المجموع : 6
أَلَم يُسلكَ عَن نُعم
أَلَم يُسلكَ عَن نُعم / وَلا عَن جارَتي نُعمِ
طِرادُ الخَيلِ يَحميها / غَداةَ الرَّوعِ مَن يَحمِي
إِذا دارَت رَحى الحَرْ / بِ وَعَضَّ الحَرب بِالسِّلمِ
فَها هنَّاكَ إِما / تَشهَديني تَعلَمي عِلمي
فَقَد أَختلِسُ الطَّعْ / نَةَ بَينَ الرَّأيِ وَالوَهمِ
نَحيبَ الثّاكِلِ الوا / لِهِ أَو غاشِيَة الهَدمِ
وَأَغشى القَومَ بِالقَومِ / وَأَلقى الهَمَّ بِالهَمِّ
وَأَحميهِم فَإِن غِبتُ / حَموا أَنفُسَهُم بِاِسمي
تَقولُ الكاعِبُ الحَسنا / ءُ لَمَّا أَزمَعَت صَرمِي
أَما يَخرُجُ مِن لَح / ظِكَ أَعطافي عَلى رُغمي
فَما إِن بَرِحَت حَتّى اِشْ / تَرَكنا وَهيَ في الإِثمِ
وَحَتّى اِنصَرَفَت تَجري / بِوَجهٍ مُشرِقٍ فَخمِ
كَما تَنصَرِفُ الخَيلُ / إِلى قَعقَعَةِ اللُّجمِ
شَفينا المَطلَ بِالنُّجحِ
شَفينا المَطلَ بِالنُّجحِ / وَجِئناكَ بِها رَكضا
كُميتاً تَنفَحُ المِسكَ / إِذا خاتَمُها فُضَّا
وَلا تَبغي بِها عَرضاً / وَلا تَجعَلُ بِها قَرضا
اللُّهُمَّ إِلَّا أَن / يَكونَ القرضُ ما تَرضى
فَإِنَّ النَّاسَ مَن صادَ / فَ شَيئاً طَيِّباً غَضَّا
وَلا سِيَّما إِذا ما كا / نَ شَيئاً أَبيَضاً بَضَّا
وَإِن شِئتَ فَإِنَّ الشُّك / رَ مِنكَ الحاضِرَ الغَضَّا
رِضىً ما لَم يَكُن سَيلاً / عَلَينا مِنكَ مُنقَضَّا
فَلا نَسطيعُ بِالأَمرِ / إِذا اِستَوجَبتَهُ نَهضا
وَمَن يَسطيعُ أَن يجزِ / يَ شُكراً يَملأُ الأَرضا
وَلكِنّا نَسخَناكَ / لِما نَقضي بِهِ الفَرضا
بِعَينِ البَذلِ وَالإِفضا / لِ بِالمَدحِ الَّذي يُرضى
فَيجزيكَ بِذا بَعضاً / وَيَجزيكَ بِذا بَعضا
وَإِلَّا خِفتُ أَن يُفسِ / دُنا الدَّينُ فَلا يُقضى
لَقَد أَخطَأتُ في حُبِّي
لَقَد أَخطَأتُ في حُبِّي / وَفي تَكرمَةِ الكَلبِ
وَقَد أَصبَحتُ فيما جِئْ / تُ مُحتاجا إِلى ضَربِ
وَلَولا أَنَّني أَذنَب / تُ ما عاقَبَني رَبِّي
وَما أَعجَبُ مِن فِعلي / وَما أَعظَمُ مِن ذَنبي
دَعاني الجَهلُ أَن أَقرَر / تُ لِلخنزيرِ بِالحُبِّ
وَلَو كُنتُ تَثَبَّتُّ / لَعوفيتُ مِنَ السَبِّ
وَلكِن كانَ ذَنبُ ال / قَلبِ لا أَفلَحَ مِن قَلبِ
فَإِن عُدتُ فَإِنّي أَح / وَجُ النَّاسِ إِلى صلبِ
تَفَرَّعت لِأَصحابي
تَفَرَّعت لِأَصحابي / وَتَنسى بَعضَ أَصحابِك
حَميدٌ وَفَتى الطَّحنِ / وَإِسحق وَمنجابِك
وَأُخرى لا أسَمِّيها / تَراني لَستُ أَقوى بِك
عَنَيناها شَمائِلك ال / لَتِي أَلوَت بِأَسبابِك
فَقَد صِرت مِنَ العُرْ / يِ تناجي خَلفَ أَبوابِك
إِذا أَحبَبتُ لَم أَسلُ
إِذا أَحبَبتُ لَم أَسلُ / وَإِن واصَلتُ لَم أَقطَع
وَإِن عَنَّفَني النَّاسُ / تَصامَمتُ وَلَم أَسمَع
وَقَد جَرَّبتُ ما ضَرَّ / وَقَد جَرَّبتُ ما يَنفَع
فَلا مِثلُ الهَوى أَن / هَكُ لِلجِسمِ وَلا أَضرَع
وَلا كَالهَجرِ لا أَوحى / إِلى المَوتِ وَلا أَشرَع
وَقَد أَوجَعَني العَذلُ / وَلكِنَّ الهَوى أَوجَع
وَكانَت قُوَّتي في الحُب / بِ قَبل الفِعلِ فَاِستَجمَع
فَلَمَّا رُمتُ أَن أَسلُ / وَ عَن حُبّيكَ صارَت مَع
وَهذا عدمُ العَقلِ / فَما أَسطيع أَن أَصنَع
فَلا وَاللَّهِ ما عِندي / لما قَد حَلَّ بي مَدفَع
وَلا لي عِندَكُم مغدى / وَلا لي دونَكُم مَرجِع
وَلا فِيَّ لِهجرانِ / كِ لَولا ظُلمُكُم مَوضِع
وَهَل لي ناصِرٌ مِنكِ / إِذا جَدَّ بِيَ المَفزَع
أَلا لي جَسَدٌ يَبلى / وَلا لي مُقلَةٌ تَدمَع
أَما مِن حَكَمٍ يعدي
أَما مِن حَكَمٍ يعدي / عَلى مَن سامَني جَهدي
أَما مِن حَكَمٍ يَقضي / عَلى المَولاةِ لِلعَبدِ
فَقَد حالَت عَنِ العَهدِ / وَما حُلتُ عَنِ العَهدِ
عَصيتُ النَّاسَ في حُبِّي / كَأَنِّي أُمَّةٌ وَحدي