ألا يا أيّها الحادي
ألا يا أيّها الحادي / قفِ العِيسَ على الوادي
قفِ العِيسِ ففي كفّ / كَ إسعافِي وإسعادِي
وفي الأظعانِ أبّاءٌ / علينا غيرُ مُنقادِ
كثيبٌ غيرُ مُنهالٍ / وغُصنٌ غيرُ ميّادِ
وَفرعٌ أجعدُ الشّعرِ / ولكنْ أيُّ إجعادِ
يُرامينِي فأشويهِ / ولا يرضى بإقصادِي
أَلا قولوا لِمَنْ يَملِ / كِ تقريبِي وإبعادِي
ومَنْ لو شاء يومَ الجِزْ / عِ ما ضنّ بميعادِي
ومَنْ يُبدلُ إصلاحِ / يَ في الحبِّ بإفسادِي
متى ينقعُ من ريقِ / كَ إنْ جُدتَ به صادِي
أَبِنْ لِي هل على الجَرْعا / ءِ في أهلك من غادِ
وَهَلْ زالَتْ خيامُ الحَي / يِ عن أحْقافِ أعقادِ
وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ / بها أسحبُ أبرادِي
وأينَ الطّيف من ظَميْا / ءَ أمسى وهو معتادِي
جفا صبُحاً ووافانِي / صريعاً بين رقّادي
وأعناقُ المطايا مِنْ / كلالٍ بين إعضادِ
تلاقينا بأرواحٍ / وفارقنا بأجسادِ
ولوّامٍ يُرينِي الغِش / شَ في مَعْرِضِ إرشادِ
وقد لامَ ولكنْ لي / سَ يعدو عن هوى عادِ
دعِ العذلَ فغيرُ العذْ / لِ أضحى وهو مُقتادِي
وغبراءٍ كظهرِ التُّرْ / سِ أكّالةِ أزوادِ
وَساريها يَبيع الغم / ضَ مغبوناً بتَسْهادٍ
وللرّيحِ بها أنٌّ / حكى غَمغَمَةَ الشادِي
كأنّ الرَّبْعَ والخِرِّي / تَ يهديهمْ بلا هادِ
تعسّفتُ بوجّافٍ / على الإعياءِ وخّادِ
كَهَيقِ الدَّوِّ لولا وض / عُ أنساعِي وأقتادِي
لِفَخرِ المُلك إنعامٌ / على الحاضرِ والبادي
وُجودٌ يَدَعُ الأجوا / دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ
وأبوابٌ يُفتّحْن / لطُلّابٍ وقُصّادِ
وأموالٌ يُسَوَّقْنَ / إلى حاجةِ مُرْتادِ
فَتىً لا يركبُ الخُلْفَ / قرا وعْدٍ وإيعادِ
ولا يُرضيهِ في المأْزَ / قِ إلّا ضربةُ الهادِي
ولا يبذلُ للأضيا / فِ إلّا صفوةَ الزَّادِ
ولا يوردُ إلا العِد / دَ ممدوداً بأعدادِ
ولا يُزوى لدَى الهمّ / بأرْدامٍ وأسدادِ
إِذا لُذتَ به لُذْتَ / بِطَودٍ بين أطوادِ
وإن صُلتَ به صُلْت / بِلَيثٍ بين آسادِ
ويومٍ كمحلّ القِدْ / رِ حشّوهُ بإيقادِ
تراهُ أبداً يَضرِ / بُ أنجاداً بأنجادِ
تَسَرْبَلْتَ بنسجِ الطّع / نِ فيه ثوبَ فِرْصادِ
وأبدلت الظُّبا بالها / مِ أغماداً بأغمادِ
حِذاراً يا بني الإشفا / قِ ليثَ الغابةِ العادِي
ثوى الخِيسَ وإن كان / من القاع بمرصادِ
عزيز الطّعمِ ما كان / لخوّارٍ بمصطادِ
وَمَطويّاً كطَيِّ الم / رَسِ التفَّ على وادِ
له في كلِّ إشراقٍ / لديغٌ بين عُوّادِ
وَكَم مِنْ نِعَمٍ تُؤمٍ / له عندِي وأفرادِ
مُنيفاتٍ على الحاجِ / مَروقاتٍ عن العادِ
يُعارِضنَ سيولَ الما / ء إمداداً بإمدادِ
فقد طُلنَ مدَى شكرِي / وبرّحنَ بأحمادِي
أَأَنساكَ وَإِدْناؤ / ك يُعلينِيَ في النّادِي
وَتَخصيصي بِنَجواكَ / مِنَ القوِم وإفرادِي
وَإِخراجُك أَضغاني / من القلبِ وأحقادِي
وتكثيرُكَ بالنَّعْما / ءِ أعدائي وحُسّادِي
وَيَفديكَ منَ الأقوا / مِ سَيّارٌ بلا حادِ
أَبى الخيرَ فما يرتا / دُ إلّا شَرَّ مُرتادِ
وَمَن يأتِي إذا آتى / بإنزارٍ وإزهادِ
وَمَن يَهفو بإِصدارٍ / كما يهفو بإيرادِ
بأغلالٍ من العُرفِ / إذا سِيل وأقيادِ
أتمَّ اللَّهُ ما أعطا / كَ من عزٍّ ومن آدِ
وهُنّيتَ بنيروزِ / كَ هذا الرّائحِ الغادي
وعشْ حتّى تَمَلَّ العي / شَ عُمْراً غيرَ معتادِ