المجموع : 4
إذا ما طافَ بالشُّرْ
إذا ما طافَ بالشُّرْ / فَةِ ضوء القمر المضْنَى
ورفَّ عليكِ مثل الحلْ / مِ أو إشراقةِ المعنى
وأنتِ على فراش الطُّهْ / رِ كالزنبقة الوَسْنى
فضمِّي جسمكِ العاري / وصوني ذلك الحُسْنا
أغارُ عليكِ من حسابٍ / كأنَّ لضوئه لحنا
تدقُّ له قلوبُ الحو / رِ أشواقاً إذا غنى
رقيقُ اللمس عربيدٌ / بكلِّ مليحةٍ يُعْنى
جريءٌ إن دعاه الشوْ / قُ أن يقتحمَ الحصنا
تحدَّرَ من وراء الغَي / مِ حينَ رآكِ واستأنى
ومسَّ الأرضَ في رفقٍ / يشقُّ رياضها الغَنَّا
عجبتُ لهُ وما أعجبُ / كيفَ استلَمَ الركنا
وكيفَ تسوَّرَ الشَّوك / وكيفَ تسلَّقَ الغُصْنا
على خديك خمرُ / صبابةٍ أفرغها دنَّا
رحيقٌ من جَنَى الفتْ / نَةِ لا ينضُبُ أو يفْنى
وفي نهديكِ طِلسما / نِ في حَلِّهما افتنَّا
إلى كنزهما المعبو / دِ باتَ يعالجُ الرُّدْنا
أغارُ أغارُ إنْ قبَّ / لَ هذا الثغرَ أو ثَنَّى
ولفَّ النَّهْدَ في لينٍ / وضمَّ الجسدَ اللَّدْنا
فإنَّ لضوئهِ قلباً / وإنَّ لسحره جَفْنا
يصيدُ الموجةَ العذرا / ءَ من أغوارها وَهْنا
وكم من ليلةٍ لمَّا / دعاهُ الشوقُ واستدنى
جثا الجبَّارُ بين يديْ / كِ طفلاً يشتكي الغَبْنا
أرادَ فلم يَنَل ثغراً / ورامَ فلم يُصِبْ حِضنا
حوَتْكِ ذراعهُ رسماً / وأنتِ حويتهِ فنَّا
عصيتِ هواهُ فاستضرى / كأنَّ بصدره جِنَّا
مضى بالنظرةِ الرَّعنا / ءِ يطوي السَّهل والحَزْنا
يثيرُ الليلَ أحقاداً / وصدرَ سحابهِ ضِغنا
وعادَ الطفلُ جبَّاراً / يهزُّ صراعهُ الكوْنا
فَرُدِّي الشرفةَ الحمرا / ءَ دونَ المخدَع الأسنى
وصوني الحسنَ من ثَورَ / ةِ هذا العاشق المُضنى
مخافةَ أنْ يظنَّ النا / سُ في مخدعكِ الظنَّا
فكم أقلقتِ منْ ليلٍ / وكم من قَمَرٍ جُنَّا
دنا الليلُ فهيا الآنَ يا ربَّةَ أحلامي
دنا الليلُ فهيا الآنَ يا ربَّةَ أحلامي /
دعانا مَلَكُ الحبِّ إلى محرابه السامي /
تعاليْ فالدُّجى وحيُ أناشيدٍ وأنغامِ /
سَرَتْ فرحتُهُ في الماء والأشجارِ والسُّحْبِ /
ألا فلنحْلُمِ الآنَ فهذي ليلةُ الحبِّ /
على النيلِ وضوءُ القمرِ الوضاح كالطفلِ /
جرى في الضِّفةِ الخضراءِ خلفَ الماءِ والظلِّ /
تعاليْ مِثلهُ نلهو بِلثمِ الوردِ والطِّلِّ /
هناك على ربى الوادي لنا مَهْدٌ من العشبِ /
يَلُفُّ الصَّمتُ روحيْنا ويشدو بلبُلُ الحبِّ /
يطوفُ بنا على شطٍّ من الأضواء مسحورِ /
شِراعٌ خافقُ الظلِّ على بحرٍ من النورِ /
تناجيه نجومُ الليلِ نجوى الأعين الحُورِ /
وأنتِ على فمي ويدي خيالٌ خافقُ القلبِ /
ألا فلنحلُمِ الآنَ فهذي ليلةُ الحبِّ /
ليالي الصيفِ أحلامٌ تراءت للمحبِّينا /
تغيبُ الخمرُ والساقي ويبقى سحرها فينا /
وهذا كأسُها الوهاجُ صدَّاحٌ بأيدينا /
فهيا نشرب الليلةَ من نبع الهوى العذْبِ /
ألا فلنحلُمِ الآن فهذي ليلةُ الحبِّ /
إذا ما طافَ بالأرضِ
إذا ما طافَ بالأرضِ / شعاعُ الكوكبِ الفضِّي
إذا ما أنَّتِ الريحُ / وجاشَ البرقُ بالومْضِ
إذا ما فتَّحَ الفجرُ / عيونَ النرجس الغضِّ
بكيتُ لزهرةٍ تبكي / بدمعٍ غيرِ مرْفضِّ
زواها الدهرُ لم تسعَدْ / من الإشراقِ باللمحِ
على جفنينِ ظمآنَي / نِ للأنداءِ والصبحِ
أمهدَ النورِ ما لِلّي / لِ قد لفَّكَ في جُنحِ
أضىء في خاطرِ الدنيا / ووارِ سناك في جُرحي
أري الأقدارَ يا حسنا / ءُ مثوى جُرحكِ الدامي
أريها مَوضِعَ السَّهْ / مِ الذي سدَّدهُ الرَّامي
أنيلي مشرقَ الإصبا / حِ هذا الكوكبَ الظَّامي
دعيه يرشف الأنوا / رَ من ينبوعها السَّامي
وخلِّي أدمعَ الفجرِ / تُقَبِّلْ مغربَ الشمسِ
ولا تبكي على يومِك / أو تأسَيْ على الأمسِ
إليكِ الكون فاشتفِّي / جمالَ الكون باللمسِ
خذي الأزهارَ في كفَّي / كِ فالأشواكُ في نفسي
إذا ما أقبلَ الليل / وشاع الصمتُ في الوادي
خذي القيثارَ واستوحي / شجونَ سحابهِ الغادي
وهُزِّي النجمَ إشفاقاً / لنجمٍ غيرِ وقَّادِ
لعلَّ اللحنَ يستدني / شُعاع الرحمة الهادي
إذا ما سقسق العصفو / رُ في أعشاشِهِ الغُنِّ
وشقَّ الروضَ بالألحا / نِ من غصنٍ إلى غُصنِ
أتتكِ خواطري الصدَّا / حَةُ الرفَّافة اللحنِ
تغنِّيكِ بأشعاري / وترعى عالم الحسنِ
إذا ما ذابتِ الأندا / ءُ فوقَ الورَقِ النَّضْرِ
وصبَّ العطرَ في الأكما / مِ إبريقٌ منَ التبرِ
دعوت عرائس الأحلام / من عالمِها السِّحري
تُذيبُ اللحنَ في جفنْي / كِ والأشجانَ في صدري
عرفتِ الحبَّ يا حوّا / ءُ م ما زالَ مجهولا
ألمَّا تحملي قلباً / على الأشواقِ مجبولا
صِفيهِ صفيه فرحاناً / ومحزوناً ومخبولا
وكيفَ أحسّ باللوعَ / ةِ عند النظرة الأولى
ومَن آدمُكِ المحبوبُ / أو ما صورةُ الصَّبِّ
لقد أُلهِمْتِ والإلها / مُ يا حواءُ بالقلبِ
هو القلبُ هو الحبُّ / وما الدنيا لدى الحبِّ
سوى المكشوفة الأسرا / رِ والمهتوكةِ الحُجْبِ
سلي القيثارَ بين يَدَي / كِ أيَّ ملاحنٍ غنَّى
وأيَّ صبابةٍ سالتْ / على أوتارِه لحنا
حوى الآمالَ والآ / لامَ والفرحةَ والحُزنا
حوى الآبادَ والأكوا / نَ في لفظٍ وفي معنى
تعالى الحسنُ يا حسنا / ءُ عن إطراق محسورِ
أيشكو الليلَ في كونٍ / من الأنوارِ مغمورِ
وما جلَّاَهُ من سوَّا / هُ إلَّا توأمَ النورِ
وما سمَّاهُ إذ نادا / هُ غير الأعينِ الحورِ
ليالي الصيف في كبرِي
ليالي الصيف في كبرِي / أم الفتنةُ في البحرِ
وجنِّيَّاتُ بحرِ الرُّو / مِ أم دُنيا من السِّحرِ
على شطٍّ من الأحْلا / مِ والأنغامِ والزَّهرِ
تنَفَّسَ جَوُّهُ عطراً / يُفضِّضهُ سَنَا البَدْرِ
أريجُ البرتقالِ بهِ / ونفحُ العنَبِ النَّضرِ
أم الآلهة العشّاقُ / بين الموجِ والصخرِ
أهلُّوا تحت أشرعةٍ / تُقِلُّ عَرائسَ الشِّعرِ
نَشاوى الحسن والنُّورِ / وبعضُ النُّورِ كالخمرِ
تنَهَّدَ حينَ أبصَرَهُمْ / مُحِبٌّ مُوغَرُ الصَّدرِ
أقامَ الدَّهرَ موتوراً / من الحرْمانِ والهجْرِ
بأنفاسٍ تُضيءُ الأُفْ / قَ بركانيّةِ الجمرِ
قصدناهُ على الليلِ / وجُزْناهُ مع الفجرِ
فلمْ تغمضْ له عينٌ / تُصيبُ النَّجمَ بالذُّعرِ
وباتَ الموجُ في فرٍّ / حواليهِ وفي كرِّ
فقالوا قدْ دَنا المَو / عِدُ أو آذن بالثأرِ
فعُدنا مثلَمَا جِئنَا / من العِبر إلى العِبْرِ
ويَمَّمنا بجوفِ الصَّخرِ / دهليزاً مِنَ التِّبرِ
سَرَى زورقُنا في مائهِ / الغافي سُرى السِّرِّ
ترَامَى حولنَا الأضوا / ءُ أطواقاً من الدُّرِّ
فمن زُرقٍ إلى صُفرٍ / إلى خُضرٍ إلى حُمرِ
كأن الشَّمسَ حينَ رأتْ / صِبَاها أوَّلَ الدَّهرِ
زهَاهَا العُريُ فاستحيتْ / عُيونَ الناسِ في البرِّ
فجاءَتهُ محجَّبةً / على تيَّارِهِ تسرِي
ونضَّتْ مِن غلائِلها / وألقتها على الصَّخرِ
وخانَت عَيْنَها سِنَةٌ / فنامت وهي لا تدري