القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 162
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ / وَفي أُفق الكَمال سمت بدورُ
وَقد وافى الأَميرَ الشَهمَ نَجلٌ / أَثيلُ المَجد في العليا أَميرُ
فنعم الشبل يا لَيث المَعالي / ستعرفه الميادِنُ وَالصُدور
وَدُم في مفرقِ الأَيام تاجاً / فَإِنك في جبين الدَهر نُور
وَخُذ فألَ السُرور بِهِ وَأَرّخ / لِأَحمَدَ يُوسفٌ خَلَفٌ نَصيرُ
بَدا في هالة العَليا هلالٌ
بَدا في هالة العَليا هلالٌ / علا في حُسنه عن أَن يُشارَكْ
وَأَزهر في جِنان الأنس غُصنٌ / سَتَجني من نضارته اِزدهارَكْ
فَيا رَبَّ النُهى وَأَخا المَعالي / لَكَ البُشرى فَغيثُ الأُنس زارك
وَذا المَولود تَتلوه التَهاني / وَسَوفَ تَروق عَلياهُ اِفتِخارك
فَأَرّخه بتاريخٍ بديعٍ / ليوسفَ أَحمدٌ خَلَفٌ مبارك
تبدّى الكَوكَبُ الوَضاحُ يزهى
تبدّى الكَوكَبُ الوَضاحُ يزهى / عَلى شَرَف وَفي حسنٍ جليّ
وَأَزهر رَوضُ عزِّ المَجدِ غُصناً / سَينمو في رُبى العَيش الهَنيّ
وَأَقبل طالَع العليا يُنادي / يَقول وَفَى السَريُّ ابِنُ السَريّ
سَليل الشَهم وَضاح المُحيّا / سَليم الأَصل ذو الشَرَف الأَبيّ
فَقُلت مَع الهَنا يا صفوُ أَرّخ / يَعيش لَطيف في شَرفٍ عليّ
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ / تَلألأُ كَالكَواكب في السَماءِ
وَجَيشي لِلهَوى أَغصانُ رَوضٍ / وَسرح السُرو تَخفق بِاللواء
وَإِني بَين جَناتٍ وَحورٍ / عَلى أَبهى المَناظر وَالمَرائي
سُرور لَو دَرى الزهّادُ ما هو / لَما تَركوا التنعُّمَ بِالشَقاء
فَبادر نغتنم للدهر يَوماً / عَلى غيظ المُناصح وَالمُرائي
وَلا تمهل فتهمل من صَفاء / فَإِني قَد عَزمت عَلى الصَفاء
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي / وَفي سجن الفراق غدا عَذابي
أَبِيتُ أكفكفُ العبراتِ عَنّي / هَواملَ مثل وَكّاف الرباب
فَلولا زفرَتي لطفت محيطاً / عَلى هام المهامه وَالرَوابي
أَبِيتُ وَمُهجتي في أَسر وَجدٍ / أؤمُّ من الأَماني كلَّ باب
كَأَن النسر في الأُفق المعلّى / بقلبي طائر ذو اضطراب
أساجل طيفَكم ذكرى زَمانٍ / تَولّى في نَعيم الاقتراب
وَيطربني فمن ترداد نَوحي / أَغانٍ لي وَمن دَمعي شَرابي
وَما لي للوصال بكم سَبيل / سِوى تَعليل نَفسي بانتحاب
وَإِن زادَ الهيام همومَ قَلبي / وَذاد البُعد عَن سرّي حجابي
وَحلت عُقدة من حسن صَبري / وَحلت بي جُيوش الاكتئاب
بسطت لكم أَكفَّ الطُرس عَني / تَبثُّ لَكُم وَتَشكو بَعض ما بي
كَأَنّ جواري أَقلامي غُصونٌ / تَظللنَ الغَديرَ مِن الكِتاب
كَأَنّ رقوشها فيهِ عذارٌ / عَلى خدّ سُقي ماء الشَباب
يُبلّغ بَعضَ ما يَحوي ضَميري / وَنطقُ الصامتات من العجاب
وَيفصح عَن فُؤادي ما حَواه / وَيَشهد لي بِما يَكفي خِطابي
وَبَعدُ فَلا تَسل عَني فَإِني / مَزيد الاشتياق يَزيد ما بي
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ / فَيَزداد الجَوى بي وَالوَجيبُ
كَأَن القَلب صاحبه فَنائي / لذلك حين أَدعو لا يُجيب
فَيا من لَيس تدركه عُيوني / وَيا مَن عَن ضَميري لا يَغيب
إِلى كَم ذا وَبَعدُك مستمرّ / وَحتام التهاجر وَالنَحيب
أَبثُّ إِلَيك وَجدي وَانتحابي / وَقَد بلغت مبالغَها الخطوب
حَبيبي كُنتَ تَأتيني زَماناً
حَبيبي كُنتَ تَأتيني زَماناً / وَطَير اللَيل منسدل الجَناحِ
فَأَلثم حين تَأتي الأَرض بشراً / وَأَقنع في المَحبة بافتضاحي
سأَلتك سَيدي بالودّ قل لي / جَرى ماذا وَما لي مِن جناح
تَمرّ اليَوم لا تَدري مَكاني / وَلا تَعطف وَلا تَرحم نُواحي
وَتهجرني وَلا يَخفاك وَدّي / وَتُحزنني وَتُفرح بي اللَواحي
وَتَنسى صَبوةً مِن غَير ناسٍ / وَتَصحو عَن هَواه وَلَيسَ صاح
أَلم يَك بَيننا عَهدٌ قَديمٌ / فَيدعو عَودَ عطفك للسماح
وَقدماً كُنت عَوني في زَماني / وَمنشأ كُل أنسٍ وانشراح
وَكان لَنا إِلى الصَهباء سَعيٌ / نباكره ونهنأ بِالرواح
نسر لَدى المَساء بإغتباقٍ / وَنهنأ في الصَباح بإصطباح
جَزى الرَحمَن ذاكَ العَصرَ خَيراً / بِأَحسن ما جَزى عَصرَ الملاح
إِلَيكُم كُلَّما هبت شَمالُ
إِلَيكُم كُلَّما هبت شَمالُ / وَما اِبتسمت بُروقٌ عَن وَميضِ
فُؤادٌ طائرٌ يهوي إِليكُم / كَما يهوي المطوّق للأريض
وَطرف ساهرُ الإِنسان باكٍ / عَزيز الدَمع ذو جفنٍ غَضيض
يصادمه الظلومُ الليل حَتّى / تَخيل أَنَّهُ غَيرُ المفيض
أَحبتنا أَلا قاسمتمونا / طَويلَ الفكر في الخطب العَريض
لَقَد صحّت لَكم آيات وَجدي / وَإِن رَويت عَن القَلب المهيض
تَعالوا عَلّنا نَشكو مَصاباً / وَتَشفى علةُ الودّ المَريض
أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيلُ
أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيلُ / وَناداني التَغرُّبُ فَالقفولُ
سَلامٌ يا عليُّ وَلا أُبالي / أُودّعكم وَلي ظَنٌّ جَميل
وَعَلّ اللَه يَجمعُنا قَريباً / فَليسَ عَلَيهِ شَيء يَستحيل
فَكُن سَمعي وَكُن بَصري رَقيباً / فَقَد يَرعى عَلى البُعد الخَليل
وَإنّا كَوكبَا هَذي المَعاني / كِلانا في مطالعه يَجول
وَإنا دَوحتَا جَنات مجدٍ / لَنا مِن رُوحها ظلٌّ ظَليل
فَخذها وَادَّكر ودّي فَإِني / أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيل
أَلا طالَ التباعدُ فاستطالا
أَلا طالَ التباعدُ فاستطالا / وَغَيَّرنا النَوى حالاً وَقالا
فَهَذا اليَوم يَمضي بانتحابٍ / وَهَذا اللَيل بالأَفكار طالا
أُدير لَواحِظاً بِالدَمع غَرقَى / وَحَسبي لا أَرى إِلا خَيالا
وَكَم ذا الصَبر وَالدُنيا تُعادي / لَقَد أَوسعتُ دُنياي اِحتِمالا
فَهَذا القَلب يَنفصل انفصالا / وَهَذا الوَجد يَتصل اتصالا
كَأَني بَين ملعبة الأَماني / خَيال في كَرى ذي اليَأس جالا
أَهيم وَبَيننا أَمد مَديدٌ / وَقَد طالَ المَدى وَالدَهر صالا
وَإِني سَوف أَدفعه بحزم / يَردّ جماحه مَهما تَعالى
فَإما أَن أَعانيه مَجالا / وَإما أَن أصانعه احتيالا
فَدون صروفه صَدرٌ صُدورٌ / وَصبر يَترك الماضي حالا
فَدَعهُ كَما يَشاء فَثم يَوم / سيسقط مِن لَياليه الحبالا
مَتى كانَ اللقاء نَصيب عُمري / وَما شَيء دَهى إلا وَزالا
فَيا مَولاي ذا خَطب تَولى / وَبشر إِن عزك قَد تَوالى
لَقَد ناحَت على الأَيك البَلابلْ
لَقَد ناحَت على الأَيك البَلابلْ / فَهيجت الخَواطر وَالبَلابلْ
فَقامَ الغُصن يخطر في دَلال / وَقَد لَعبت بعطفيه الشَمائل
تَناول من أَزاهره كؤوساً / فَأَضحى مِن خَلاعته يناول
تَظنّ الوُرق أن بِهِ جُنوناً / فَتستدعي الجداول بِالسَلاسل
فَقال الغُصن ما للطوق فَضلٌ / وَفي ساقي مِن النَهر الخَلاخل
فقم يا صاحبي نحسو الحميّا / وَنذكر للمنى تلكَ الرَسائل
وقم نَشكو الخُمول وَما جَناه / لعدل الراح في ظل الخَمائل
وَدَعني حَيث قال الجَدّ دَعني / وَمل بي وَاعتدل فالدهر مائل
وَلطّف بالرَحيق حَريقَ صَدرٍ / تُضرّمُه الشَواغل بالشواعل
فَكَم في القَلب من حُزن مَديد / طَويل البَث لَم يَظفر بطائل
يَمرّ الليل أَنجمه حَيارى / عَلى ما مرّ يَضربنَ الكلاكل
وَيَمضي اليَوم في كد وَكدحٍ / تغرِّرُنا البكور مع الأَصائل
نُصانع مزعجات الدَهر لَكن / تبعِّدنا وَلو قَربت وَسائل
وَنستجدي الزَمان صَفاءَ قَلبٍ / وَما زالَ الزَمان بِذاك باخل
عَفا الرَحمَن عَنهُ عَلام هَذا / وَقَلب ذاهبٌ وَالعَقل ذاهل
وَفيم يَجور أَو ما يَبتغيه / وَكَيدي عِندَه تحصيل حاصل
أهان فعز إِذ عزت أَمانٍ / أَضاع الجدّ فهوَ اليَوم هازل
تحاسب في علاه وَهوَ فَردٌ / جحافيل الميادن وَالمحافل
فَياللَه مِن مجد رَفيع / يمازج بَأسه لُطفُ الشَمائل
تَرفّع عَن مُدانٍ في المَعالي / لذلك لا يماثله مماثل
صرفت عَن الوَرى نطقي وودّي / بما مشهوده يغني الدَلائل
فَإِن ناداك نطقي يا أَميري / وَذاكَ الحَق قال القَلب يا خل
رَأَيت بِكَ الإخاء وَما صفاه / وَفي مَغناك أَنزلت الرَواحل
فَقَرَّ لي المَقامُ عَلى اضطرابٍ / وَساغ الورد إِذ جفَّت مَناهل
بِكَ استأنست وَاستجليت صفواً / فَأُنسيتُ الأَحبةَ وَالمَنازل
فَلما أن بَعدتَ وَسرت عَني / وَحالَت دُون لقياك المَراحل
شَجى قَلبي بَدا وَعَدَت شُجونٌ / لَها في طَيّه أَبَداً قَلاقل
وَعادَ لي الفراق فَعاودتني / هُمومٌ في الفُؤاد لَها مَراجل
فَعد يا سَيدي عوداً عَزيزاً / لِيَحزنَ فارحٌ وَيُساءَ عاذل
فَإِنك للعلا رُكن رَكين / وَإِنك للعدا الشَهم الحُلاحل
معالٍ أَسفرَت لي أَم معانِ
معالٍ أَسفرَت لي أَم معانِ / غوالٍ عطَّرتها أَم غوانِ
بدورٌ ما تجلت أَم وُجوهٌ / تُرَدَّدُ في التعالي وَالتَداني
زُهورٌ يانِعاتٌ أَم حَبابٌ / عَلى الكاسات منسوقُ الجمان
يدورُ بِها عَلى الندمان ساقٍ / تسلسلَ بين ثغرٍ أَو قناني
رخيمُ الدلّ وَضّاح المُحيّا / تفرّد بالمثالث وَالمَثاني
لَواحظُه لساعاتِ التهاني / تعلمتا الدقائق وَالثواني
كَأَنّ الدرّ في فيه نَظيمٌ / من المفضال عبدِ اللَه جاني
جلت أَبكارَها أَفكارُ خِلٍّ / بَديعِ اللفظ غوّاصِ المَعاني
فَلا يا حَبّذا ما جادَ لمّا / أَجادَ بمنطقٍ حسَنِ البَيان
وَيا كنزَ البلاغةِ دمتَ إني / لفضلك في اعتذارٍ وامتنان
سمحتَ بها فَرائدَ ذاتَ قَدرٍ / يَكرّرُ شكرَ نعمتها لساني
فَدم في جَبهة الآداب بدراً / وَدم نُوراً عَلى وَجه الزَمان
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ / وَدرّ الثَغرِ حَين بَدا تَلألأْ
فَقم كي نَرتشف ظَلم الحُميّا / فَداعي الصَفو قَد حَيى وَنَبَّأْ
وَلا تَدَعِ المَسرّةَ وَانتهزها / وَإِن خُتمت مبادي الراح فابدأْ
وَلا تَدرأ بمصباح الدياجي / وَلكن بالسرور الهمَّ فادرأْ
فشملك بَين أُنسٍ وَاجتماعٍ / وَقَلب حَسودك الباغي تجزّأْ
وَدَهرُك بَين إِحسانٍ وَحُسنٍ / وَأَعدانا كَما نَهوى وَأَسوأْ
فَلا تقنع مِن الدُنيا بِأَدنى / وَلا تعلق بغير هَوىً وَتعبأْ
وَكُن عِندَ الخَلاعة ظَبيَ أنس / وَإِنك للوغى لَيثٌ وَأَجرأْ
وَسُد أَهلَ الجَمالِ بكل فَضلٍ / وَعَن فَضل التَجني قم تبرّأْ
وَقَلِّد لبةَ الجَنّاتِ صُبحاً / بِأَنجُم خَندريسٍ ذاكَ أَضوأْ
وَلا تَسمَع مِن الواشي المُعنَّى / فَلا مَعنى لما أَوحى فَأَخطأْ
وَلا تتعب بحملك مشرفيّاً / فَإِن حسامَ لحظك مِنهُ أَوجأْ
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ / وَقَد عانَقتُه صل يا حَبيبي
وَقُم كَي نَغتبق ظَلماً بِظُلمٍ / عَلى غَفلات واشٍ أَو رَقيب
وَبُح لي بِالَّذي تَهواه مني / كَما يَشكو العَليل إِلى الطَبيب
فَبتنا لَيلةً وَالدَهرُ عَبدٌ / وَقَد شكَت القُلوبُ إِلى القُلوب
إِلى أَن شاب فرعُ اللَيل عَنّا / وَقاه اللَه من هَذا المشيب
نَظرتُ لَها فَراشت سَهمَ عَيني
نَظرتُ لَها فَراشت سَهمَ عَيني / بِقَوسَي حاجبيها إِلى فُؤادي
فَوا أَسفا أُصادُ وَكُنت رامٍ / وَوا حَزَنا أَذلُّ وَكُنتُ عادي
وَيا لَهفا يحبُّ الحُبّ هَذا / فَتروي أَدمُعي وَالقَلب صادي
تَنام عُيونُه وَهِيَ السُّكارى / وَقَد حكمت لِعَيني بِالسُهاد
وَأَرضى بِالرضا لَو كانَ حَظّي / وَأقنعُ بِالدَلال عَلى التَمادي
فَيا لِلّه ما فعلت بمثلي / عُيونُ البيض بِالسُود الحداد
حَويتَ من الملاحةِ كُلَّ مَعنىً
حَويتَ من الملاحةِ كُلَّ مَعنىً / بِهِ قاد الغَرامُ لك النُفوسا
ملاحةَ يُوسف وَبَها زَليخا / وَمَنطقَ أَحمدٍ وَقضاءَ موسى
فَمثلُك من بِهِ نَجلو التَهاني / وَمثلُك مَن بِهِ نحسو الكؤوسا
رَعاه اللَه من غُصن وَريقِ
رَعاه اللَه من غُصن وَريقِ / لَقَد حَيّاك مِن راح وَريقِ
فَلما رُمتُ أَلثُمُ وَجنتيهِ / رَأَيتُ الخالَ في لَهبِ الحَريق
يُنادي منذراً من خَوف وَجدي / أَيا رَبَّ الشَقيق مِن الشَقِي قِ
إِلى كَم بِالهَوى العُذريِّ نُهتَكْ
إِلى كَم بِالهَوى العُذريِّ نُهتَكْ / وَكَم ذا بِاللحاظ السُود نُفتَكْ
وَيا كَم نسمع الواشي يُنادي / إِلَيكُم دُون مَن ترجون مهلك
وَيا كَم يَجري ماءُ الحُسن لَكَن / لَديهِ كَم دَم العُشاق يُسفَك
دَياجي اللَيل في طررٍ وَبَدرٌ / جَبينٌ يا لما أَحلى وَأَحلك
رَأَيت مَناله لَم تَخش مَنعاً / وَقَد نَصب اللحاظَ عَلَيك معرك
فَنُحْ واأْسف عَلى أَملٍ تَراه / قَريباً نار وَجنته تَمُسَّك
عذاراه لِما أَبدت جِناناً / سُرِرتَ وَما دريتَ البَدرَ غرّك
تَكلف حُسنَ صبرِك أَو فَدَعهُ / فَأَمرك في يَديهِ وَقَد تملَّك
وَمَحبوبٍ يَجورُ عَلى مُحبٍّ
وَمَحبوبٍ يَجورُ عَلى مُحبٍّ / ببيض الهند مِن سودٍ كِحالِ
فَيُنجزنا الوَعيد بنارِ صدٍّ / وَيَمطلُنا لَدى وَعد الوِصال
عَلا كَالشَمس فَهوَ قَريبُ مَرآىً / لِناظره بعيدٌ في المَنال
فَيا كَم قَد شَكَوتُ لَهُ غَرامي / وَتهيامي وَمِن بلبال بالي
وَتاه تَعزُّزاً وَجفا وَناءى / وَأَغرب في التمنُّع وَالدَلال
فَلَما عيل صَبري في هَواه / وَقَد قلّ احتمالي وَاحتيالي
بَعثتُ لَهُ بمرآةٍ يَرى ما / بِهِ قَد صارَ هَذا الحال حالي
فَلما أَن رأى بَدراً مُنيراً / بَديع الحُسن في فلك الجَمال
غَدا صَبّاً به مثلي إِلى أَن / تَبيّن بَينَ ذي شغل وَخال
فَقُلت لَهُ أتعذرُ يا حَبيبي / مُحبّاً هَكذا يَقضي اللَيالي
فَقال أَرى الهَوى مثل الحُميّا / لَذيذَ البدء مَرهوبَ المآل
وَما كُنّا عَلمناه وَلَكن / تَعالى العشقُ عَن همم الرِجال
زَهى مِنها جَبينٌ كَالهِلالِ
زَهى مِنها جَبينٌ كَالهِلالِ / عَلى غُصنٍ يَميلُ مَع الدَلالِ
وَنمّ بجفنها سحرٌ خفيٌّ / يَصون بسيفه وِردَ الزلال
فَقمتُ لوصلها شَوقاً فقالَت / بَعيدُ النَيلِ وَصلٌ مِن غَزال
فَحلَّلتُ البُنودَ وَلَست أَدري / وَدَغدغتُ النُهودَ وَلا أُبالي
وَهذي عادَتي بَين الغَواني / وَتِلكَ حَقيقَتي في كُلِّ حال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025