القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي محمود طه الكل
المجموع : 4
إذا ما طافَ بالشُّرْ
إذا ما طافَ بالشُّرْ / فَةِ ضوء القمر المضْنَى
ورفَّ عليكِ مثل الحلْ / مِ أو إشراقةِ المعنى
وأنتِ على فراش الطُّهْ / رِ كالزنبقة الوَسْنى
فضمِّي جسمكِ العاري / وصوني ذلك الحُسْنا
أغارُ عليكِ من حسابٍ / كأنَّ لضوئه لحنا
تدقُّ له قلوبُ الحو / رِ أشواقاً إذا غنى
رقيقُ اللمس عربيدٌ / بكلِّ مليحةٍ يُعْنى
جريءٌ إن دعاه الشوْ / قُ أن يقتحمَ الحصنا
تحدَّرَ من وراء الغَي / مِ حينَ رآكِ واستأنى
ومسَّ الأرضَ في رفقٍ / يشقُّ رياضها الغَنَّا
عجبتُ لهُ وما أعجبُ / كيفَ استلَمَ الركنا
وكيفَ تسوَّرَ الشَّوك / وكيفَ تسلَّقَ الغُصْنا
على خديك خمرُ / صبابةٍ أفرغها دنَّا
رحيقٌ من جَنَى الفتْ / نَةِ لا ينضُبُ أو يفْنى
وفي نهديكِ طِلسما / نِ في حَلِّهما افتنَّا
إلى كنزهما المعبو / دِ باتَ يعالجُ الرُّدْنا
أغارُ أغارُ إنْ قبَّ / لَ هذا الثغرَ أو ثَنَّى
ولفَّ النَّهْدَ في لينٍ / وضمَّ الجسدَ اللَّدْنا
فإنَّ لضوئهِ قلباً / وإنَّ لسحره جَفْنا
يصيدُ الموجةَ العذرا / ءَ من أغوارها وَهْنا
وكم من ليلةٍ لمَّا / دعاهُ الشوقُ واستدنى
جثا الجبَّارُ بين يديْ / كِ طفلاً يشتكي الغَبْنا
أرادَ فلم يَنَل ثغراً / ورامَ فلم يُصِبْ حِضنا
حوَتْكِ ذراعهُ رسماً / وأنتِ حويتهِ فنَّا
عصيتِ هواهُ فاستضرى / كأنَّ بصدره جِنَّا
مضى بالنظرةِ الرَّعنا / ءِ يطوي السَّهل والحَزْنا
يثيرُ الليلَ أحقاداً / وصدرَ سحابهِ ضِغنا
وعادَ الطفلُ جبَّاراً / يهزُّ صراعهُ الكوْنا
فَرُدِّي الشرفةَ الحمرا / ءَ دونَ المخدَع الأسنى
وصوني الحسنَ من ثَورَ / ةِ هذا العاشق المُضنى
مخافةَ أنْ يظنَّ النا / سُ في مخدعكِ الظنَّا
فكم أقلقتِ منْ ليلٍ / وكم من قَمَرٍ جُنَّا
دنا الليلُ فهيا الآنَ يا ربَّةَ أحلامي
دنا الليلُ فهيا الآنَ يا ربَّةَ أحلامي /
دعانا مَلَكُ الحبِّ إلى محرابه السامي /
تعاليْ فالدُّجى وحيُ أناشيدٍ وأنغامِ /
سَرَتْ فرحتُهُ في الماء والأشجارِ والسُّحْبِ /
ألا فلنحْلُمِ الآنَ فهذي ليلةُ الحبِّ /
على النيلِ وضوءُ القمرِ الوضاح كالطفلِ /
جرى في الضِّفةِ الخضراءِ خلفَ الماءِ والظلِّ /
تعاليْ مِثلهُ نلهو بِلثمِ الوردِ والطِّلِّ /
هناك على ربى الوادي لنا مَهْدٌ من العشبِ /
يَلُفُّ الصَّمتُ روحيْنا ويشدو بلبُلُ الحبِّ /
يطوفُ بنا على شطٍّ من الأضواء مسحورِ /
شِراعٌ خافقُ الظلِّ على بحرٍ من النورِ /
تناجيه نجومُ الليلِ نجوى الأعين الحُورِ /
وأنتِ على فمي ويدي خيالٌ خافقُ القلبِ /
ألا فلنحلُمِ الآنَ فهذي ليلةُ الحبِّ /
ليالي الصيفِ أحلامٌ تراءت للمحبِّينا /
تغيبُ الخمرُ والساقي ويبقى سحرها فينا /
وهذا كأسُها الوهاجُ صدَّاحٌ بأيدينا /
فهيا نشرب الليلةَ من نبع الهوى العذْبِ /
ألا فلنحلُمِ الآن فهذي ليلةُ الحبِّ /
إذا ما طافَ بالأرضِ
إذا ما طافَ بالأرضِ / شعاعُ الكوكبِ الفضِّي
إذا ما أنَّتِ الريحُ / وجاشَ البرقُ بالومْضِ
إذا ما فتَّحَ الفجرُ / عيونَ النرجس الغضِّ
بكيتُ لزهرةٍ تبكي / بدمعٍ غيرِ مرْفضِّ
زواها الدهرُ لم تسعَدْ / من الإشراقِ باللمحِ
على جفنينِ ظمآنَي / نِ للأنداءِ والصبحِ
أمهدَ النورِ ما لِلّي / لِ قد لفَّكَ في جُنحِ
أضىء في خاطرِ الدنيا / ووارِ سناك في جُرحي
أري الأقدارَ يا حسنا / ءُ مثوى جُرحكِ الدامي
أريها مَوضِعَ السَّهْ / مِ الذي سدَّدهُ الرَّامي
أنيلي مشرقَ الإصبا / حِ هذا الكوكبَ الظَّامي
دعيه يرشف الأنوا / رَ من ينبوعها السَّامي
وخلِّي أدمعَ الفجرِ / تُقَبِّلْ مغربَ الشمسِ
ولا تبكي على يومِك / أو تأسَيْ على الأمسِ
إليكِ الكون فاشتفِّي / جمالَ الكون باللمسِ
خذي الأزهارَ في كفَّي / كِ فالأشواكُ في نفسي
إذا ما أقبلَ الليل / وشاع الصمتُ في الوادي
خذي القيثارَ واستوحي / شجونَ سحابهِ الغادي
وهُزِّي النجمَ إشفاقاً / لنجمٍ غيرِ وقَّادِ
لعلَّ اللحنَ يستدني / شُعاع الرحمة الهادي
إذا ما سقسق العصفو / رُ في أعشاشِهِ الغُنِّ
وشقَّ الروضَ بالألحا / نِ من غصنٍ إلى غُصنِ
أتتكِ خواطري الصدَّا / حَةُ الرفَّافة اللحنِ
تغنِّيكِ بأشعاري / وترعى عالم الحسنِ
إذا ما ذابتِ الأندا / ءُ فوقَ الورَقِ النَّضْرِ
وصبَّ العطرَ في الأكما / مِ إبريقٌ منَ التبرِ
دعوت عرائس الأحلام / من عالمِها السِّحري
تُذيبُ اللحنَ في جفنْي / كِ والأشجانَ في صدري
عرفتِ الحبَّ يا حوّا / ءُ م ما زالَ مجهولا
ألمَّا تحملي قلباً / على الأشواقِ مجبولا
صِفيهِ صفيه فرحاناً / ومحزوناً ومخبولا
وكيفَ أحسّ باللوعَ / ةِ عند النظرة الأولى
ومَن آدمُكِ المحبوبُ / أو ما صورةُ الصَّبِّ
لقد أُلهِمْتِ والإلها / مُ يا حواءُ بالقلبِ
هو القلبُ هو الحبُّ / وما الدنيا لدى الحبِّ
سوى المكشوفة الأسرا / رِ والمهتوكةِ الحُجْبِ
سلي القيثارَ بين يَدَي / كِ أيَّ ملاحنٍ غنَّى
وأيَّ صبابةٍ سالتْ / على أوتارِه لحنا
حوى الآمالَ والآ / لامَ والفرحةَ والحُزنا
حوى الآبادَ والأكوا / نَ في لفظٍ وفي معنى
تعالى الحسنُ يا حسنا / ءُ عن إطراق محسورِ
أيشكو الليلَ في كونٍ / من الأنوارِ مغمورِ
وما جلَّاَهُ من سوَّا / هُ إلَّا توأمَ النورِ
وما سمَّاهُ إذ نادا / هُ غير الأعينِ الحورِ
ليالي الصيف في كبرِي
ليالي الصيف في كبرِي / أم الفتنةُ في البحرِ
وجنِّيَّاتُ بحرِ الرُّو / مِ أم دُنيا من السِّحرِ
على شطٍّ من الأحْلا / مِ والأنغامِ والزَّهرِ
تنَفَّسَ جَوُّهُ عطراً / يُفضِّضهُ سَنَا البَدْرِ
أريجُ البرتقالِ بهِ / ونفحُ العنَبِ النَّضرِ
أم الآلهة العشّاقُ / بين الموجِ والصخرِ
أهلُّوا تحت أشرعةٍ / تُقِلُّ عَرائسَ الشِّعرِ
نَشاوى الحسن والنُّورِ / وبعضُ النُّورِ كالخمرِ
تنَهَّدَ حينَ أبصَرَهُمْ / مُحِبٌّ مُوغَرُ الصَّدرِ
أقامَ الدَّهرَ موتوراً / من الحرْمانِ والهجْرِ
بأنفاسٍ تُضيءُ الأُفْ / قَ بركانيّةِ الجمرِ
قصدناهُ على الليلِ / وجُزْناهُ مع الفجرِ
فلمْ تغمضْ له عينٌ / تُصيبُ النَّجمَ بالذُّعرِ
وباتَ الموجُ في فرٍّ / حواليهِ وفي كرِّ
فقالوا قدْ دَنا المَو / عِدُ أو آذن بالثأرِ
فعُدنا مثلَمَا جِئنَا / من العِبر إلى العِبْرِ
ويَمَّمنا بجوفِ الصَّخرِ / دهليزاً مِنَ التِّبرِ
سَرَى زورقُنا في مائهِ / الغافي سُرى السِّرِّ
ترَامَى حولنَا الأضوا / ءُ أطواقاً من الدُّرِّ
فمن زُرقٍ إلى صُفرٍ / إلى خُضرٍ إلى حُمرِ
كأن الشَّمسَ حينَ رأتْ / صِبَاها أوَّلَ الدَّهرِ
زهَاهَا العُريُ فاستحيتْ / عُيونَ الناسِ في البرِّ
فجاءَتهُ محجَّبةً / على تيَّارِهِ تسرِي
ونضَّتْ مِن غلائِلها / وألقتها على الصَّخرِ
وخانَت عَيْنَها سِنَةٌ / فنامت وهي لا تدري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025