المجموع : 5
يا بارِقاً إِذْكَرَ الحَشَى حَزَنهْ
يا بارِقاً إِذْكَرَ الحَشَى حَزَنهْ / مَنْزِلُنا بِاْلعَقيقِ مَنْ سَكَنَهْ
وَمَرْتَعُ اللَّهوِ يانِعٌ خَضِرٌ / أَمْ غَيَّرَ الدَّهْرُ بَعْدَنا دِمَنَهْ
يا بَرْقُ هذا جِسمي يَذوبُ ضَنىً / وَمُهْجَتي بِالْعَقيقِ مُرْتَهَنهْ
يا برق أشكو عساك تخبرهم / وكل من هام يشتكي شجنه
بَلِّغْ حَدِيثَ الحِمى وَساِكِنهِ / لِمُغْرَمٍ أَنْحَلَ الْهَوى بَدَنَهْ
أَسْمِعْهُ ذِكْرِ الْحِبيبِ مُقْتَرِباً / فَقَدْ أَصَمَّتْ عُذَّالُهُ إِذْنَهْ
هُمْ آَنسُوهُ لكِنْ بوَحْشَتِهِمْ / وَنَفَّرُوا عَنْ جُفونِهِ وَسَنَهْ
أَشْقَى اُلْمحِبِّينَ عادِمٌ وَطَراً / فَكَيْفَ إنْ كانَ عادِماً وَطَنَهْ
سَقْياً لأِيَّامِنا التي سَلَفَتْ / كانَتْ بِطِيبِ الْوِصالِ مُقْتَرِنَهْ
لَوْ بِيعَ يَوْمٌ مِنْها وَكَيْفَ بِهِ / كُنْتُ بِعُمْري مُسْتَرْخِصاً ثَمَنَهْ
إلَيْكَ يا عإِذْلي فَلَسْتُ أَنا / أَوَّلَ صَبٍّ جَمالُهُمْ فَنَتَهْ
فَكَمْ لِنَفْسِي عَلَيَّ سَيِّئَةٌ / وَكَمْ لِمُوسى عَلَيَّ مِنْ حَسَنَهْ
مُجازِفٌ فِي عَطاءِ آمِلِهِ / مُحَرَّرُ الرَّأْيِ عِنْدَ مَن وَزَنَهْ
لِلأّجْرِ وَالشُّكْرِ خازِنٌ أَبَداً / وَلَمْ يَصُنْ مالَهُ وَلاَ خَزَنَهْ
مُؤَيَّدُ الرَّأيِ مَنْ يُنافِسُهُ / تَحْتَ حَضِيضِ الْخُمولِ قَد دَفَنَهْ
لَو لَمْ تُقَيِّضْ لِلْجُودِ راحَتُهُ / لَمَ نَعْتَرِفْ فَرْضَهُ وَلا سُنَنَهْ
لَهُ بَنانٌ يَسْدي لَنا مِنَحاً / وَمَنْ يُعاديهِ يَشْتَكِي مِحَنَهْ
لَو كُنتَ يا مَن يَلومُني عَادِلْ
لَو كُنتَ يا مَن يَلومُني عَادِلْ / ما كُنتَ فِيمَنْ هُوِيتُه عاذِلْ
أَصْبَحْتُ فِي خِدْمَةِ الغَرامِ وَلِي / جَارٍ مِنَ الْعَيْنِ مُطْلَقٌ هامِلْ
قَلْبِي بِباقِي هَواهُ مُنْكَسِرٌ / وَحَمْلُ هَمِّي لأَجْلِهِ حاصِلْ
فَخَفِّفِ الآنَ عَن فُؤادِ فَتىً / عَلَيهِ شُغْلٌ مِن حُبِّهِ شاغِلْ
ضَلَّ الكَرَى عَن جُفونِ مُقْلَتِهِ / فَدَمْعُهُ عَنْهُ لَمْ يَزَلْ سائِلْ
ما سَحَّ فِي الخَدِّ قَطْرُ أَدْمُعِهِ / إِلاَّ وَأَضْحَى خَصِيبُها ماحِلْ
مِن لِي بِمُرخِي الأصْداغِ بَلْبَلَها / كَما يَمُدُّ الحَبائِلَ الحَابِلْ
الخَمْرُ وَالسِّحْرُ فِي لَواحِظِهِ / قَد شَهِدا لِي بِأَنَّها بَابِلْ
وَخالُهُ بِالعِذارِ مُلْتَحِفٌ / كَحارِسٍ فِي خَميلَةٍ خامِلْ
ما لِي نَصِيرٌ عَلى مَحَبَّتِهِ / وَالصَّبْرُ لِي فِيهِ مِثْلَهُ خاذِلْ
الحَمْدُ لِلَّهِ بِتُّ فِي دَعَةٍ / لَستُ لِهَمٍّ غَيْرِ الهِوِى حامِلْ
وَالدَّهْرُ بَعدَ الجِماحِ قَد عَطَفَتْ / عِنانَهُ لِي عِنايَةُ الفَاضِلْ
بَحْرٌ إِذْا سَحَّ وَالسَّحابَ مَعاً / يَغِيضُ غَيضاً مِنْهُ الحَيَا الهَاطِلْ
كَم راعَ يَوماً يَراعُهُ بَطَلاً / أَيُّ شُجاعٍ فِي كَفِّهِ ذابِلْ
مِن قَصَبِ السَّبْقِ حازَهُ فَغَدا / بِكُلِّ نُعْمَى جُسَيْمُهُ ناحِلْ
مِن سَيفِهِ السُّمُّ لِلعُدَاةِ وَفِي / راحَةِ راجِيهِ راحَةُ الآمِلِ
الرَّاحُ روحِي فَكَيْفَ أَهْجُرُها
الرَّاحُ روحِي فَكَيْفَ أَهْجُرُها / مَنْظَرُها طَيِّبٌ وَمَخْبَرُها
راحٌ إِذْا ما الفَقِيرُ صَافَحَهَا / أَغْناهُ يَاقُوتُها وَجَوهَرُها
إِذْا رَأَيْتُ الهِلالَ وَالغُصُنَا
إِذْا رَأَيْتُ الهِلالَ وَالغُصُنَا / ذَكَرْتُ قَدّاً وَمَنْظَراً حَسَنَا
مُهَفْهَفُ القَدِّ ما رَنا وَدَنَا / إلاَّ رَأَيْتُ الغَزالَ وَالغُصُنَا
كَالرَّوْضِ عَرْفاً وَبَهْجَةً وَجَنىً / وَالبَدْرِ حُسْناً وَرِفْعَةً وَسَنَا
جِسْمِي أَلِفْتُ السَّقامَ فِيهِ كَما / أَنَّ جُفونِي لا تَعْرِفُ الوَسَنَا
لِلّهِ كَمْ لَيْلَةٍ نَعِمْتُ بِها / ما شَابَها قَطُّ رِيْبَةٌ وَخَنَا
أَيَّامَ كانَ الحَسُودُ فِي سِنَةٍ / فَانْتَبَهَتْ عَيْنُهُ فَفَرَّقْنَا
حَيَّتْ فَأَحْيَتْ بِطيبِ رَيّاهَا
حَيَّتْ فَأَحْيَتْ بِطيبِ رَيّاهَا / هَيْفاءُ ظَمْأَى الشِّفاهِ رَيّاها
بيْضاءُ إِنْ سُمِّيَتْ جَوارِحُها / لَوَاحِظاً وَافَقَتْ مُسَمّاها
أَحيَتْ لَيالِي وِصالِهَا دَنفاً / وَكَمْ لَيالٍ بِالهَجْرِ أَحْياها
رُمَّانَتا صَدْرِها تَدُلُّ عَلى / أَنَّ جَنَى الجُلَّنارِ خَدّاها
أَلْثُمُ مِن خَدِّها بَنَفْسَجَةً / وَنَرْجِساً فَتَّحَتْهُ عَيْناها
رِيمَةُ الإلْتِفاتِ نافِرَةٌ / بالَغَ فِي الإحتِراسِ جَفْناها
باهَتْ وِشاحاً لَها مَعاطِفُها / وَجانَسَتْ عِقْدَها ثَناياها
وَاحَرَّ قَلْباهُ مِنْ تَجاهُلِها / إشارَةَ الدَّمْعِ وَهْيَ مَعْناها
وَلَسْتُ يَوْماً بِالذَّنْبِ أُلْزِمُها / فَإنَّ طَبْعَ الزَّمانِ أَعْداها
واهاً لِنَفْسٍ مِنْها وَمِنْهُ غَدَتْ / سَقِيمَةً لاَ تُطِيقُ بَلْواها
أَتَتْ لِعَبْدِ الرَّحِيمِ قاصِدَةً / عَساهُ يُشْكِي أَلِيمَ شَكْواها
كَعْبَةٌ جُوْدٍ وَكَفُّها حَجَرٌ / يَهْمِي نَداها إِذْا اسْتَلَمْناها
جِئْنا إلَيْها بِشِقٍّ أَنْفُسِنا / مِنْ ثِقْلِ أَيْدٍ لَها حَملْناها
لَها أَيادٍ تَتابَعَتْ فَأتَى / مُعادُها لاَحِقاً بِمَبْداها
كَمْ مِنَنٍ لِلْعُفاةِ أَسْداها / وَكَمْ أَعادٍ بِالْعَدْلِ أَرْداها
حَمَى حِمَى المِلَّةِ الْحَنِيفَةِ مِنْ / كَتائِبٍ فِي الكِتابِ أَمْلاَها
فَاسْتَوْطَنَتْ فِي الغُمودِ أَنْصُلُها / وَلَمْ تَثُرْ بَعْدُ نارُ هَيجْاها
جَادَتْ يَداهُ بِالمَالِ فَافْتَخَرَتْ / عَلى سَحابٍ يَجُودُ أَمْواها
لَوْ كانَ لِلْمَجْدِ غَاَيٌة وَنَدىً / عَنِ الّذِي حُزْتَ ما تَعَدّاها
أَأَشْتَكِي الفَقْرَ وَالْخُمُولَ وَإنَّ / مِنْ عَطاياكَ المَالَ وَالْجَاها
إنْ قَلَّ حَظَّي فَحُسْنُ رَأْيِكَ لِي / ذَخِيرَةٌ لاَ عَدِمْتُ حُسْناها