القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 107
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر / وحسنَ عشية معها وصبحه
ضممتُ الخصرَ ثمَّ نحوت أمراً / فيا لك ضمة كانت وفتحه
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا / وباتوا عاكفين على الملاح
لأنتم خيرُ من ركبَ المطايا / وأندَى العالمينَ بطونَ راح
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي / هواها مثلَ ما يمشي الرُخيخ
تصيَّد طائرَ القلبِ المعنى / بحبة خالِها الصدغُ الفُخيخ
كأنَّ سيوفَ سيفِ الدِّين رشت / حفافي خدّها منه لطيخ
أميرٌ ما لأهلِ القصدِ صفرٌ / لديهِ ولا لأهل الكبر طيخ
قضى عدلاً فلا عينٌ بظلمٍ / بها خزُرٌ ولا أنفٌ شميخ
حمدتُ الله حينَ بدَا لعيني / شريح قضًى وفي عمرِي شريخ
فتًى في يومِ جودٍ أو نزالٍ / ويوم العلم والآراءِ شيخ
فجودُ بنانِهِ بحرٌ فراتٌ / وجودُ بنان أقوامٍ فصيخ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ / ووعظك قد ملا سمع المصيخ
كسرت كؤوس شعري بعدَ دورٍ / وتبتَ على يدي شيخ الشيوخ
ألا لله ما أزكى فعالاً
ألا لله ما أزكى فعالاً / وأقوالاً وما أجدى وأندى
رقيت إلى النجوم فجئت منها / بأحسن صورةٍ تهدي وتهدى
ولما أن بعثت بها نثاراً / نظمنا من حلاها المدح عقدا
عذلوني في هوى أغيد قد
عذلوني في هوى أغيد قد / زاد أشجاني وفي تركي لغاده
ثم قالوا عن سليمى لا تحل / قلت محبوبي سليمى وزياده
روت عيني التسهد عن قتاده
روت عيني التسهد عن قتاده / ومن لوني وسقمي عن جراده
ومن عذل العذول عن انتقاص / ولكن من هواكم عن زياده
حماه لحيكم وثنا ابن يحيى / كلا السندين يروى عن حماده
بليغ مع وزارته وقاض / بأعناق الأنام له شهاده
حمى العليا بفضل فاضليّ / زكا وذكا وأوغل في السياده
يسابق كل يوم قاصديه / بعادي خيره والخير عاده
دعونا بره شاماً ومصراً / فواصل في الإفاءة والإفاده
جرى دمعي إلى والدي وأهلي
جرى دمعي إلى والدي وأهلي / فقالت مصرُ نيلي في الزيادة
فكفّ دموع عينك عن بلادي / وإلاّ كن فتًى يمضي بلاده
فقلت أريد تسفيراً وزاداً / فقالت لي بزائدها وزاده
أليسَ علاء دين الله أعطى / فقلت وصبحة يعطي وعاده
وجاهاً فاتحاً بابي مزيد / سرى ومجاوراً باب السعادة
بفضلك يا ابن فضل الله عادت / وعاد حديثها أهل السيادة
روت عن قرَّةٍ عينٌ تراكم / وعين الضد تروي عن قتاده
تذكر أهله وبنيه صبٌّ
تذكر أهله وبنيه صبٌّ / نوى سفراً ولله الإراده
وصوَّرَ فكره للبين ركباً / فبادرَ جفن عينيه المزاده
ومثلي من بكى لفراقِ بابٍ / علائيّ الفعالِ المستجاده
جواري الأفقِ تخدم زائريه / بتوفيقٍ وتتبعهم سعاده
فيا منْ لم أزلْ أحظى لديه / بفضلٍ جامعٍ بابَ الزِّياده
بقيتَ ممدّحاً في كلِّ نادٍ / مدائحَ كلها وسطى القلاده
فما ذكري حبيب لها بباك / ولا عبث الوليد أبا عباده
وزيرَ الملكِ دمتَ لنا ملاذاً
وزيرَ الملكِ دمتَ لنا ملاذاً / مديد الظلّ مبسوطَ السعاده
عوائد جاهه وعطاه تأتي / فيا لكِ صبحةً تأتي وعادَه
ويا لكِ عادةً من بيت جودِ / ومنا في مدائحهم شهاده
إذا سفراً قصدنا أو مقاماً / فإنَّ قِرَى الفتى منه وزاده
فيا فخرَ الوزارةِ يا ختاماً / لها يا ذا المحاسن والإفاده
فهذا البيت جامعُ عين برٍّ / وبابُ صِلاته بابُ الزِّياده
بقيتَ لعادة في الجودِ منكم / ومنّا في مدائحكم شهاده
هناء بالصيام وما يليه
هناء بالصيام وما يليه / من الأعياد في رتب السعاده
تزاوج بين أجرٍ أو ثناءٍ / بوادر ما تشاءُ من السياده
وأرجو أن يعاد سقيمُ حظي / لدرجي فهو محتاج العياده
مرضت فعادني أزكى البرايا
مرضت فعادني أزكى البرايا / وأغنى عن مراضِ الود حادوا
رأوا أني إلى الأجداثِ ماض / فقالوا كلّ ماضٍ لا يعاد
رشا بالصالحيةِ سفح عيني
رشا بالصالحيةِ سفح عيني / سريعٌ في محبته مديد
له قلبٌ ولي دمعٌ عليه / فهذا قاسيون وذا يزيد
صديقي من قديمٍ إنَّ فكري
صديقي من قديمٍ إنَّ فكري / بما أبديت لي فكرٌ جديد
وعدت بيسرتي فازددت عسراً / فلا أدري أوعدٌ أو وعيد
عليك بساحة الملك المرجّى
عليك بساحة الملك المرجّى / إذا خفت الجوائح والأعادي
تجدْ أندي يدٍ وخيولَ حربٍ / فما ينفكّ يروي عن جواد
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير / ولين معاطف الغصن النضير
لقد عبثت لواحظه بعقلي / فيا ويل الصحيح من الكسير
غزالٌ كالغزالة في سناها / تحجبه الملاحة بالستور
شديد الظلم حلّ صميم قلبي / كذاك الظلم يوقع في الأسير
تبسم ثم حدّث بالّلآلي / فأعجزَ بالنظيم وبالنثير
وأسكر لحظه من غير ذوقٍ / فيالله من لحظٍ سحور
وأجفانٌ مؤنثةٌ ولكن / تقابلنا بأسيافٍ ذكور
وخدّ لاح فيه خيال دمعي / فقل في الرَّوض والماءِ النهير
شجاني منه أمرد ما شجاني / وثنى بالعذار فمن عذيري
ومن لي فيه من ليلٍ طويل / أكابده ومن جفنٍ قصير
لحى الله الوشاة فإن تدانو / ولحّ الظبي عنَّا في النفور
وعزّ لقاؤنا والربع دانٍ / كما أبصرت تفليج الثغور
فرُبَّ دجىً لنا فيه عناقٌ / تغوص به القلائد في النحور
زمانُ العيش مبتسمُ الثنايا / ووجهُ الأنس وضَّاح السرور
ووصلُ معذِّبي جناتُ عدنٍ / لباسي فيه ضمٌّ كالحرير
تروم يداي في خصريه مسرًى / ولكن ضاق فترٌ عن مسير
وتعي الكفّ عن كشحٍ هضيمٍ / فأرفعها إلى رِدفٍ وثير
وأستر ثغره باللثمِ خوفاً / على ليلي من الصبح المنير
سقى صوب الحيا تلك الليالي / وإن عوضتُ بالدمعِ الغزير
وحيى منزل اللّذات عنا / وإن لم يمس منا بالعمير
وبدراً فائزاً بالحسنِ يحثو / تراب السبق في وجه البدور
يلذّ تغزّلُ الأشعار فيه / لذاذة مدحها في ابن الأثير
أغرّ إذا اجتنى وحبا العطايا / رأيت السيل يدفع من ثبير
أخو يومين يوم ندًى ضحوكٍ / ويوم ردًى عبوسٍ قمطرير
يصوّب مقلتي كرمٍ وبأسٍ / فيقلع عن فقيد أو عقير
كذلك المجد ليس يتم إلا / بمزج العُرف فيه والنكير
رأيت عليّ كابن عليّ قدماً / وزيراً جلَّ عن لقب الوزير
يسائله عن التمهيد ملكٌ / فيسأل جدّ مطّلعٍ خبير
ويبعث كتبه في كلّ روعٍ / كتائب نقعها شكل السطور
فمن دالٍ ومن ألفٍ وميمٍ / كقوسٍ أو كسهمٍ أو قتير
كأن طروسه بين الأعادي / نذيرُ الشيب بالأجل المبير
كأنَّ حديثه في كلِّ نادٍ / حديث النار عن نفسِ العبير
يظلّ السائدون لدى حماه / سدًى يستأذنون على الحضور
مثولاً مع ذوي الحاجات منّا / فما يُدرى الغنيّ من الفقير
إلى أن يرفعَ الأستارَ وجهٌ / تراه من المهابة في ستور
فمن رفدٍ يفيئ لمستميحٍ / ومن رأيٍ يضيئ لمستنير
ومن حقٍّ يساقُ إلى حقيق / ومن جدوى تفاض على جدير
سجية سابق الطلبات سامٍ / يظلّ على معاركة الأمور
ذكيرٌ لا ينقّب عن حلاه / تلقى المجد عن سلفٍ ذكير
فإن تحجب فلهجة كلّ راوٍ / وإن تظهر فنصب يد المشير
كذا فليحوها قصب المعالي / سبوقٌ جاء في الزَّمن الأخير
بعيد القدر من آمال باغٍ / قريب البرّ من يد مستمير
يهاب سبيل مسعاه المجاري / كأنَّ الرَّجل منه على شفير
ويرجع بعد جهدٍ عن مداه / بلا حظٍّ خلا نفس نهير
يحدّث عن علاه رغيم أنفٍ / فيتبع ما يحدّث بالزفير
وكيف ترام غاية ذي علاءٍ / يردّ الطرف منها كالحسير
سميّ الشكر من هنّا وهنّا / ونبت عذراه مثل الشكير
مكارم لا تمنّع عن طلوبٍ / كما لمع الصباح لمستنير
فلو شاء المشبه قال سحراً / بسرعتها لإخراج الضمير
له قلمٌ سريُّ النفع سار / يبيت على الممالك كالخفير
تعلّم وهو في الأجمات نبتٌ / سجايا الأسد حتى في الزئير
ألم تره إذا اعترضت أمورٌ / ورام الفرس أعلن بالصرير
ولثّمه المداد لثامَ ليلٍ / فأسفر عن سنا صبحٍ منير
وأنشأ في الطروس جنان عدنٍ / فحلّ بطرسهِ شرب الخمور
وجاوره الحيا المنهلّ حتى / تصبّب منه كالعرَق الدزير
تصرَّف حكمه بمنى حكيمٍ / بأدواء العلى يقظٍ بصير
من القوم الذين لهم صعودٌ / إلى العلياءِ أسرع من حدور
تبيتُ الناسُ في سلمٍ وتمسي / تحارب عنهم كرّ العصور
صدورٌ فيهمُ لله سرٌ / كذا الأسرار تودع في الصدور
رست أحلامهم وسرت لهاهمُ / فأكرم بالجبالِ وبالصخور
ولي لفظٌ رقيق الوِرد جزل / كما نبع الزّلالُ من الصخور
سما شعري وعاد على علاهم / فلقّبناه بالفلك الأثير
وأحسن ما سرى بيت لطيف / يصاغ ثناه في بيتٍ كبير
أأندى العالمين ندًى وأجدى / على العافين في الزمن العسير
عذرنا فيك دهراً زادَ حبًّا / لما ميزْت منه على الدهور
إذا أحصى الضعيف عليه ذنباً / أتت يمناك بالكرم الغفور
ودولة مالكٍ نثلت جفيراً / فكنت أشدّ سهمٍ في الجفير
حميت رواقها وبنيت فيها / بيمنك كلّ سطرٍ مثل سور
وسكّنت البسيطةَ من هياجٍ / فما يهتزّ فرعٌ في دَبور
ولمْ يعجزْك في الأيام شيءٌ / تحاوله سوى مرأًى نضير
لتهنك حجةٌ غرّاء يحلو / تذكرها على مرّ الدّهور
جنيتم كلّ ضامرةٍ لعيش / فرار الورق قدّام الصقور
كأنَّ الأرض تحتكمُ سماءٌ / تجلّت بالأهلة والبدور
سُرىً تطوى به الفلوات طياًّ / ونعم الذَّخر في يوم النشور
تقولُ بطاحُ مكةَ يوم لحتم / ألا لله من وفدٍ جهير
ألستم خير من ركب المطايا / وأعلا القادمين سنا نور
يطوف عليكم الرّضوان فيها / طوافكُم على البيتِ الطهور
ويعبق بينكم في النحر عرفٌ / كأنَّ المسك بعضُ دم النحير
وتمكث بالحجاز سيولُ رفدٍ / فما تهفو إلى نوءٍ مطير
إذا كرمت مساعي المرءِ حثت / لبذل الوفر في جمع الأجور
فيا بشرى لمصرَ وساكنيها / مصيرك نحوها أزكى مصير
وعودك في سما التدبير بدراً / يفرّع من ركوب هلال كور
وعيناً للزمان تجيل رأياً / تبسم عنه أرجاء الثغور
أطلتُ مديحه وأجدتّ فيه / وما حابيته وَزْن النقير
وقمت بجاهه أشكو الليالي / كما تشكو الرّعية للأمير
وأعجب كيف أظمأ من غمامٍ / وقد شمل الجليل مع الحقير
وكيف ظلاله تسعُ البرايا / وشخصي قائمٌ وسطَ الهجير
وما في السحب مثل ندى يديه / ولا في الأرض مثليَ من شكور
رعاك الله دارِكْ شكوَ عبدٍ / تمسّك منك بالعدل السفير
فمثلك من أغاث حليف بيتٍ / فأحيى بعضَ سكانِ القبور
ولا تنظرْ إلى حقي ولكنْ / إلى ما فيك من كرمٍ وخير
أتيتك محرماً من كل صنعٍ / فدُمْ يا كعبةً للمستجير
وجمعْ في زمانك كلّ عصرٍ / كجمع العام أفراد الشهور
لآلٍ في سلوكٍ قد جلاها
لآلٍ في سلوكٍ قد جلاها / بنانك أم معانٍ في سطور
وألفاظٌ بأفضالٍ توالت / علينا أم قلائد في نحور
رعاكَ الله من بحرٍ أجادت / بديهةُ فكرِهِ نظمَ البحور
وصدرٍ تقبل الكلمات منه / فتجلسها المسامع في الصدور
لقد رقت وقد راقت لسمعي / نظائر منه كالروض النضير
وشيَّد لي بيوتاً من جمانٍ / إذا شيدت بيوتٌ من صخور
مشى الأدباء في طرق المعاني / به وبلفظه فمشوْا بنور
أما والله قد شرفت شعري
أما والله قد شرفت شعري / فأصبحَ كلّ بيت مثلَ قصر
وقد لاقيتُ من علياكَ بحراً / يلذّ مديحه في كلّ بحر
وصدراً فيهِ للرحمن سرٌّ / كذاك الصدر موطن كلّ سر
ولم أرَ فيكَ عيباً غير نعمى / بها اسْتعبدت منَّا كلّ حرّ
وبرًّا إن تقاصر عنه شكري / فأقسم ما تقاصر عنه أجري
أقول لساكني حلب جميعاً / مقالة مجتلي خَبر وخُبر
دعوا صيدَ المحامدِ والمعالي / فقد صادتْهما هممُ ابنِ صقر
عدمت محمداً أيام أرجو
عدمت محمداً أيام أرجو / نداه على الزمانِ واسْتجير
فإن تحجب محاسنه بلحدٍ / ففي أفقِ السماءِ لها مسير
تقول لروحِه الأفلاكُ أهلاً / لنا زمنٌ على هذا ندور
أحبّ ديارَ ساداتي ولِمْ لا
أحبّ ديارَ ساداتي ولِمْ لا / أحبّ لأل فاطمةَ الدّيارا
فمن لي أن أطوفَ عليه باباً / أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وأدخل جنةً قد عجلتْ لي / لأني بالولاءِ أمنتُ نارا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025