الصَبرُ أَمضى سِلاح ذي الأَرَبِ / فَاِقمَع بِهِ حَدَّ سَورَةِ الأَدَبِ

عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ الن / نارِ وَمِن نَومِهِ عَلى هربِه
وَالَّذي يَطلُبُ السَبيلَ إِلى الجَنَّة / أَنّى يَنامُ عَن طَلَبِهِ
وَكَم جَهولٌ قَد نالَ بُغيَتَه / وَمِن أَديبٍ أَكدى عَلى أَدَبِه
وَرُبَّ باكٍ فَواتَ حاجَتِه / وَفي الفَواتِ النَجاةُ مِن عَطَبِه

عَلامَ يَشقى الحَريصُ في طَلَبِ الرِ / رِزقِ بِطولِ الرَواحِ وَالدَلَجِ
يا قارِعَ البابِ رُبَّ مُجتَهِدٍ / قَد أَدمَنَ القَرع ثُمَّ لَم يَلِجِ
وَرُبَّ مُستَولِجٍ عَلى مَهَلٍ / لَم يَشقَ مِن قَرعِهِ وَلَم يَهِجِ
فَاِطوِ عَلى الهَمِّ كَشحَ مُصطَبِر / فَآخِرُ الهَمِّ أَوَّلُ الفَرجِ

وَراغِبٍ في العُلومِ مُجتَهِدٍ / لَكِنَّهُ في القَبولِ جُلمودُ
فَهوَ كَذي عُنَّةٍ بِهِ شَبَقُ / أَو مُشتَهٍ لِلأَكلِ مَمعودُ

إِنّي إِذا مَلَكتُ قوتَ غَدٍ / فَلَيسَ بي فاقَةٌ إِلى أَحَدِ
إِنَّ غِنى النَفسِ رَأسُ كُلِّ غِنىً / وَما اِفتِقاري إِلّا إِلى الصَمدِ
وَالناسُ صِنفانِ في زَمانِكَ ذا / لَو غَيرَ هَذينَ رُمتَ لَم تَجِدِ
هَذا بَخيل وَعِندهُ سَعَةٌ / وَذا جَواد بِغَيرِ ذاتِ يَدِ

لَقَد رَأَيتُ الصَغيرَ مِن عَمَلِ ال / خَيرِ ثَواباً عَجِبتُ مِن كِبَرِه
وَقَد رَأَيتُ الحَقيرَ مِن عَمَلِ الشَ / شَرِّ جَزاء أَشفَقتُ مِن حَذَرِه

يا رُبَّ مالٍ لِغَيرِ مَن جَمَعَه / وَرُبَّ زَرعٍ لِغَيرِ مَن زَرَعَه
لَيسَ مَعَ البُخل لِلبَخيلِ غِنىً / وَلا مَعَ الحِرصِ لِلحَريصِ دَعَه
فَكُن مَعَ القَصدِ حَيثُ مالَ بِكَ ال / عَقلُ إِلى القَصدِ فَالسَدادُ مَعَه
مَن صادَفَ الدَهرُ في تَصَرُّفِهِ / وَرامَ لِلجَهلِ خُدعَةً خَدَعَه