القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 8
هَذا المُصَلَّى وَهَذِهِ الكُثُبُ
هَذا المُصَلَّى وَهَذِهِ الكُثُبُ / بِمِثْلِ هَذَا يَهُزُّكَ الطَّرَبُ
فَالْحَيُّ قَدْ شُرِعَتْ مَضَرِبُهُ / وَحُسْنُهُ عَنْهُ زَالتِ الحُجُبُ
وَكُلُّ صَبٍّ صَبَا لِسَاكِنِهِ / يَسْجُدُ شَوْقاً لَهُ وَيَقْترِبُ
أَنِخْ مَطَايَاكَ عِنْدَ رَبْعِهُمُوُ / كَيْ لاَ تَطَاكَ الرِّحَالُ والنُجُبُ
وَاسْعِ عَلى الجَفنِ خَاضِعاً فَعَسى / يَشْفَعُ فِيكَ الخُضُوعُ وَالأَدَبُ
وَارْجِ قِرَاهُمْ إِذَا نَزَلْتَ بِهِمْ / فَأَنْتَ ضَيْفٌ لَهُمْ وَهُمْ عُرُبُ
وَاسْجُدْ لَهُمْ وَاْقَتَرِبْ فَعَاشِقُهُمْ / يَسْجُدُ شَوْقاً لهُمْ وَيَقْتَرِبُ
عِنْدِي لَكُمْ يَا أُهَيْلَ كَاظِمَةٍ / أَسْرَارُ وجْدٍ حَديثُهَا عَجَبُ
أَرَى بِكُم خَاطِري يُلاحِظُنيِ / مِنْ أَيْنَ هَذَا الإِخَاءُ وَالنَّسَبُ
وَإنْ تَشَوَّقْتَكُمْ بَعَثْتُ لَكُمْ / كُتْبَ غَرَامِي وَمِنْكُمُ الكُتُبُ
وَأَشْرَبُ الرَّاح حِينَ أَشْرَبُهَا / صِرْفاً وَأَصْحُو بِهَا فَمَا السَّبَبُ
خَمْرَتُهَا مِنْ دَمي وَعَاصِرُهَا / ذَاتي وَمِن أَدْمُعِي لَهَا الحَبَبُ
إنْ كُنْتُ أَصْحُو بِشُرْبِهَا فَلَقَدْ / عَرْبَدَ قَوْمُ بِهَا وَمَا شَرِبُوا
هِيَ النَّعِيمُ المُقِيمُ في خَلَدِي / وَإِنْ غَدَتْ في الكُؤوُسِ تَلْتَهِبُ
فَغَنِّ لي إِنْ سَقَيْتَ يَا أَمَلي / بِاسْمِ التَّي بي عَليَّ تَحْتَجِبُ
بَينَ فُؤَادِي وخَدِّهِ نَسَبُ
بَينَ فُؤَادِي وخَدِّهِ نَسَبُ / كِلاَهُمَا بِالجَحِيمِ يَلْتَهِبُ
هُمَا سَوَاءُ وَالفَرْقُ بَيْنَهُمَا / أَنَّهُمَا سَاكِنٌ وَمُضْطَرِبُ
وَلي عَلى عَاذِلي حُقُوقُ هَوَىً / عَليهِ شُكْرِي بِبَعْضِهَا يَجِبُ
لاَمَ فَلَمَّا رَآهُ هَامَ بِه / فَكُنْتُ في عِشْقِهِ أَنَأ السَّبَبُ
وَقَائلٍ والهَوَى يُرَنِّحُنَا / ونَالَ مِنَّا السُّروُرُ والطَّرَبُ
حَلَّتْ لَنَا الرَّاحُ مِنْ لَوَاحِظِه / فَلْيَحْرُمُ الخَمْرُ بَعْدُ وَالعِنَبُ
خُذَا نَدِيْمَيَّ سَلْوَتي لَكُمَا / عَطَاءَ مَنْ لاَ يَمُنُّ إِذْ يَهِبُ
وَخَلِّيَاني وَقَهْوَةً جُلِيَتْ / لَيْسَتْ سِوَى الثَّغْرِ فَوْقَهُ حَبَبُ
إِنِّي امْرؤٌ مِنْ عِصَابَةٍ كَرُمَتْ / أَذْهَبُ فِي الحُبِّ حَيْثُمَا ذَهَبُوا
سُقُوا وَلَمْ يَسْكَروُا وَكَمْ فِئَةٍ / أَسْكَرَهُمْ عِطْرُهَا وَمَا شَرِبُوا
دُعُوا إلى بَابِ عَلْوَةٍ كَرَماً / وَوَجْهُهُا بِالجَمَالِ مُحْتَجِبُ
فَقَدَّمُوا سَجْدَةً وَهُمْ زُمُرٌ / لِغَافِرٍ سَبَّحَ اسْمَهُ الأَدَبُ
عَيَّنَتْ العَيْنُ مِنْهُمُ أَثَراً / لأَنَّهُمْ في بِقَائِهَا سُلِبوُا
فَمَا دَرَى صَاعِدٌ بِمُنْحَدِرٍ / وَلاَ الْتَقَى ذَاهِبٌ وَمُنْقَلِبُ
مَا صَادِحَاتُ الحَمَامِ في القُضُبِ
مَا صَادِحَاتُ الحَمَامِ في القُضُبِ / وَلاَ ارْتِفَاعٌ المُدَامِ بِالْحَبَبِ
إِلاَّ لِمَعْنىً إذَا ظَفَرْتَ بِهِ / أَلْزَمَكَ الجَدُّ صَوْرَةَ اللَّعِبِ
مِنْ أَجْلِ ذَا فِي الجَمَالِ مَا نَقَلَتْ / قَوْماً عَنِ الْقَبْضِ بَسْطَةُ الطَّرَبِ
قَدْ شَاهَدُوا مُطلَقَ الجَمَالِ بِلاَ / رَقِيبِ غَيْرِيَّةٍ وَلاَ حُجُبِ
فَأَوْلَعُوا بِالقُدُودِ مَايِسَةً / أَعْطَافُهَا وَالمَبَاسِمِ الشُّنُبِ
وَافْتَتَنُوا بِالعُيونِ إنْ رَمَقتْ / تَرْمِي قَسّيّاً بِأَسْهِمِ الهُدُبِ
وَأَسْلَمُوا فِي الهَوىَ أَزِّمَّتَهُمْ / طَوْعاً لِحُكْمِ الكَواعِبِ العُزُبِ
مَا فِي خَبَايَا غَرَامِ أَنْفُسِهِمْ / شَائَبِةً مِنْ شَوَائِبَ الرِّيَبِ
قَدْ خُلِقَتْ للجَمَالِ أَعْيُنُهُمْ / وطُهِّرَتْ بِالمَدَامِعَ السُّرُبِ
ما لاَحَظُوا رُتْبَةً تُقَيِّدُهُمْ / وَهُمْ جَمِيعاً عُمَارَةُ الرُّتَبِ
فَطُفْ بِحَانَا تِهِمْ عَسَى قَبَسٌ / مِنْ بَعْضِ كَاسَاتِهِمْ بِلا لَهَبِ
تَصْرِفُ مِنْ صَرْفِهَا هُمُومَكَ أَوْ / تُصْبحُ فِي القَوْمِ مُلْحَقَ النَّسَبِ
وَكُنْ طُفَيْلَتَهُمْ عَلى أَدَبٍ / فَمَا أَرَى شَافِعاً سِوىَ الأَدَبِ
وَإِنْ تَدَانَيْتَ مِنْ سُرَادِقِهِمْ / فَاسْجُدْ لِعزِّ الجَمَالِ وَاقْتَرِبِ
وَغِبْ حَنَانَيْكَ فِي حُضَورِهِمُ / عَنْكَ فَمنْ غَابَ عَنْهُ لَمْ يَغِبِ
قمْ فاسْقِنِي مِنْ يَدَيْكَ صَافَيةً
قمْ فاسْقِنِي مِنْ يَدَيْكَ صَافَيةً / خَدُّكَ يَكْسُو شُعَاعَهَا لَهَبا
كَأنَّ مَاءَ الصَّفاءِ قَابَلَهَا / مِنْكَ ابتسامٌ فَمَثْلَ الحَبَبا
فَهَا أَنَا فِي الخُضُورِ مُنْتَهز / يا مُنْيَةَ النَّفْسِ غَيْبَةَ الرُّقَبا
مِنْ عَجَبِ أنَّنِي أَزيُدك مِنْ / شُرْبِي وَسُكْرِي على قدْ غَلَبَا
مَا هَب مِنْ نخوكُمْ نَسِيمُ صَبَا
مَا هَب مِنْ نخوكُمْ نَسِيمُ صَبَا / إِلاَّ وَأَذْكَى بمُهْجَتِي لَهَبا
وَلاَ شَدَا مُطْربٌ بذِكْرِكُمْ / إلاَّ وَنَادَى المَشُوُقُ واطرَبا
وَلاَ تَذكُرْتُ عِيشَةَ سَلفَتْ / بالخِيفِ إلاَّ وَقلْتُ وَا حَرَبا
لا نَالَ مِنْكَ المَشُوُقُ بُغْيَتَهُ / إِنْ كان يَوْماً إلى سِوَاكَ صَبَا
يَا حَبْذا لَوْعَتي عَليْكَ وَيَا / بُشْرَاىَ إنْ مُتُّ فِيكَ مُكْتَئِبا
أحْبَابَنا هَلْ بقُرْبِكُمْ أَمَلُ / أَمْ هَلْ بوَصْلِكُمُ أَرَى سَبَبا
آهاً لأَيَّامِنَا بقُرْبكُمُ / وطِيبِ عَيْشٍ بِوَصْلِكُمْ ذهَبا
يَا سَائقَ العِيسِ نَحْوَ كاظِمَةٍ / أَبْلغْ سَلامِي لِنَازِليِنَ قَبا
وقلْ قضَى ذلِكَ المَشُوُقُ بِكُمْ / وَمَا قضَى مِنْ وصَالِكُمْ أَرَبا
بَيْنَ لَمَاهُ وَحُمْرَةِ الخَدِّ
بَيْنَ لَمَاهُ وَحُمْرَةِ الخَدِّ / خَالٌ حَكَى نَحْلَةً عَلى شَهْدِ
عَجِبْتُ مِنْهُ والتٌُّرْكُ تُشْبِهُهُ / كَيْفَ اعْتَزَى لَحْظُهُ إلى الهِنْدِ
نَابِغَةً صِرْتُ في مَحَبَّتِهِ / مِنْ فَرْطِ وَجْدِي بِصْدْغِهِ الجَعْدِ
دُونَ وِصَالِي لِلَثْمِ وَجْنَتِهِ / دِرْعُ عِذَارٍ مُقَدّرِ السَّرْدِ
هَبْ أَنَّهَا لاِخْضِرَارِهِ مَنَعَتْ / كَمْ جُهْدِ مَنْعِ الرَّبِيعِ لِلوَرْدِ
سَأَلْتُهُ والرِّيِّحُ يَعْبِقُ مِنْ / وَجْنَتِهِ تَارَةً وَمِنْ رَنْدِ
ذَا الطِّيبُ مِنْ أَيْنَ لِلشَّقِيقِ أَتَى / فَقَالَ مِنْ نَدِّا خَالِيَ النَّدِّ
يَا لاَئِميِ فِي مَدَامِعٍ سُكِبَتْ / قَدْ نَثَرَتْ دُرَّهَا عَلى العِقْدِ
أَضْيَعُ شَيءٍ مَلاَمَةٌ بُذِلَتْ / لِحَاضِرِ الغَيِّ غَائِبِ الرُّشْدِ
فَأَيْنَ عَقْلِي يَا قَاتِلي خَطَأً / أَوْ دِيَتي إِنْ قَتلْتَ بِالعَمْدِ
لِي مُقْلَةٌ سَمْحَةُ القِيَادِ لَهَا / مَدَامِعٌ قَصْرُهَا عَلى المَدَّ
زيَادَةُ النِّيلِ بَعْضُ نَاقِصِهَا / فَهَلْ أُمْدَّتْ مِنَ النَّدَى السَّعْدِي
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بِالجَيَدِ
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بِالجَيَدِ / وَفُقْتَهُ بِالدَّلاَلِ والغَيَدِ
وَكُنْتَ أَوْلىَ مِنَ الغُصُونِ بِمَا / يُعْزَى لأَعْطَافِهَا مِنَ المَيَدِ
يَا سَاقِياً مُهْجَتِي كُؤُوسَ هَوَىً / وَسَايقاً مُقْلَتِي إِلى السَّهَدِ
حَسْبِي وَحَسْبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا / يَفْعَلُهُ الهَجْرُ بي فَلاَ تَزِد
أَنَا الذِي أَحْتَسِي الخُدُودَ فَلِمْ / تسْتُرُهَا بِالعِذَارِ وَالزَّرَدِ
حَلَلْتَ قَلْبِي وَرُحْتَ تَمْنَعُنِي / حَلَّ نِطَاقٍ بِالخَصْرِ مُنْعَقِدِ
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ مَا بهِ أُحُدٌ / يفِي وَلَمْ أُبْدِهِ إِلى أَحدِ
كَمْ فِيكَ لِلعاذِلينَ مِنْ عَدَدٍ / قَدْ أَتْعِبَتْ قَبَلاَ لَهَا عُدَدِي
وَا عَجَبا وَالدُّمُوعُ في حلَب / والقَلْبُ حَرَّانَ وَهو في صَفدِ
بِاللهِ يَا لَيْلِي الطَّوُيِلَ لَقَدْ / قَصَّرْتَ نَوْمِي وَلَمْ تَعُدْ بِغَدِ
جَعَلْتَ حَظِّي فِي الحُبِّ مُنْعَكِساً / فَجُدْ بِوَصْلٍ للصِّبَّ مُطِّرِدِ
حَتَّى تَرَانِي أَقُولُ مِنْ طَرَبٍ / يَا عَيْنُ رُودِي وَيا شَفَاةُ رِدِي
أَوُدَعْتَنِي صِبْوةً أَوَائِلُهَا / يَقْصُرُ عَنْها أَوَاخِرُ الأَبد
أَوْرَدْتِنيِ فَوقَ مَا أُطِيقٌ جَوَىً / وَفَوْقَ طَوقِي في الحُبِّ لاَ تَزِدِ
فَإِنَّ مَنْ كَانَ فَوْقَ طَاقَتِهِ / يَحْمِلُ تَعْجَزْ قُوَاهُ فَاتَّئِدِ
رَوَيْتُ قَتْلِيَ عَنْ مُقْلَتَيْكَ فَفِي / رِوايَتي قَتْلَتِي بلا سَنَدِ
فَلمْ يُكذِّبْ رِوَايَتِي أَحَدٌ / إِذْ لَمْ يُكَذَّبْ هَوَايَ مِنْ أَحَدِ
بِالَّلهِ لاَ تُرْسِلِ الجُفُونَ إِلى / قَلْبِي فَمَا لِلقُلُوبِ مِنْ عَدَدِ
وَخلِّ جَفْنِي لاَ تُفِْنِهِ سِقماً / لاَ بُدَّ لِلرُّوحِ فِيكَ مِنْ جَسَدِ
مَا خُلْدِيَ بِالقُرْبِ مِنْكَ فَلِمْ / رَمَيْتَ سَهْمَ الجُفُونِ فِي خَلَدِي
يَا عَرَبَ الحَيِّ عُذَّلِي عَدَدُ
يَا عَرَبَ الحَيِّ عُذَّلِي عَدَدُ / وَيْلاَهُ أَيْنَ الرِّجَالُ وَالعُدَدُ
مَا صَحَّ فِي حُبِّهِ سِوىَ سَقَمِي / بِكُمْ وَمَاتَ السُّلُو والجَلدُ
عَهْدِي وَجِيدُ الكَثيِبِ طَوَّقَهُ / مِنْكُمْ بِطَوْقٍ كَالعِقْدِ يَنْتَضِدُ
يَزْدَادُ مِنْ مَاءِ ورْدِهِ عَطَشاً / لحِسُنِهِ كُلٌّ وَارِدٍ يَرِدُ
مِنْ كُلِّ رَامِي العُيُونِ مَعْرَكَةٌ / مَعْ وَجْنَتَيْهِ وَصُدْغُهُ الزَّرَدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025