القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 18
فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد
فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد / مِثْلُ أَسَى وَالِدٍ عَلى وَلدِ
كَمْ بَطَلٍ عَاشَ وَهْوَ ذُو صَيَدٍ / فَرَدَّهُ الثُكْلُ غَيْرَ ذِي صَيَد
أَهْوَنُ مِنْ رَزْئه عَلَيْه أَذىً / كِفَاحُ جَيْشٍ أَوْ مُلْتَقَى أَسَد
سَابَا لَكَ اللهُ وَهْوَ أَلْطَفُ مَنْ / يَأْسُو جَرِيحاً وَأَنْتَ ذُو رَشَد
إِنَّ قُلُوباً مُحِيطَةً بِكَ مِنْ / كَرَامَةٍ شَارَكَتْكَ فِي الْكمَد
لَهْفِي عَلى ذلِكَ الْحَبِيبِ ذَوَى / مُنهَصِرَ الْغُصْنِ لَمْ يُنَلْ بِيَد
مَاتَ كَنُضْرِ الْفُرُوعِ يَلْزَمُهَا / بَعْدَ الرَّدَى حُسْنُهَا إِلى أَمَد
فِي جَاه أَوْرَاقهِ وَبَيْنَ حلَى / أَزْهَارِه مِن مُبَشِّرٍ وَندي
في عِزِّ مُلْكِ الصَّبَا وَحَاشِيَه / مِنْ غُرِّ آمَالهِ بِلاَ عَدَد
فِي مُنْتهَى مَجْده وَصَوْلَته / إِذْ يَقْتُلُ السَّعْدَ لاَهِياً وَيَدي
وَيَصْدمُ المَكْرَ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ / وَيَقْحَمُ الدَّهْرَ غَيْرَ مُرْتَعِد
وَيَتْرُكُ اللَّوْمَ حَائِراً وَجِلاً / مُنْعَقِداً فِي لِسَانِ مُنْتقد
يَا رَاحِلاً فِي الْغَدَاةٍ عَنْ نِعَمٍ / تَتْرَى وَعَنْ بَسْطَةٍ وَعَنْ رَغَد
وَتَارِكاً رَسْمَهُ لِفَاقِده / مُصَوَّراً بِالْجِرَاحِ فِي الْخَلَد
لاَ أَنْكَرَتْ رُوْحُكَ التَّي أَمِنَتْ / مَا فَارَقَتْ مِنْ مَخَاوِفِ الْجَسَد
ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ
ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ / وَجْدِي قَلِيلاً فَزَادَ مَا أَجِدُ
يَا رَاحَةَ الرُّوحِ مَنْ تُفَارِقُهُ / رَاحَتُهُ أَيَّ غُنْيَةٍ يَجِدُ
مَا حِيلَتِي فِي هَوىً يَصَفِّدُنِي / هَلْ مِنْ نَجَاةٍ وَقَلْبِيَ الصَّفَدُ
إِذَا عَصَى بِيَ يَوْمِي أَوَامِرَهُ / فَكَافِلٌ تَوْبَتِي إِلَيْهِ غَدُ
أَيْ سَاقِيَ الرَّاحِ أَجْرِهَا وَأَدِرْ / عَلَى الرِّفَاقِ الأَقْدَاحَ تَتَّقِدُ
وَيَا رِفَاقُ اشْرَبُوا نُخُوبَكمُ / شُرْباً دِرَاكاً لاَ يُحْصِهَا عَدَدُ
فَإِنَّنِي أَنْتَشِي بِنَشْوَتِكُمْ / أَظْمَأَ مَا بَاتَ مِنِّيَ الكَبِدُ
وَعَدْتُ مَنْ فِي يَدَيْهِ رُوْحِيَ لاَ / أَذُوقُهَا والْوَفَاءُ مَا أَعِدُ
وَعُدْتُ أَشْتَاقُ أَنْ أَرَى زُمَراً / تَعُبُّهَا كَالْعِطَاشِ إِنْ وَرَدُوا
قَالُوا جُنُونُ الصَّرْعَى بِشَهْوَتِهِمْ / عَقْلٌ لِمَنْ يَشْتَهِي وَيَبْتَعِدُ
ذَلِكَ عَقْلٌ لَكِنَّهُ سَفَهٌ / إِذَا وَهَى الجِسْمُ وَانْتَهَى الجَلَدُ
يَا صَحْبِيَ العُمْرُ كُلُّهُ أَسَفٌ / عَلَى فَوَاتٍ وَكُلُّهُ نَكَدُ
فَغَرِّقُوا فِي الطِّلاَ شَوَاغِلَكُمْ / لاَ يُنْجِهَا مِنْ ثُبُورِهَا مَدَدُ
يَا حَبَّذَا نَكْبَةُ الهُمُومِ وَقَدْ / حُفَّتْ بِمَوْجٍ فِي الكَأْسِ يَطَّرِدُ
كَأْسٌ هِيَ الْبَحْرُ بِالسُّرُورِ طَغَى / وَجَارِيَاتُ الأَسَى بِهِ قِدَدُ
بِأَيِّ لَفظٍ أَبُثُّ مَظْلَمَتِي / يَرَاعَتِي فِي البَنَانِ تَرْتَعِدُ
أَبْغِي بَيَاناً لِمَا يُخَامِرُنِي / مِنْهَا وَمَالِي فِي أَنْ أُبِينَ يَدُ
بِي صَبْوَةٌ وَالعُقُوقُ شِيمَتُهَا / وَيْحَ قُلُوبٍ مِنْ شَرِّ مَا تَلِدُ
إِنْ هَمَّ قَلْبي بوَأْدِهَا حَنِقاً / نَهَاهُ أَنَّ الحَيَاةَ مَا يَئِدُ
أَهْوَى وَمَا الغَانِيَاتُ مِنْ وَطَرِي
أَهْوَى وَمَا الغَانِيَاتُ مِنْ وَطَرِي / السَّالِبَاتُ العُقُولِ وَالفِكَرِ
أَلصَّائِدَاتُ القُلُوبِ فِي شَرَكٍ / يَنْسُجْنَهُ مِن خَدَائِعِ الحَورِ
أَلمُشِقَياتُ الوَرَى لأَِيْسرِ مَا / يُسْدِينَ مِن نِعْمَةٍ إلى النَّظَرِ
أَلحَاكِمَاتُ المُحْكَمَاتُ فَمَا / يَبْرَحْنَ أَقْوَى وَسَائِلِ القَدَرِ
فإِنَّ لِي دُونَهُنَّ فَاتِنَةً / فِي الزُّهْرِ مَحْسُودَةً وَفِي الزَّهَرِ
ضَحُوكَةَ الوَجهِ لاَ يُغَيِّرُهَا / فِي كُلِّ حَالٍ شيءٌ مِنَ الغِيَرِ
صَادِقَةَ العَهْدِ فِي مَوَاعِدِهَا / تَبْدُو وَفِيهَا تَغِيبُ عَنْ بَصَرِي
شَبابُهَا دَائِمٌ وَرَوْنَقُهَا / أَكْثَرُ مَا يَزْدَهِي عَلَى السَّهَرِ
إِذَا التقَيْنَا فَلاَ يُنَغِّصُنَا / رَيْبُ رَقِيبٍ يَدْعُو إِلى حَذرِ
وَإِنْ تَوَارَتْ رَقَدْتُ مُغْتَبِطَاً / بِمُلْتَقَى لِلغَدَاةِ مُنْتَظَرِ
كأَنَّهَا دُرَّةٌ مُعَلَّقَةٌ / وَأَيْنَ مِنْهَا فَرِيْدَةُ الدُّرَرِ
نُطْفَةُ قَطْرٍ عَلَى شَفا أَفُقٍ / مُفَضَّضِ الجَانِبَيْنِ مُنْحَدِرِ
دَمْعَةُ سَعْدٍ أَقَرَّهَا مَلَكٌ / فِي فُلُكٍ لَمْ تَسِلْ وَلَمْ تَثُرِ
أَوْدَعَ فِيهَا ابْتِسَامَهُ فَذَكَتْ / مِنْ عُصُرٍ يَنْقَضِي إِلى عُصُرِ
نُقْطَةُ حَرْفٍ مِنِ اسْمِ خَالِقِهَا / أَبْيَنُ مِنْ نَقْطِ سَائِرِ الزُّهُرِ
وَعَتْ بَدِيعَ البَدِيعِ فَهيَ تَلِي / فِي سُورَةِ الكَوْنِ آيَةَ القمَرِ
غانِيَةٌ فِي جَمَالِ صُورَتِهَا / مَا تشْتَهِيهِ المُنى مِنَ الصوَرِ
لاَ تَعْرِفٌ الإِثْمَ فَهْيَ عَارِيَةٌ / تَبْدِي حِلاَهَا بِغيْرِ مُسْتَتَرِ
وَإِنَّمَا الإِثْمُ حَيْثُما خَبُثَتْ / ضَمَائِرٌ فهْوَ صَنْعَةٌ البَشَرِ
حَوَّاءُ كانتْ كَذَاكَ ثُمَّ غَدَتْ / تَحْجُبُ مِنْ وَزْرِهَا بِمُؤْتَزَرِ
للهِ صُبْحٌ رَأَيْتُهَا ابْتَرَدَتْ / بِمِثْلِ مَاءِ اللُّجَيْنِ مُنْهَمِرِ
يَجْرِي عَلَيْهَا الضِّيَاءُ غَيَّرَهُ / مِنْ عَنبَرِ اللَّيْلِ عَالِقُ الأَثَرِ
فَكُلَّمَا سَالَ عَن جَوَانِبِهَا / صَفَا بِهَا مِنْ شوَائِبِ الكَدَرِ
وَكُلمَا زادَ نورُهُ لَطُفَتْ / فِيهِ وَرَقَّتْ عَنْ ذَائِبٍ عَطِرِ
حَتَّى تَوَارَتْ فلاَ عَفافَ وَلاَ / حُسْنَ كغُسْلِ الزَّهْرَاءِ فِي السَّحَرِ
بَحَثْتُ عَنْ طَاقَةٍ أَقَدِّمُهَا
بَحَثْتُ عَنْ طَاقَةٍ أَقَدِّمُهَا / فَلَمْ أَجِدْ طَاقَةً مِنَ الزَّهْرِ
فَإِنْ تَفَضَّلْتِ فَاقْبَلِي بَدَلاً / تَهْنِئَةً صَغْتُهَا مِنَ الشِّعْرِ
تَمُرّ بيْنَ الْجُمُوعِ مُنْفَرِداً
تَمُرّ بيْنَ الْجُمُوعِ مُنْفَرِداً / مُسْتَغْرِقاً فِي خَيَالِكَ الشِّعْرِي
كَأَنَّ أَمْوَاجَهُمْ بِجُهْرَتِهَا / هَزِيزَ مهدٍ لِذلِكَ الْفِكْرِ
تُشْرِقُ بِالْعِلْمِ هَامَةٌ لَكَ قَدْ / مَالَتْ بِآيَاتِهَا مِنَ الْوقرِ
إِنْ يَزْدَرُوا قَدْركَ الرَّفِيعَ فَلاَ / تَنْظُرْهُمْ رَفْعَهُ وَلاَ تدْرِي
وَرُبَّمَا أَنْكَرُوا عَلاَك فَلاَ / تَخْفِضَ جَنَاحاً عنْ هامَةِ النَّسْرِ
وَاكْشِفْ لَهُمْ نَفْسَكَ السَّنِيَّةَ عَنْ / منَارَةٍ فِي الْغَيَاهِبِ الْكَدْرِ
قَرَأْتُ أَسْطَارَكِ الْحِسَانِ وَكمْ / آيَةُ لَطْفٍ فِي السَّطْرِ فَالسطْرِ
أَثْنَيْتِ فِيهَا بِمَا تَجَاوَزَنِي / إِلَى مِنْبَرٍ فِي عَالَمِ الزَّهْرِ
شَارَفْتُ مِنْهَا جَلاَءَ نَفْسِكِ عَنْ / مِنْجَمِ تِبْرٍ يَفِيضُ بِالتَّبْرِ
يُوِقدُ فِيهِ الذَّكَاءُ شِعْلَتَهُ / وَيَجْتَنِي مِنْ كنُوِزِه الْغُرِّ
فِي لَيْلَةٍ وَالنَّهَارُ يَخْرِجُهَا / أَبْكَارَ صَوْغٍ مِنَ صَدْرِكِ الْبِكْرِ
يَجْلِي الْفَتَى عَابِرُ السَّبِيلِ بِهَا / فَكَيْفَ إِنْ مَرَّ مِنْكِ فِي الْفِكْرِ
قد تُخْبِؤُ البِكْرُ فِي كُتَيِّبِهَا
قد تُخْبِؤُ البِكْرُ فِي كُتَيِّبِهَا / زَهْرَةَ رَوْضٍ كَالكَنزِ تَسْتتِرُ
تَذْبُلُ فِيه حَتى تمُوتَ وَمَا / تزُولُ لكِنْ يَبْقَى لَهَا أَثَرُ
تَخُطُّ رَمزاً وَعَلَّ مَا رَسَمَتْ / فِي لُغَة مَا هُوَ اسْمُهَا العَطِرُ
يَا حُسْنَها سَاعَةً مِنَ العُمْرِ
يَا حُسْنَها سَاعَةً مِنَ العُمْرِ / فَرِيدَةً فِي قِلاَدَةِ الدَّهْرِ
لَمْ يُزْه يَوْماً جَمَالُ مَالِكةٍ / بِمِثْلِهَا مِنْ نَفائِسِ الدرِّ
سَاعَةَ سَعْدٍ يَوْدَّ شَاهِدُهَا / لَوْ وَقَفَتْ زُهْرُهَا فَلاَ تَسْرِي
فَاقتْ شبِيهَاتِها الحِسَانَ بِمَا / خُصَّتْ بِهِ دُونَهَا مِنَ السِّرِّ
فِي يَوْمِ قَانَا الجَلِيلِ شَرَّفَهَا / فادِي البَرَايَا وَغَافِرُ الوِزْرِ
أَتَمَّ فِيهَا هَنَاءَ سَامِرِهَا / فَأَوْدَعَ المَاءَ نَشْوَةَ الخَمْرِ
لِحِكْمَةٍ شاءَهَا أَحَلَّ لَهُمُ / شُرْبَ الطَّلَى مِنْ نَهَى عَنْ السُّكْرِ
وَحَبَّذا هَذِهِ السُّلاَفَةُ مِنْ / عَرِيقَةِ الأَصْلِ حُرَّةِ النَّشْرِ
أُنْظُرْ إِلَيْهَا فِي كفِّ كَاهِنِهَا / كَأَنَّهَا ذَائِبٌ مِنَ التِّبْرِ
يُسْقى العَرُوسَانِ مِنْ مُحَلِّلِهَا / رَمْزَ امْتِزَاجِ العَفَافِ وَالبِرِّ
وَهَذِهِ فِي يَدِي مُشعْشَعَةً / بَعَثْتُهَا مِنْ غَيَابَةِ القبْرِ
مِنْ عَهْدِ قَانَا تَسَلْسَلَتْ قِدَماً / وَرُوِّقَتْ فِي مَخابِيءِ الدَّهْرِ
رُوحُ سُرُورٍ فِي شِبْهِ لُؤْلُؤَةٍ / وَدَمْعُ فَجْرٍ بِحُمْرَةِ الجَمْرِ
أَشْرَبُهَا فِي هَناءِ مَنْ شرِبَا / كَأْسَ الغَرَامِ المُنَزَّهِ الحُرِّ
كِلاَهُمَا كَان كُفْءَ صَاحِبِهِ / بِنَبْعَتَيْهِ وَرِفْعَةِ القَدْرِ
يَا دَارُ تِيهاً عَلَى الدِّيَارِ بِمَا / أَحْرَزْتِهِ مِنْ مَظَاهِرِ الفَخْرِ
كَمْ رَوْضَةٍ أَتْحَفَتْكِ تَكْرِمَةً / بِخَيْرِ مَا أَنْبَتَتْ مِنَ الزَّهْرِ
وَكَمْ كَسَاك البَهَاءُ ضَافِيَةً / مِنْ نُورِ شَمْسٍ لَهُ وَمِنْ بَدْرِ
دُومِي عَلَى الدَّهْرِ دَارَ مَكْرُمَةٍ / وَصَرْحَ مَجْدٍ وَمُلْتَقَى بِشْرِ
وَيَا عَرُوسَانِ إِنَّ أَثْبَتَ مَا / يُبْنَى بِنَاءَ بِناءَ الوَفَاءِ بِالطُّهْرِ
فَشَيِّدا بَيْتَ رِفْعَةٍ وَعَلى / يَكون بَيْتَ القصِيدِ فِي العَصْرِ
وَاسْتَمْتِعَا بِالرفاءِ وَاغْتَدِيَا / رَأْساً لِسِبْطٍ أَعِزَّةٍ كُثْرِ
يَرْتَقِبُ العَصْرُ أَنْ يُقَلَّدَهُمْ / حَيْثُ تُنَاطُ الحِلَى مِنَ الصَّدْرِ
هَلْ لِلمُعَزِّي فِي القوْلِ تَعْزِيَةً
هَلْ لِلمُعَزِّي فِي القوْلِ تَعْزِيَةً / وَهَلْ يَقُولُ عَنْ ذَاهِبٍ عوَضُ
جِبْرِيلُ فِي الطِّبِّ كَانَ نَابِغَةً / لِمِثْلهِ التَّكْرُمَاتُ تُفْتَرَضُ
مَاتَ وَآثَارُهُ لَهُ خَلَفٌ / حَيٌّ عَلَى الدَّهْرِ لَيْسَ يَنْقَرِضُ
بِعِلْمه كَان فِي الطَّلِيعَة مِنْ / قَوْمٍ وَفِي الأَوَّلِينَ إِذْ نَهَضوا
لاَ عَجَبٌ إِنْ قَضى لِسَاعَتهِ / وَمَا بِه عِلَّةٌ وَلاَ مَرَضُ
تَجَنَّبَتْهُ الأَمْرَاضُ وَهْوَ بِهَا / أَفْتَكُ مِنْهَا فغَالَهُ عَرَضُ
نَوَازِلُ الرُّوْحِ لاَ دَوَاءَ لَها / تُفْسِدُ تدْبِيرَنَا فَيَنْتقِضُ
وَالأَمْرُ لِلّه وَالقَضَاءُ لَهُ / فِيمَا يُرَى مَا عَلَيْه مُعْتَرِض
نَدَاكَ صَافٍ خَالٍ مِنَ الرَّنَقِ
نَدَاكَ صَافٍ خَالٍ مِنَ الرَّنَقِ / وَالحمْدُ صَافٍ خَالٍ مِنَ المَلَقِ
يَاذَا الأَيادِي البَيْضَاءَ كَمْ لَكَ مِنْ / حَقٍّ عَزِيزِ الوَفَاءِ فِي عُنقِ
مِنْ لِي بِشُكْر كَفَاءٍ أَيسرِ مَا / أَهْدَيْتَ منْ فُسّتُقٍ وَمِنْ عَرَقِ
مِنْ ثَمَرٍ قَلّ مَا يُنَافِسُهُ / فِي نَوْعِهِ بِالمُذَاقِ وَالعَبَقِ
وَمِنْ رحِيقٍ شَافٍ أَمنْتُ بِهِ / هُمُومَ لَيْلَى وَصوْلَةَ الأَرقِ
إِذَا شَرِبنَا نُخْبَ الحَبِيبِ جَلاَ / لَنَا مُحيَّا الصَّبَاحِ فِي الغَسقِ
وَقَالَ فِي النَّقْلِ مَنْ يُنَادِمُنَا / مَنْ كَنِقُولاَ فِي الخَلقِ وَالخُلُقِ
حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ
حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ / بَكَّرَ يَدْعُو فلَمْ تَقُلْ مَهْلاَ
أَهْلُ الْهَوَى مَنْ أَجَابَ دَعْوَتَهُ / وَمَنْ عَصَى لَيْسَ لِلْهَوَى أَهْلاَ
هَلْ تُبْهِجُ المَرْءَ نِعْمَةٌ حَصَلَتْ / مَا لَمْ يَكُنْ مُبْهِجاً بِهَا أَهْلاً
هَلْ يَطْلُبُ المَجْدَ مِنْ مَآزِقِهِ / مَنْ لمْ تشجِّعْهُ مُقْلةٌ نَجْلاَ
يَا نَجْلَ يَعْقُوبَ حَقُّ هِمَّتِهِ / عَلَى الْعُلَى أَنْ تُرَى لَهُ نَجْلاَ
أَبُوكَ أَسْرَى الرِّجَالِ فِي بَلَدٍ / مَا زَالَ فِيهِ مَقَامُهُ الأَعْلَى
وَأَنْتَ ما أَنْتَ فِي الحِمَى حَسَباً / وَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ بِالحِجَى فَضْلاَ
طبُّكَ بُرْءٌ وَفِيكَ مَعْرِفَةٌ / بِالنَّفْسِ تَشْفِي الضَّمِيرَ مُعتَلاَ
إِنْ تَبْدَإِ الأمْرَ تنْهِهِ وَإِذَا / وُلِّيْتَ أَمْراً كَفَيْتَ مَنْ وَلَّى
وَلاَ تَرَى الْخَوْفَ إِنْ تَظَنَّنَهُ / سِوَاكَ أَمْناً ولاَ تَرَى البُخْلا
تَبْذُلُ لاَ عَابِساً وَلاَ بَرِماً / بِطِيبِ نَفْسٍ يُضاعِفُ البَدَلاَ
مَا أَلْطَفَ النَّجْدَةَ الجَمِيلَةَ مِنْ / جَمِيلِ وَجْهٍ لَبَّى وَمَا اعْتَلاَّ
رَائِفُ زَيْنُ الشَّبَابِ حَسْبُكَ أَنْ / أَحْرزْتَ مَا لَمْ يُحْرِزْ فَتًى قَبلاَ
فَكُنْ وَنَجْلاَءَ فَرْقَدَيْ أُفُقٍ / يَهِلُّ فِيهِ الوَفَاءُ مَا هَلاَّ
وَطَاوِلاَ بِالزَّكَاءِ أَصْلَكُمَا / أَكْرِمْ بِفَرْعٍ يُطَاوِلُ الأَصلاَ
أَلْيَوْمَ تَسْتَقْبِلاَنِ سَعْدَكُمَا / وبَابُهُ النَّضْرُ عَاقِدٌ فَأْلاَ
بَابٌ مِنَ الزَّهْرِ فَادْخُلاَهُ إِلى / فِرْدَوْسِ هَذِي الْحَياةِ وَاحْتَلاَّ
أَهْدَتْ إِلَيْهِ الرِّيَاضُ زَنْبَقَهَا / وَالْوَرْدَ وَالْيَاسِمِينَ وَالْفُلاَّ
وَأَوْدَعَ الشِّعْرُ فِيهِ زِينَتَهُ / مِنْ كلِّ ضَرْبٍ بِحُسْنِهِ أَدْلَى
بِكُلِّ بَيْتٍ أَلْقَتْ فَوَاصِلُهُ / فِي كُلِّ عِقْدٍ مُخْضَوضِرٍ فَصلاَ
وَكُلِّ لَفْظٍ فِي طيِّ نَابِتَةٍ / كَالروحِ فِي جِسْمِ بَهْجةٍ حَلاَّ
بَابٌ عَلَى المالِكِينَ عَزَّ وَعَنْ / حَقِّكُمَا قَدْ إِخَالُهُ قَلاَّ
يَا حُسْنَ عُرْسٍ عُيُون شَاهِدِهِ / لَمْ تَرَ فِي غَابِرٍ لَهُ مِثْلاَ
عَاهدَ فِيهِ الصَّفَاءُ ذَا كَلَفٍ / جَارَى مُنَاهُ وَشَاوَرَ النُّبْلاَ
آثَرَ حَوْرَاءَ نَافَسَتْ أَدَباً / خَيْرَ الْعَذَارَى وَرَاجَحَتْ عَقْلاَ
تَنَابَهَتْ عَنْ لِدَاتِهَا خُلُقاً / وَشَابَهَتْ أَبْدَعَ الدُّمَى شَكْلاَ
تَوَافَقَ النَّعْتُ وَاسْمُهَا فَدَعَا / بِالسِّحْرِ فِي الْعَيْنِ مَنْ دَعَا نَجلاَ
وَرُبَّ عَيْنٍ لَوْلاَ تَعَفُّفُهَا / لامْتَلأَتْ حَوْمَةُ الهَوَى قَتْلَى
لِلهِ ذَاكَ الوَجْهَ المُوَرَّدُ مَا / أَصْبَى وَذَاكَ الوَقَارُ مَا أَحْلَى
قَدْ كَانَ فِي دَوْلَةِ الْبَلاَغَةِ مَنْ / يَصُولُ فَرْماً وَهَكَذَا ظَلاَّ
كَلاَمُهُ رقَّ مُبْتَغَاهُ سَمَا / نِظَامُهُ دَقَّ فِكْرُهُ جلاَّ
وَلاَ يُجَارَى فِي المُفْصِحِينَ إِذَا / قَالَ خِطابا أَوْ خَطَّ أَوْ أَعْلَى
مَا زَالَ يَأْتِي بِكُلِّ رَائِعَةٍ / وعَزْمُهُ فِي الْبَدِيعِ مَا كَلاَّ
إِذَا تَوَخَّى الثَّنَاءَ أَكْمَلَهُ / وَإِنْ تَوَخَّى الْهِجَاءَ ما خَلَّى
حَدِيثهُ لاَ يُمَلُّ مِن طرَبٍ / إِذَا حَدِيثٌ مِنْ غَيْرِهِ مُلاَّ
هُوَ الصْدِيقُ الأَصْفَى لِصَاحِبِهِ / وَهْوَ الصَّدوقُ الأَوْفَى لَدَى الجُلَّى
فَيَا عَرُوسَيْنِ بِاقْتِرانِهِمَا / يَجْتمِعُ الصَّونُ وَالندَى شَمْلاَ
وَيَا شَرِيكَيْ صَبَابَةٍ وَصِبىً / هُمَا هُمَا الْعُمْرُ أَوْ هُمَا أَغلَى
خَيْرُ دُعَائِي مُهَنِّئاً لَكُمَا / عِيشا سَعِيدَيْنِ وَازْكُوَا نَسْلاَ
فِي فِتْيَةِ الجِيلِ كَانَ خَيْرُهُمُ
فِي فِتْيَةِ الجِيلِ كَانَ خَيْرُهُمُ / كُفُؤاً لِخَيْرِ البَنَاتِ فِي الجِيلِ
فَيَا بَشِيراً بِيَوْمِ سَعْدِهِمَا / أَرِّخْ غَدَتْ رِينُ زَوَجَ جَبْرِيلِ
أَيَبْكِي أبْنَاءَكَ اليُتْمُ
أَيَبْكِي أبْنَاءَكَ اليُتْمُ / وَكَمْ سَرَرْتَ الأَيْتَامَ قَبْلَهُمُ
مَاتَ وَلِيُّ الضِّعَافِ تَحْسَبُهُمْ / مِنْ أَهْلِهِ رَحَمَةٌ وَلا رَحَمُ
يَا وَيْحَ لِلنُّبْلِ وَالشَّمَائِلِ وَالآدَابِ / إِنْ دُكَّ ذَلِكَ العَلَمُ
أَيْنَ الوَجَاهَاتُ فِي حَقَائِقِهَا / أَيْنَ الخِلالُ الحِسَانُ وَالشِّيَمُ
شَجَاعَةٌ تَغْلُبُ الخُطُوبَ وَمَا / تَغْلَبُهَا أَنْ تَوَالَتْ الأُزَمُ
مَهْمَا يَصِبْ فِي النِّحُوسِ مِنْ نقَمٍ / مَا أَخْرَجَتْهُ عَنْ حَدِّهِ النَّقَمُ
إنَّ فَرَنْسَا وَهْيَ الَّتِي ضَرَبَتْ
إنَّ فَرَنْسَا وَهْيَ الَّتِي ضَرَبَتْ / فِي كُلِّ مَجْدٍ بِالسَّهْمِ فَالسَّهْمِ
أَهْدَتْ إِلَى مِصْرَ كُلَّ مَأَثَرَةٍ / تُصْبِي بِآيَاتِهَا أَخَا الحِلْمِ
كُلُّ حَدِيثٍ وَكُلُّ ذي قِدَمٍ / فِيها مُدينٌ بِفَضْلِهَا الجَمِّ
تَحْيَا فَرَنْسَا وَكُلُّ نَابِغَةٍ / أفَادَ مِصْرَ بِالغِنى وَالعِلْمِ
أَلصَّيْدُ لَهْوُ المُلُوكِ مِنْ قِدَمِ
أَلصَّيْدُ لَهْوُ المُلُوكِ مِنْ قِدَمِ / وَالنُّجُبُ النَّابِهِينَ فِي الأُمَمِ
رِيَاضَةٌ جَمَّةٌ مَنَافِعُهَا / سِلْماً وَحَرْباً لِلْحَاذِقِ الفَهِمِ
مُزِيلَةٌ لِلْهُمُومِ بَاعِثَةٌ / مِنَ الرُّكُودِ المُذِيلَ لِلْهِمَمِ
تُهَيءُ المَرْءَ فِي تَنَزُّهِهِ / لِيأْخُذَ العَيْشَ أَخْذَ مُغْتَنِمِ
هَلْ مِثْلُ وَجْهِ الصَّبَاحِ مُبْتَسِماً / يُرِيهِ لِلدَّهْرِ وَجْهُ مُبْتَسِمِ
أَيُّ انْشِرَاحٍ لِلصَّدْرِ فِي نَقْلٍ / بَيْنَ الرُّبَى وَالنُّجُوعِ وَالأَجَمِ
وَفِي اجْتِلاءِ الفَتَى مَحَاسِنَهَا / إِنْ يَنْطَلِقْ هَادِيّاً وَإِنْ يَهِمِ
وَفِي تَقَفِّيهِ مَا يُطَارِدُهُ / وَفِي تَوقِّيهِ زَلَّةِ القَدَمِ
وَفِي رَمْيَاتِهِ يُوَزِّعُهَا / مِنْ غَيْرِ ضَنٍّ بِهَا وَلا نَدَمِ
فُتْيَانَ مِصْرَ لقْتَدُوا بِسَيِّدِكُمْ / ذِي البَأْسِ فِي حِينِهِ وَذِي الكَرمِ
فِي عِزَّةِ المُلْكِ غَيرَ أَنَّ بِهِ / لِكُلِّ حَالٍ نَشَاطِ مُعْتَزِمِ
تَقْتَسِمُ الصَّالِحَاتُ يَقْظَتُهُ / لِلْخَيْرِ وَالرَّأْيِ غَيْرَ مُقْتَسِمِ
فَارُوقُ أَهْدَى لَكُمُ / فَلا تَظَلُّوا عَاشِينَ فِي الظُّلْمِ
تَشَدَّدُوا لا تَرَهَّلُوا وَخُذُوا / بِمَا تُحِب العُلَى مِنَ الشِّيمِ
لِلصَّيْدِ مَغْزَى جَدٍّ وَلَيْسَ سُدىً / مَا فِيهِ مَعْنَى الإِبَاءِ وَالشَّمَمِ
أَحَلَّهُ اللهُ فِي مَوَاسِمِهِ / وَلَيْسَ كُلُّ الشُّهُورِ بِالحُرُمِ
يَا ابنَ زَمَانٍ شَهَدْتَ عَنْ كَثَبٍ / فِيهِ أَشَدَّ الحُرُوبِ وَالأَزُمِ
رَخَاوَةُ العَيْشِ لَيْسَ يَعْقَبُهَا / فِي الجِسْمِ غَيْرُ الفُتورِ وَالسَّقَمِ
إِنْ لَمْ تَكُنْ مُحْكَمَ الرِّمَايَةِ لا / تَنْجُ طَوِيلاً مِنْ بَغْيِ مُحْتَكِمِ
لَقَدْ بَدَا مَا تَخَافُ صَوْلَتَهُ / فَارْمِ وَإِلاَّ رُمِيتَ مِنْ أُمَمِ
عَلَّمْتَنَا بِالمِثَالِ وَالقَلَمِ
عَلَّمْتَنَا بِالمِثَالِ وَالقَلَمِ / وَبِالنِّضَالِ الشَّريفِ وَالكَرَمِ
مَا أَثَرُ المَرْأَةِ الجَدِيدَةِ فِي / شَتَّى نَوَاحِي الرُّقْيِ لِلأُمَمِ
رَأَمْتَ شَعْباً شَعْباً يَشْقَى فَكنْتَ لَهُ / أُمّاً وَقَتْهُ مَكَارِهَ اليَتَمِ
وَلَمْ يُجْنِّبْكَ مَا خُصِصْتَ بِهِ / مِنَ النَّعِيمِ الشَّعورَ بِالأَلَمِ
نَظَرْت فِي يَوْمِهِ وَفِي غَدِهِ / نَظْرَةَ بَانٍ بِالحَقِّ مُعْتَصِمِ
وَجُدْتَ جَوداً نَجَا السَّوَادُ بِهِ / مِنْ غَدَرَاتِ الزَّمَانِ وَالنَّقَمِ
مَنَاقِبٌ أَبْرَزَتْكَ مِنْ شَرَفٍ / عَالٍ وَأَذِكَتْ نُوراً عَلَى عَلَمِ
مَا أَجْدَرَ الشَّرَقَ أَنْ يَرَى قَبَساً / لاحَ إِخْرَاجِهِ مِنَ الظُّلْمِ
وَأَوْضَحَ النَّهْجِ لِلتَّوَقُّلِ مِنْ / سُفُوحِ عَلْيَائِهِ إِلَى القِمَمِ
جَلَوْنَ لِلْمَرْأَةِ الحَدِيثَةِ مْرآ / ةً ترِيهَا الكَمَالَ مِنْ أُمَمِ
وَكُلُّ رَنانَةٍ مُجَلْجِلَةٍ / جَمَعْتَ فِيهَا رَوائِعَ الحِكَمِ
بِكُلِّ مَأْثُورَةٍ مُحَبَّبَةٍ / إِلَى النُّهَى مِنْ جَوَامِعِ الكَلِمِ
دَاعِيَةٍ توقِظُ النِّيَامَ فَقَدْ / طَالَ الكَرَى وَالحلُومُ فِي حُلُمِ
وَآن أَنْ تُطْلَقَ العَزَائِمُ مِنْ / ذَاكَ الجُمُودِ المُوْرُوثِ مِنْ قِدَمِ
حَاجَتُنَا أُسْرَةٌ تَقُومُ عَلَى / مَا يَقْتَضِي عَصْرُنَا مِنَ النظُمِ
صَالِحَةٌ لِلْبَقَاءِ سَالِمَةٌ / جُسُومُهَا وَالعُقُولُ مِنْ سَقَمِ
زَوْجٌ يَعِي لِلَّتِي تُشَاطِرُهُ / حَيَاتَهُ بِالعُهُودِ وَالذِّمَمِ
وَذَاتُ بَعْلٍ تَرْعَى لَهَا وَلَهُ / بِالعَقْلِ وَالعَدْلِ أَقْدَسَ الحِرَمِ
وَعَيْلَةٌ يُعْتَنَى بِنَشْأَتِهَا / لا فَرْقَ بَيْنَ الأَولادِ فِي القِسَمِ
إِنْ لَمْ تُرَبّ البَنينَ عَاقِلَةٌ / كَيفَ صَلاحُ الأَخْلاقِ وَالشِّيَمِ
أَوْ لَمْ تَصُنْ بَلَهَا مُهَذَّبَةٌ / لاذَ بِرُكْنٍ فِي البَيْتِ مُنْهَدِمِ
الأُسْرَةُ الأُمَّةُ الصَّغِيرَةُ إِنْ / تَنْهَضْ فَكِلْتَاهُمَا عَلَى قَدَمِ
مَا قِيمَة الحَيِّ نِصْفُهُ تَعِبٌ / وَنِصْفُهُ فِي الوُجُودِ كَالعَدَمِ
حَدِّثْ عَنِ المَرْأَةِ الجَدِيدَةِ مَا / شِئْتَ وَلا تَحْفَلْنَ بِالتُّهَمِ
وَلا تَخْفَ أَنْ تَعُوقَ عَثْرَةُ مَنْ / يَعْثُرُ تَيَّارَ حَادِثٍ عَمَمِ
أَمَا رَأَتْ مِصْرُ يَوْمَ هَبَّتِهَا / بَيْنَ حِرَابِ العَدَاةِ وَالخُذُمِ
مَا كَانَ لِلْحُرَّةِ الحَصينَةِ مِنْ / صَبْرٍ وَمِنْ جُرْأَةٍ وَمِنْ هِمَمِ
وَكَيْفَ لَمْ تَرْهَبِ الحِمَامَ وَلَمْ / تَكُنْ مِنَ الخَائِسَاتِ فِي القَحَمِ
وَكَيْفَ أَبْلَتْ وَالعِلمُ يُسْعِدُهَا / خَيْرَ بَلاءٍ فِي نُصْرَةِ العَلَمِ
تِلْكَ الَّتِي تَبْتَغِي لَهَا وَطَناً / حُرّاً أَتَرْضَى بِالضَّيْمِ إِنْ تُضَمِ
فَأَنْصِفُوهَا يَا قَوْمُ تَنْتَصِفُوا / وَأَخْلِصُوا رَأْيكُمْ مِنْ الوَهَمِ
مُحْمُودُ أَنْتَ العَزَاءُ بَعْدَهُمُ
مُحْمُودُ أَنْتَ العَزَاءُ بَعْدَهُمُ / حَفَظَتُ أَحْسَابَهُمْ وَعَهْدَهُمُ
جَارَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَاحَرَبَات / فَكَانَ ثُكْلٌ وَقَبْلَهُ يُتَمُ
أبٌ تَوَلَّى وَإِخْوَةٌ دَرَجُوا / لَوْ شَفَّعَ المَجْدُ فِيهِمْ سَلِّمُوا
وَمَاتَ شَبْلٌ رَزْئَتُهُ أَعْلَى / قَدْرِ الهِبَاتِ الجَّلائِلِ النِّقِمُ
عِشْنَا زَمَاناً وَكَانَ فِيهِ إِلَى / أَحْمَدَ تَيْمُورَ يَنْتَهِي العِظَمُ
عِلْمٌ وَفَضْلٌ وَسُؤْدَدٌ وَحِجَىً / أَكْبَرُهُا العَرَبُ فِيهِ وَالعَجَمُ
فَصَاحَةٌ تَمْلأُ النُّهَى طُرَفاً / فَكُلَّ سَمْعٍ مَا اسْطَاعَ يَغْتَنِمُ
مَا إِنْ سَمَاهُ فِي عَصْرِهِ عَلَمٌ / ثُمَّ انْقَضَى العَصْرُ وَانْطَوَى العَلَمُ
بَكَى بِهِ الحِلْمُ خَيْرَ فِتْيَتِهِ / وَافْتَقَدَتْهُ الأَحْكَامُ وَالحِكَمُ
طَوَتْهُ أَرْضٌ إِنْ تَعْلُ مِنْ ضعَةٍ / فَفِي ثُرَاهَا الإِبَاءُ وَالشَّمَمُ
ثَوَى وَفِي وُلدِهِ فَضَائِلُهُ / ذُخْرٌ مِنَ الصَّالِحَاتِ مُقْتَسِمُ
مَحَمَّدُ بِكْرُهُمْ نَمَا وَلَهُ / علماً وَفَناً مكانُه السَّنِمُ
فِي جِيلِهِ كَانَ زَيْنَ مَنْ عَمِلوا / بِمَا أَفَادُوا وَزَيْنَ مَنْ عَلِمُوا
جَمَالُ طَبْعٍ يُضِيءُ رَوْنَقُهُ / جَمَالَ وَجْهِ كَالصبْحِ يَبْتَسِمُ
سُرْعَانَ مَا هَدَّهُ الجِهَادُ وَمَا / نَاءَ بِتِلْكَ العَزائِمِ السَّقَمُ
فَلَمْ يُجَاوِزْ شَرْخَ الصِّبَا وَجَرَتْ / أَسىً عَلَيْهِ الدموعُ وَهيَ دَمُ
وَاليَوْمَ رَاعَ البِلادَ مُصْرَعُ / إِسْمَعِيلَ فَالحُزْنُ شَامِلُ عَمَمُ
مَاتَ كَرِيمُ الحَالَيْنِ يَعْرِفُهُ / فِي المَوْقِفَيْنِ الحَيَاءُ وَالكَرَمُ
لَبَّاقَةٌ فِي سُلُوكِ مُحْتَشِمِ / مَا كُلُّ عَالِي الجَنَابِ مُحْتَشِمُ
عِزَّةُ نَفْسٍ يُرَى لَهَا أَثَرٌ / فِي كُلِّ أَمْرٍ يَأْتِيهِ مُرْتَطَمُ
لَطَافةٌ مَا تَكَادُ تَشْبهُهَا / مِنْ رشقَّةٍ فِي الشَّمَائِلِ النُّسَمُ
شَجَاعَةٌ تَغْلُبُ الخُطُوبَ وَمَا / تَغْلبُهَا إِنْ تَوَالَتِ الأُزَمُ
مَهْمَا تَصِبْ فِي السُّعُودِ مِنْ نِعَمٍ / مَا رَفَّعَتْهُ عَنْ حَدِّهِ النِّعَمُ
مَاتَ مُحِبُّ البِلادِ خَادِمُهَا / بِالمَالِ وَالرُّوحِ حِينَ تُحتَدَمُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ خَيْرِ مُعْتَزِمٍ / لِخَيْرِ مَا يَبْتَغِيهِ مُعْتَزِمُ
صَارَ إِلَى اللهِ وَهْوَ أَرْحَمُ مَنْ / يَأْوِي إِلَى فَضْلِهِ الأُلَى رَحَمُوا
ظَلَلْتُ وَالشَّوْقُ مُحْرِقٌ كَبِدِي
ظَلَلْتُ وَالشَّوْقُ مُحْرِقٌ كَبِدِي / حَتَّى قَضَى السَّعْدُ فِي الهَوَى وَطَرِي
فَكَانَ يَوْمٌ لا شَمْسَ فِيهِ سِوَى / شَمْسِ وَلا نَيِّرٌ سِوَى قَمَرِي
أَنْجَزَ وَعْداً فِيهِ الصَّفَاءُ فَلَمْ / يَشِبْهُ غَيْرُ الوَعِيدِ مِنْ عُمَرِ
حُسْنِي إِلَى جَانِبِي وَسَطْوَتُهُ / حُصْنِي فَمَا خَشْيَتِي وَمَا حَذَرِي
هَذِي عُكَاظٌ وَذَاكَ مَعْهَدُهَا
هَذِي عُكَاظٌ وَذَاكَ مَعْهَدُهَا / أَنْبَغُ فِتْيَانِهَا مُجَدِّدُهَا
بَاتَتْ إِلَيْهَا المُنَى تَتُوقُ وَقَدْ / طَالَ عَلَى الرَّاقِبِينَ مَوْعِدُهَا
فِي مِصْرَ قَامَتْ وَجَلَّ مَأْثَرَةً / لِلْعُرْبِ مَا قَدْ أَعَادَ مَشْهَدُهَا
سَاوَمَ فِيهَا عَلَى جَوَاهِرِهِ / مَنْ فِي مَرَائِي النُّفُوسِ يَنْضِدُهَا
وَأَطْرَبَ العَصْرَ مِنْ مَنَابِرِهَا / بَلْ كُلَّ عَصْرٍ يَجِيءُ مُنْشِدُهَا
وَنَافَرَ القِرْنَ فِي مَجَاوِلِهَا / أَرْصَنُهَا فِطْنَةً وَأَشْرَدُهَا
مِنَ النُّهَى سُمْرُهَا الَّتِي اشْتَبَكَتْ / وَالبِيضُ مَشْهُورُهَا وَمَغْمَدُهَا
شُبَّانَ مِصْر هَذِي مَقَاوِلُكُمْ / نَافَسَ أَغْلَى الكَلامِ جَيِّدُهَا
فَأَتْقِنُوا مِثْلَهَا الفِعَالَ يَعُدْ / لِمِصْرَ سُلْطَانُهَا وَسُؤْدُدُهَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025