يا نفس كم تخدعين بالأمل
يا نفس كم تخدعين بالأمل / وكم تحبين فسحة الأجل
وكم تجدّين في تطلبك ال / علم ولا تجهدين بالعملِ
لو تعرف الطير والبهائم أن / الموت يفنى لها على عجل
وأنها لا ترده أبدا / إذا أتى بالخداع والعلل
لكان يمسي لها بذاك عن / الأوكار والرعي أكبر الشغل
هذا وقد أعفيت من الحشر / والنشر وما فيهما من الوجل
وكان موت النفوس غايتها / قضى بذاك الاله في الأزل
وقد علمنا ما لو به عملت / نفوسنا آمنت من الزلل
وكان فيه نجاة أنفسنا / لولا اعتباء الفتور والكسل
فليس في مِلة من المِلل ما / صار في المسلمين من مَللِ
ولا جرى في شريعة سلفت / على اختلاف الأديان والنحل
ما قد جرى من فعال أمتنا / بظلمهم آل خاتم الرسل
لما استبدوا عنهم ببغيتهم / وصاحب الأمر عنه في شغل
في البيت ما غاب عن جهاز رسو / ل الله في دفنه ولا الغسل
ولا رأى أن يسابق القوم في / الأمر إذ كان غير محتفل
بل ظن إن الحق المبين سيأ / تيه بما ينبغي على مهل
وظن ان الذي تقرر في / الغدير لم ينتقض ولم يحل
ما ظن ان العهد الوثيق من / النبي والأمر غير ممتثل
ومنصب الوحي ينبغي بغير ان / تعتدي دولة من الدول
يملكها ناقصاً شرائطها / أخذهم دائماً عن الأُول
حتى أتاه التكبير من جانب / المسجد إذ أجمعوا على الرجل
فقال ما قاله هناك أبو سفيا / ن حتى رشوه بالجمل
فباع أخراه بالحقير من المال / وفي الخر قطّ لم يزل
ثم تعدوا إلى اغتصابهم الز / هراء ما نفلت من النفل
وصيروا ارثها لوالدها / مقسماً في الرعاع والسفل
نعم وقالوا عنه هنالك ما لم / يوص يوماً به ولم يقل
والقصد أن ينقلوا الخلافة / عن بنيه والحق غير منتقل
ما النور شيء يزول يوماً عن / الشمس إلى أن يصير في زحل
ولا صعاب المقلدين أمور / الناس مما يصطاد بالحيل
هيهات هيهات ما لمن حوت / الأرض بما قد ذكرت من قبل
ذاك سر الاله قدره في / خلقه لم يدع ولم يزل
بينه للعقول ان نظرت / تبارك اللّه موضع السبل
يا عجباً للذين ظل بهم فر / ط عما لا يحل في المقل
كيف أجازوا قياس قايسهم / بين عتيق بجهله وعلي
كم بين من في الصلاة معتكف / وعاكف عمره على هبل
وهازم الجيش وحده أبدا / وقاعد للضلال في الظلل
وحامل راية النبي ومن / فر بها في الجبال كالوعل
بخيبر والخبير يعرف ما ذكر / ت من ذاك غير منتحل
سلوا الحميراء عنه فقد عرفت / منه مصاع المحرب البطل
إذ هتكت في رضا أقاربها / عنها ستور النبي والحجل
وأقبلت بالعراق تقصده / زحفاً إليه في موكب زجل
هل غادر القوم حول هودجها / تسيل أرواحهم على الأسل
فليس يسطيع أن يقول لنا / لا ناقتي فيهم ولا جملي
وحرب صفين قد أعاد بني حرب / بها مثله من المثل
يوم اتقاه عمرو بسوئته / وهل تبدت الا من الوهل
لو لم يبادر مثل الحصان غدا / مشمراً جله عن الكفل
وترسه ظاهر لوقع قنا / لكنها ليس بالقنا الذبل
لذاق ما ذاق يوم خندقه / عمرو بن ود علا على نهل
يا أيها الناس قد نصحت لكم / فأنصفوا واحكموا علي ولي
يا أيها الناس هاتوا لي بمثل بني / الزهراء مثلي في العالمين ولي
أنا ابن رزيك لا أقصر في / الجلاد عن دينهم ولم أمل
سيفان عندي أسطو بهذا / على العرض وهذا يسطو على القلل
انطقتني انني بفهمي متى / شئت وعزمي في الحالتين ملي