القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 27
بدتْ قمراً لهُ حظي ليالي
بدتْ قمراً لهُ حظي ليالي / وجسمي في هواها كالهلالِ
ولاحتْ في المرآةِ فقلْ سماءٌ / تولتْها الملائِكُ بالصقالِ
ترقرقَ حسنها فيها فقالتْ / وفي الطاووسِ طبعُ الاختيالِ
وكانتْ كالغصونِ أصبنَ نهراً / فداعبْنَ الظِّلالَ على الزلالِ
وكنتُ لها بواحدةٍ قتيلاً / فكيفَ بها اثنتينِ على قتالي
دعوها تدرِ منها ما درينا / وتنظر ما نظرنا من جمالِ
فما مرآتها إلا كتابٌ / يعدُّ لها جناياتُ الدلالِ
وما اتهمتْ محاسنها ولكنْ / يكونُ سجيةً مرحُ الغزالِ
عساها صدَّقتْ ما أخبروها / بأن الطيفَ يسمحُ بالوصالِ
فلازمتِ المرآةَ كما أراها / تحاولُ أنْ تُظَّفرَ بالخيالِ
وللحسناءِ آمالٌ وماذا / يؤملُ في السما غيرُ المحالِ
فيا مرآتها وصفاءَ قلبي / وعصرَ طفولتي وخلوَّ بالي
ويا حظّي وحاجبها ودهري / وطرتَها وعينها وحالي
تقلبتِ الليالي بي ولما / يرعني إن تقلبتِ الليالي
كأني صرتُ مرآةً لدهري / يرى يها محاسنهُ البوالي
فلم ينظرْ جبيني قَطُّ إلا / تنفسَ فيهِ بالهمِّ العُضالِ
فدَيتُكِ ساعةَ المرآةِ طولي / أمدكِ من لياليَّ الطوالِ
فما أحلى إذا وقفتْ إليها / تبالي بالجمالِ ولا تبالي
وبانتْ في الحليِّ طريقَ سبقٍ / لتستبقَ اليمينَ معَ الشمالِ
وأعيى كفها الشعرُ اختلافاً / كما تعيى الهدايةُ بالضلالِ
ولاحتْ في لواحظها سِمَاةٌ / كا تجري المنيةُ في النّصالِ
فلو نطقتْ لنا المرآةُ عنها / إذاً قالتْ تباركَ ذو الجلالِ
لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ
لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ / ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ / وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ / إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو / لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى / على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
ولو نفساهما بدتا لعيني / لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً / بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ / إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً / إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَ البحاَ تكنْ سفينا / وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً / يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
وما من شيمةٍ إلا وفيها / لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
وقومي مثلُ ما أدري وتدري / فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً / أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن / إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ / وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري / يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ
عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى / بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ
تقدمنا النسا ونفوسُ قومي / من اللائي عليهنَّ الحجابُ
وما غيرُ النفوسِ هي البرايا / وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ
دعي عنكِ الطلاءَ فليسَ حسناً
دعي عنكِ الطلاءَ فليسَ حسناً / وأيَّ حقيقةً كانتْ مجازا
ومن ذا غرّهُ التحسينُ إني / رأيتُ الشمسَ لا تحتاجُ غازا
لا تلوميني على السق
لا تلوميني على السق / مِ فذا طرفكِ أسقمُ
أنتِ علمتِ فؤادي / فيكِ كيفَ يتألمُ
فرحمتِ الحبَّ مني / وأراهُ ليسَ يرحمُ
إن هذا الحبّ ضيفٌ / وقراهُ اللحمُ والدمُ
على الطرسينِ من خدٍ وجيدِ
على الطرسينِ من خدٍ وجيدِ / ارى سطرينِ في معنى الصدودِ
وقد سدَلتْ غدائرها تريني / تبدلَ بيضَ أيامي بسودِ
وقطَّعني الأسى والدمعُ بحرٌ / فعادَ بسيطُ هميّ في المديدِ
ولما أمصدتْ قلبي بلحظٍ / علمتُ بأنهُ بيتُ القصيدِ
لها دينٌ ولي دينٌ ولكن / أرى القلبين في دينٍ جديدِ
وكم من ليلةٍ مرّت وأفقُ النجو / مِ كجيدها تحتَ العقودِ
وقد وقفَ الدُّجى فزعاً يصلي / وظلمةُ ذنبهِ ملءُ الوجودِ
وأنفاسُ النسائمِ كهرباءٌ / توصلُ بينَ قلبيَ والخدودِ
وقد سعتِ اللحاظُ بما أردنا / توكدُ يننا صدقُ العهودِ
فكم لحظةٍ وكم نفسٍ ترا ذا / تلغرافاً وذا ساعي بريدِ
فعدتُ ارى النعيمَ ولستُ فيهِ / كمثلِ الغصنِ شُبه بالقدودِ
فلا أهلاً بأيامِ التجافي / ويا أيامَ ذاكَ الوصلِ عودي
تعاتبنا كأنَّ القل
تعاتبنا كأنَّ القل / بَ عندَ القلبِ في شكِّ
وألسننا صوامتُ وال / عيونُ لبعضها تحكي
فقالتْ أنتَ كالأطفا / لِ خلو القلبِ من شركِ
ففاضَ بمدحها دمعي / ونطقُ الطفلِ أن يبكي
أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ
أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ / فكيفَ وعذَّلي حولي أتاني
تقولُ أأنت لا تنفكُّ حياً / تعاني من هولنا ما تعاني
كفى هجراً فقد أصبحتُ نضوا / تمرُّ بي العيونُ ولا تراني
ولو هبَّ النسيمُ عليَّ يوماً / لزحزحني وربكِ عن مكاني
وها أنا حينَ أنظمُ فيكِ شعراً / أكادُ أكونُ فيهِ من المعاني
لو أنَّ الحورَ حولي قد تجلَّتْ / لجدَ الناسُ في طلبِ الجنانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025