القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 20
أيا فَضلاً غدا فضلاً
أيا فَضلاً غدا فضلاً / عن الخلق وفي الزَّمْنَى
أَمَا والعَرَجِ المحض ال / لذي أنت به تُكنَى
لئن صُغِّرَ ما تُدعى / به ما كُبِّر المعنَى
بَلَونا منك كوفياً / لئيم الأصل والمَجنْى
وأهل الكوفة الرذل / ة أدنى الأرذل الأدنى
أُناس كلُّهم فَرْدٌ / وسوآتُهُمُ مَثْنَى
فلا دانيهمُ يُجنَى / ولا نائيهمُ يُدنى
فأضلاع بني الدنيا / على بغضهمُ تُحْنَى
مَجاهيلُ مَعازيل / إلى اليسرى عن اليمنى
مخاذيلُ مَمَاييل / إلى السَّوْأَى عن الحسنى
على غير تقى اللَّه / غدْت أَبياتُهم تُبنَى
ويُقرى ضيفُهم فيها / مَلاطاً بعده مَزْنَى
فَسَمْنَاهُمْ كعَجْفاهم / وأنَّى لهمُ السَّمنى
محلُّ الشيمة الهَجْنى / وأهل اللغة اللَّكنى
إذا قلنا لهم نحن / فمن قولهمُ نِحْنَى
وكم من مورِق فيهم / لآل اللَّه ما أجنى
وكم من ناصرٍ فيهم / لآل اللَّه ما أغنى
وكم من خاذل فيهم / لآل اللَّه قد أخنى
تأملناهُمُ قِدْماً / بعينٍ لم تكن وَسْنى
فلم يَقْصُر لهم قرن / ولا طال لهم مَبْنَى
إذا عُدَّت مخازيهم / فما تُحْصَى ولا تَفْنَى
فلا عافاهُمُ اللَّه / ولا أَغْنى ولا أَقْنَى
يدُ اللَّهِ على المسكَ / نِ والساكنِ والسُّكنى
وكلٌّ فَلَهُ هَمٌّ / من السوء به يُعْنَى
وهمُّ الأعرج الوغدِ / مِنيٌّ في استه يُمْنَى
صحيحٌ عُلْوهُ جَلْد / عليلٌ سُفْله مُضْنى
إذا ما فَيْشةً لاحت / صَبا قيسٌ إلى لبنى
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا / ونزهةُ تجلُبُ الكُرَبا
تُغنّي هذه فيظل / لُ عنك الحزنُ قد عَزَبَا
وتعوي هذه فتُطي / لُ منك الحزنَ والوَصبا
أقولُ لجامعٍ لهما / لقد أحضرتَنا عجبا
أتجمع بين مُختلِفَيْ / نِ ذا صَعَداً وذا صَببَا
فقال ولم يزل لَحِناً / بحُجته وقد كذبا
دَعَوْنا هذه لنُقِل / لَ من تَمُّوزِنا اللهبا
فلما أسرفَتْ في البَرْ / د لم نأمن به العطبا
فجئنا بالتي هيَ ضِد / دُها لتُلينَ ما صَعُبا
وظنِّي أنه رجلٌ / يحاولُ عندها الرِّيَبا
ولو كان الفتى عفّاً / إذاً ما استعمل الكذبا
نجا يونسُ في اللجَّ
نجا يونسُ في اللجَّ / ة من حاوية الحوتِ
بتسبيحٍ له مُنجٍ / وعتهُ أذُنُ الحوتِ
فكم نوعٍ من الآفا / تِ مصروفٍ عن الحوتِ
وحيتانكُمُ نَسْلٌ / أتى من ذلك الحُوتِ
وقد حُزْنَ من التسبي / ح ميراثاً عن الحوتِ
فما إن يطمع الصَّيا / دُ في ذُرِّيَّةِ الحوتِ
بما أهجوكَ يا أنتَ
بما أهجوكَ يا أنتَ / أليسَ اَنْت الذي أنتَ
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك / رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى / لأهل الصفح والمنحِ
فأمِّلْ خير مأمولٍ / لحمْل الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ / فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ / حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ الله / عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ / طويلٌ أيّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً / بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
تَأتّى فيهِ إسجاحاً / بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولوْلاهُ لما دَانَ / وَلا لانَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أبَاً أدَّا / هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عيْشٍ / كظلِّ السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ / وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ / مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب / نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجحُ الحِلم / حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ / وَمَرْضَاةٍ عن المزحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ / ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين / وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولا لِلَّذي أصْبَ / حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاةٌ يَتَلقَّاها / وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْر / بكلبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذَوو الجهلِ / من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ / لِجَاماً صادقَ الكبْحِ
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ / بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرٌّ / من الطُّوفان بالرشحِ
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ / بمنْ ترميه أوْ أضْحِ
ولا تَسْتضْعِفِ الحلْمَ / فَيَلْحَي منْكَ مُسْتَلْحِي
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ / مَ ذو أسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ / وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا / إذا دَارتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ / دُ يعْلو منتهى اللَّمْحِ
هو الطَّوْدُ الذي أضحى / عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآوٍ منْهُ في كهْفٍ / وراعٍ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيها الكائِ / دُ ذاك الطَّوْدَ بالنَّطْحِ
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا / ن أدنى منْه للرَّضْحِ
وبالبِكْر التي لم تَش
وبالبِكْر التي لم تَش / قَ بالنار ولا الطَّبخِ
إذا حاولت تطفيلاً
إذا حاولت تطفيلاً / فكن في ذاك أُستاذا
ألا واجعلْه تطفيلاً / ذليق الحد نفّاذا
كتطفيل سليمان / على إمرة بغداذا
تعالى اللَّه ما أمضا / ه في التطفيل يا هذا
أغذَّ السير من آمُ / لَ للتطفيل إغذاذا
وخلى طبرِسْتان / على الدَّيلم آزاذا
ولما جاء بغداد / رأيتَ الناس أنباذا
فما ألَّف أشتاتاً / ولا شتَّتَ شُذَّاذا
ولا اسْطاع لمن رجَّى / به الإنفاد إنفاذا
بلى شارك في الطُّعم / ة قَوَّاداً ونَبَّاذا
أباح النيك أحراحاً / واستاها وأفخاذا
ففي بغداذ حاناتٌ / تُباهي طِيزَناباذا
أمور لم تكن تَرضى / بها بِنَّا وكَلْواذا
أبو عثمان والرومي
أبو عثمان والرومي / يُ من غاشِيَة القصْرِ
يهيمان إلى القصر / طوالَ الدهر والشَّهر
يفِرّان من الكاس / ونغْم العود والزَمر
إلى قفْرٍ من الأرض / وما يُصنَعُ بالقفْر
مع الهُدهُد والبل / بُل والصُلصُل في وكْرِ
ويكتنَّان بالأكوا / خ والرمضاء كالجمر
مغانٍ لم يكن يصبو / إليهن ذَوُو الحجر
فهلّا آثرا القَيْنا / ت في الدُّرِّ وفي الشَذر
وصهباءَ لها طوقٌ / شبيهُ اللؤلؤ الحَدر
كمثل النار في النُّور / ومثل المسك في النَّشر
كما آثرها السيِّ / دُ وابن السيد الغَمر
شَهِنشاهُ خراسانَ / أخو العزة والقَهر
خُذاهانُ خُذاهانُ / خُذاهانُ إلى الحشر
أبو بكرٍ أبو بكرٍ / أبو بكرٍ أبو بكرِ
أبو البرق أبو الرعدِ / أبو الريح أبو القطر
أبو الحَزم أو العَزم / أبو الدَّهْي أبو المكر
أخو النجدة والبأسِ / أخو الإقدام والصبر
أخو الهامة والقام / ة والشدة في الأسرِ
أخو العز أخو الجاهِ / أخو المال أخو الوفر
فتى التعزيم والطبِّ / فتى التنجيم والزجر
فتى الإعراب والإغرا / ب في النظم وفي النثر
فتى الخط فتى الضبطِ / فتى النهي فتى الأمر
فتى يغرف من بحرِ / فتى يقلع من صخر
فتى الشطْرنج والنردِ / فتى الفُلْج فتى القَمْر
وما أدراك ما الليثُ / وما غرك بالببْر
وما أدراك ما السيلُ / وما غرك بالبحر
وما أدراك بالموتِ / وما غرك بالدهر
لسان الملك في البدوِ / لسان الملك في الحضر
إذا أوفى على المنبَ / رِ مثل القمر البدر
وقد سُربل بالليلِ / وقد بُرقع بالفجر
سواد فيه وضاحٌ / كريم الخِيم والنَجر
على هامته شاشي / يَةٌ سوداء كالنسر
وقد أصغى له الناسُ / وجلَّى نظر الصقر
وقد جهور في الصوت / بصدر أيّما صدر
وكم أنفق في الحمد / وكم أنفق في الأجر
وكم أحصى له المحصو / ن بالعد وبالحزر
ثواباً منه كالريع / لمدح فيه كالبذر
ألا هاتيكم العليا / ء والفخر لدى الفخر
أنا ابن الطالقانيِّ / وقد أنذرت بالزأر
فقل للمتحدِّيَّ / قُصاراكم على السبر
فما أصبحت من بأسٍ / ولا شعري بذي فقر
وما مثلي من قيسٍ / بأهل الغدر والختر
برومي وبصري / وما المصر من الكَفر
من الروم من البصر / ة ذات المد والجزر
وما الضليل كالهادي / ولا الجاهل كالحبر
أنا المُبطن في السر / كما أُظهر في الجهرِ
أبيْتُ الملق الكاذِ / بَ خوف الضرس والظفر
فلا ظهرٌ سوى بطن / ولا بطن سوى ظهر
أنا المعتاض من جوبِ / فيافي الأرض بالجمر
ملوكيٌّ بعيد الرأ / ي من زيغ ومن عَثر
قيانيٌّ جواد الكفْ / ف بالمهر وبالجذر
وقدْماً فاز من سمَّ / حَ بالجذر وبالمهر
أسرُّ البيضَ بالوصلِ / وأُشجي البيض بالهجر
قسمت الدهر شطرينَ / فللثغر وللثغر
فبأس ليَ في شطرٍ / ولهو ليَ في شطر
وفي صوتيَ كالبمّ / وكالزير وكالنَبر
أنا الفحل أنا الفحل / بلا عيٍّ وَلا هذر
عليكم سكتة العيِّ / ولي شقشقة الهدْر
ولو صَيّحتُ بالجنِّ / للجَّ الجنُّ في الفرِّ
وما حربيَ بالصفو / ولا سلميَ بالكدْرِ
أنا المُثني على نفسي / ثناءً ليس بالنذر
ومن يمدحني بعدي / بغزر مثل ذا الغزر
وما شعر سوى شعري / بمحض الحسب الدَّثر
ثنائي مسك دارينٍ / وذكري عنبر الشِّحر
ألا من لي بتعويذٍ / من العين على النحر
فقد خفت ولم أظلم / سهام النظر الشذر
على نفس مُفداةٍ / ووجهٍ حسن نضر
أعيذ النفس باللَهِ / فإني أسد الهصر
أعيذ النفس باللَّهِ / فإني جابر الكسر
أعيذ النفس باللًهِ / فإني عَلم السَفر
أعيذ النفس باللَهِ / فإني أوحد العصر
يحول الحول في الوصلِ
يحول الحول في الوصلِ / ويبقى لي تذكارُهْ
ويوم الهجر والبينِ / كيومٍ كان مقداره
إذا ما حلف النَّغْلُ
إذا ما حلف النَّغْلُ / ففي أيمانه رُخصَهْ
لئامٌ كالخنازيرِ
لئامٌ كالخنازيرِ / خساسٌ كاليرابيعِ
إذا ما امتُدحوا قالوا / وقعنا في النقاقيع
رأيتُ المُهْدِي الشعرَ / إليهم فرطَ تضييع
كمن دحرجَ درَّ البح / رِ فيِ بَخرِ البلاليعِ
أشِعْ عنهم خزاياهم / وسمِّعْ كل تسميع
ترى أصفرها الفاقِ
ترى أصفرها الفاقِ / ع في أبيضها المونقْ
كعين الناظر الضاحِ / ك في محجره المشرقْ
إلى الزهاد في الدنيا
إلى الزهاد في الدنيا / جنان الخلد تشتاقُ
عبيد من خطاياهم / إلى الرحمن أبّاقُ
حدتهم نحوه الرغبَ / ة والرهبة فانساقوا
وزافت لهم الدنيا / وعاقتهم فما انعاقوا
عليهم حين تلقاهم / سكينات وإطراق
بقاياهم من الخدمَ / ة أشباحٌ وأرماق
توهَّمُهُم وقد مالت / لسكرالنوم أعناق
وقد قاموا ولا يهجَ / ع من ذاق الذي ذاقوا
يضجون إلى الله / ودمع العين مهراق
مليكَ الناس أعتقنا / فإعتاقك إعتاق
مليك الناس خلِّصنا / إذا ما كُشِّفَت ساق
مليك الملك هل مما / تطوقناه إطلاق
ففي أعناقنا طرّاً / من الآثام أطواق
رجوناك ولا يخل / ف من رجّاك مصداق
وخفناك وقد تعفو / وقلب المرء خفّاق
ألا يا قاتل الديكِ
ألا يا قاتل الديكِ / بتخنيق وتفكيكِ
لكي ينسلَّ في الليل / بلا علمِ المماليكِ
إلى الخودِ وقد أهدى / لها بعضَ المساويكِ
مساويكِ المفاليس / من الناس المناييكِ
فوافاها وقد حرَّ / كَ منها أيَّ تحريكِ
وقد لاحظها الفاسِ / قُ من بين الشبابيكِ
وقد خادعها الغاوي / بأفديكِ وأحميكِ
وقال استدخلي هذا / فما أحسنه فيكِ
ولا بدَّ لتنُّورِ / كِ من بعض المحاريكِ
وأبدى فيشةً تُفضي / إلى الحلقِ بتحكيكِ
عتتْ قدماً / كأرماحِ الصعاليكِ
فما تصبرُ للحلقِ / ولا تأذى بتشويكِ
وقال ارضَي بفُتيايَ / فلا بأسَ بمُفتيكِ
أليس النعلُ لم يُخلق / لشيءٍ غيرِ تشريكِ
فشكَّتْ في الذي قالَ / وقد جاء بتشكيكِ
وقالت طالما قاسى / أخونا طول تدليكِ
فإن ملَّكتُه نفسي / فمحقوقٌ بتمليكِ
فما إنْ زال يعلوها / على تلك الدَّرانيكِ
بتمريس لثديينِ / مرينيْنِ بتفليكِ
وتحكيكٍ لشُفرينِ / حقيقين بتحكيكِ
ولَكْمٍ يكتسي الطيزُ / له حليةَ تتريكِ
يكيلان بقُفزانٍ / ضخامٍ لا مكاكيكِ
وإبليس لها يدعو / وللشيخ بتبريكِ
نزا بعضُ المجانين
نزا بعضُ المجانين / على شيخٍ له مالُ
وقد ضمَّهما الحِمَّا / مُ والمجنون صوّالُ
وكان الشيخُ رجراجاً / له لحمٌ وأوصالُ
فأوعى جوفه المجنو / ن جُردانا له حالُ
فصاح الشيخ بالناسِ / وفي الحمَّامِ أجيالُ
فلما كثُر القيل / على المجنونِ والقالُ
ووافتْهُ من الأيدي / كرانيبٌ وأسطالُ
إذا المجنونُ قد قامَ / وللغُرمولِ دِلدالُ
يُعيد القولَ مرَّاتٍ / يرَونا نشتهي قالوا
كريمٌ كثُرتْ قِدْماً
كريمٌ كثُرتْ قِدْماً / وطابتْ فيه أقوالي
فما قلَّل غُرَّامي / ولا كثَّرَ أموالي
إذا عانيتُ مدحِيهِ / أراهُ ذاك إغفالي
إلى أن أزمعَ السير / وقد أزمعَ إهمالي
فإن يظعن أبو الصقر / وقد أخلفَ آمالي
فإن اللَّهَ لي باقٍ / ولن يُحبطَ أعمالي
أبا الصقرِ ألا أوْلى / لتأميلي وأولى لي
لقد طاوَلَ إعراضُ / كَ بالمعروفِ إقبالي
عقلتَ الرّفدَ عن كَفّي / وسارتْ فيكَ أمثالي
لئِن رُحتُ وما حَسَّ / ن إحسانُك من حالي
وأغفلتَ مجازاتي / وتمجيدكَ أشغالي
لما حاسنت إحساني / ولا جاملتَ إجمالي
وحَسبي أن رأتْ عيني / على مثلِكَ إفضالي
لقد أفرطتَ في رفعي / بلا عمدٍ وإجلالي
فتىً لم يَخْلُقِ اللَّهُ
فتىً لم يَخْلُقِ اللَّهُ / يديه لسوى اللَّقْمِ
فما يرتاحُ للمدحِ / ولا يرتاعُ للشَّتمِ
فرتْ جِلْدتَه الألسُ / نُ عن شحمٍ وعن لحمِ
كأنَّا إذ سألْناهُ / وقفنا سائلي رسْمِ
أبا العباسِ عُمِّرتَ
أبا العباسِ عُمِّرتَ / صحيحَ الرأي والجسمِ
ولا زلتَ من الخيرا / تِ طُرّاً وافرَ القسمِ
توعَّدتُ بك الدهر / فأعطى بيد السلمِ
وأعفى بالتي أهوى / وباعَ الجهل بالحلمِ
فيا بابي إلى المال / ويا بابي إلى العلمِ
أدِمْ عزمك في أمري / على ما كان في القِدمِ
فما في عودتي يوماً / إلى فضلكَ من إثمِ
وما الحكرةُ بالحِلِّ / ولا المِسكةُ بالحِرمِ
كفافُ العيش كالعرس / وفضلُ العيش كالحلمِ
وما للكهل والفضل / إذا عضَّ على جِذمِ
وزدادت قوةُ الرأي / وبادتْ قوةُ الجُرمِ
كفى مثلي كفى مثلي / من الهجمةِ بالصّرمِ
بلى أبكي لأن أصبح / تُ من قدريَ في هِدمِ
ولي ظرفٌ ولي رأيٌ / وثيقٌ كعُرا العِكمِ
أترضى أن ترى الدهر / وما نوَّه لي باسمِ
وفي لطفك طلَّسْمٌ / بحالي أيُّ طِلَّسمِ
واجعل الفَيْجَنَ في الأفْ
واجعل الفَيْجَنَ في الأفْ / واهِ منه بغُصونِهْ
إنّه مِصفْاةُ أعلا / هُ وعِطرٌ لبُطونه
وليكن من صنعةِ الكو / فيِّ غريد زُبونه
واطبُخِ الدِّباء والحِي / راب لوناً بمُتونه
إنه يستنقذ المجْ / نونَ من داء جُنونه
واطبُخَنْ لي اللبنَ الرا / ئب لوناً بلَبُونه
ومن السِّكباجِ فاطبخْ / لِيَ ثوراً بقرونِه
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر / ف يوماً كَذبَ الشهوَهْ
فكُلْ ما شئتَ يصْدُدْكَ / عن العَذْبة والحُلوهْ
وطأ مَنْ شئتَ يَصْدُدْكَ / عن الحسناء في الذِّروَهْ
وكَمْ أسلاكَ ما تهوا / هُ نَيلُ الشيء لم تَهْوَهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025