المجموع : 3
تَعالَي نَتَعاطاها كَلَونِ التِبرِ أَو أَسطَعِ
تَعالَي نَتَعاطاها كَلَونِ التِبرِ أَو أَسطَعِ / وَنَسقي النَرجِسَ الواشي بَقايا الراحِ في الكاسِ
فَلا يَعرِفُ مَن نَحنُ وَلا يُبصِرُ ما نَصنَع / وَلا يَنقُلُ عِندَ الصُبحِ نَجوانا إِلى الناسِ
تعالَي نَسرُقُ اللَذاتِ ما ساعَفَنا الدَهرُ / وَما دُمنا وَدامَت لَنا في العَيشِةِ آمالُ
فَإِن مَرَّ بِنا الفَجرُ وَما أَوقَظَنا الفَجرُ / فَما يوقِظُنا عِلمٌ وَلا يوقِظُنا مالُ
تَعالَي نُطلِقُ الرَوحَينِ مِن سِجنِ التَقاليدِ / فَهَذي زَهرَةُ الوادي تُذيعُ العِطرَ في الوادي
وَهَذا الطَيرُ تيّاهٌ فَخورٌ بِالأَغاريدِ / فَمن ذا عَنَّفَ الزَهرَةَ أَو مَن وَبَّخَ الشادي
أَرادَ اللَهُ أَن نَعشَقَ لَمّا أَوجَدَ الحُسنا / وَأَلقى الحُبَّ في قَلبِكِ إِذ أَلقاهُ في قَلبي
مَشيأَتُهُ وَما كانَت مَشيأَتُهُ بِلا مَعنى / فَإِن طَحبَبتِ ما ذَنبُكِ أَو أَحبَبتِ ما ذَنبي
دَعي اللاحي وَما صَنَّفَ وَالقالي وَبُهتانَه / أَلِلجَداوِلِ أَن يَجري وَلِلزَهرَةِ أَن تَعبَق
وَلِلأَطيارِ أَن تَشتاقَ أَيّاراً وَأَلوانَه / وَما لِلقَلبِ وَهوَ القَلبُ أَن يَهوى وَأَن يَعشَق
تَعالَي إِنَّ رَبَّ الحُبِّ يَدعونا إِلى الغابِ / لِكَي يَمزُجُنا كَالماءِ وَالخَمرَةِ في كاسِ
وَيَغدو النورُ جِلبابُكِ في الغابِ وَجِلبابي / فَكَم نُصغي إِلى الناسِ وَنُعصي خالِقَ الناسِ
يُريدُ الحُبُّ أَن نَضحَكَ فَلنَضحَك مَعَ الفَجرِ / وَأَن نَركُضَ فَلنَركُضَ مَعَ الجَدوَلِ وَالنَهرِ
وَأَن نَهتِفَ فَلنَهتِف مَعَ البُلبُلِ وَالقَمري / فَمَن يَعلَم بَعدَ اليَومِ ما يَحدُثُ أَو يَجري
تَعالَي قَبلَما تَسكُتُ في الرَوضِ الشَحاريرُ / وَيَذوي الحَورُ وَالصَفصافُ وَالنرجِسُ وَالآسِ
تَعالَي قَبلَما تَطمُرُ أَحلامي الأَعاصيرُ / فَنَستَيقِظُ لا فَجرٌ وَلا خَمرٌ وَلا كاسُ
إِذا جَدَّفتَ جوزيتَ
إِذا جَدَّفتَ جوزيتَ / عَلى التَجديفِ بِالنارِ
وَإِن أَحبَبتَ عُيِّرتَ / مِنَ الجارَة وَالجارِ
وَإِن قامَرتَ أَو راهَنتَ / في النادي أَوِ الدارِ
فَأَنتَ الرَجُلُ الآثِمُ / عِندَ الناس وَالباري
وَإِن تَسكَر لِكَي تَنسى / هُموماً ذاتِ أَوقارِ
خَسِرتَ الدين وَالدُنيا / وَلَم تَربَح سِوى العارِ
وَإِن قُلتَ إِذَن فَالعَيــ / ــشُ أَوزارٌ بِأَوزارِ
وَإِنَّ المَوتَ أَشهى لي / إِذا لَم أَقضِ أَوطاري
وَأَسرَعتَ إِلى السَيفِ / أَوِ السُمِّ أَوِ النارِ
لِكَي تَخرُجَ مِنَ دُنيا / ذَووها غَيرُ أَحرارِ
فَهَذا المُنكَرُ الأَعظَمُ / في سِر وَإِضمارِ
إِذَن فَاحيَ وَمُت كَالناسِ / عَبداً غَيرَ مُختارِ
تسير بنا على عجل
تسير بنا على عجل / وإن شاءت على مهل
وتسعى سعي مشتاق / بلا قلب ولا عقل
وتمشي في عباب الماء / مشي الصّل في الرّمل
فما تعبس للحزن / ولا تضحك للسهل
أبت أن تعرف الشّكوى / من التّرحال والحلّ
فطورا في قرار اليمّ / للغامض تستجلي
وآونة تناجيها / دراري الأفق بالوصل
وأحيانا تواني سيرها / ساكنة الظّلّ
وللموج حواليها / زئير اللّيث ذي الشّبل
ركبناها ونار الشّوق / في أحشائها تغلي
فيا للّه حتّى السّفن / مثلي ما لها مسل
فلا تعجب إذا أعجب / من أطوارها مثلي
فما أعرف مركوبا / سوى الأفراس والإبل
وما أعلم قبل الآن / أنّ الطّود ناق لي
تركنا ((غادة الشّرق)) / إلى ((لبنان))ذي الفضل
فمن وطن إلى وطن / ومن أهل إلى أهل