نضا عَضْباً من الجَفْن
نضا عَضْباً من الجَفْن / يرد العَضْبَ في الجفنِ
وولّى كاشرَ السنّ / بتيهٍ كاسرِ السَنِّ
فخلّ العَضْبَ واللَدْنَ / مكانَ العُضْب واللُدْنِ
فللحبّ جراحاتٌ / بلا ضَربٍ ولا طَعْنِ
وما أسعد من لاقى / جيوشَ الحُسنِ بالحَزْنِ
فحِدْ عني يا لائ / مُ أو فاسمعْ وخُذْ عنّي
فإني إن تبصّرتَ / مطيعٌ لك أو إنّي
وقلبي في لَظى باتَ / له طرفَي في عَدْنِ
بغصنٍ فيه أزهارٌ / بديعاتٌ من الحُسْن
فمن وردٍ غَدا يُسقى / حياءً لا حَيا مُزْن
وآسٌ أبداً يُجْنى / على منْ رامَ أن يجْني
وقالوا الغُصْنُ في البستا / نِ والبستانُ في الغُصْن
فساعِدْني يا عَدْن / يَ أو عِدْني أو عُدْني
منًى أحْلى من الأمن / وحُرِّفْهُ من المَنِّ
أظنّ الدهرَ يا أغي / دُ قد أعداكَ بالضَنّ
أبٌ لولا عُلا الفاض / لِ ما جرّتْ له بابنِ
ولولا مجدُه الباس / قُ لم أُثْنِ ولم أبْنِ
فتًى أفصحُ من قسٍّ / فتًى أسمعُ من معْنِ
ترانا نمدحُ الفضل / وعن أوصافِه نَكْني
ونستغرقُ في وصفِ ال / معالي وله نَعْني
أتينا بقرى الأشعا / رِ نَهْديها الى المُدْنِ
الى مَن بحرُه الزاخ / رُ لا يُعْبَرُ بالسُفْنِ
الى مَنْ لفظُه يُطر / بُ كاللحنِ بلا لَحْنِ
كلامٌ يلجُ الأذْنَ / على القلب بلا إذْنِ
وكم أصفرَ يُجْريهِ / بيُمناهُ على اليُمْنِ
فيَبْني ومعاذَ الل / هِ أن يهدِمْ ما يَبْني
فما أنأى الذي يُنئي / وما أدنى الذي يُدْني
أتاهُ الناسُ في السهْلِ / ووعرتُ على الحَزْنِ
وما المركَبُ ذو وهْنِ / ولا المِنكَبُ ذو وَهْنِ
ولكنْ قسمةُ الدهر / كما تُعرَفُ بالغُبْنِ
كأني الآن من كثر / ةِ ما يفتَرُّ عن سنّي
متى يمتلئُ الحوضُ / متى يسمعُني عَلْني
متى يَبْنِ على التبر / جِراني أو على التِبْن
فقد ضاقتْ بيَ الأرضُ / كأني صرْتُ في سِجْنِ
بهمٍّ شاغلٍ للبا / لِ والخاطرِ والذِهْنِ
وغمٍّ مُفزِعٍ للرأ / سِ والراحةِ والبِطْنِ
ومعذورٍ على الحُسن / ومعذورٌ على الجَنِّ
وقد قال لي العُسر ال / ذي أصبحَ صَحْفني
وما عندي لولا الشع / رُ ما يُضبَطُ بالوزنِ
فقد سُلِّمَ من خَزْمٍ / ومن خرْمٍ ومن خَبْنِ
وإنْ تفتكّ فافتكّ / فإني غلِقُ الرهنِ
ولولا الساعدُ الضار / بُ بالصارمِ لم يُغْنِ
رعاكَ اللهُ كم منٍّ / لنا منكَ بلا منِّ