المجموع : 39
كَتَبتُ إِلَيكَ أَستَهدي نَبيذاً
كَتَبتُ إِلَيكَ أَستَهدي نَبيذاً / وَأُدلي بالجِوارِ وَبالحُقوقِ
فَخَبَّرتَ الأَميرَ بذاكَ غَدراً / وَكُنتَ أَخا مُفاضَحَةٍ وَمُوقِ
دَعَتهُ عنوَةً فَتَرَقَّقَتهُ
دَعَتهُ عنوَةً فَتَرَقَّقَتهُ / فَرَقَّ وَلا خَلالَةَ لِلرَقيقِ
وَموعظةُ الشَفيقِ تَكونُ داءً
وَموعظةُ الشَفيقِ تَكونُ داءً / إِذا خالفتَ موعظةَ الشَفيقِ
دعوا الأمرَ الدَقيقَ وَزمّلوهُ / فَتَلقيحُ الجَليلِ مِن الدَقيقِ
ذكَرتُهُمُ فَيا لَكَ مِن أَديمٍ
ذكَرتُهُمُ فَيا لَكَ مِن أَديمٍ / دهينٍ غيرِ ذي نغلٍ صَليقِ
عَقَقتَ أَباكَ ذا نَشَبٍ وَيُسرٍ
عَقَقتَ أَباكَ ذا نَشَبٍ وَيُسرٍ / فَلَمّا أَفنَتِ الدُنيا أَباكا
عَلِقتَ عَداوَتي هَذي لَعَمري / ثيابُ السرِّ تُلبِسُها عِراكا
غَلبتَ عَلى الخَلافَةِ مَن تَمَنّى
غَلبتَ عَلى الخَلافَةِ مَن تَمَنّى / وَمَنّاهُ المُضِلُّ بِها الضَلولُ
فَأهلَكَ نَفسَهُ سَفَهاً وَجُبناً / وَلَم يُقسَم لَهُ مِنها فَتيلُ
وَوازرَهُ ذَوُو طَمَعٍ فَكانوا / غُثاءَ السَيلِ يَجمَعُهُ السيولُ
دَعوا إِبليسَ إِذ كذَبوا وَجاروا / فَلَم يُصرِخهُمُ المُغوي الخَذولُ
وَكانوا أَهلَ طاعتِهِ فَوَلّى / وَسارَ وَراءَهُ منهُم قَبيلُ
وَهُم لَم يُقصِروا فيها بحَقٍّ / عَلى أَثَرِ المُضِلِّ وَلَم يُطيلوا
وَما الناسُ اِحتَبَوكَ بِها وَلَكِن / حَباكَ بِذالِكَ المَلِكُ الجَليلُ
تُراثُ مَحمَّدٍ لَكُمُ وَكُنتُم / أُصولَ الحقِّ إِذ نُفِيَ الأُصولُ
أَتَذكُرُ عَهدَ ذي العَهدِ المُحيلِ
أَتَذكُرُ عَهدَ ذي العَهدِ المُحيلِ / وَعَصرَكَ بالأَعارِفِ وَالشلولِ
وَتَعريجَ المَطيَّةِ يَومَ شَوطى / عَلى العَرَصاتِ وَالدِمَنِ الحُلولِ
كَأَنَّكَ لَم تَسر بِجَنوبِ خَلصٍ
كَأَنَّكَ لَم تَسر بِجَنوبِ خَلصٍ / وَلَم تربَع عَلى الطَلَلِ المُحيلِ
وَلَمُ تَطلُب ظَعائِنَ راقِصاتٍ / عَلى أَحداجِهِنَّ مَها الدَبيلِ
أَشَمُّ مِن الَّذينَ بِهِم قُرَيشٌ
أَشَمُّ مِن الَّذينَ بِهِم قُرَيشٌ / تُداوي بَينَها غَبَنَ القَبيلِ
كَأَنَّ تَلألؤَ المَعروفِ فيهِ / شُعاعُ الشَمسِ في السَيفِ الصَقيلِ
تُناطُ حَمائِلُ الهِنديِّ مِنهُ
تُناطُ حَمائِلُ الهِنديِّ مِنهُ / بِعاتِق لا أَلَفَّ وَلا ضَئيلِ
وَلَكِن تَستَقِلُّ بِهِ قِواهُ / عَلى ماضٍ بِقائِمِهِ نَبيلِ
أَنَصبٌ لِلمَنِيَّةِ تَعتَريهِم
أَنَصبٌ لِلمَنِيَّةِ تَعتَريهِم / رِجالي أَم هُمُ دَرجُ السيولِ
كَأَنَّ فَقارَهُ اِشتَبَكَت عَلَيهِ
كَأَنَّ فَقارَهُ اِشتَبَكَت عَلَيهِ / قُرونُ الناخِساتِ مِن الوعولِ
مَتى ما يَغفُلُ الواشونَ تُومِىءْ
مَتى ما يَغفُلُ الواشونَ تُومِىءْ / بِأَطرافٍ مُنَعَّمَةٍ طُفولِ
رأت شمطاً تَخُصُّ بِهِ المَنايا
رأت شمطاً تَخُصُّ بِهِ المَنايا / شواةُ الرَأسِ كالسِبطِ المُحيلِ
أَجارَتَنا بِذي نَفَرٍ أَقيمي
أَجارَتَنا بِذي نَفَرٍ أَقيمي / فَما أَبكي عَلى الدَهرِ الذَميمِ
أَقيمي وَجهَ عامكِ ثُمَّ سيري / بلاوَاهِي الجِوارِ وَلا مُليمِ
فَكَم بَينَ الأَقارعِ فالمُنَقَّى / إِلى أُحُدٍ إِلى أَكنافِ ريمِ
إِلى الجَمّاءِ مِن خَدٍّ أَسيلٍ / نَقيِّ اللَونِ لَيسَ بِذي كُلومِ
وَمِن عَينٍ مُكَحَّلَةِ الأَماقي / بِلا كُحلٍ وَمن كَشحٍ هَضيمِ
أَرقِتُ وَغابَ عَنّي مَن يَلومُ / وَلَكِن لَم أَنَم أَنا لِلهُمومِ
أَرقتُ وَشفَّني وَجَعٌ بِقَلبي / لِزَينَبَ أَو أُميمَةَ أَو رَعومِ
أُقاسي لَيلَةً كالحَولِ حَتّى / تَبَدّى الصُبحُ مُنقَطعَ البريمِ
كَأَنَّ الصبحَ أَبلَقُ في حجُولٍ / يَشِبُّ وَيَتَّقي ضَرب الشَكيمِ
رَأَيتُ الشَيبَ قَد نَزَلَت عَلَينا / رَوائِعُهُ بِحُجَّةِ مُستَقيمِ
إِذا ناكَرْتَهُ ناكَرْتَ مِنهُ / خُصومَةَ لا أَلَدَّ وَلا ظَلومِ
وَوَدَّعَني الشَبابُ فَصرتُ مِنهُ / كَراضٍ بالصَغيرِ مِن العَظيمِ
فَدَع ما لا يُرُدُّ عَلَيكَ شَيئاً / مِن الجاراتِ أَو دِمَنِ الرُسومِ
وَقُل قَولاً تُطَبّقُ مَفصَلَيهِ / بمَدحَةِ صاحبِ الرأيِ الصَرومِ
لعَبدِ الواحِدِ الفَلْجِ المُعَلّى / عَلا خُلق النَفورةِ وَالخُصومِ
دَعَته المَكرُماتُ فَناوَلَتهُ / خِطامَ المَجدِ في سِنِّ الفَطيمِ
فَإِنَّ الغَيثَ قَد وَهيَت كُلاهُ
فَإِنَّ الغَيثَ قَد وَهيَت كُلاهُ / بِبَطحاءِ السَيالَةِ فالنَظيمِ
نَهاني ابنُ الرَسولِ عَن المُدامِ
نَهاني ابنُ الرَسولِ عَن المُدامِ / وَأَدَّبَني بِآدابِ الكِرامِ
وَقالَ ليَ اِصطَبِر عَنها وَدَعها / لِخَوفِ اللَهِ لا خَوفِ الأَنامِ
وَكَيفَ تَصَبُّري عَنها وَحُبّي / لَها حُبٌّ تَمَكَّنَ في عِظامي
أَرى طيبَ الحَلالِ عَليَّ خُبثاً / وَطيبَ النَفسِ في خُبثِ الحَرامِ
كَساعيَةٍ إِلى أَولادِ أُخرى
كَساعيَةٍ إِلى أَولادِ أُخرى / لِتَحضِنَهُم وَتَعجَزُ عَن بَنيها
كَأنّي مِن تَذَكُّرِ ما أُلاقي
كَأنّي مِن تَذَكُّرِ ما أُلاقي / إِذا ما أَظلَمَ اللَيلُ البَهيمُ
سَليمٌ مَلَّ مِنهُ أَقرَبوهُ / وَوَدَّعَهُ المُداوي وَالحَميمُ
فَكَم بَينَ الأَقارِعِ وَالمُنَقّى / إِلى أُحُدٍ إِلى ميقاتِ ريمِ
إِلى الجَمّاءِ مِن خَدٍّ أَسيلٍ / عوارِضُهُ وَمِن دَلٍّ رَخيمِ