المجموع : 9
أنا أعرفُ فيمَن
أنا أعرفُ فيمَن / نبتَ الشيخُ أبو نصرِ
يسدُّ الثغر في سُور / غُلامٍ واسعِ الثغرِ
غلامٌ جامعٌ بينَ الن / نَدى والباس والشِّعرِ
كقاضٍ فضلُه أن / نَ قَراه أبداً يَقري
فلا بأس به في النا / سِ كمن في وقعةٍ يَجري
يوافيها ولا يَخ / رُجُ منها ترب الصدرِ
فأما غيرُ هذين / فسَل عنهنَّ من يَدري
إذا غَنى أبو نَصرٍ
إذا غَنى أبو نَصرٍ / ظنَنا أنَّه ذكَّر
ولو أنَّ أبا نَصرٍ / كما غَنى قَرا نَصَّر
وزمرُ الزامرِ الأَص / فَر أيضاً خاثرٌ أصفَر
ألا قُل لأَبي الفَتحِ
ألا قُل لأَبي الفَتحِ / إذا لاقَيتَه سِرَّا
لقد أنكرتَ من عِرسِ / كَ أَمراً لم يكُن نُكرا
إلى كم تَصبرُ المرأَ / ةُ في بيتِ الفَتى بِكرا
أتَتني امرأةُ الشاع / رِ تستَنشِدُني شِعرا
فرحَّبتُ وأكرَمتُ / وأظهرتُ لها بِشرا
وما فارَقتُها شِبراً / إلى أن بلعَت شِبرا
فلا تَستَصغِرَن شِعري / فقَد حزتُ به شُكرا
سبقتُ الناسَ حتَّى جَ / سَروا أَن يَعبُروا الجِسرا
عَلَى أنَّك لا والٍ
عَلَى أنَّك لا والٍ / بسدِّينَ ولا قاضِ
تُرى أجمع للحدَّين / من مِسمارِ مِقراضِ
فلمَّا خَبَّراني أي
فلمَّا خَبَّراني أي / نَ وَقعُ الغَيثِ في المَحلِ
ودُلاني عَلى بَذلِ الن / نَدى في زَمنِ البُخلِ
فَسارَعتُ ولَم يُسرِع / مَعي من عَجَلي عَقلِي
وَليتَ المَرءَ يَسعى طَ / لَبَ الفَضلِ أبا الفَضلِ
بدَت وقفَةُ بوَّابكَ / لي في أضيَقِ السُّبلِ
فَحاكِمني إِلى نَجرٍ / بِه تَحكمُ بِالعَدلِ
فَما أحسَنتَ في القَولِ / كَما تُحسِنُ في الفِعلِ
فَما الواجِبُ من مثلِكَ / أن يُحجَبَ عن مِثلِي
إِذا ما عَقَدَ الكاتِم
إِذا ما عَقَدَ الكاتِم / وحَلَّ المَدمَعُ السَّاجِم
نَشا بَينَهما ما شِئ / تَ من واشٍ ومِن لائِم
فأمّا حالَتي بَعدَكَ / فَاللَّهُ بِها عالِم
فُؤادٌ يَلج النَّارَ / فلا يُحجِمُ عَن جاحِم
وعَينٌ لا يَزالُ الصَّو / بُ مِن دِيمتِها دائِم
فقَد كانَ بماءِ الوَص / لِ فيها ماؤها قائِم
وفاضَ الماءُ لَمَّا / عَزَبَ الماءُ عَلى الحائِم
وما أنتَ لَه مِن بَع / دِ هَذا كلِّه راحِم
ولَو جاءَكَ يَستَسقي / بِما استَسقَى بنُو دارِم
أرَى الهَمَّ ندِيماً ما / عَلى فُرقَتِهِ نادِم
فعَلِّلني بما فَرَّقَ / بَين الهَمِّ والهائِم
بكَاسٍ عُتِّقَت والدَّه / رُ عَنها غافِلٌ نائِم
فما أحسَبُ شَيئاً غَي / رَها مِن صَرفهِ سالِم
ومَن كانَ مَعي في حَض / رَةِ الشَّيخ أبي القاسِم
هَل الذِّئبُ عَلى الضِّرغا / مِ في غابَتِهِ هاجِم
فَتىً إن أعدَمَ الواجِدَ / دَهرٌ أوجَدَ العادِم
أرَى أزمِنَةً يَندُبُ / فِيها الرّاحِلُ القادِم
فإِن مَرَّ بهِ مَرَّ / بِهِ مُرتَقِباً واجِم
ويَثنِيهِ ولو كانَ / عَلى ما سَرَّه عازِم
خِلافاً واعتِسافاً وال / تِزاماً ليسَ باللازِم
وعدواناً ولِلمَخدُو / مِ أن يَعدُو عَلى الخادِم
إذا ما الخاطِرُ النِّاثِ / رُ خانَ القَلَم النَّاظِم
بَنَى بَينَهما فَضلُ / كَ عَهداً ما لَه هادِم
نَسَختَ العُربَ بالعُجمِ / فلا كَعبٌ ولا حاتِم
فأنتَ اليومَ لِلمالِ / ومن جادَ بهِ ظالِم
مَساعٍ ربَّما يَمشي / على الظنِّ بِها الرَّاجِم
فيَمشي بعدَ ما كانَ / نَجِيباً جَمَلاً رازِم
أتاني عَنكَ إخوانُ
أتاني عَنكَ إخوانُ / كَ بالأمسِ مُهنِّينا
يهنُّونَ بأن صِرتَ / تقولُ الشِّعرَ مَوزُونا
فما صدَّقتُهم مِن فَ / رحٍ فيما يَقولُونا
إلى أن كشَفُوا لي أن / نَهُم في القَولِ يَلهُونا
فلَم تأتِ لكَي أظهِ / رَ مِن عَقلكَ مكنُونا
ولِم أمكَنتَهُم أن يَض / حَكوا مِنَّا فيُبكُونا
ومنَّا أبداً كانَ / يكونُ اللَّهوُ لا فِينا
فَشاوِرني كما يَفعَ / لُ قَومٌ أجنبيُّونا
إذا ما قلت شعراً لا / تصيِّر مدَّه دُونا
ودَوِّنهُ على استِقبا / لِ خمس وثَمانينا
ونُبِّئتُكَ قُصِّبتَ / فقَد أصبَحتُ مَحزونا
على أعراضِنا صارَت / مع الناسِ يَسبُّونا
إذا ما العُقَلا صارُوا / يَقصُّونَ المَجانِينا
فما يُعِوزُهم فَضلٌ / من النّقصِ يُواسُونا
لكَي تَبلغَ ما قَد بَ / لغُوهُ فيُساوُونا
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ / بقَتلي فهوَ سَكرانُ
وإن أنكرتَ فالإنكا / رُ من عَينَيكَ عِرفانُ
إذا ما اعتَرَفتَ عَينا / كَ لي تَجحَدُ أجفانُ
ودَفعُ الحقِّ بالباطِ / لِ يا مَولايَ بُهتانُ
لئِن نامَ اصطِباري فَ / غَرامي فيكَ يَقظانُ
فكم قالَ رجالٌ لَي / تَ أنَّا لكَ صُلبانُ
وكم تَقتلُهُم صَبراً / فإنَّ القَتلَ قُربانُ
فلا أنتَ ولا أنسِي / يَةٌ في طَرفِها جانُ
إذا عاقَبتُما عَفوُ / كما صَدٌّ وهِجرانُ
وما زادَ مِن الصَّدِّ / فمن عُمري نُقصانُ
فإن مِتُّ فَإنسانٌ / تَشَفَّى منه إنسانُ
أتَدعُوكَ إلى القَصفِ / من الأزهارِ أفنانُ
ولا تَغتَنمُ الفُرصَ / ة إن أمكنَ إمكانُ
لقد نادَى مُنادي اللَّه / وِ لو تَسمعُ آذانُ
فلا تَركن إلى الجِدِّ / فما للجِدِّ أركانُ
ونادِم دَنَّكَ المُترَ / عَ إن أعوَزَ نَدمانُ
ولِلرحمنِ في يَومِ / حِسابِ النَّاسِ غُفرانُ
ألا تَعجبُ من سَورا / نَ إن تُعجَبَ سَورانُ
هي المَيدانُ لو كانَ / لهَا في النًّاسِ فُرسانُ
بها لِلذَّهبِ الإبرِي / زِ والفضَّةِ غُدرانُ
وفيها مِن شَقيقِ الزَّه / رِ وَسطَ الماءِ نِيرانُ
فَكَم مِن فِتيَةٍ كلٌّ / إلى وَعديَ ظَمآنُ
شُيوخٌ وهُمُ في عَ / رَصاتِ اللَّهوِ صِبيانُ
وإن يُذكر مُجّانٌ / فبالمجَّانِ مُجَّانُ
شَياطِينُ تَولَّى بَس / طَهُم في الغيِّ شَيطانُ
أطاعُوهُ وفي طاعَ / تِهِ للَّهِ عِصيانُ
تحمَّلتُ عَلى اللَّهوِ / بِهم واللَّهوُ غَضبانُ
فكانُوا لي كما كنتُ / وقد كنتُ كما كانُوا
أدامَ اللَّهُ تَمكِين
أدامَ اللَّهُ تَمكِين / كَ فِيما تَتَولاهُ
فقَد عارَضَ حُكم الشَّم / سِ تعذيرٌ فأوهاهُ
وأصبَحنا نَعاماً لَو / نَرى جَمراً لَلُكناهُ
وصارَ الخَزُّ والسَّمو / رُ في الكاساتِ مَأواهُ
إذا نحنُ شَرِبناها / كأنَّا قد لَبِسناهُ
فما رأيُك فِيها أف / تِنا يَرحَمُكَ اللَّهُ