ليالي الصيف في كبرِي
ليالي الصيف في كبرِي / أم الفتنةُ في البحرِ
وجنِّيَّاتُ بحرِ الرُّو / مِ أم دُنيا من السِّحرِ
على شطٍّ من الأحْلا / مِ والأنغامِ والزَّهرِ
تنَفَّسَ جَوُّهُ عطراً / يُفضِّضهُ سَنَا البَدْرِ
أريجُ البرتقالِ بهِ / ونفحُ العنَبِ النَّضرِ
أم الآلهة العشّاقُ / بين الموجِ والصخرِ
أهلُّوا تحت أشرعةٍ / تُقِلُّ عَرائسَ الشِّعرِ
نَشاوى الحسن والنُّورِ / وبعضُ النُّورِ كالخمرِ
تنَهَّدَ حينَ أبصَرَهُمْ / مُحِبٌّ مُوغَرُ الصَّدرِ
أقامَ الدَّهرَ موتوراً / من الحرْمانِ والهجْرِ
بأنفاسٍ تُضيءُ الأُفْ / قَ بركانيّةِ الجمرِ
قصدناهُ على الليلِ / وجُزْناهُ مع الفجرِ
فلمْ تغمضْ له عينٌ / تُصيبُ النَّجمَ بالذُّعرِ
وباتَ الموجُ في فرٍّ / حواليهِ وفي كرِّ
فقالوا قدْ دَنا المَو / عِدُ أو آذن بالثأرِ
فعُدنا مثلَمَا جِئنَا / من العِبر إلى العِبْرِ
ويَمَّمنا بجوفِ الصَّخرِ / دهليزاً مِنَ التِّبرِ
سَرَى زورقُنا في مائهِ / الغافي سُرى السِّرِّ
ترَامَى حولنَا الأضوا / ءُ أطواقاً من الدُّرِّ
فمن زُرقٍ إلى صُفرٍ / إلى خُضرٍ إلى حُمرِ
كأن الشَّمسَ حينَ رأتْ / صِبَاها أوَّلَ الدَّهرِ
زهَاهَا العُريُ فاستحيتْ / عُيونَ الناسِ في البرِّ
فجاءَتهُ محجَّبةً / على تيَّارِهِ تسرِي
ونضَّتْ مِن غلائِلها / وألقتها على الصَّخرِ
وخانَت عَيْنَها سِنَةٌ / فنامت وهي لا تدري