المجموع : 23
أرى نوح الحمام يشوق قوماً
أرى نوح الحمام يشوق قوماً / وفي نوح الحمائم لي عزاء
إذا بكت الحمائم وهي وحش / وأزعجها التفرق والجفاء
فما جَزَعُ الأنيس من التصابي / إذا امتنع التزاور واللقاء
جعلت فداك أن صلحت فداءً
جعلت فداك أن صلحت فداءً / لنفسك نفس مثلي أو وقاءا
وكيف يجوز أن تفديك نفسي / وليس محل نفسينا سواءا
مباشرة النسيم لشخص الفي
مباشرة النسيم لشخص الفي / أشد علي من فقد الحبيب
نأى عني الحبيب فصار قلبي / يغار على الصبا وعلى الجنوب
ولو يسطيع ما درجت دبورٌ / إذن ونهى الشمال عن الجنوب
خليلي من نواك أخذت حظي / فهل لي في نوالك من نصيب
نفيت من الهوى إن كان قلبي / دعا وداً كودك في المغيب
أمرٌ على المنازل كالغريب
أمرٌ على المنازل كالغريب / أسائل من لقيت عن الحبيب
وما يغني الوقوف على الأثافي / ونؤي الدار عن دنفٍ كثيب
حبست بها المطي فلم تجبني / ولم ترحم بلا شك نحيبي
شكوت إلى الديار فما شفتني / بلى شاقت إلى وجه الحبيب
فمن ينجي العليل من المنايا / إذا كان البلاء من الطيب
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ / فما عندي أجل من الرقيب
حجاب الألف أيسر من نواه / وهجر الخل خير للأديب
ولا وأبيك ما عاينت شيئاً / أشد من الفرق على القلوب
نظرت إليه نظرة مستهامٍ
نظرت إليه نظرة مستهامٍ / فأتر ناظري في وجنتيه
فلا حظني وقد أثبت وجداً / فأثر في الفؤاد بمقلتيه
يعاتبني أناس في التصابي
يعاتبني أناس في التصابي / بألبابٍ وأفئدة صحاح
إذا اختلط الظلام وهم سكارى / بكاسات الرقاد إلى الصباح
ولي سكرٌ يجنبني رقادي / فما أدري الغدو من الرواح
بلى في الأرض متسع عريض / ولكن قد منعت من البراح
وما يغني العقاب عيان صيدٍ / إذا كان العقاب بلا جناح
أتوب إليك من نقض العهود
أتوب إليك من نقض العهود / لتؤمن مقلتي من السهود
أسأت فلا تعني بالدعاوي / فهأنذا أقر بلا شهود
وقد كان الجحود علي سهلاً / ولكني أنفت من الجحود
فقل لي لا عدمتك من مسيء / بما استحللت نقض عرى العهود
ألا يا نفس قد أخطأت فيما / أتيت فإن نجوت فلا تعودي
فكم جانٍ تجافى غير جهلٍ / فعاد فلم يذق طعم الهجود
أتهجر من تحب وأنت جار
أتهجر من تحب وأنت جار / وتطلبهم وقد بعد المزار
وتسكن بعد تأيهم اشتياقاً / وتسأل في المنازل أين ساروا
تركت سؤالهم وهم جميع / وترجو أن تخبرك الديار
فأنت كمشتري أثر بعينٍ / فقلبك بالصبابة مستطار
فنفسك لم ولا تلم المطايا / ومت أسفاً فقد حق الحذار
سمعت بنأيهم وظللت حياً / فقدتك كيف يهنيك القرار
إذا ما الصب أسلمه صدود / إلى بين فمهجته جبار
تباعد من هويت وأنت دانٍ / فلا تتعب فليس لك اعتذار
إذا ما بان من تهوى فولى / ولج بك الهوى فالصبر عار
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً / عليك فلا يغرك حسن صبري
فلو جمع الآنام لكنت فرداً / أحبهم الي بكل سعر
فلا تحسب رعاك اللَه أني / غدرت ولا هممت لكم يغدر
فواللَه العظيم لو أن قلبي / أحب سواك لم أسكنه صدري
وأعظم ما ألاقي منك أني / أدوم على الوفاء ولست تدري
أمنت عليك صرف الدهر حتى
أمنت عليك صرف الدهر حتى / أناخ بغدره ما لم أحاذر
وجسرني وفاؤك لي أن / أذاقني الردى غب التجاسر
فجئتك شاكراً وأقل حقي / إذا أحسنت أن ألقاك عاذر
وحسبك رتبةً لك من صديقٍ / أتاك بعاتبٍ في زي شاكر
تمتع من حبيبك بالوداع
تمتع من حبيبك بالوداع / فما بعد الفراق من اجتماع
فكم جرعت من هجرٍ وغدرٍ / ومن حال ارتفاعٍ واتضاع
وكم كأسٍ أمر من المنايا / شربت فلم يضق عنها ذراعي
فلم أر في الذي قاسيت شيئاً / أشد من الفراق بلا وداع
تعالى اللَه كل مواصلاتٍ / وإن طالت تؤول إلى انقطاع
جعلت فداك قد طال انعطافي
جعلت فداك قد طال انعطافي / إليك وأنت قاسي القلب جافي
وليس أخاك من يرعاك كرهاً / ولا البادي بوصلك كالمكافي
فإن ترع الأمانة لا أضعها / وإن لا ترع يوحشك انصرافي
يطول عليك أن تلقى خليلاً / تطول عليه أيام التصافي
مخافة أن يملك باجتماعٍ / فيرضى من نوالك بالكفاف
فإن يك ذا الصدود صدود عتبٍ / وأنت على المودة والتوافي
إذن فتلافني من قبل يأسٍ / يولد ما يجل عن التلافي
وإلا فاطرح ودي وأجمل / بتعريض من التصريح كافي
متى يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الضنى درك المعافي
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً / وكان فراق من أهوى يشوق
فليس إلى السلو وإن تمادى / عتابك في الهوى أبداً طريق
ومن يك ذا سقامٍ أن تداوى / تزايد سقمه فمتى يفيق
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه / وكنت أعد وعدك من عطائك
ولم تزل الخواطر عنك تنبي / بأنك لا تدوم على وفائك
فلو كانت عهودك لم تغير / ولم يبد التكدر في صفائك
وفيت بما ابتدأت به ولكن / أظنك قد ندمت على ابتدائك
فإن تك قد ندمت على اصطفائي / فإني ما ندمت على اصطفائك
وإن تك لم تخن فلأي شيءٍ / تغير ما عهدنا من إخائك
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا / فعاد علي نصحكم وبالا
فإن تك قد مللت فلا تخني / وقل لي إن أجنبك الوصالا
فمن يطلب لصاحبه اختلالاً / لينقض عهده يدرك مقالا
ويمنعني الوفاء لكم بعهدي / وحسن الظن أن أجد اختلالا
وفتزدادون عندي كل وقتٍ / وأنقص عندكم حالاً فحالا
سأصبر أن أطقت الصبر حتى / تمل الهجر أو تهوى الوصالا
علام وقد أذبت القلب شوقاً
علام وقد أذبت القلب شوقاً / تصد وقد عزمت على ارتحال
ولم أك قبل ذاك أتيت ذنباً / سوى أني نهيتك عن خصال
أردت بذاك أن تدعى رشيداً / إذا افتضح المعارف بالمقال
وألا تبتلى بدنيء قومٍ / فيكثر فيك من قيلٍ وقال
فيسمعه المصادق والمعادي / فتندم عند مفتخر الرجال
وما كلٌ يصدق فيك قولي / فكنت تكون فوق ذرى المعالي
فصن نفساً علي أعز مني / وقاك السوء أهلي ثم مالي
وأيقن أنني لم آت ذنباً / ودونك ما هويت من الفعال
تجدني راضياً بهواك طوعاً / لأمرك في الحرام وفي الحلال
فواللَه العظيم لم أن قلبي / عصاك هممت عنه بانتقال
أقلني تدخر في الحشر أجراً / إذا احتاج المقيل إلى المقال
جعلت فداك لم يخطر ببالي
جعلت فداك لم يخطر ببالي / حضور البين ألا مذ ليالي
فقد وهواك زادني اشتياقاً / على شوقي نواك وأنت قالي
وأكد ذاك أني مذ ليالٍ / سهرت فلم يزر طيف الخيال
فبت على الفراش كأن قلبي / يقلبه هواك على المقالي
وكان الطيف يكشف بعض ما بي / ولست تراه يطرقني بحال
فقل لي بالذي أصفاك ودي / أأنت نهيت طيفك عن وصالي
أم السهر الذي الزمتيه / نفى عني الخايل فلا أبالي
إذا زار الحبيب أثار شوقاً
إذا زار الحبيب أثار شوقاً / تفتت من حرارته العظام
ورواني بعينيه مداماً / تدين بسكر شاربها المدام
فوصلٌ يكسب المشتاق سقماً / ونأيٌ لا يقوم له قوام
فهل يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الدواء هو السقام
فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ
فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ / فإن الهجر مفتاح السلو
إذا كتم الخليل أخاه سراً / فما فضل الصديق على العدو