقْتَضَتْهُ لَهُ الْمَعَالِي / بِمَنْصِبِهِ ومَنْسِبِهِ السَّنِيِّ
وَنَادَى الْحَقُّ حَيْعَلا بِشَهْمٍ / تَحَقَّقَ بِالكَمَالِ اليَحْيَوِيِّ
إلَى الفارُوقِ تَنْمِيهِ السَّجَايَا / سَمِيُّ أَبِيهِ يَا لَكَ مِنْ سَمِيِّ
وَحَسْبُكَ ما هَداهُ مِنْ الوَصَايا / عَنِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ الوَصِيِّ
أَغَرُّ مِنَ الخِلافَةِ فِي مَحَلٍّ / تَبَحْبَحَ فِي الإنَافَةِ والرُّقِيِّ
كَفَى التَّوحيد ما أَنْحَى فَأَضْحَى / وَحِيداً فِي المُلوكِ بِلا كَفِيِّ
وَلَمْ يَكُ مَنْ أَبُو حَفْصٍ أَبُوهُ / لِيُلْفَى غَيْرَ شَيْحَانٍ أَبِيِّ
تَأَخَّرَ مَنْ تَقَدَّمَ حِينَ أَجْرَى / مِنَ العَلْيَا إِلَى الأَمَدِ القَصِيِّ
وَأَشْرَقَتِ الليَالِي مِنْ حُلاهُ / فَلاحَتْ كَالحَلائِلِ فِي الحُلِيِّ
مُبَارَكُ مَولِدٍ مَيْمُونُ سَعْي / مُؤَيَّدُ عزْمَةٍ مَعْدُومُ سِيِّ
وَمَا طِيبُ الأَرُومَةِ مِنْهُ بِدْعاً / زَكَاةُ الفَرْعِ لِلأَصْلِ الزَّكِيِّ
تَفُوزُ قِدَاحُ مَنْ يَأْوِي إِلَيْهِ / فَسيَّان المَرِيشُ مَعَ النَّضِيِّ
أَجَدَّ بَشَاشَةَ الأَيَّامِ نُصْبٌ / لأَوْحَدَ فِي النِّصابِ الأَوْحَدِيِّ
بِكَ الليل استَنَار سَناً وَطِيباً / وَمِنْ وَرْدِ الضُّحَى وَرْسُ العَشِيِّ
نَتَائِجُ نَضْرَةٍ لِمُقَدّماتٍ / مُمَوَّهَةٍ بِمَنْظَرِهِ البَهِيِّ
تَخَالُ الأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ جِنَاناً / بِمَا الْتَحَفَتْ مِنَ الزَّهْرِ الجَنِيِّ
وَتَحْسَبُها إِذا يَغْزُو بِحَاراً / زَواخِرَ بِالخُيُولِ وبِالمَطِيِّ
يَضِيقُ الرَّحْبُ عَنهَا مِنْ هِضابٍ / لأَعْوَجَ أَو لأَحْدَبَ أَرْحَبِيِّ
حَياةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِكَفَّيْ / أَبِي يَحْيَى الهِزَبْرِ الهِبْرِزِيِّ
تَقَسَّمَتَا العُلا صَوْلاً وَطَوْلاً / أُعِدَّا لِلْعَدُوِّ وَلِلْوَلِيِّ
يُخافُ ويُرْتَجَى أَثْنَاءَ بَأسٍ / خُزيْمِيٍّ وبَذْلٍ خَازِمِيِّ
أَعَنْ سَدْويكِشٍ تَنْبَو ظُبَاهُ / وَمِنْ عَادَاتِها فَرْيُ الفَرِيِّ
إِذَا غَرِيَتْ وَقَدْ عَرِيَتْ بِحَيٍّ / تَجدَّفَ نَحْوَ مَصْرَعِهِ الدَّمِيِّ
عِبِدَّى غَرَّها حِلْمُ المَوالِي / فَعَرَّضتِ البِشَارَةَ للنَّعِيِّ
أَرَاغَتْ ضِلَّةً مَا عَنْهُ زَاغَتْ / وَزَأْرُ الليْثِ لَيْسَ مِنَ الصَّبِيِّ
وَعاذَتْ بِالذَّرَى تَأْوِي إِلَيْها / فَهَلْ وَجَدَتْ عَن السَّنَنِ السَّوِيِّ
وَلَمْ تَدَع التَّهَالُكَ في شَقَاهَا / لِتَهْلُكَةِ ابنِ إِسْحاقَ الشَّقِيِّ
تَحَرَّشَ بِالوَغَى دَهْراً فَدَهْراً / لِجَاحِمِها المُؤَجَّجِ فِي صُلِيِّ
وَأَحسَنُها ابتِدَاءً وانتِهاءً / كَسَاهُ الدِّرْعُ دُونَ الأَتْحَمِيِّ
ضَحُوكاً وَالحُسامُ العَضْبُ يَبْكِي / نَجِيعاً لانْقِصادِ السَّمْهَرِيِّ
وَقَدْ خَبأَتْ لهُ الأَقْدَارُ مِنْهُ / فَتىً وافَاهُ بالحَيْنِ الجَنِيِّ
فَمَا أَغْنَى ابنُ غَانِيَةٍ فَتِيلاً / وَمَا أَجْدَى ذوُوهُ بَنُو عَلِيِّ
وَأَحكَامُ الليالِي جَارِيَاتٌ / عَلَى المَنْخُوبِ قَلباً والجَرِيِّ
فَإِنْ كانَتْ لَهُ الهَيْجَاءُ شِرْباً / فَقَدْ ذادَتْهُ أَطرَافُ العَصِيِّ
وَإِنْ تَكُنِ الشَّقاوَةُ أَنْسَأَتْهُ / فَلَمْ يَكُ لِلسعَادَةِ بِالنَّسِيِّ
وَكَيْفَ رَجَا ابْنُ سَوَّاقٍ نَجَاةً / ولَيسَ لِما عَنَاهُ بِالنَّجِيِّ
إِذَا الإِقْصافُ بِالعِيدانِ أَوْدَى / فَمَا يَعْدُوهُ عَن قَصفِ الوَدِيِّ
أُحِيطَ بِهِ فَأَذْعَنَ عَن صغارٍ / يَذُمُّ عَواقِبَ المَرْعَى الوَبِيِّ
وأَلْحَفَ فِي الأَمانِ عَلَى اهْتِداءٍ / إِلَى اسْتِنقاذِ مَعْشَرِهِ الغَوِيِّ
وَهَانَ عَلَيْهِ أَنْ وَهَنَتْ قِوَاهُ / ليُمْسِكَ مِنْهُ بِالسَّبَبِ القَوِيِّ
أَفَاقَ وَكَانَ لا يَصْحُو فُوَاقاً / رُكُوناً مِنْ هَواهُ إِلَى الرَبِيِّ
وَخَوَّلَهُ الرِّضَى ما لَمْ يَخَلْهُ / وَكَمْ نَطِفٍ لهُ فَلَجُ البَرِيِّ
وَلَوْلا الصَّفْحُ أَسْقَتْهُ المَنَايَا / صِفَاحُ الهِنْدِ في يَوْمٍ قَسِيِّ
إِذا حَفَّ الحِمامُ بِمُستَمِيتٍ / فَلا يَيْأَسْ مِنَ اللطْفِ الخَفِيِّ
أَلا للَّهِ أَوَّاه مُطِيعٌ / يُدَوِّخُ كُلَّ جَبَّارٍ عَصِيِّ
تَسَامَى فِي مَراقِي الفَضْلِ حَتَّى / أَبَرَّ حُلىً مِنَ البَرِّ التَقِيِّ
وَأَقْسَمَ لا يُرَى إِلا مُكِبَّا / عَلَى الإِحْسَانِ لِلرَّجُلِ المُسِيِّ
وَمَا عَدِمَ اكْتِهَالاً واكْتِمَالاً / حِجَاهُ وهْوَ في حِجَجِ الصَّبِيِّ
رَبِيءُ الحَرْبِ أَوْسَعَها غَناءً / فأَغْنَتْهُ الخِزَامَةُ عَنْ رَبِيِّ
يَبينُ عَلَيْهِ مَيْلٌ لِلْعَوالِي / إِذَا لَحِظتهُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيِّ
وَيَسْتَدْعِي مُغَازَلَة المَوَاضِي / مُقنَّأةً كأَعْطافِ القِسِيِّ
وَلا يَدَعُ اقْتِنَاءَ العِلْمِ وَقْتاً / فَهَا هُوَ مِنهُ فِي شِبَعٍ وَرِيِّ
سَما لِلمَجْدِ فِي كَدْحٍ وَقَدْحٍ / بِزَنْدٍ مِنْ قَرِيحَتِهِ وَرِيِّ
وَأَحْرَزَ فِي المَعَالِي وَالمَعَانِي / وِرَاثَتَها عَنِ السَّلَفِ الرَّضِيِّ
تَسَلَّمَها بِحَقٍّ أَلْمَعِيّاً / نِقَاباً عَنْ نِقابٍ أَلْمَعِيِّ
يُشَرِّفُ ما تُصَرِّفُ راحَتاهُ / فَلِلْقَلَمِ افْتِخَارُ المَشْرَفِيِّ
ولايَتُهُ لَنا غَوثٌ وَغَيثٌ / عَلَى الوَسمِيِّ سامٍ والوَلِيِّ
وَمَثْواهُ بِدَارِ المُلْكِ فَوْزٌ / بِصَفْوِ العَيْشِ وَالبالِ الرَّخِيِّ
فَرِدْ بَحْرَ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً / وَطَالِعْ ناهِداً بَدْرَ النَّدِيِّ
وَفَيْتُ بِما استَطَعْتُ مِن امْتِدَاحٍ / فَهَلْ لِلْحُرِّ مَعْذِرَةُ الوَفِيِّ
وَأَرْجُو أَنْ يُسَوِّغَنِي قَبُولاً / بِهِ أُهْدِي المَدِيحَةَ كالهَدِيِّ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ / تُدافِعُ بِالإِنَابَةِ مَا يَنُوبُ
وَهَبَّتْ أَعْيُنٌ في اللَّهِ تَبْكِي / خَطَاياهَا وَقَدْ عُدِمَ الهُبُوبُ
يُغَازِلُها الكَرَى فَتَصُدُّ عَنْهُ / كَمَا صَدَّتْ عَن الفَرَجِ الكُرُوبُ
مُواصلةَ انْهِلالٍ بِانْهِمَالٍ / كَمَا حَيَّتكَ مِدْرَارٌ سَكُوبُ
أَلا إِنَّ السَّراةَ أنَاسُ نُسْكٍ / لَهُم أَبَداً عَلَى الحُسْنَى دؤُوبُ
مَحَبَّتُكُمْ إلَى الرَّحمَانِ زُلْفَى / وَحبُّ سِوَاكُمُ إثْمٌ وحُوبُ
وَلَوْلا أَنَّهُمْ فِينَا جِبالٌ / هَفَتْ بِالأَرْضِ والنَّاسِ الذنُوبُ
عَلَيهِم مِنْ شُحُوبِهمُ سِمَاتٌ / كَذا سِيمَا المُحِبِّينَ الشُّحوبُ
يَخَافُونَ البَيَاتَ وَمَا أَخَافُوا / فَقَدْ جَعَلَتْ جَوَانِحُهمْ تَذُوبُ
هُمُ انْتُدِبُوا إلَى الأَوْرَادِ لَيْلاً / فَملْءُ قُلوبِهِمْ مِنْها نُدُوبُ
وَقَدْ طَهُرَتْ خَلائِقُهُمْ صَفاءً / فَلَمْ تَعْلقْ بِعِرْضِهِم العُيوبُ
كأَنَّهُمْ بِما يُلْقَى إِلَيْهِمْ / تكاشِفُهُمْ بِخَافِيها الغُيوبُ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ لَنا غياثٌ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ لَنا غياثٌ / فَعِنْدَ المَحْلِ تُسْتَسْقَى الغُيوثُ
فَلا جُوعٌ وَيُمْناهُ الغَوادِي / وَلا خَوْفٌ وَقَتْلاهُ الليوثُ
بِنَفْسِي مُثلِجَاتٍ لِلصدُورِ
بِنَفْسِي مُثلِجَاتٍ لِلصدُورِ / لَهَا سِمَتانِ مِنْ نارٍ وَنُورِ
حَوامِلُ وَهْيَ أَبْكَارٌ عَذَارَى / تُزَفُّ عَلَى الأَكُفِّ مَعَ البُكُورِ
بَياضُ الطَّلحِ ما تَنْشَقُّ عَنْهُ / وَفَوْقَ أَدِيمِها صَهَبُ الخُمُورِ
كَبَرْدِ الطَّلِّ حِينَ تُذَاقُ طَعماً / وَفِي أَحْشَائِها وَهَجُ الحَرورِ
لَها حالان بَيْنَ فَمٍ وَكَفٍّ / إِذَا وَافَتكَ رائِقَةَ السُّفُورِ
فَتَغْرُبُ كَالأَهِلَّةِ فِي لَهَاةٍ / وتَطْلعُ في يَمينٍ كالبُدورِ
أَلا اسْمَعْ فِي الأَميرِ مَقَالَ صدْقٍ
أَلا اسْمَعْ فِي الأَميرِ مَقَالَ صدْقٍ / وَخُذْهُ عَنِ امْرِئٍ خدَم الأَمِيرا
مَتَى يَكْتُبْ تَرِدْ وَشَلاً أُجَاجاً / وَإِنْ يَرْكَبْ تَرِدْ عَذْباً نَمِيرا
عَلَتْ سنِّي وَقَدْرِي فِي انْخِفَاضِ
عَلَتْ سنِّي وَقَدْرِي فِي انْخِفَاضِ / وَحُكْمُ الرَّبِّ فِي المَرْبُوبِ مَاضِ
إِلَى كَمْ أُسْخِطُ الأَقْدارَ حَتَّى / كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ يَوْماً بِرَاضِ
حَدِيقَةُ ياسَمِينٍ لا
حَدِيقَةُ ياسَمِينٍ لا / تَهِيمُ بِغَيْرِها الْحَدَقُ
إِذَا جَفْنُ الغَمَامِ بَكَى / تَبَسَّمَ ثَغْرُها اليَقَقُ
كأَطْرَافِ الأَهِلَّةِ سا / لَ فِي أثْنائِها الشَّفَقُ
لَقَدْ حَسُنَتْ بِكَ الأَوقَات حَتَّى
لَقَدْ حَسُنَتْ بِكَ الأَوقَات حَتَّى / كأَنَّكَ في فَمِ الزَّمَنِ ابتِسَامُ
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ / وَصِدْقُ اليَاسِ مِن كذِبِ الأَمانِي
وَبَرت فِي أَلِيَّتِهَا الليالِي / بِتَرْويعِي فَأَنَّى بِالأَمانِ
أَمَا قنعت وَقَدْ كَلِفَت بِهَضْمِي / وَضَيْمِي دُونَ أَبناءِ البَيانِ
أُحاوِلُ أَن أَقومَ لِمَا يُوَاتِي / فَتُقْعِدُنِي الخُطُوبُ بِلا تَوانِي
وَأَطْباقُ الثرَى بِالحُرِّ أَحْرَى / إِذا أَلْفَى الثراءَ مِنَ الهَوانِ
فَهَلْ مِنْ آخِذٍ بِيَدي أخيذٍ / بِعَينِ اللَّهِ شدّةُ ما يُعانِي
أَيا مَا أَشتَكِيهِ من أَيامِي / عوَارٍ فِي يَدِ البَلوَى عَوانِي
وَمَا أَبغِي عَلَى تَلَفِي دَلِيلاً / كَفانِي أَننِي حَيٌّ كَفانِي
رَجَوْتُ اللَّهَ فِي اللأواءِ لمَّا
رَجَوْتُ اللَّهَ فِي اللأواءِ لمَّا / بَلَوْتُ الناسَ مِن سَاهٍ وَلاهِي
فَمِنْك سائِلاً عَنك فَإِنِّي / غَنِيتُ بِالافتِقارِ إِلَى إِلَهِي
لأمر اللّه في الأعضاد فتّ
لأمر اللّه في الأعضاد فتّ / وعاقبة اللصوق البحت بتّ
ومجتعات هذا الخلق شتّى / ولكن بعدها لا شكّ شتّ
وهل أبصرت ذا ورقٍ نضير / من الأغصان لم يمسسه حتّ
تأهّب للنوى وأعدّ زاداً / فأسبابُ المتالف لا تكَتّ
وقدما باد حارثة وزيدٌ / وخبّابٌ تقدّمهُ الأرت
عجبت لكل من يسهو ويلهو / وبين يديه أخذٌ ثمّ غتّ
سهونا عن مساورَةِ المنايا
سهونا عن مساورَةِ المنايا / فيا للّه من سهو العباد
وغرّتنا مساعدة الأماني / فلم نحزن على العمر المباد
وكم نادت فأسمعت الليالي / ولكن لا مصيخ إلا مناد
مجاهرَةٌ بنكرٍ دون عرفٍ / وتنديد يعاد بكلّ ناد
يطولُ تعجّبي منا حللنا / ولم نخف السيول ببطن واد
ولم أر مثلنا سفرا تباروا / إلى الغايات سيرا دون زاد
عرى الأعمار يعلوها انفصامُ
عرى الأعمار يعلوها انفصامُ / وأمر اللّه ما منه اعتصامُ
سواءٌ في الثرى ملكٌ وعبدٌ / ثوى النعمانُ حيث ثوى عصام
أعدّ لموقف العرض احتجاجا / لعلّك ليس يقطعُك الخصام
ولا يعظم سوى التفريط خطبٌ / عليك فإنّهُ الخطب العظام
أبن لي هل تبارزُ أم تولّى / إذا شركَت بك الحرب العقام
ولم تعرِف وقد فجىءَ انتقالٌ / أغفرٌ للذنوبِ أم انتقامُ
بوقّ من السافر على اغترارٍ / فليس لساكني الدنيا مقامُ
وإنّ الموتَ للأتقى شفاءٌ / كما أنّ الحياة له سقامُ
حذار حذار إنّك في بحارٍ / من الدنيا طمت فلها التطامُ
وتعلمُ أنّها تردي يقيناً / ومنّا في غواربِها اقتحامُ
وإنّ من العجائب أن أمرّت / مواردُها وإن كثُرَ الزحامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025