ألا يا أَيُّهَا الشَّاك
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك / رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى / لأهل الصفح والمنحِ
فأمِّلْ خير مأمولٍ / لحمْل الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ / فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ / حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ الله / عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ / طويلٌ أيّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً / بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
تَأتّى فيهِ إسجاحاً / بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولوْلاهُ لما دَانَ / وَلا لانَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أبَاً أدَّا / هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عيْشٍ / كظلِّ السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ / وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ / مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب / نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجحُ الحِلم / حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ / وَمَرْضَاةٍ عن المزحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ / ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين / وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولا لِلَّذي أصْبَ / حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاةٌ يَتَلقَّاها / وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْر / بكلبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذَوو الجهلِ / من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ / لِجَاماً صادقَ الكبْحِ
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ / بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرٌّ / من الطُّوفان بالرشحِ
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ / بمنْ ترميه أوْ أضْحِ
ولا تَسْتضْعِفِ الحلْمَ / فَيَلْحَي منْكَ مُسْتَلْحِي
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ / مَ ذو أسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ / وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا / إذا دَارتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ / دُ يعْلو منتهى اللَّمْحِ
هو الطَّوْدُ الذي أضحى / عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآوٍ منْهُ في كهْفٍ / وراعٍ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيها الكائِ / دُ ذاك الطَّوْدَ بالنَّطْحِ
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا / ن أدنى منْه للرَّضْحِ