المجموع : 162
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ / وَفي أُفق الكَمال سمت بدورُ
وَقد وافى الأَميرَ الشَهمَ نَجلٌ / أَثيلُ المَجد في العليا أَميرُ
فنعم الشبل يا لَيث المَعالي / ستعرفه الميادِنُ وَالصُدور
وَدُم في مفرقِ الأَيام تاجاً / فَإِنك في جبين الدَهر نُور
وَخُذ فألَ السُرور بِهِ وَأَرّخ / لِأَحمَدَ يُوسفٌ خَلَفٌ نَصيرُ
بَدا في هالة العَليا هلالٌ
بَدا في هالة العَليا هلالٌ / علا في حُسنه عن أَن يُشارَكْ
وَأَزهر في جِنان الأنس غُصنٌ / سَتَجني من نضارته اِزدهارَكْ
فَيا رَبَّ النُهى وَأَخا المَعالي / لَكَ البُشرى فَغيثُ الأُنس زارك
وَذا المَولود تَتلوه التَهاني / وَسَوفَ تَروق عَلياهُ اِفتِخارك
فَأَرّخه بتاريخٍ بديعٍ / ليوسفَ أَحمدٌ خَلَفٌ مبارك
تبدّى الكَوكَبُ الوَضاحُ يزهى
تبدّى الكَوكَبُ الوَضاحُ يزهى / عَلى شَرَف وَفي حسنٍ جليّ
وَأَزهر رَوضُ عزِّ المَجدِ غُصناً / سَينمو في رُبى العَيش الهَنيّ
وَأَقبل طالَع العليا يُنادي / يَقول وَفَى السَريُّ ابِنُ السَريّ
سَليل الشَهم وَضاح المُحيّا / سَليم الأَصل ذو الشَرَف الأَبيّ
فَقُلت مَع الهَنا يا صفوُ أَرّخ / يَعيش لَطيف في شَرفٍ عليّ
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ / تَلألأُ كَالكَواكب في السَماءِ
وَجَيشي لِلهَوى أَغصانُ رَوضٍ / وَسرح السُرو تَخفق بِاللواء
وَإِني بَين جَناتٍ وَحورٍ / عَلى أَبهى المَناظر وَالمَرائي
سُرور لَو دَرى الزهّادُ ما هو / لَما تَركوا التنعُّمَ بِالشَقاء
فَبادر نغتنم للدهر يَوماً / عَلى غيظ المُناصح وَالمُرائي
وَلا تمهل فتهمل من صَفاء / فَإِني قَد عَزمت عَلى الصَفاء
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي / وَفي سجن الفراق غدا عَذابي
أَبِيتُ أكفكفُ العبراتِ عَنّي / هَواملَ مثل وَكّاف الرباب
فَلولا زفرَتي لطفت محيطاً / عَلى هام المهامه وَالرَوابي
أَبِيتُ وَمُهجتي في أَسر وَجدٍ / أؤمُّ من الأَماني كلَّ باب
كَأَن النسر في الأُفق المعلّى / بقلبي طائر ذو اضطراب
أساجل طيفَكم ذكرى زَمانٍ / تَولّى في نَعيم الاقتراب
وَيطربني فمن ترداد نَوحي / أَغانٍ لي وَمن دَمعي شَرابي
وَما لي للوصال بكم سَبيل / سِوى تَعليل نَفسي بانتحاب
وَإِن زادَ الهيام همومَ قَلبي / وَذاد البُعد عَن سرّي حجابي
وَحلت عُقدة من حسن صَبري / وَحلت بي جُيوش الاكتئاب
بسطت لكم أَكفَّ الطُرس عَني / تَبثُّ لَكُم وَتَشكو بَعض ما بي
كَأَنّ جواري أَقلامي غُصونٌ / تَظللنَ الغَديرَ مِن الكِتاب
كَأَنّ رقوشها فيهِ عذارٌ / عَلى خدّ سُقي ماء الشَباب
يُبلّغ بَعضَ ما يَحوي ضَميري / وَنطقُ الصامتات من العجاب
وَيفصح عَن فُؤادي ما حَواه / وَيَشهد لي بِما يَكفي خِطابي
وَبَعدُ فَلا تَسل عَني فَإِني / مَزيد الاشتياق يَزيد ما بي
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ / فَيَزداد الجَوى بي وَالوَجيبُ
كَأَن القَلب صاحبه فَنائي / لذلك حين أَدعو لا يُجيب
فَيا من لَيس تدركه عُيوني / وَيا مَن عَن ضَميري لا يَغيب
إِلى كَم ذا وَبَعدُك مستمرّ / وَحتام التهاجر وَالنَحيب
أَبثُّ إِلَيك وَجدي وَانتحابي / وَقَد بلغت مبالغَها الخطوب
حَبيبي كُنتَ تَأتيني زَماناً
حَبيبي كُنتَ تَأتيني زَماناً / وَطَير اللَيل منسدل الجَناحِ
فَأَلثم حين تَأتي الأَرض بشراً / وَأَقنع في المَحبة بافتضاحي
سأَلتك سَيدي بالودّ قل لي / جَرى ماذا وَما لي مِن جناح
تَمرّ اليَوم لا تَدري مَكاني / وَلا تَعطف وَلا تَرحم نُواحي
وَتهجرني وَلا يَخفاك وَدّي / وَتُحزنني وَتُفرح بي اللَواحي
وَتَنسى صَبوةً مِن غَير ناسٍ / وَتَصحو عَن هَواه وَلَيسَ صاح
أَلم يَك بَيننا عَهدٌ قَديمٌ / فَيدعو عَودَ عطفك للسماح
وَقدماً كُنت عَوني في زَماني / وَمنشأ كُل أنسٍ وانشراح
وَكان لَنا إِلى الصَهباء سَعيٌ / نباكره ونهنأ بِالرواح
نسر لَدى المَساء بإغتباقٍ / وَنهنأ في الصَباح بإصطباح
جَزى الرَحمَن ذاكَ العَصرَ خَيراً / بِأَحسن ما جَزى عَصرَ الملاح
إِلَيكُم كُلَّما هبت شَمالُ
إِلَيكُم كُلَّما هبت شَمالُ / وَما اِبتسمت بُروقٌ عَن وَميضِ
فُؤادٌ طائرٌ يهوي إِليكُم / كَما يهوي المطوّق للأريض
وَطرف ساهرُ الإِنسان باكٍ / عَزيز الدَمع ذو جفنٍ غَضيض
يصادمه الظلومُ الليل حَتّى / تَخيل أَنَّهُ غَيرُ المفيض
أَحبتنا أَلا قاسمتمونا / طَويلَ الفكر في الخطب العَريض
لَقَد صحّت لَكم آيات وَجدي / وَإِن رَويت عَن القَلب المهيض
تَعالوا عَلّنا نَشكو مَصاباً / وَتَشفى علةُ الودّ المَريض
أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيلُ
أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيلُ / وَناداني التَغرُّبُ فَالقفولُ
سَلامٌ يا عليُّ وَلا أُبالي / أُودّعكم وَلي ظَنٌّ جَميل
وَعَلّ اللَه يَجمعُنا قَريباً / فَليسَ عَلَيهِ شَيء يَستحيل
فَكُن سَمعي وَكُن بَصري رَقيباً / فَقَد يَرعى عَلى البُعد الخَليل
وَإنّا كَوكبَا هَذي المَعاني / كِلانا في مطالعه يَجول
وَإنا دَوحتَا جَنات مجدٍ / لَنا مِن رُوحها ظلٌّ ظَليل
فَخذها وَادَّكر ودّي فَإِني / أَقول وَقَد دَعى رَكبي الرَحيل
أَلا طالَ التباعدُ فاستطالا
أَلا طالَ التباعدُ فاستطالا / وَغَيَّرنا النَوى حالاً وَقالا
فَهَذا اليَوم يَمضي بانتحابٍ / وَهَذا اللَيل بالأَفكار طالا
أُدير لَواحِظاً بِالدَمع غَرقَى / وَحَسبي لا أَرى إِلا خَيالا
وَكَم ذا الصَبر وَالدُنيا تُعادي / لَقَد أَوسعتُ دُنياي اِحتِمالا
فَهَذا القَلب يَنفصل انفصالا / وَهَذا الوَجد يَتصل اتصالا
كَأَني بَين ملعبة الأَماني / خَيال في كَرى ذي اليَأس جالا
أَهيم وَبَيننا أَمد مَديدٌ / وَقَد طالَ المَدى وَالدَهر صالا
وَإِني سَوف أَدفعه بحزم / يَردّ جماحه مَهما تَعالى
فَإما أَن أَعانيه مَجالا / وَإما أَن أصانعه احتيالا
فَدون صروفه صَدرٌ صُدورٌ / وَصبر يَترك الماضي حالا
فَدَعهُ كَما يَشاء فَثم يَوم / سيسقط مِن لَياليه الحبالا
مَتى كانَ اللقاء نَصيب عُمري / وَما شَيء دَهى إلا وَزالا
فَيا مَولاي ذا خَطب تَولى / وَبشر إِن عزك قَد تَوالى
لَقَد ناحَت على الأَيك البَلابلْ
لَقَد ناحَت على الأَيك البَلابلْ / فَهيجت الخَواطر وَالبَلابلْ
فَقامَ الغُصن يخطر في دَلال / وَقَد لَعبت بعطفيه الشَمائل
تَناول من أَزاهره كؤوساً / فَأَضحى مِن خَلاعته يناول
تَظنّ الوُرق أن بِهِ جُنوناً / فَتستدعي الجداول بِالسَلاسل
فَقال الغُصن ما للطوق فَضلٌ / وَفي ساقي مِن النَهر الخَلاخل
فقم يا صاحبي نحسو الحميّا / وَنذكر للمنى تلكَ الرَسائل
وقم نَشكو الخُمول وَما جَناه / لعدل الراح في ظل الخَمائل
وَدَعني حَيث قال الجَدّ دَعني / وَمل بي وَاعتدل فالدهر مائل
وَلطّف بالرَحيق حَريقَ صَدرٍ / تُضرّمُه الشَواغل بالشواعل
فَكَم في القَلب من حُزن مَديد / طَويل البَث لَم يَظفر بطائل
يَمرّ الليل أَنجمه حَيارى / عَلى ما مرّ يَضربنَ الكلاكل
وَيَمضي اليَوم في كد وَكدحٍ / تغرِّرُنا البكور مع الأَصائل
نُصانع مزعجات الدَهر لَكن / تبعِّدنا وَلو قَربت وَسائل
وَنستجدي الزَمان صَفاءَ قَلبٍ / وَما زالَ الزَمان بِذاك باخل
عَفا الرَحمَن عَنهُ عَلام هَذا / وَقَلب ذاهبٌ وَالعَقل ذاهل
وَفيم يَجور أَو ما يَبتغيه / وَكَيدي عِندَه تحصيل حاصل
أهان فعز إِذ عزت أَمانٍ / أَضاع الجدّ فهوَ اليَوم هازل
تحاسب في علاه وَهوَ فَردٌ / جحافيل الميادن وَالمحافل
فَياللَه مِن مجد رَفيع / يمازج بَأسه لُطفُ الشَمائل
تَرفّع عَن مُدانٍ في المَعالي / لذلك لا يماثله مماثل
صرفت عَن الوَرى نطقي وودّي / بما مشهوده يغني الدَلائل
فَإِن ناداك نطقي يا أَميري / وَذاكَ الحَق قال القَلب يا خل
رَأَيت بِكَ الإخاء وَما صفاه / وَفي مَغناك أَنزلت الرَواحل
فَقَرَّ لي المَقامُ عَلى اضطرابٍ / وَساغ الورد إِذ جفَّت مَناهل
بِكَ استأنست وَاستجليت صفواً / فَأُنسيتُ الأَحبةَ وَالمَنازل
فَلما أن بَعدتَ وَسرت عَني / وَحالَت دُون لقياك المَراحل
شَجى قَلبي بَدا وَعَدَت شُجونٌ / لَها في طَيّه أَبَداً قَلاقل
وَعادَ لي الفراق فَعاودتني / هُمومٌ في الفُؤاد لَها مَراجل
فَعد يا سَيدي عوداً عَزيزاً / لِيَحزنَ فارحٌ وَيُساءَ عاذل
فَإِنك للعلا رُكن رَكين / وَإِنك للعدا الشَهم الحُلاحل
معالٍ أَسفرَت لي أَم معانِ
معالٍ أَسفرَت لي أَم معانِ / غوالٍ عطَّرتها أَم غوانِ
بدورٌ ما تجلت أَم وُجوهٌ / تُرَدَّدُ في التعالي وَالتَداني
زُهورٌ يانِعاتٌ أَم حَبابٌ / عَلى الكاسات منسوقُ الجمان
يدورُ بِها عَلى الندمان ساقٍ / تسلسلَ بين ثغرٍ أَو قناني
رخيمُ الدلّ وَضّاح المُحيّا / تفرّد بالمثالث وَالمَثاني
لَواحظُه لساعاتِ التهاني / تعلمتا الدقائق وَالثواني
كَأَنّ الدرّ في فيه نَظيمٌ / من المفضال عبدِ اللَه جاني
جلت أَبكارَها أَفكارُ خِلٍّ / بَديعِ اللفظ غوّاصِ المَعاني
فَلا يا حَبّذا ما جادَ لمّا / أَجادَ بمنطقٍ حسَنِ البَيان
وَيا كنزَ البلاغةِ دمتَ إني / لفضلك في اعتذارٍ وامتنان
سمحتَ بها فَرائدَ ذاتَ قَدرٍ / يَكرّرُ شكرَ نعمتها لساني
فَدم في جَبهة الآداب بدراً / وَدم نُوراً عَلى وَجه الزَمان
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ / وَدرّ الثَغرِ حَين بَدا تَلألأْ
فَقم كي نَرتشف ظَلم الحُميّا / فَداعي الصَفو قَد حَيى وَنَبَّأْ
وَلا تَدَعِ المَسرّةَ وَانتهزها / وَإِن خُتمت مبادي الراح فابدأْ
وَلا تَدرأ بمصباح الدياجي / وَلكن بالسرور الهمَّ فادرأْ
فشملك بَين أُنسٍ وَاجتماعٍ / وَقَلب حَسودك الباغي تجزّأْ
وَدَهرُك بَين إِحسانٍ وَحُسنٍ / وَأَعدانا كَما نَهوى وَأَسوأْ
فَلا تقنع مِن الدُنيا بِأَدنى / وَلا تعلق بغير هَوىً وَتعبأْ
وَكُن عِندَ الخَلاعة ظَبيَ أنس / وَإِنك للوغى لَيثٌ وَأَجرأْ
وَسُد أَهلَ الجَمالِ بكل فَضلٍ / وَعَن فَضل التَجني قم تبرّأْ
وَقَلِّد لبةَ الجَنّاتِ صُبحاً / بِأَنجُم خَندريسٍ ذاكَ أَضوأْ
وَلا تَسمَع مِن الواشي المُعنَّى / فَلا مَعنى لما أَوحى فَأَخطأْ
وَلا تتعب بحملك مشرفيّاً / فَإِن حسامَ لحظك مِنهُ أَوجأْ
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ / وَقَد عانَقتُه صل يا حَبيبي
وَقُم كَي نَغتبق ظَلماً بِظُلمٍ / عَلى غَفلات واشٍ أَو رَقيب
وَبُح لي بِالَّذي تَهواه مني / كَما يَشكو العَليل إِلى الطَبيب
فَبتنا لَيلةً وَالدَهرُ عَبدٌ / وَقَد شكَت القُلوبُ إِلى القُلوب
إِلى أَن شاب فرعُ اللَيل عَنّا / وَقاه اللَه من هَذا المشيب
نَظرتُ لَها فَراشت سَهمَ عَيني
نَظرتُ لَها فَراشت سَهمَ عَيني / بِقَوسَي حاجبيها إِلى فُؤادي
فَوا أَسفا أُصادُ وَكُنت رامٍ / وَوا حَزَنا أَذلُّ وَكُنتُ عادي
وَيا لَهفا يحبُّ الحُبّ هَذا / فَتروي أَدمُعي وَالقَلب صادي
تَنام عُيونُه وَهِيَ السُّكارى / وَقَد حكمت لِعَيني بِالسُهاد
وَأَرضى بِالرضا لَو كانَ حَظّي / وَأقنعُ بِالدَلال عَلى التَمادي
فَيا لِلّه ما فعلت بمثلي / عُيونُ البيض بِالسُود الحداد
حَويتَ من الملاحةِ كُلَّ مَعنىً
حَويتَ من الملاحةِ كُلَّ مَعنىً / بِهِ قاد الغَرامُ لك النُفوسا
ملاحةَ يُوسف وَبَها زَليخا / وَمَنطقَ أَحمدٍ وَقضاءَ موسى
فَمثلُك من بِهِ نَجلو التَهاني / وَمثلُك مَن بِهِ نحسو الكؤوسا
رَعاه اللَه من غُصن وَريقِ
رَعاه اللَه من غُصن وَريقِ / لَقَد حَيّاك مِن راح وَريقِ
فَلما رُمتُ أَلثُمُ وَجنتيهِ / رَأَيتُ الخالَ في لَهبِ الحَريق
يُنادي منذراً من خَوف وَجدي / أَيا رَبَّ الشَقيق مِن الشَقِي قِ
إِلى كَم بِالهَوى العُذريِّ نُهتَكْ
إِلى كَم بِالهَوى العُذريِّ نُهتَكْ / وَكَم ذا بِاللحاظ السُود نُفتَكْ
وَيا كَم نسمع الواشي يُنادي / إِلَيكُم دُون مَن ترجون مهلك
وَيا كَم يَجري ماءُ الحُسن لَكَن / لَديهِ كَم دَم العُشاق يُسفَك
دَياجي اللَيل في طررٍ وَبَدرٌ / جَبينٌ يا لما أَحلى وَأَحلك
رَأَيت مَناله لَم تَخش مَنعاً / وَقَد نَصب اللحاظَ عَلَيك معرك
فَنُحْ واأْسف عَلى أَملٍ تَراه / قَريباً نار وَجنته تَمُسَّك
عذاراه لِما أَبدت جِناناً / سُرِرتَ وَما دريتَ البَدرَ غرّك
تَكلف حُسنَ صبرِك أَو فَدَعهُ / فَأَمرك في يَديهِ وَقَد تملَّك
وَمَحبوبٍ يَجورُ عَلى مُحبٍّ
وَمَحبوبٍ يَجورُ عَلى مُحبٍّ / ببيض الهند مِن سودٍ كِحالِ
فَيُنجزنا الوَعيد بنارِ صدٍّ / وَيَمطلُنا لَدى وَعد الوِصال
عَلا كَالشَمس فَهوَ قَريبُ مَرآىً / لِناظره بعيدٌ في المَنال
فَيا كَم قَد شَكَوتُ لَهُ غَرامي / وَتهيامي وَمِن بلبال بالي
وَتاه تَعزُّزاً وَجفا وَناءى / وَأَغرب في التمنُّع وَالدَلال
فَلَما عيل صَبري في هَواه / وَقَد قلّ احتمالي وَاحتيالي
بَعثتُ لَهُ بمرآةٍ يَرى ما / بِهِ قَد صارَ هَذا الحال حالي
فَلما أَن رأى بَدراً مُنيراً / بَديع الحُسن في فلك الجَمال
غَدا صَبّاً به مثلي إِلى أَن / تَبيّن بَينَ ذي شغل وَخال
فَقُلت لَهُ أتعذرُ يا حَبيبي / مُحبّاً هَكذا يَقضي اللَيالي
فَقال أَرى الهَوى مثل الحُميّا / لَذيذَ البدء مَرهوبَ المآل
وَما كُنّا عَلمناه وَلَكن / تَعالى العشقُ عَن همم الرِجال
زَهى مِنها جَبينٌ كَالهِلالِ
زَهى مِنها جَبينٌ كَالهِلالِ / عَلى غُصنٍ يَميلُ مَع الدَلالِ
وَنمّ بجفنها سحرٌ خفيٌّ / يَصون بسيفه وِردَ الزلال
فَقمتُ لوصلها شَوقاً فقالَت / بَعيدُ النَيلِ وَصلٌ مِن غَزال
فَحلَّلتُ البُنودَ وَلَست أَدري / وَدَغدغتُ النُهودَ وَلا أُبالي
وَهذي عادَتي بَين الغَواني / وَتِلكَ حَقيقَتي في كُلِّ حال