المجموع : 20
أيا فَضلاً غدا فضلاً
أيا فَضلاً غدا فضلاً / عن الخلق وفي الزَّمْنَى
أَمَا والعَرَجِ المحض ال / لذي أنت به تُكنَى
لئن صُغِّرَ ما تُدعى / به ما كُبِّر المعنَى
بَلَونا منك كوفياً / لئيم الأصل والمَجنْى
وأهل الكوفة الرذل / ة أدنى الأرذل الأدنى
أُناس كلُّهم فَرْدٌ / وسوآتُهُمُ مَثْنَى
فلا دانيهمُ يُجنَى / ولا نائيهمُ يُدنى
فأضلاع بني الدنيا / على بغضهمُ تُحْنَى
مَجاهيلُ مَعازيل / إلى اليسرى عن اليمنى
مخاذيلُ مَمَاييل / إلى السَّوْأَى عن الحسنى
على غير تقى اللَّه / غدْت أَبياتُهم تُبنَى
ويُقرى ضيفُهم فيها / مَلاطاً بعده مَزْنَى
فَسَمْنَاهُمْ كعَجْفاهم / وأنَّى لهمُ السَّمنى
محلُّ الشيمة الهَجْنى / وأهل اللغة اللَّكنى
إذا قلنا لهم نحن / فمن قولهمُ نِحْنَى
وكم من مورِق فيهم / لآل اللَّه ما أجنى
وكم من ناصرٍ فيهم / لآل اللَّه ما أغنى
وكم من خاذل فيهم / لآل اللَّه قد أخنى
تأملناهُمُ قِدْماً / بعينٍ لم تكن وَسْنى
فلم يَقْصُر لهم قرن / ولا طال لهم مَبْنَى
إذا عُدَّت مخازيهم / فما تُحْصَى ولا تَفْنَى
فلا عافاهُمُ اللَّه / ولا أَغْنى ولا أَقْنَى
يدُ اللَّهِ على المسكَ / نِ والساكنِ والسُّكنى
وكلٌّ فَلَهُ هَمٌّ / من السوء به يُعْنَى
وهمُّ الأعرج الوغدِ / مِنيٌّ في استه يُمْنَى
صحيحٌ عُلْوهُ جَلْد / عليلٌ سُفْله مُضْنى
إذا ما فَيْشةً لاحت / صَبا قيسٌ إلى لبنى
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا / ونزهةُ تجلُبُ الكُرَبا
تُغنّي هذه فيظل / لُ عنك الحزنُ قد عَزَبَا
وتعوي هذه فتُطي / لُ منك الحزنَ والوَصبا
أقولُ لجامعٍ لهما / لقد أحضرتَنا عجبا
أتجمع بين مُختلِفَيْ / نِ ذا صَعَداً وذا صَببَا
فقال ولم يزل لَحِناً / بحُجته وقد كذبا
دَعَوْنا هذه لنُقِل / لَ من تَمُّوزِنا اللهبا
فلما أسرفَتْ في البَرْ / د لم نأمن به العطبا
فجئنا بالتي هيَ ضِد / دُها لتُلينَ ما صَعُبا
وظنِّي أنه رجلٌ / يحاولُ عندها الرِّيَبا
ولو كان الفتى عفّاً / إذاً ما استعمل الكذبا
نجا يونسُ في اللجَّ
نجا يونسُ في اللجَّ / ة من حاوية الحوتِ
بتسبيحٍ له مُنجٍ / وعتهُ أذُنُ الحوتِ
فكم نوعٍ من الآفا / تِ مصروفٍ عن الحوتِ
وحيتانكُمُ نَسْلٌ / أتى من ذلك الحُوتِ
وقد حُزْنَ من التسبي / ح ميراثاً عن الحوتِ
فما إن يطمع الصَّيا / دُ في ذُرِّيَّةِ الحوتِ
بما أهجوكَ يا أنتَ
بما أهجوكَ يا أنتَ / أليسَ اَنْت الذي أنتَ
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك / رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى / لأهل الصفح والمنحِ
فأمِّلْ خير مأمولٍ / لحمْل الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ / فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ / حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ الله / عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ / طويلٌ أيّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً / بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
تَأتّى فيهِ إسجاحاً / بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولوْلاهُ لما دَانَ / وَلا لانَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أبَاً أدَّا / هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عيْشٍ / كظلِّ السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ / وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ / مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب / نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجحُ الحِلم / حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ / وَمَرْضَاةٍ عن المزحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ / ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين / وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولا لِلَّذي أصْبَ / حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاةٌ يَتَلقَّاها / وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْر / بكلبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذَوو الجهلِ / من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ / لِجَاماً صادقَ الكبْحِ
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ / بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرٌّ / من الطُّوفان بالرشحِ
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ / بمنْ ترميه أوْ أضْحِ
ولا تَسْتضْعِفِ الحلْمَ / فَيَلْحَي منْكَ مُسْتَلْحِي
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ / مَ ذو أسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ / وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا / إذا دَارتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ / دُ يعْلو منتهى اللَّمْحِ
هو الطَّوْدُ الذي أضحى / عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآوٍ منْهُ في كهْفٍ / وراعٍ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيها الكائِ / دُ ذاك الطَّوْدَ بالنَّطْحِ
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا / ن أدنى منْه للرَّضْحِ
وبالبِكْر التي لم تَش
وبالبِكْر التي لم تَش / قَ بالنار ولا الطَّبخِ
إذا حاولت تطفيلاً
إذا حاولت تطفيلاً / فكن في ذاك أُستاذا
ألا واجعلْه تطفيلاً / ذليق الحد نفّاذا
كتطفيل سليمان / على إمرة بغداذا
تعالى اللَّه ما أمضا / ه في التطفيل يا هذا
أغذَّ السير من آمُ / لَ للتطفيل إغذاذا
وخلى طبرِسْتان / على الدَّيلم آزاذا
ولما جاء بغداد / رأيتَ الناس أنباذا
فما ألَّف أشتاتاً / ولا شتَّتَ شُذَّاذا
ولا اسْطاع لمن رجَّى / به الإنفاد إنفاذا
بلى شارك في الطُّعم / ة قَوَّاداً ونَبَّاذا
أباح النيك أحراحاً / واستاها وأفخاذا
ففي بغداذ حاناتٌ / تُباهي طِيزَناباذا
أمور لم تكن تَرضى / بها بِنَّا وكَلْواذا
أبو عثمان والرومي
أبو عثمان والرومي / يُ من غاشِيَة القصْرِ
يهيمان إلى القصر / طوالَ الدهر والشَّهر
يفِرّان من الكاس / ونغْم العود والزَمر
إلى قفْرٍ من الأرض / وما يُصنَعُ بالقفْر
مع الهُدهُد والبل / بُل والصُلصُل في وكْرِ
ويكتنَّان بالأكوا / خ والرمضاء كالجمر
مغانٍ لم يكن يصبو / إليهن ذَوُو الحجر
فهلّا آثرا القَيْنا / ت في الدُّرِّ وفي الشَذر
وصهباءَ لها طوقٌ / شبيهُ اللؤلؤ الحَدر
كمثل النار في النُّور / ومثل المسك في النَّشر
كما آثرها السيِّ / دُ وابن السيد الغَمر
شَهِنشاهُ خراسانَ / أخو العزة والقَهر
خُذاهانُ خُذاهانُ / خُذاهانُ إلى الحشر
أبو بكرٍ أبو بكرٍ / أبو بكرٍ أبو بكرِ
أبو البرق أبو الرعدِ / أبو الريح أبو القطر
أبو الحَزم أو العَزم / أبو الدَّهْي أبو المكر
أخو النجدة والبأسِ / أخو الإقدام والصبر
أخو الهامة والقام / ة والشدة في الأسرِ
أخو العز أخو الجاهِ / أخو المال أخو الوفر
فتى التعزيم والطبِّ / فتى التنجيم والزجر
فتى الإعراب والإغرا / ب في النظم وفي النثر
فتى الخط فتى الضبطِ / فتى النهي فتى الأمر
فتى يغرف من بحرِ / فتى يقلع من صخر
فتى الشطْرنج والنردِ / فتى الفُلْج فتى القَمْر
وما أدراك ما الليثُ / وما غرك بالببْر
وما أدراك ما السيلُ / وما غرك بالبحر
وما أدراك بالموتِ / وما غرك بالدهر
لسان الملك في البدوِ / لسان الملك في الحضر
إذا أوفى على المنبَ / رِ مثل القمر البدر
وقد سُربل بالليلِ / وقد بُرقع بالفجر
سواد فيه وضاحٌ / كريم الخِيم والنَجر
على هامته شاشي / يَةٌ سوداء كالنسر
وقد أصغى له الناسُ / وجلَّى نظر الصقر
وقد جهور في الصوت / بصدر أيّما صدر
وكم أنفق في الحمد / وكم أنفق في الأجر
وكم أحصى له المحصو / ن بالعد وبالحزر
ثواباً منه كالريع / لمدح فيه كالبذر
ألا هاتيكم العليا / ء والفخر لدى الفخر
أنا ابن الطالقانيِّ / وقد أنذرت بالزأر
فقل للمتحدِّيَّ / قُصاراكم على السبر
فما أصبحت من بأسٍ / ولا شعري بذي فقر
وما مثلي من قيسٍ / بأهل الغدر والختر
برومي وبصري / وما المصر من الكَفر
من الروم من البصر / ة ذات المد والجزر
وما الضليل كالهادي / ولا الجاهل كالحبر
أنا المُبطن في السر / كما أُظهر في الجهرِ
أبيْتُ الملق الكاذِ / بَ خوف الضرس والظفر
فلا ظهرٌ سوى بطن / ولا بطن سوى ظهر
أنا المعتاض من جوبِ / فيافي الأرض بالجمر
ملوكيٌّ بعيد الرأ / ي من زيغ ومن عَثر
قيانيٌّ جواد الكفْ / ف بالمهر وبالجذر
وقدْماً فاز من سمَّ / حَ بالجذر وبالمهر
أسرُّ البيضَ بالوصلِ / وأُشجي البيض بالهجر
قسمت الدهر شطرينَ / فللثغر وللثغر
فبأس ليَ في شطرٍ / ولهو ليَ في شطر
وفي صوتيَ كالبمّ / وكالزير وكالنَبر
أنا الفحل أنا الفحل / بلا عيٍّ وَلا هذر
عليكم سكتة العيِّ / ولي شقشقة الهدْر
ولو صَيّحتُ بالجنِّ / للجَّ الجنُّ في الفرِّ
وما حربيَ بالصفو / ولا سلميَ بالكدْرِ
أنا المُثني على نفسي / ثناءً ليس بالنذر
ومن يمدحني بعدي / بغزر مثل ذا الغزر
وما شعر سوى شعري / بمحض الحسب الدَّثر
ثنائي مسك دارينٍ / وذكري عنبر الشِّحر
ألا من لي بتعويذٍ / من العين على النحر
فقد خفت ولم أظلم / سهام النظر الشذر
على نفس مُفداةٍ / ووجهٍ حسن نضر
أعيذ النفس باللَهِ / فإني أسد الهصر
أعيذ النفس باللَّهِ / فإني جابر الكسر
أعيذ النفس باللًهِ / فإني عَلم السَفر
أعيذ النفس باللَهِ / فإني أوحد العصر
يحول الحول في الوصلِ
يحول الحول في الوصلِ / ويبقى لي تذكارُهْ
ويوم الهجر والبينِ / كيومٍ كان مقداره
إذا ما حلف النَّغْلُ
إذا ما حلف النَّغْلُ / ففي أيمانه رُخصَهْ
لئامٌ كالخنازيرِ
لئامٌ كالخنازيرِ / خساسٌ كاليرابيعِ
إذا ما امتُدحوا قالوا / وقعنا في النقاقيع
رأيتُ المُهْدِي الشعرَ / إليهم فرطَ تضييع
كمن دحرجَ درَّ البح / رِ فيِ بَخرِ البلاليعِ
أشِعْ عنهم خزاياهم / وسمِّعْ كل تسميع
ترى أصفرها الفاقِ
ترى أصفرها الفاقِ / ع في أبيضها المونقْ
كعين الناظر الضاحِ / ك في محجره المشرقْ
إلى الزهاد في الدنيا
إلى الزهاد في الدنيا / جنان الخلد تشتاقُ
عبيد من خطاياهم / إلى الرحمن أبّاقُ
حدتهم نحوه الرغبَ / ة والرهبة فانساقوا
وزافت لهم الدنيا / وعاقتهم فما انعاقوا
عليهم حين تلقاهم / سكينات وإطراق
بقاياهم من الخدمَ / ة أشباحٌ وأرماق
توهَّمُهُم وقد مالت / لسكرالنوم أعناق
وقد قاموا ولا يهجَ / ع من ذاق الذي ذاقوا
يضجون إلى الله / ودمع العين مهراق
مليكَ الناس أعتقنا / فإعتاقك إعتاق
مليك الناس خلِّصنا / إذا ما كُشِّفَت ساق
مليك الملك هل مما / تطوقناه إطلاق
ففي أعناقنا طرّاً / من الآثام أطواق
رجوناك ولا يخل / ف من رجّاك مصداق
وخفناك وقد تعفو / وقلب المرء خفّاق
ألا يا قاتل الديكِ
ألا يا قاتل الديكِ / بتخنيق وتفكيكِ
لكي ينسلَّ في الليل / بلا علمِ المماليكِ
إلى الخودِ وقد أهدى / لها بعضَ المساويكِ
مساويكِ المفاليس / من الناس المناييكِ
فوافاها وقد حرَّ / كَ منها أيَّ تحريكِ
وقد لاحظها الفاسِ / قُ من بين الشبابيكِ
وقد خادعها الغاوي / بأفديكِ وأحميكِ
وقال استدخلي هذا / فما أحسنه فيكِ
ولا بدَّ لتنُّورِ / كِ من بعض المحاريكِ
وأبدى فيشةً تُفضي / إلى الحلقِ بتحكيكِ
عتتْ قدماً / كأرماحِ الصعاليكِ
فما تصبرُ للحلقِ / ولا تأذى بتشويكِ
وقال ارضَي بفُتيايَ / فلا بأسَ بمُفتيكِ
أليس النعلُ لم يُخلق / لشيءٍ غيرِ تشريكِ
فشكَّتْ في الذي قالَ / وقد جاء بتشكيكِ
وقالت طالما قاسى / أخونا طول تدليكِ
فإن ملَّكتُه نفسي / فمحقوقٌ بتمليكِ
فما إنْ زال يعلوها / على تلك الدَّرانيكِ
بتمريس لثديينِ / مرينيْنِ بتفليكِ
وتحكيكٍ لشُفرينِ / حقيقين بتحكيكِ
ولَكْمٍ يكتسي الطيزُ / له حليةَ تتريكِ
يكيلان بقُفزانٍ / ضخامٍ لا مكاكيكِ
وإبليس لها يدعو / وللشيخ بتبريكِ
نزا بعضُ المجانين
نزا بعضُ المجانين / على شيخٍ له مالُ
وقد ضمَّهما الحِمَّا / مُ والمجنون صوّالُ
وكان الشيخُ رجراجاً / له لحمٌ وأوصالُ
فأوعى جوفه المجنو / ن جُردانا له حالُ
فصاح الشيخ بالناسِ / وفي الحمَّامِ أجيالُ
فلما كثُر القيل / على المجنونِ والقالُ
ووافتْهُ من الأيدي / كرانيبٌ وأسطالُ
إذا المجنونُ قد قامَ / وللغُرمولِ دِلدالُ
يُعيد القولَ مرَّاتٍ / يرَونا نشتهي قالوا
كريمٌ كثُرتْ قِدْماً
كريمٌ كثُرتْ قِدْماً / وطابتْ فيه أقوالي
فما قلَّل غُرَّامي / ولا كثَّرَ أموالي
إذا عانيتُ مدحِيهِ / أراهُ ذاك إغفالي
إلى أن أزمعَ السير / وقد أزمعَ إهمالي
فإن يظعن أبو الصقر / وقد أخلفَ آمالي
فإن اللَّهَ لي باقٍ / ولن يُحبطَ أعمالي
أبا الصقرِ ألا أوْلى / لتأميلي وأولى لي
لقد طاوَلَ إعراضُ / كَ بالمعروفِ إقبالي
عقلتَ الرّفدَ عن كَفّي / وسارتْ فيكَ أمثالي
لئِن رُحتُ وما حَسَّ / ن إحسانُك من حالي
وأغفلتَ مجازاتي / وتمجيدكَ أشغالي
لما حاسنت إحساني / ولا جاملتَ إجمالي
وحَسبي أن رأتْ عيني / على مثلِكَ إفضالي
لقد أفرطتَ في رفعي / بلا عمدٍ وإجلالي
فتىً لم يَخْلُقِ اللَّهُ
فتىً لم يَخْلُقِ اللَّهُ / يديه لسوى اللَّقْمِ
فما يرتاحُ للمدحِ / ولا يرتاعُ للشَّتمِ
فرتْ جِلْدتَه الألسُ / نُ عن شحمٍ وعن لحمِ
كأنَّا إذ سألْناهُ / وقفنا سائلي رسْمِ
أبا العباسِ عُمِّرتَ
أبا العباسِ عُمِّرتَ / صحيحَ الرأي والجسمِ
ولا زلتَ من الخيرا / تِ طُرّاً وافرَ القسمِ
توعَّدتُ بك الدهر / فأعطى بيد السلمِ
وأعفى بالتي أهوى / وباعَ الجهل بالحلمِ
فيا بابي إلى المال / ويا بابي إلى العلمِ
أدِمْ عزمك في أمري / على ما كان في القِدمِ
فما في عودتي يوماً / إلى فضلكَ من إثمِ
وما الحكرةُ بالحِلِّ / ولا المِسكةُ بالحِرمِ
كفافُ العيش كالعرس / وفضلُ العيش كالحلمِ
وما للكهل والفضل / إذا عضَّ على جِذمِ
وزدادت قوةُ الرأي / وبادتْ قوةُ الجُرمِ
كفى مثلي كفى مثلي / من الهجمةِ بالصّرمِ
بلى أبكي لأن أصبح / تُ من قدريَ في هِدمِ
ولي ظرفٌ ولي رأيٌ / وثيقٌ كعُرا العِكمِ
أترضى أن ترى الدهر / وما نوَّه لي باسمِ
وفي لطفك طلَّسْمٌ / بحالي أيُّ طِلَّسمِ
واجعل الفَيْجَنَ في الأفْ
واجعل الفَيْجَنَ في الأفْ / واهِ منه بغُصونِهْ
إنّه مِصفْاةُ أعلا / هُ وعِطرٌ لبُطونه
وليكن من صنعةِ الكو / فيِّ غريد زُبونه
واطبُخِ الدِّباء والحِي / راب لوناً بمُتونه
إنه يستنقذ المجْ / نونَ من داء جُنونه
واطبُخَنْ لي اللبنَ الرا / ئب لوناً بلَبُونه
ومن السِّكباجِ فاطبخْ / لِيَ ثوراً بقرونِه
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر / ف يوماً كَذبَ الشهوَهْ
فكُلْ ما شئتَ يصْدُدْكَ / عن العَذْبة والحُلوهْ
وطأ مَنْ شئتَ يَصْدُدْكَ / عن الحسناء في الذِّروَهْ
وكَمْ أسلاكَ ما تهوا / هُ نَيلُ الشيء لم تَهْوَهْ