المجموع : 107
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر / وحسنَ عشية معها وصبحه
ضممتُ الخصرَ ثمَّ نحوت أمراً / فيا لك ضمة كانت وفتحه
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا / وباتوا عاكفين على الملاح
لأنتم خيرُ من ركبَ المطايا / وأندَى العالمينَ بطونَ راح
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي / هواها مثلَ ما يمشي الرُخيخ
تصيَّد طائرَ القلبِ المعنى / بحبة خالِها الصدغُ الفُخيخ
كأنَّ سيوفَ سيفِ الدِّين رشت / حفافي خدّها منه لطيخ
أميرٌ ما لأهلِ القصدِ صفرٌ / لديهِ ولا لأهل الكبر طيخ
قضى عدلاً فلا عينٌ بظلمٍ / بها خزُرٌ ولا أنفٌ شميخ
حمدتُ الله حينَ بدَا لعيني / شريح قضًى وفي عمرِي شريخ
فتًى في يومِ جودٍ أو نزالٍ / ويوم العلم والآراءِ شيخ
فجودُ بنانِهِ بحرٌ فراتٌ / وجودُ بنان أقوامٍ فصيخ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ / ووعظك قد ملا سمع المصيخ
كسرت كؤوس شعري بعدَ دورٍ / وتبتَ على يدي شيخ الشيوخ
ألا لله ما أزكى فعالاً
ألا لله ما أزكى فعالاً / وأقوالاً وما أجدى وأندى
رقيت إلى النجوم فجئت منها / بأحسن صورةٍ تهدي وتهدى
ولما أن بعثت بها نثاراً / نظمنا من حلاها المدح عقدا
عذلوني في هوى أغيد قد
عذلوني في هوى أغيد قد / زاد أشجاني وفي تركي لغاده
ثم قالوا عن سليمى لا تحل / قلت محبوبي سليمى وزياده
روت عيني التسهد عن قتاده
روت عيني التسهد عن قتاده / ومن لوني وسقمي عن جراده
ومن عذل العذول عن انتقاص / ولكن من هواكم عن زياده
حماه لحيكم وثنا ابن يحيى / كلا السندين يروى عن حماده
بليغ مع وزارته وقاض / بأعناق الأنام له شهاده
حمى العليا بفضل فاضليّ / زكا وذكا وأوغل في السياده
يسابق كل يوم قاصديه / بعادي خيره والخير عاده
دعونا بره شاماً ومصراً / فواصل في الإفاءة والإفاده
جرى دمعي إلى والدي وأهلي
جرى دمعي إلى والدي وأهلي / فقالت مصرُ نيلي في الزيادة
فكفّ دموع عينك عن بلادي / وإلاّ كن فتًى يمضي بلاده
فقلت أريد تسفيراً وزاداً / فقالت لي بزائدها وزاده
أليسَ علاء دين الله أعطى / فقلت وصبحة يعطي وعاده
وجاهاً فاتحاً بابي مزيد / سرى ومجاوراً باب السعادة
بفضلك يا ابن فضل الله عادت / وعاد حديثها أهل السيادة
روت عن قرَّةٍ عينٌ تراكم / وعين الضد تروي عن قتاده
تذكر أهله وبنيه صبٌّ
تذكر أهله وبنيه صبٌّ / نوى سفراً ولله الإراده
وصوَّرَ فكره للبين ركباً / فبادرَ جفن عينيه المزاده
ومثلي من بكى لفراقِ بابٍ / علائيّ الفعالِ المستجاده
جواري الأفقِ تخدم زائريه / بتوفيقٍ وتتبعهم سعاده
فيا منْ لم أزلْ أحظى لديه / بفضلٍ جامعٍ بابَ الزِّياده
بقيتَ ممدّحاً في كلِّ نادٍ / مدائحَ كلها وسطى القلاده
فما ذكري حبيب لها بباك / ولا عبث الوليد أبا عباده
وزيرَ الملكِ دمتَ لنا ملاذاً
وزيرَ الملكِ دمتَ لنا ملاذاً / مديد الظلّ مبسوطَ السعاده
عوائد جاهه وعطاه تأتي / فيا لكِ صبحةً تأتي وعادَه
ويا لكِ عادةً من بيت جودِ / ومنا في مدائحهم شهاده
إذا سفراً قصدنا أو مقاماً / فإنَّ قِرَى الفتى منه وزاده
فيا فخرَ الوزارةِ يا ختاماً / لها يا ذا المحاسن والإفاده
فهذا البيت جامعُ عين برٍّ / وبابُ صِلاته بابُ الزِّياده
بقيتَ لعادة في الجودِ منكم / ومنّا في مدائحكم شهاده
هناء بالصيام وما يليه
هناء بالصيام وما يليه / من الأعياد في رتب السعاده
تزاوج بين أجرٍ أو ثناءٍ / بوادر ما تشاءُ من السياده
وأرجو أن يعاد سقيمُ حظي / لدرجي فهو محتاج العياده
مرضت فعادني أزكى البرايا
مرضت فعادني أزكى البرايا / وأغنى عن مراضِ الود حادوا
رأوا أني إلى الأجداثِ ماض / فقالوا كلّ ماضٍ لا يعاد
رشا بالصالحيةِ سفح عيني
رشا بالصالحيةِ سفح عيني / سريعٌ في محبته مديد
له قلبٌ ولي دمعٌ عليه / فهذا قاسيون وذا يزيد
صديقي من قديمٍ إنَّ فكري
صديقي من قديمٍ إنَّ فكري / بما أبديت لي فكرٌ جديد
وعدت بيسرتي فازددت عسراً / فلا أدري أوعدٌ أو وعيد
عليك بساحة الملك المرجّى
عليك بساحة الملك المرجّى / إذا خفت الجوائح والأعادي
تجدْ أندي يدٍ وخيولَ حربٍ / فما ينفكّ يروي عن جواد
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير / ولين معاطف الغصن النضير
لقد عبثت لواحظه بعقلي / فيا ويل الصحيح من الكسير
غزالٌ كالغزالة في سناها / تحجبه الملاحة بالستور
شديد الظلم حلّ صميم قلبي / كذاك الظلم يوقع في الأسير
تبسم ثم حدّث بالّلآلي / فأعجزَ بالنظيم وبالنثير
وأسكر لحظه من غير ذوقٍ / فيالله من لحظٍ سحور
وأجفانٌ مؤنثةٌ ولكن / تقابلنا بأسيافٍ ذكور
وخدّ لاح فيه خيال دمعي / فقل في الرَّوض والماءِ النهير
شجاني منه أمرد ما شجاني / وثنى بالعذار فمن عذيري
ومن لي فيه من ليلٍ طويل / أكابده ومن جفنٍ قصير
لحى الله الوشاة فإن تدانو / ولحّ الظبي عنَّا في النفور
وعزّ لقاؤنا والربع دانٍ / كما أبصرت تفليج الثغور
فرُبَّ دجىً لنا فيه عناقٌ / تغوص به القلائد في النحور
زمانُ العيش مبتسمُ الثنايا / ووجهُ الأنس وضَّاح السرور
ووصلُ معذِّبي جناتُ عدنٍ / لباسي فيه ضمٌّ كالحرير
تروم يداي في خصريه مسرًى / ولكن ضاق فترٌ عن مسير
وتعي الكفّ عن كشحٍ هضيمٍ / فأرفعها إلى رِدفٍ وثير
وأستر ثغره باللثمِ خوفاً / على ليلي من الصبح المنير
سقى صوب الحيا تلك الليالي / وإن عوضتُ بالدمعِ الغزير
وحيى منزل اللّذات عنا / وإن لم يمس منا بالعمير
وبدراً فائزاً بالحسنِ يحثو / تراب السبق في وجه البدور
يلذّ تغزّلُ الأشعار فيه / لذاذة مدحها في ابن الأثير
أغرّ إذا اجتنى وحبا العطايا / رأيت السيل يدفع من ثبير
أخو يومين يوم ندًى ضحوكٍ / ويوم ردًى عبوسٍ قمطرير
يصوّب مقلتي كرمٍ وبأسٍ / فيقلع عن فقيد أو عقير
كذلك المجد ليس يتم إلا / بمزج العُرف فيه والنكير
رأيت عليّ كابن عليّ قدماً / وزيراً جلَّ عن لقب الوزير
يسائله عن التمهيد ملكٌ / فيسأل جدّ مطّلعٍ خبير
ويبعث كتبه في كلّ روعٍ / كتائب نقعها شكل السطور
فمن دالٍ ومن ألفٍ وميمٍ / كقوسٍ أو كسهمٍ أو قتير
كأن طروسه بين الأعادي / نذيرُ الشيب بالأجل المبير
كأنَّ حديثه في كلِّ نادٍ / حديث النار عن نفسِ العبير
يظلّ السائدون لدى حماه / سدًى يستأذنون على الحضور
مثولاً مع ذوي الحاجات منّا / فما يُدرى الغنيّ من الفقير
إلى أن يرفعَ الأستارَ وجهٌ / تراه من المهابة في ستور
فمن رفدٍ يفيئ لمستميحٍ / ومن رأيٍ يضيئ لمستنير
ومن حقٍّ يساقُ إلى حقيق / ومن جدوى تفاض على جدير
سجية سابق الطلبات سامٍ / يظلّ على معاركة الأمور
ذكيرٌ لا ينقّب عن حلاه / تلقى المجد عن سلفٍ ذكير
فإن تحجب فلهجة كلّ راوٍ / وإن تظهر فنصب يد المشير
كذا فليحوها قصب المعالي / سبوقٌ جاء في الزَّمن الأخير
بعيد القدر من آمال باغٍ / قريب البرّ من يد مستمير
يهاب سبيل مسعاه المجاري / كأنَّ الرَّجل منه على شفير
ويرجع بعد جهدٍ عن مداه / بلا حظٍّ خلا نفس نهير
يحدّث عن علاه رغيم أنفٍ / فيتبع ما يحدّث بالزفير
وكيف ترام غاية ذي علاءٍ / يردّ الطرف منها كالحسير
سميّ الشكر من هنّا وهنّا / ونبت عذراه مثل الشكير
مكارم لا تمنّع عن طلوبٍ / كما لمع الصباح لمستنير
فلو شاء المشبه قال سحراً / بسرعتها لإخراج الضمير
له قلمٌ سريُّ النفع سار / يبيت على الممالك كالخفير
تعلّم وهو في الأجمات نبتٌ / سجايا الأسد حتى في الزئير
ألم تره إذا اعترضت أمورٌ / ورام الفرس أعلن بالصرير
ولثّمه المداد لثامَ ليلٍ / فأسفر عن سنا صبحٍ منير
وأنشأ في الطروس جنان عدنٍ / فحلّ بطرسهِ شرب الخمور
وجاوره الحيا المنهلّ حتى / تصبّب منه كالعرَق الدزير
تصرَّف حكمه بمنى حكيمٍ / بأدواء العلى يقظٍ بصير
من القوم الذين لهم صعودٌ / إلى العلياءِ أسرع من حدور
تبيتُ الناسُ في سلمٍ وتمسي / تحارب عنهم كرّ العصور
صدورٌ فيهمُ لله سرٌ / كذا الأسرار تودع في الصدور
رست أحلامهم وسرت لهاهمُ / فأكرم بالجبالِ وبالصخور
ولي لفظٌ رقيق الوِرد جزل / كما نبع الزّلالُ من الصخور
سما شعري وعاد على علاهم / فلقّبناه بالفلك الأثير
وأحسن ما سرى بيت لطيف / يصاغ ثناه في بيتٍ كبير
أأندى العالمين ندًى وأجدى / على العافين في الزمن العسير
عذرنا فيك دهراً زادَ حبًّا / لما ميزْت منه على الدهور
إذا أحصى الضعيف عليه ذنباً / أتت يمناك بالكرم الغفور
ودولة مالكٍ نثلت جفيراً / فكنت أشدّ سهمٍ في الجفير
حميت رواقها وبنيت فيها / بيمنك كلّ سطرٍ مثل سور
وسكّنت البسيطةَ من هياجٍ / فما يهتزّ فرعٌ في دَبور
ولمْ يعجزْك في الأيام شيءٌ / تحاوله سوى مرأًى نضير
لتهنك حجةٌ غرّاء يحلو / تذكرها على مرّ الدّهور
جنيتم كلّ ضامرةٍ لعيش / فرار الورق قدّام الصقور
كأنَّ الأرض تحتكمُ سماءٌ / تجلّت بالأهلة والبدور
سُرىً تطوى به الفلوات طياًّ / ونعم الذَّخر في يوم النشور
تقولُ بطاحُ مكةَ يوم لحتم / ألا لله من وفدٍ جهير
ألستم خير من ركب المطايا / وأعلا القادمين سنا نور
يطوف عليكم الرّضوان فيها / طوافكُم على البيتِ الطهور
ويعبق بينكم في النحر عرفٌ / كأنَّ المسك بعضُ دم النحير
وتمكث بالحجاز سيولُ رفدٍ / فما تهفو إلى نوءٍ مطير
إذا كرمت مساعي المرءِ حثت / لبذل الوفر في جمع الأجور
فيا بشرى لمصرَ وساكنيها / مصيرك نحوها أزكى مصير
وعودك في سما التدبير بدراً / يفرّع من ركوب هلال كور
وعيناً للزمان تجيل رأياً / تبسم عنه أرجاء الثغور
أطلتُ مديحه وأجدتّ فيه / وما حابيته وَزْن النقير
وقمت بجاهه أشكو الليالي / كما تشكو الرّعية للأمير
وأعجب كيف أظمأ من غمامٍ / وقد شمل الجليل مع الحقير
وكيف ظلاله تسعُ البرايا / وشخصي قائمٌ وسطَ الهجير
وما في السحب مثل ندى يديه / ولا في الأرض مثليَ من شكور
رعاك الله دارِكْ شكوَ عبدٍ / تمسّك منك بالعدل السفير
فمثلك من أغاث حليف بيتٍ / فأحيى بعضَ سكانِ القبور
ولا تنظرْ إلى حقي ولكنْ / إلى ما فيك من كرمٍ وخير
أتيتك محرماً من كل صنعٍ / فدُمْ يا كعبةً للمستجير
وجمعْ في زمانك كلّ عصرٍ / كجمع العام أفراد الشهور
لآلٍ في سلوكٍ قد جلاها
لآلٍ في سلوكٍ قد جلاها / بنانك أم معانٍ في سطور
وألفاظٌ بأفضالٍ توالت / علينا أم قلائد في نحور
رعاكَ الله من بحرٍ أجادت / بديهةُ فكرِهِ نظمَ البحور
وصدرٍ تقبل الكلمات منه / فتجلسها المسامع في الصدور
لقد رقت وقد راقت لسمعي / نظائر منه كالروض النضير
وشيَّد لي بيوتاً من جمانٍ / إذا شيدت بيوتٌ من صخور
مشى الأدباء في طرق المعاني / به وبلفظه فمشوْا بنور
أما والله قد شرفت شعري
أما والله قد شرفت شعري / فأصبحَ كلّ بيت مثلَ قصر
وقد لاقيتُ من علياكَ بحراً / يلذّ مديحه في كلّ بحر
وصدراً فيهِ للرحمن سرٌّ / كذاك الصدر موطن كلّ سر
ولم أرَ فيكَ عيباً غير نعمى / بها اسْتعبدت منَّا كلّ حرّ
وبرًّا إن تقاصر عنه شكري / فأقسم ما تقاصر عنه أجري
أقول لساكني حلب جميعاً / مقالة مجتلي خَبر وخُبر
دعوا صيدَ المحامدِ والمعالي / فقد صادتْهما هممُ ابنِ صقر
عدمت محمداً أيام أرجو
عدمت محمداً أيام أرجو / نداه على الزمانِ واسْتجير
فإن تحجب محاسنه بلحدٍ / ففي أفقِ السماءِ لها مسير
تقول لروحِه الأفلاكُ أهلاً / لنا زمنٌ على هذا ندور
أحبّ ديارَ ساداتي ولِمْ لا
أحبّ ديارَ ساداتي ولِمْ لا / أحبّ لأل فاطمةَ الدّيارا
فمن لي أن أطوفَ عليه باباً / أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وأدخل جنةً قد عجلتْ لي / لأني بالولاءِ أمنتُ نارا