المجموع : 47
تذكر واستراحَ إلى الدُموعِ
تذكر واستراحَ إلى الدُموعِ / حزينَ المقلتين على الهُجوعِ
توعَّدَ بالسهادِ بطولِ ليلٍ / ويأتيني الصباحُ من الطلوعِ
ووَكلهُ بأسقامٍ وحُزنٍ / غليلٌ ساكنٌ بينَ الضلوعِ
عصى من لام فاستولى عليهِ / هوىً يختال في قلبٍ مطيعِ
منعتَ المقلتين من الهُجوعِ
منعتَ المقلتين من الهُجوعِ / ووكلتَ المدامعَ بالدموعِ
وأضنيتَ الفؤادَ بطولِ وجدٍ / أقامَ عليهِ ما بينَ الضلوعِ
أيا قَمراً على غصنٍ نضيرٍ / بديعَ الحُسنِ يَبخلُ بالطلوعِ
ستعلمُ أنّني بكَ ذو اكتئابٍ / وكيفَ حياةُ مكتئبٍ جزوعِ
بَديعُ الصنعِ من حُسنِ بَديع
بَديعُ الصنعِ من حُسنِ بَديع / حَميدُ الخَلقِ مَذموُم الصَّنيعِ
نَفَى عن طرفِ عاشقهِ مَناماً / ووكلَهُ بإرسالِ الدُّموعِ
وَقدّ فوقَهُ قَمَرٌ منيرٌ / قَليلُ الشبهِ ممتنع الطلوعِ
تغيبهُ عن الأبصارِ عَينٌ / ولكن حبُّهُ بينَ الضُّلوعِ
وَغبتَ ولم تَغِب عنهُ الدُّموعُ
وَغبتَ ولم تَغِب عنهُ الدُّموعُ / ولم يلمِم بِمُقلتهِ الهُجوعُ
وَدَلَّ هوىً ترددَ في حشائي / فأخبر أنه دَنِفٌ جَزوعُ
أيا يومَ الفِراقِ صَدعتَ قلباً / متى يصحو فتلتئمَ الصُّدوعُ
سَيؤيسُني الهَوى إن غابَ إلفي / وَيُسعِدني التذكرُ والنزوعُ
بكى جزعاً من الجزَعِ
بكى جزعاً من الجزَعِ / بعبرةِ مُدنفٍ وَجِعِ
بِدَمعٍ واكفٍ من بَي / نِ مُفترِقٍ ومُجتمِعِ
على شمسٍ على غُصنٍ / على بِدعٍ من البدَعِ
عَزيز المثلِ من كلّ ال / وَرَى في الحُسنِ مُنقطعِ
أيا من قلبهُ دنفُ
أيا من قلبهُ دنفُ / ودمعُ جفونهِ يكفُ
ومن هو بالهوى والشو / قِ والأحزانِ معترفُ
لذا غنجُ محاسنِ وج / ههِ فوقَ الذي أصفُ
يتيهُ بهِ وحق لهُ / عليَّ التيهُ والصلفُ
تسلم ثم لا تقفُ
تسلم ثم لا تقفُ / وتعلمُ أنِّي دنِفِ
أما وهواكَ لو أمسي / بقلبكَ بعض ما نصِفُ
إذاً أمللتَ واستعدَي / تَ عيناً دَمعها يكفُ
ولكن صرتَ تملِكني / وحقَّ لمثلِكَ الصلَفُ
سأنفدُ عبرةَ العينينِ فيكا
سأنفدُ عبرةَ العينينِ فيكا / فأسعدُ في الهوى إلا عليكا
وأسكتُ لا أقولُ دنيفُ وجدٍ / ولا أشكوكَ مِما أشتَكيكا
أعيذكَ أن ترى لك في فؤادي / وإن تيمتهُ أبداً شريكا
ألستَ عليهِ بعد اللهِ رباً / وكنتَ ولا تزالُ له مليكا
بِجسمي لا بجِسمكَ يا عليلُ
بِجسمي لا بجِسمكَ يا عليلُ / ويكفيني من الألمِ القليلُ
تَعداكَ السقامُ إليَّ إنِّي / على ما بي لعادتهِ حَمولُ
إذا ما كنتَ يا أملي صَحيحاً / فحالفَني وسالمَكَ النحولُ
ألستَ شقيقَ ما تحوِي ضُلوعي / على أنِّي بعلتكَ العليلُ
أيا من باسمهِ حسنَ المقالُ
أيا من باسمهِ حسنَ المقالُ / ومن بجمالهِ تاهَ الجمالُ
بديعٌ تقصرُ الأوهام عنهُ / فكلُّ مقال واصله محالُ
تحامتهُ عيونٌ أكبرتهُ / وما لحِجابهِ عنها جلالُ
وأقسمَ حسنهُ بيمينِ بدٍّ / فقال وحسن وجهكَ لا يُنال
عليلٌ ليس يشبهُهُ عليلُ
عليلٌ ليس يشبهُهُ عليلُ / فكم أشكو إليكَ وكم أقولُ
تكلمتِ الجفونُ بما لديها / ودز إليكَ من قلبي رسولُ
يقول يظن من تيمت يَسلو / وأينَ إلى السلوِّ له سبيلُ
أنِل يا مَن له في كُل يومٍ / بلحظتهِ صريعٌ أو قَتيلُ
ومُكتئِبِ الفُؤادِ بكَت
ومُكتئِبِ الفُؤادِ بكَت / لرحمتهِ عواذلُه
أذابَ فؤادَهُ كَمداً / حبيبٌ قلَّ نائله
فَلئِن شَفاه من دنفٍ / فإنَّ هواكَ قاتلُه
فتىً قَوِيت صَبابتهُ / كما ضعفت وسائلُه
أيا مَن ليسَ يفهمُهُ العذولُ
أيا مَن ليسَ يفهمُهُ العذولُ / فيعذرَني ويَعلمَ ما أقولُ
محاسنُهُ محاسنُ أعجميٍ / بخطٍّ ليس تقرؤهُ العقولُ
تصد ولا أتوبُ وفي فؤادي / عليلٌ ليس يسأمهُ عليلُ
لقد طالت حياتي في عذابي / وأكَّدَ شِقوتي عُمرٌ طَويلُ
أتعذلَني وأنتَ فتىً مَلومُ
أتعذلَني وأنتَ فتىً مَلومُ / سقيمُ الجَفنِ يَعذلُهُ سَقيمُ
أيا دَمعِي هلُّمَ إلى فؤادٍ / بهِ داءٌ يُخامرُهُ قَديمُ
وَيا مَن صارَ يعذلني ملاماً / أخو دَنَفٍ بصاحبهِ عَليمُ
شَفانا اللَه من كَمَدٍ وَوجدٍ / فَداءُ قلوبِنا أبداً مُقيمُ
أيبكي عبرةً بدمِ
أيبكي عبرةً بدمِ / على الخدَّينِ منسَجمِ
كأنَّ الشوق قالَ لطر / فهِ المطروفِ لا تَنمِ
فباتَ مُوكلَ الأحشا / ءِ بالزَّفراتِ والألمِ
تنقل جسمَهُ الآلا / مُ من سُقمٍ إلى سَقَمِ
وتَبكِي العَينُ ما يُدمى
وتَبكِي العَينُ ما يُدمى / وقلباً ذائباً سُقما
وأجفانا تَرى الدَّمعَ / على مُقلتِها خيما
كأنَّ الليلَ يَحدوها / إذا نجمٌ تلا نَجما
ألا وأنالَني من لا / يُبالي الجورَ والظُّلما
أنا كَمدُ الفؤادِ المُستهامِ
أنا كَمدُ الفؤادِ المُستهامِ / رقدتُ من السقَامِ على السقامِ
ويا كمداً يذوبُ على التصابي / بداءٍ حادثٍ في كلِّ عامِ
بكيتُ عليكَ حتى ليسَ دَمعٌ / فطَرفي مدنَفٌ والجَفنُ دامِي
ألا بأبي وأمي مُستَطيل / ضنينٌ بالتَّحيَّة والسلامِ
على عَيني مِن النومِ السلامُ
على عَيني مِن النومِ السلامُ / كأنَّ مكانَهُ فيها حَرامُ
أيا طعمَ الرقادِ أقِم هنيئاً / بمقلةِ مَن يَنامُ ولا أنامُ
أيا مَن لحظُ مقلتهِ سقيمٌ / وفيهِ للأَصِحاء السقامُ
أتبلو الناظِرينَ إلى أمامٍ / وأنتَ للحظِ أعينِهم إمامُ
أيا سَقَمي من النظرِ السقيمِ
أيا سَقَمي من النظرِ السقيمِ / فطولُ خضوعِ قلبي للهمومِ
وأنسَى بالبكاء مكانَ دَمعي / يُراقبُ لحظه الطرفِ المَشومِ
أيا وَجداً يزيدُ على التنائِي / أيا شَوقاً إلى رَشأ رَخيمِ
أيا ريقاً رقتهُ منكَ حُجبٌ / ووَردةُ خَدِّهِ صبغُ النعيمِ
ألفتِ الدمعَ أيتها الجفونُ
ألفتِ الدمعَ أيتها الجفونُ / وسهدكِ التذكرُ والحنينُ
فإن أسهِدتِ شَوقاً من فؤادٍ / يُجيبُ دعاءَ زفرتهِ الأنينُ
أمنيهِ الافاقة كل يومٍ / وأعلمُ أن ذلك لا يَكونُ
وأختل ما بهِ عَنِّي فتأبَى / سقامٌ لا ترقُّ ولا تلينُ