هنيئا لابن شمدين هنيئا / بما أولاه مولاه الحميد
أمير قد حوى دنيا ودينا / وحظا زانه راي سديد
فياللَه كم في كل عام / مع الحجاج أدرك ما يريد
وسار لخدمة الحرمين حبا / بمن كل الملوك له عبيد
وللشام الشريفة عاد ارخ / وشرف بالصفا الباشا السعيد

بدت ماست فبدر التم وحد / وقال الغصن صل على محمد
وهزت غصن قامتها فناغى / حمام حليها وشدا وغرد
مهاة تترك الأساد صرعى / بمقلة جؤزر وبجيد أغيد
كان الخال فوق العنق منها / وصارم لحظها الماضي مجرد
نجاشي جزوع قد توارى / من الأتراك في صرح ممرد
على وجناتها الجنات تجري / بماء الحسن والأخدود في الخد
تبارك من بها أشقى فؤادي / ولابن السيد البكري أسعد
أياذرية الصديق حسبي / رضاكم فهو كنز ليس ينفد
ألستم في سموات المعالي / شموس سعادة وبدور سؤدد
تقر بفضلكم كل البرايا / وآية إذ هما ف الغار تشهد

رآها عاذلي بين العذارى / فهام وفي الهوى خلع العذارا
فتاة للهلال إذا ترائت / تمنى أن يكون لها سوارا
بدت ماست رنت غنت فكانت / هلالا بانة ظبيا هزارا

تركت هواك مذ أصبحت تهوى / سواي وصرت ممن ليس يسوى
وسكري فيك زال وعاد صحواً / وكنت أظن أن جبال رضوى
تزول وإن حبك لا يزل /
نعم عهدي بأن حماك غاب / وحاميه هزبر لا كلاب
وإن جناك عذب لا عذاب / ولكن الزمان له انقلاب
وحالات ابن آدم تستحيل /

أتيتك سائلا أعرضت عني / وحاشا أن تخيب من دعاك
لأنك أوحد الكرماء خلقا / كان اللَه لم يخلق سواك
سيغنيني الذي أغناك عني / وولاك المكارم واصطفاك
وبعد فكل من في الكون فإن / فلا فقري يدوم ولا غناك

بلغت من المناصب والمفاخر / مقاما شامخا بين الأكابر
وصنت المجد في شرف وعز / لذاك المجد من معناك شاكر
وسعدك لا يقاس عليه سعد / وامرك نافذ من دون آمر
وحلمك واسع عمن توارى / عليك وعفوك المأمول حاضر
فغض الطرف عن تأخير شكري / لان الهم لي أمسى مجاور
وقد هد الزمان قوام صبري / وصيرني كسكان المقابر
وقل مساعدي حتى كاني / لسوء الحظ في بلدي مسافر
فأنت ابن العظام ذوي المعالي / وأرباب الحمية والمآثر
وأنت إذا نظرت عجوز حالي / تعود إلي حالا وهي باكر
وأنت إذا لمحت سواد حظي / بلا شك يعود علي زاهر
فكن لي ناصراً من جور دهر / فغيرك ليس لي وأبيك ناصر
ترقب يا زمان ظهور عزي / فعبد القادر المشهور قادر
على أن لا أهان إليك إلا / إذا شاء المهيمن فهو قاهر
فلا زال الزمان إليه عبدا / وروض صفائه لا زال فاخر
لأني ما رأيت لكسر قلبي / سواه في حماة الشام جابر

سقى غيث الرضا والعفو مرقد / تضمن من سماء الفضل فرقد
مضى من يتم الفصحا وأبقى / لهم من بعده الأسف المؤبد
من الأمراء آل العظم شهم / تبوء في البقا للصدق مقعد
ورب العرش للعظمي أرخ / بأنس مقام دار الخلد اسعد

تبارك من من الأصداف أبدي / لعقد السعد والإقبال دره
برب الناس قد عوذتها من / حسود يا كفانا اللَه شره
يحق لعابدين بها التهاني / مع البشرى اللطيفة ألف كره
كريمة كوكب بلغ المعالي / مقاما والسعود المستمره
فتى كالبحر فضلا حيث فاقت / فتوته على نهر الجره
تتوج بالسعادة وهو شهم / عليه العز شربوش وطره
فسبحان الذي سواه بدرا / وجيه الوجه وضاح الأسره
رعاه اللَه من قمر بمجلى / جمال كماله الدنيا مقره
منير قد تبدى من شموس / وكم لأب أبان الابن سره
كما منه زهت للسعد شمس / بأوج الحسن للقمرين ضره
وبالإحسان للأبوين أرخ / بأكمل الطلعة جاءت مسره

أيا رسل الهنا ادوا سلامي / إلى دار السعادة باحترام
إلى أقمار سعد خلفوني / هلال الشك احسب في الشام
إلى ذرية الحسن الدراري / مصابيح الهداية في الظلام
دراري السيد السامي المسمى / بعبد القادر الغازي الهمام
فيا روحي وريحاني وراحي / من الدنيا ويا أقصى مرامي
إلى أعتابكم وافي كتابي / من الصب المشوق المستهام
كتاب معرب عن صدق حب / ومحض مودة وقوى ذمام
وتهنئة بشهر فيه حقا / أتى القرآن من محي العظام
به صوموا تصحوا صدقوني / فإن القول ما قالت جزام
وإن صيامكم خير جزيل / لكم لا زال يقبل كل عام
فديتك يا محمد يا أميري / ويا بحرا بفيض الفضل طامي
ويا مولاي محي الدين يا من / له فوق السهى شرف المقام
لظلكما الظليل بعثت خودا / ذهت وسمت على الدرر الوسام
بمدحكما لهاشدو يناغي / لدى الأدواح تغريد الحمام
علت وغلت به قدرا ومهرا / غلاء البكر في حسن الختام
مروقة المعاني بالتهاني / وبالتبريك مفعمة الكلام
وشهر اللَه منه قد تراءت / إشارات البشائر بابتسام
أتى يروي الورى جودا فاهلا / بجود الغيث من حوض الغمام
نعم رمضان نعم الضيف وافى / بأنس أمانه بين الأنام
قراه واجب بر وتقوى / وإن البر من شيم الكرام
فيا بشرا كما قد جاء أرخ / بحسن ثوابه شهر الصيام

بمرسل صورتي وافاك مني / كتاب تحية يدعوك باسمي
خليلك يا سليم القلب اهدى / إليك مع السلام رسول رسمي

متى نار الجوى تخبو وداعي / شجوني يا كرام لكم وداعي
أعز أمانة روحي لديكم / ترى هل للأمانة من مراعي
لقد أزف الرحيل وها وقوفي / على زفرات وجدي والتياعي

أتيتك مستمدا منك بحرا / بسيطا وافرا أبدا مديدا
لأنك أسعد السعداء حظا / ومن ينح السعيد يكن سعيدا
ولكن صدني من لست أدري / وظيفته مريدا أم مريدا