القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 41
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ / وإن أَضحتْ تُكَدِّر صَفْوَ مائي
وهل يسطيع أهلُ الأرضِ حَلاَّ / لِعَقْدِ شُدَّ من فوق السماء
إلى كَمْ تهدِم الأحداثُ ركْنِي / وتَرْميني بجوْرٍ واعتداء
يُعاقِبُني الزمانُ بغير ذنبٍ / وتخذُلني يَدي وذوو اصطفائي
ويَسْعَى بي لمن لو جاء ساعٍ / به عندي لخُضِّبَ بالدماء
حياتي بين واشٍ أو حَسُودٍ / وساعٍ بي يُسَرُّ بطول دائي
فإنْ وشَّى عليّ الزُّورَ باغٍ / فَصبْراً للمَقادِرِ والقضاء
وما أنا يا أبا المنصور إلاّ / كما تُدْرِي على مَحْضِ الوفاء
أتعلَمُ كيف كان لك انعطافي / وكيف رأيتَ قِدْماً فيك رائي
أحين ملكتَني والناسَ طرَّاً / ورُحْتَ خليفة في ذا الفضاء
وحين رجوتُ نَصْرُك لي فإنِّي / بمُلْكِكَ بالغٌ أقصى رجائي
يجيئك مُبْغضٌ لي ساعياً بي / يرومُ لديك نَقْصِي في خَفاء
فيثِلبُني ويَرْجِعُ سالمِاً لم / تَهِجْك عليه أسبابُ الإخاء
وإن تَكُ ما قَبِلتَ له مقالاً / فحقُّك رَمْيُه بيد البلاء
وقد بلَّغتني أمَلي فتمِّمْ / تَتمَّ لك السلامةُ في البقاء
ولا تَشْغَلْ ضميري باستماعٍ / لواشٍ فيّ مهدوم البِناء
فقد طيّبتَ عيشي في سرورٍ / وقد أنعمتَ بالي في رخاء
وعيشي زائدٌ طِيباً إذا لم / يُكِّدْره لديك بنو الزِّناء
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ / فأخلَوْا مُقْلَتَيْهِ من كَراهُ
لعلّ البينَ أن يُبْلَى ببينٍ / فما للعاشقين ضنىً سواه
حبيبٌ وصلُه للبين وقْفٌ / ولى فيضُ الدّموع على نَواه
براه الله من نُورٍ وماءٍ / فلولا ثوبُه انحلّت قُواهُ
تَعيب الوَرْدَ حمرةُ وجنتيْه / وتلعَب بالقرائح مُقلتاه
تَبَسَّم عن حَصَى بَرَدٍ ولكن / جنيتُ الجمر صرفاً من جَناه
يغيِّرني ويُبليني التّنائي / وليس يَحول عن قلبي هواه
ومن طول المَواعد ليس سُؤْلي / وحظّي منه إلاّ أن أراه
تمتَّعْ بالمَسَرَّةِ والشبابِ
تمتَّعْ بالمَسَرَّةِ والشبابِ / فقد بَرز الرَّبيع من الحجاب
فحُّبك والزمانُ وأنت فيه / شبابٌ في شباب في شباب
فحَيِّ على المُدام بكفّ ساقٍ / يُدير الخمرَ من بَرَدٍ عِذَاب
يُدير بِريقِه ويديه خَمْراً / شرابٌ في شَراب في شَراب
كأنّ يديه حاكت وجنَتيْه / بنارٍ يَصْطَلي منها لُهاب
يَداه ثم وجنتُه وقلبي / شِهابٌ في شهاب في شِهابِ
إذا ما أكثر العُذَّالُ فيه / وزاد عليّ ترديدُ العتاب
عداوتُهم وعذلُهمُ جميعاً / سَرابٌ في سَرابِ في سَراب
لعَمْرُك إنما الدنيا عَروسٌ / جَلاها الغيثُ من تحت النِّقاب
بَنَفْسَجُها ونَرْجسُها ووَرْدٌ / خِضابٌ في خضاب في خِضاب
فأَهْرِقْ من دم الإبريق راحاً / فإنّ الغيث ممنوعُ السَّحاب
فإبرِيقي وكأسي والغوادي / سحابٌ في سَحابٍ في سَحابٍ
فتَمَّ الشرب إنّ الصحَو عزمٌ / وللنَّيْروز حظٌ في الشَّراب
فرأيُك ثم شُرْبُك والغواني / صوابٌ في صوابٍ في صواب
أَدِرْ فَلَك المُدام وخلِّ عَتْبي
أَدِرْ فَلَك المُدام وخلِّ عَتْبي / ودونك فاسِقينها واسْقِ صحبي
فإنّ اليوم يومَ نَدًى وطَلّ / ويوم حَياً وتُوْكافٍ وسكْب
كأنّ الغيم بان له حبيبٌ / فأقبل باكياً بجفون صبّ
وقد نَضَحَ النَّسيم بماء ورد / ومدّ على الهواء رداءَ سُحْبِ
فلو أبصرته طَشّاً ورشّاً / إذاً لرقصتَ من طرب وعُجْب
كأنّ الشمس فيه عروس حَوْفٍ / تُزَفّ إليهم في ثوب شَرْب
فديْتُكِ أين ما قد كنت قُلْتي
فديْتُكِ أين ما قد كنت قُلْتي / أَحُلْني عن مودّتنا وزُلْتي
فما بك أنّ لي ذنباً ولكن / أظنّك بعد ودّك لي نَدِمْت
كأنّ البركة الغَنَّا إذا ما
كأنّ البركة الغَنَّا إذا ما / غدَتْ بالماء مفعمةً تموجُ
وقد لاح الضُّحى مِرآةُ فَيْن / قد انصقلَت ومَقْبِضُها الخليجُ
تُرى قمرَ الدّجى قمراً حدَاه / طلوعاً ما له فيها بُروج
فلا تَعْصِ الصِّبا في لُبْس لَهْو / فإنّ الدهر ذو شَغَبٍ لجوجُ
ألا أيّها الطيرُ الموافي
ألا أيّها الطيرُ الموافي / لقد أطلقتَ من فكري سَراحي
تذكّرت الزمان وما دهاني / به من حادث القَدَر المُتاح
فلما غاب في التِّذْكار فهمي / وحسّي حيث تَصْفِق بالجَناحِ
فطيِّر حسّ ريشك سُكْرِ حِسّي / كنَوْمانٍ يُنَبَّه بالصِّياح
تَروح بروضة أنفُ وتَضْحي / وإلفُك حاضرٌ وهواك صاحي
ولو لاقيتَ ما ألقى لضاقتْ / عليك مَوارِدُ البِيد الفِساحِ
لعلّ الله يَفْرِج ما ألاقي / ويأخذ للمِراض من الصِّحاح
بعثتُ بساكناتٍ طائراتٍ
بعثتُ بساكناتٍ طائراتٍ / تفوت اللَّحظَ وهي بلا جَناح
تطيرُ إذا المجاديفُ استُحِثَّتْ / بها طيرانَ أجنحة الرِّياح
كأنّ سوادَها في الماء يَحْكي / سوادَ الأعين النُّجل المِلاح
كأنّ مرورَها شَدَّا وعَدْواً / مرورُ يديك في بَذْل السَّماح
ولو أنّي استطعتُ بعثتُ رُوحي / تَقِيك وقايةَ القدَر المُتاح
مَزجتُ بصفو ودّك صفَو ودِّي / فقلبي منه دهري غير صاح
لأنّك إن نَبا سيفي حسامي / وأنتَ إذا دجا ليلي صباحي
عليك صلاةُ رِّبك من إمام / مَطِير الجُود مَيْسور النِّجاح
كتبتُ ولو قَدَرْتُ بقدر شوقي
كتبتُ ولو قَدَرْتُ بقدر شوقي / لأفنيتُ القراطِسَ والمِدادا
ولكنّي اقتصرتُ على سلامٍ / يذكّرك الولايَة والودادا
ولمَّا فاح لي نَشْرٌ ذَكِيٌّ
ولمَّا فاح لي نَشْرٌ ذَكِيٌّ / من الخَوْخ المشَّبِه بالخدودِ
ذكرتُ به ثناياها ولكن / ثناياها لها فضلُ المزيد
كأنّ الأرض مِسْكٌ أو عَبِير / إذا أومَتْ إليها بالسجود
كأن لسانها ألِفٌ ولام / فما يَقْوَى على غير الصدود
فتاة لفظها نَيْلُ الأماني / وبَرْد وصالها دارُ الخُلود
لِيَهْنِ المُلْكَ مالِكُه الجديدُ
لِيَهْنِ المُلْكَ مالِكُه الجديدُ / ووارِثُه وإن رَغِمَ الحَسودُ
أتيتَ به أبا المنصور فَرْدا / تُنِير به الليالي وهي سود
يلوح عليه منك هُدىً وفَضْل / ويظهر فيه منك حِجاً وجود
حكاك كما حكيت أباكَ شِبْها / كذاكَ الأُسْدُ أشْبُلُها الأسود
ولدتَ الشمسَ يا صبحَ المعالي / فأَنجَبَ والدٌ ونما وليدُ
فأفْنيةُ الزمان به مِلاَءٌ / وكوكبها بأسْعُده سعيد
وَليدٌ كانتِ الدنيا ترجِّي / وِلادتَه وترقُبُه السعود
تباشرت الليالي والمعالي / بمولده وجُدِّدت العُهُود
وكم رَصَدته آمالُ البرايا / حوافلَ قبلَ يُظْهِره الوجودُ
وكم هتفت به رُهُنُ الأماني / لُطْلِقها ونادته الوفود
وكم رَجَتِ الخلافةُ أن تراه / كما يرجو أحِبَّتَه العمِيد
إلى أن تَمَّ أمرُ الله فيه / ولاح السعدُ واقترب البعيد
فألقتْ حَمْلَها الدنيا تماما / به ولكّل حاملةٍ حُدُود
وأعطِيتِ الخلافة ما تمنَّتْ / به والله يفعل ما يريد
وأُطلِع بدرُها وعلا ضُحاها / وأسفر صُبْحُها ونأى الهجود
وقرّ الملك واتَّطَدَتْ بُناه / فأمكنه التزيُّد والصعود
وعزَّ الحقّ وارتفعتْ قَنَاه / وجَدّ الوعد واشتّد الوعيد
فكيف إذا نما واشتد حتى / تَتمَّ به المصادرُ والورود
وقاد الخيلَ واعتقل العوالي / وخافته التهائم والنُّجُود
وشنّ على العِدَا من كلّ فَجّ / كتائبَ لاتُحَاد ولا تحِيدُ
على قُبٍّ سوابقَ طاوياتٍ / أياطِلَها كما تُطْوَى الْبُرُودُ
فعُمِّر عُمْر باقيةِ الليالي / تواصِلُه السلامة والخلود
يُصَرف أمره قبضا وبسطا / يُشَدّ الحلّ فيه والعقود
ويُرضِي الدّينَ والدنيا جميعاً / وتُمْحَى في القلوب به الحُقُود
عزِيزِيٌّ نِزارِيٌّ مليكٌ / له الدنيا ومَن فيها عبيد
فآيات القُرَانِ له تُرَاثٌ / أبناء النبيّ له جُدُود
نَمَا بين المكارم والمعالي / فطارِفُها له وله التليد
فَهنَّاك الإله به العطايا / وإن رغَم المُعَادِي والحَقُود
وقابل نجمَك الإسعادُ فيه / وشدّ بقاءَ نُعماك المزيد
فأنت أعزُّ مَنْ مَلَك البرايا / ومن خَفَقتْ بنُصْرته البُنُود
عليك صلاة ربك ما أَضاءت / بَوارِقُ مُزْنةٍ وأخضرَّ عود
فلو كان الشباب يباع بَيْعاً
فلو كان الشباب يباع بَيْعاً / لأَعطيتُ المبايِعَ ما يريدُ
ولكنّ الشباب إذا تولَّى / على شَرَفٍ فمطلَبه بعيدُ
فمن لم يتَّرِك وقتاً لوقت / وفاز بلّذَةٍ فهوَ السعيدُ
حشَتْ بالكحْل عينيها وبانت
حشَتْ بالكحْل عينيها وبانت / غداة غدت بها العِيسُ الشدادُ
فقلت لها اكْحُلٌ وافتراق / كأنكِ لم يروِّعْكِ البَعاد
فقالت كي تحوِّلَه دموعي / فيغدو وهْو في خدّي حِداد
ألست ترى سحاب اللَّهو يَهْمِي
ألست ترى سحاب اللَّهو يَهْمِي / على اللَّذّات أمطارَ السرورِ
وَرجُع الزَّمْر يشكو ما أُلاقي / إلى الأوتار من ألم الزفير
وصوتُ الطبل بينهما ينادي / ألا هُبُّوا إلى شرب الكبير
فيا لكِ من مشاهدة تجلَّى / بظاهر حسنها همُّ الصدور
ولولا أن في الشرر انتقاضاً / لقلت كأنه وَهَجُ الضمير
هنَاك خليفة الله السرورُ
هنَاك خليفة الله السرورُ / وما جاءت إليك به الدهورُ
وفَتْحٌ جلَّ موقِعُه إلى أن / تعاظم أن يُقاس به نظير
غدت تُرْكُ العراق لديه أَسَرْى / ودَيْلمُهَا بعفوك تستجير
وقد طارت قلوبهمُ خُفُوقاً / إلى أن لم تَحصِّنها الصدور
أثَرْتَ عليهمُ بالشام حربا / تَضعضَع بالعراق لها السَّريرُ
ودان بها لك العاصي وألقتْ / أزِمَّتها لكفِّيك الأمور
فأنت لسان فخر بني عليّ / وبدر ملوكها التمُّ المنير
أميرَ المؤمنين أنا لِرَبِّي / على ما قد حباك به شَكور
أقرّ لوجهكِ القمر المنيرُ
أقرّ لوجهكِ القمر المنيرُ / وذلَّ لقدّك الغصن النضيرُ
وما يحكيك في عينيك حسناً / ولا في جيدك الظبي الغرِير
تبارك مَن براكِ بلا شبيهٍ / فتاةً جسمها ماء ونور
وراحٍ تخضِب الراحاتِ وَرْساً
وراحٍ تخضِب الراحاتِ وَرْساً / وتفتِق طَيْلَسان الليل نُورا
كأن الماء يُطربها فتُبدِي / إذا مُزِجت به دُرًّا نثيرا
تغيظُ الغانيات إذا تبدّت / وتُحدِث في قُوَاهنّ الفتورا
تُشَبَّه بالخدود الحُمْر لوناً / وأشبه فوقها الحَبَبُ الثغورا
وكانت قهوة صِرْفاً فلمّا / أداروها سقوناها سرورا
عُقاراً حِلْمُها سفهاً علينا / يعود وعَدْلُها في أن تجورا
ولولا أُنس نَدْماني عليها / وإسكاري بها الرَّشَأَ الغَرِيرا
إذاً لتركتُها لِسواي كُرْهاً / لها ومَنعت كأسي أن تدورا
ولم أر مثلها أنْفَى لهمّ / إذا شُربت ولا أحلى شذورا
تعيد الصعب بالنَشوات سهلاً / وتُغني بالمُنَى الرجل الفقيرا
وتُكْبر نفس شارِبها ارتياحا / فيحسب أنه أضحى أميرا
أَديراها عليّ ولا تخافا / إلهاً في إداراتها غَفُورا
فقد حَسَر الصِبَا عن ساعديه / وناغي بَمُّنَا مَثْنىً وزِيرا
وعاد الدّهر بالإحسان لمّا / رمى فأصاب حادثُه الوزيرا
فما آسَى من الحَدَثان إلاّ / على عُمْر مُنِحناه قصيرا
سلام اللهِ والنعماء تَتْرَى
سلام اللهِ والنعماء تَتْرَى / ووافدة السرور على نزار
على المرضِي العلا قولاً وفعلاً / وكاشف غُمَّة الكُرَب الكِبار
إذا ما نحن زُرْناه فإنا / نزورُ نَدىً يَزيدُ على البحار
أتَاحَ لمقلتي السَّهَرَا
أتَاحَ لمقلتي السَّهَرَا / وجارَ عليّ واقتَدَرَا
غزالٌ لو جرى نَفسي / عليه لذاب وانفَطَرا
ولكن عينُه حشدت / ليّ الغُنْجَ والحَوَرا
ومحمد أودى به قمرٌ / فكيف يعاقِب القمرا
وباكيةٍ متَوَّجةٍ بنارِ
وباكيةٍ متَوَّجةٍ بنارِ / كأنّ دموعَها حَبَبُ العُقَارِ
إذا ما تُوِّجت في دار قوم / رأيتَ الليلَ منها كالنهار
فتاة عمُرها عمرٌ قصير / ولكنْ نفْعها نفع الكبارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025