تَعالى اللَّهُ ما أَحَسْن
تَعالى اللَّهُ ما أَحَسْن / شَقيقاً حُفَّ بِالسَّوْسَنْ
خُدودٌ لَثْمُها يُبْرِي / مِنَ الأَسقامِ لَوْ أَمْكنْ
فَما تُجْنى وَحارِسُها / بِقُفْلِ الصُّدْغِ قَد زَرْفَنْ
غَزالٌ ضَيِّقُ الأجْفا / نِ يَسبِي الرَّشَأَ الأَعْيَنْ
لَهُ قَلْبٌ وَأَعْطافٌ / فَما أَقْسى وَما أَلْيَنْ
وَلَمْ أَرَ قَبْلَ مَبْسِمِهِ / صَغيرَ الجَوهَرِ المُثْمِنْ
فُتِنْتُ بِحُسْنِ صُورَتِهِ / وَمَنْ يَهْوَ الدُّمى يُفْتَنْ
عَزيزٌ يُوسُفِيُّ الحُسْ / نِ لَمْ يُشْرَ وَلَمْ يُسْجَنْ
قَدِ ابْيَضَّتْ بِهِ عَيْنِي / وَلِلمَهْجورِ أَنْ يَحْزَن
أَبُثُّ هَواهُ مِن خَوْفٍ / لِنَجْمِ اللَّيْلِ لَمَّا جَنّْ
وَما يَنْفَعُ كِتْمانِي / وَدَمْعُ العَيْنِ قَدْ أَعْلَنْ
وَكَمْ أَسْكَنْتُهُ قَلْبي / فَسارَ وَأَحْرَقَ الْمَسْكَنْ
فَأُنْسِي بَعْدَ وَحْشَتِهِ / بِنَظْمِ مَديحِ شَاهَ ارْمَنْ
كَريمٌ باسلٌ قَتْلا / هُ فِي نَقْعِ الوَغى تُدْفَنْ
عَلى الأمْوالِ وَالأَعْدا / ءِ كَمْ مِنْ غَارَةٍ قَدْ شَنّْ
فَما يَنْفَعُ مَنْ يَلقا / هُ دِرْعٌ لا وَلا جَوْشَنْ
رَصينُ الجَأْشِ لَمَّا جا / شَ بَحْرُ خَمِسِيهِ الأَرْعَنْ
عِجافٌ خَيلُهُ وَالوَحْ / شُ يَوْمَ نِزَالِهِ تَسْمَنْ
لَهُ بِشْرٌ لِسائِلِهِ / كَفِيلٌ بِالنَّدى يَضْمَنْ
وَمَنٌّ لا يُكَدِّرُهُ / عَليْنا بِالأذَى وَالمَنّْ
فَذاكَ المَالُ مَبْذولٌ / وَذَاكَ العِرْضُ ما أَصْوَنْ
مَلَكْتَ الأَرضَ يا مُوسى / وَعِنْدَكَ قَدْرُها أَهْوَنْ
فَأَوْرِدْ خَيْلَكَ الدُّنْيا / فَكُلُّ مَدينَةٍ مَدْيَنْ
مَلأتَ الأَرْضَ إِحْساناً / وَغَيرُكَ يَمْلأُ المَخْزَنْ
لَهُ نُوْرٌ إِلَهيٌّ / لِرَوْنَقِ حُسْنِهِ زَيِّنْ
وَجَودٌ يَجْبُرُ العافِي / وَبَأْسٌ لِلْعِدى أَوْهَنْ
فَهذا يُنْطِقُ الأَلْكَنْ / وَهذا يُخْرِسُ الأَلْسُنْ
صَلاةُ صِلاتِهِ قَامَتْ / وَحَيَّ عَلى النَّدى أَذَّنْ
فَلَوُ عَلِمَ المُؤَرِّخُ ما / تَغالى فِي الَّذي دَوَّنْ
أَيا مَوْلايَ زالَ البَأْ / سُ وَالبُرْءُ قَدِ اسْتَمْكَنْ
لَكَ الحَسْنى وَرَبُّكَ لا / يُضَيِّعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنْ