أَلا تَفتَحُ لي فَوزٌ
أَلا تَفتَحُ لي فَوزٌ / مِنَ الرَحمَةِ أَبوابا
فَقَد أَلهَبَتِ النيرا / نَ في الأَحشاءِ إِلهابا
وَفَوزٌ مَلَكَت قَلبي / فَما تَألوهُ إِتعابا
فَيا مَن سامَني التَعذي / بَ إِلحاحاً وَإِكتابا
وَيا أَطيَبَ خَلقِ اللَ / هِ في الأَسحارِ أَنيابا
أَما تَرضَينَ يا حِبَّ / ةُ عَن ذي الذَنبِ إِن تابا
كَرِهتُ الصُبحَ أَرجو را / حَةَ اللَيلِ إِذا آبا
كَمَن فَرَّ مِنَ القَطرِ / فَصارَ القَطرُ ميزابا
وَكانَ اللَيلُ لِلشَّوقِ / عَلى المَشغوفِ جِلبابا
فَخالَفتُ كَما خالَ / فَ شَيخٌ كانَ كَلّابا
فَلَو هَيّا لَهُ اللَهُ / مِنَ التَوفيقِ أَسبابا
لَسَمّى نَفسَهُ عَمراً / وَسَمّى الكَلبَ وَثّابا
وَفَوزٌ زَرَعَت في القَل / بِ أَحزاناً وَأَوصابا
وَلا وَاللَهِ ما أَصبَح / تُ في ذَلِكَ مُرتابا
فَمَن عابَ هَوى فَوزٍ / وَعَبّاسٍ فَقَد خابا
وَإِنّي أُبغِضُ الإِنسا / نَ أَن أَلقاهُ كَذّابا
أَيا قَلبَينِ قَد خُلِقا / كَنابِتَتَينِ جُنّابا
يَدومانِ عَلى عَهدٍ / إِذا حَلّا وَإِن غابا
فَلَو يَعلَمُ ما في الحُ / بِّ مَن عابَ لَما عابا
جُوَيرِيَّةٌ كَلينِ المُخ / خِ إِن حَرَّكَتَهُ ذابا
وَلَو تَتفُلُ في البَحرِ / لَأُلفي البَحرُ قَد طابا
وَلَو أَبصَرَها طِفلٌ / صَغيرُ السِّنِّ ما شابا
وَكانَت جارَةً لِلحو / رِ في الفِردَوسِ أَحقابا
فَأَمسَت وَهيَ في الدُنيا / وَما تَألَفُ أَترابا
لَها لُعَبٌ مُصَفَّفَةٌ / تُلَقِّبُهُنَ أَلقابا
تُنادي كُلَّما ريعَت / مِنَ الغِرَّةِ يا بابا