المجموع : 4
بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار
بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار / وَحَيّوا بَطَلَ الهِندِ
وَأَدّوا واجِباً وَاِقضوا / حُقوقَ العَلَمِ الفَردِ
أَخوكُم في المقاساةِ / وَعَركِ المَوقِفِ النَكدِ
وَفي التَضحِيَةِ الكُبرى / وَفي المَطلَبِ وَالجُهدِ
وَفي الجُرحِ وَفي الدَمعِ / وَفي النَفيِ مِنَ المَهدِ
وَفي الرِحلَةِ لِلحَقِّ / وَفي مَرحَلَةِ الوَفدِ
قِفوا حَيّوهُ مِن قُربٍ / عَلى الفُلكِ وَمِن بُعدِ
وَغَطّوا البَرَّ بِالآسِ / وَغَطّوا البَحرَ بِالوَردِ
عَلى إِفريزِ راجبوتا / نَ تِمثالٌ مِنَ المَجدِ
نَبِيٌّ مِثلُ كونفُشيو / سَ أَو مِن ذَلِكَ العَهدِ
قَريبُ القَولِ وَالفِعلِ / مِنَ المُنتَظَرِ المَهدي
شَبيهُ الرُسلِ في الذَودِ / عَنِ الحَقِّ وَفي الزُهدِ
لَقَد عَلَّمَ بِالحَقِّ / وَبِالصَبرِ وَبِالقَصدِ
وَنادى المَشرِقَ الأَقصى / فَلَبّاهُ مِنَ اللَحدِ
وَجاءَ الأَنفُسَ المَرضى / فَداواها مِنَ الحِقدِ
دَعا الهِندوسَ وَالإِسلا / مَ لِلأُلفَةِ وَالوُدِّ
بِسِحرٍ مِن قُوى الروحِ / حَوى السَيفَينِ في غِمدِ
وَسُلطانٍ مِنَ النَفسِ / يُقَوّي رائِضَ الأَسدِ
وَتَوفيقٍ مِنَ اللَهِ / وَتَيسيرٍ مِنَ السَعدِ
وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ / سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ
وَلا يُؤخَذُ بِالحَولِ / وَلا الصَولِ وَلا الجُندِ
وَلا بِالنَسلِ وَالمالِ / وَلا بِالكَدحِ وَالكَدِّ
وَلَكِن هِبَةُ المَولى / تَعالى اللَهُ لِلعَبدِ
سَلامُ النيلِ يا غَندي / وَهَذا الزَهرُ مِن عِندي
وَإِجلالٌ مِنَ الأَهرا / مِ وَالكَرنَكِ وَالبَردي
وَمِن مَشيَخَةِ الوادي / وَمِن أَشبالِهِ المُردِ
سَلامٌ حالِبَ الشاةِ / سَلامٌ غازِلَ البُردِ
وَمَن صَدَّ عَنِ المِلحِ / وَلَم يُقبِل عَلى الشُهدِ
وَمَن تركَبُ ساقَيهِ / مِنَ الهِندِ إِلى السِندِ
سَلامٌ كُلَّما صَلَّي / تَ عُرياناً وَفي اللِبدِ
وَفي زاوِيَةِ السِجنِ / وَفي سِلسِلَةِ القَيدِ
مِنَ المائِدَةِ الخَضرا / ءَ خُذ حِذرَكَ يا غَندي
وَلاحِظ وَرَقَ السيرِ / وَما في وَرَقِ اللوردِ
وَكُن أَبرَعَ مَن يَل / عَبُ بِالشَطرَنجِ وَالنَردِ
وَلاقي العَبقَرِيّينَ / لِقاءَ النِدِّ لِلنِدِّ
وَقُل هاتوا أَفاعِيَكُم / أَتى الحاوي مِنَ الهِندِ
وَعُد لَم تَحفِلِ الذامَ / وَلَم تَغتَرَّ بِالحَمدِ
فَهَذا النَجمُ لا تَرقى / إِلَيهِ هِمَّةُ النَقدِ
وَرُدَّ الهِندَ لِلأُم / مَةِ مِن حَدٍّ إِلى حَدِّ
عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ
عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ / قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ
وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ / بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ
وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ / وَفي أَلسُنِهِم مَنسي
وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ / لِآلامِ بَني الجِنسِ
فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى / وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ
وَلِلمَحرومِ وَالعافي / حَوالَي زادِهِ كُرسي
وَما نَمَّ وَلا هَمَّ / بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ
يَنامُ اللَيلَ مَسروراً / قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ
وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى / سَريرَتِهِ كَما يُمسي
فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي / عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ
وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ / مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ
أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً / وَهَب لي قُربَكَ القُدسي
عَسى نَفسُكَ أَن تُد / مَجَ في أَحلامِها نَفسي
فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى / مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ
لَقَد وافَتنِيَ البُشرى
لَقَد وافَتنِيَ البُشرى / وَأُنبِئتُ بِما سَرّا
وَقالوا عَنكَ لي أَمسِ / رَبِحتَ النِمرَةَ الكُبرى
فَيا مُطرانُ ما أَولى / وَيا مُطرانُ ما أَحرى
لَقَد أَقبَلَتِ الدُنيا / فَلا تَجزَع عَلى الأُخرى
أَخَذتَ الصِفرَ بِاليُمنى / وَكانَ الصِفرُ بِاليُسرى
وَكانَت فِضَّةً بيضاً / فَصارَت ذَهَباً صُفرا
وَقالَ البَعضُ أَلفَينِ / وَقالوا فَوقَ ذا قَدرا
أَنا المَدرَسَةُ اِجعَلني
أَنا المَدرَسَةُ اِجعَلني / كَأُمٍّ لا تَمِل عَنّي
وَلا تَفزَع كَمَأخوذٍ / مِنَ البَيتِ إِلى السِجنِ
كَأَنّي وَجهُ صَيّادٍ / وَأَنتَ الطَيرُ في الغُصنِ
وَلا بُدَّ لَكَ اليَومَ / وَإِلّا فَغَداً مِنّي
أَوِ اِستَغنِ عَنِ العَقلِ / إِذَن عَنِّيَ تَستَغني
أَنا المِصباحُ لِلفِكرِ / أَنا المِفتاحُ لِلذِهنِ
أَنا البابُ إِلى المَجدِ / تَعالَ اِدخُل عَلى اليُمنِ
غَداً تَرتَعُ في حَوشي / وَلا تَشبَعُ مِن صَحني
وَأَلقاكَ بِإِخوانٍ / يُدانونَكَ في السِنِّ
تُناديهم بِيافِكري / وَيا شَوقي وَيا حُسني
وَآباءٍ أَحَبّوكَ / وَما أَنتَ لَهُم بِاِبنِ