القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 18
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا / كمستريحٍ لقوله آهَا
تَبَرَّمُ النفِس من بلابلها / يُفْسد إقرارَها ودعواها
إن يَحْجُبوا وصلَها فما حجبوا / عنِّي سُرَى طيفها وذكراها
بعيدةُ الدّار وهي دانيةٌ / منّي على بعدها ومَنْآها
في ناظر القلب شخصُ مَرْآها / وفي صميم الفؤاد مَثْوَاها
غَرّاء للِّدعْصِ مِلءُ مِئْزَرِها / وللقضيب الرَّطيب أعلاها
أعارِت الراحَ لونَ وجنتها / وطَبْعَ ألحاظها ومعناها
فالخمرُ لو لم تكن كمقلتها / في الطّبْع ما أسكرتْ نَدَامَاها
وليلةٍ بتُّها على طَرَبٍ / آخِرُها مُشْبهٌ لأُولاها
أُقبِّل البرقَ من تَرائبها / وألْثَمُ الشمسَ من مُحيّاها
سَقَتْنِيَ الرّاحَ وهي خدّاها / بأكؤس اللّحظ وهي عيناها
إذا أرادت مزاجها جعلت / بآخر اللحظ في فمي فاها
فيا لَها قهوةً معتّقةً / وليس إلاّ الخدودَ مأواها
حَبابُها الثَّغْرُ حين تُمْزَجُ لي / ونَقْلُها اللَّثْمُ حين أُسْقَاها
تخالُها الشمسَ في تَلأْلُئها / لا بل تخالُ الشموس إيّاها
سَل الصِّبا والأنامَ عن شِيَمي / والمجدَ عن راحتي وجَدْواها
ألستُ أُعطِي العُلاَ حقائقها / منّي وأُجرى اللّذّاتِ مُجْراها
وإن تَدِب الخُطوبُ جامحةً / لَقِيتُها لا أخاف عُقْباها
ومن عيون الظِّبا تَسْحَرُني / أضعفُها لحظةً وأضناها
ولستُ أَرضَى من الأمور بما / لا أجد المكَرْمُات ترضاها
واسمَعْ فعندي من كلّ صالحةٍ / ألطَفُ أسرارِها وأخفاها
لا أدّعي الفضلَ قبل يشهدُ لي / به أداني الدُّنَا وأقصاها
ولا أرى لي على الصديق يداً / تُفْسِدُ إنعامَها بنُعماها
من أصطفاني بودّه فله / عندي يَدٌ كالجبال صُغراها
لله أيّامُنا التي سَلَفتْ / بدار حُزْوَى ما كان أحلاها
فالقَصْرِ من صيرة الملوك إلى / أعلى رُباها إلى مُصلاّها
إذ نَجْتَنِي اللهو من أصائِلها / والعزَّ من فجرها ومَغْداها
إن عَرَضَتْ لذَّةٌ مَلكناها / أو صَعُبت خُطَّة حَوَيناها
أو يممَّتْنا تروم نُصْرتنا / صارخةٌ باسمنا حَميْناها
وإن رَمتْنا الخُطوبَ عن عُرُضٍ / فاضَ نزارٌ لها فَجلاّها
المُطْفئ الحرب كلّما أضطرمتْ / وفارسُ الخيل حين يَلقاها
كأنّما الدهرُ من مخافته / يُعَلّ بالخَمر أو حُمَيّاها
بذَّ الملوكَ الألى فغادَرها / تَذُمّ سلطانَها وعَلْياها
قَصّر عنه اقتدارُ قيصرها / وجاز سَابُورَها وكِسْرَاها
وفات فَيْرُوزَها ورُسْتَمَها / وزاد عزًّا على جُلُنْدَاها
لكلّ مَلْكٍ من الورَى شَبَهٌ / وما أرى للعزيز أشْباها
أقول يا مالكَ الملوك ولا / أقول في مدحه شَهِنْشاها
سعى وطال النجومَ مَبتَدِئاً / بهمّةٍ يَستقلّ مَسْعاها
نفسٌ كأنّ السماءَ مسكنُها / وهِمّةٌ كالزمان أدناها
لم يَسَعِ الدّهرُ حين حلّ به / صُغْرَى عُلاَه فكيف كُبْرَاها
خلافةٌ أصبح الزمانُ لها / مسْتخَدم السَّعْي مذ تولاّها
تَنْهاهُ عن بطشه وتأمرُه / وليس يَسْطِيعها فيَنْهاها
يا مَلِيكاً يفخَر الفَخَارُ به / منَّا على حيّها ومَوْتاها
وتستقِلّ الملوك عِزّتَها / إذا رأتْ عزّة ودنياها
ولو تبدّت لها سجيّتُه / ما حمَدتْ بعده سَجَاياها
لو أمَّهُ من عُفاته أحَدٌ / يقول هَبْ لي عُلاكَ أعطاها
ليست بناسٍ لَوعْدِه وإذا / جاد بنُعماه فهو ينساها
إن أخلف الغيثُ بات نائلهُ / يَخْلُف أنواءه وسُقْيَاها
مُفْترِقُ الحالتين مُجْتمِعُ ال / آراء في سَلْمها وهَيْجاها
دانت له الأرضُ والعبادُ معاً / والوحشُ في وَعْرها وصحْرَاها
فهو لسان التُّقَى ومقلتُه / وهو يمين العُلا ويُسَراها
صُور من جوهر النبوّة إذ / كان الورى طينةً وأمواها
فَمنْ يُطِعْه يفُزْ بطاعته / ومن عصاه فقد عَصَى اللهَ
خُذْها تُباهِي بها الملوكَ فما / جاء بها مالكٌ ولا بَاهَى
لا سيّما من أخي مُحافَظةٍ / حاز بها المَكْرُماتِ والجاها
هذا ولم تَحْوِ من مَناقبك الغرْ / رِ سوى بعض عُشْر أجزاها
مجدك يَستغرِق الثناءَ ولو / كان الورى ألْسُناً وأفواها
إليك مَدّتْ رقابَها العَرَبُ
إليك مَدّتْ رقابَها العَرَبُ / والمُلْكُ ماءٌ عليك مُنْسَكِبُ
وأنتَ من دَوْحة النبوّة لا / تَألَفُ إلاّ عُدَاتك الرِّيَب
ألستَ مَنْ يَرْهَب الإلهَ ولا / يَصُدّه عن حدوده سبب
وكلّما مال بَدْءُ عَزْمته / لمذهب لم تُخَالِف العُقَب
فهكذا تَصْدَع الملوكُ إذا / صالَت وتَنْفي الضَّلالةَ الشُّهُب
ويَزْدَهِي الدِّين بالمُعِزّ لدي / ن الله والمُرْهَفَاتُ واليَلَبُ
وكلُّ رَجْراجةٍ عزائمُه / دِلاَصُها والرِّماح والقُضُب
وهذه الدولةُ التي زَخَرتْ / فلم يَسَعْها الزمانُ والحِقَب
يا حبّذا دَهْرُك الزُّلالُ إذا / أَمَرّ دهرٌ وعصرُك الشَّنِب
وحبَّذا الشَّمْسةُ التي نَصبتْ / يَقْصُر عنها المديحُ والخُطَبُ
قايَستِ العِيدَ وهي حُلْتُه / وأخفت اليومَ وهو مُنْتَصب
يَنْهَب ياقوتُها العيونَ فما / يَكْملُ إلاَّ من حيث يَنْتَهب
دائِرةٌ أحدقتْ بعُزتها / أهِلةٌ لا تُجِنّها السُّحُب
كأنما دُرّها وجوهرُها / نجومُ ليل سماؤها ذَهَبُ
كأنما رُصِّعتْ مَناقبُك ال / غُرّ عليها وأٌفْرغ الحَسَبُ
حقّ على الشمس طولُ نِقْبتها / منها وذاتُ الحياء تُنْتَقب
وقد أراها ولا مُدامَ بها / فكيف قالوا لدُرّها الحَبَبُ
نَظمتَها للهُدَى ولَبَّتِه / وإن سَخِطن الكواعبُ العُرُبُ
في كِبِد المسجِد الحرام لها / شوقٌ وللبيت نحوها طربُ
فلا تَمَشَّى بأهله زمنٌ / إلاّ بما تَشْتهي وتَرْتَقب
صلّى عليك الإلهُ ما طَلعَتْ / شمسٌ وما أنهلّ عارِضٌ لَجِبُ
أَسْهرني طولَ ليلتي رَشَاٌ
أَسْهرني طولَ ليلتي رَشَاٌ / يَمْزُج لي ريقَه بأقداحِهْ
عاجَتْ على عاج خدّه ظُلَمٌ / كأنها الليلُ فوق إصباحِهْ
يا حسنَ كافور عارِضَيْه وما / أَعْبَق فيه اللِّثامُ من راحِهْ
كأنما صَوْلجانُ عارِضِه / في الخدّ يَهْوِي لضرب تُفَّاحِهْ
بِشارةٌ بالفتوح والظَفر
بِشارةٌ بالفتوح والظَفر / رؤياك فاسعَدْ بها على البَشَرِ
أنبأك الله في المنام بما / تبصره مقلتاك في السهر
رأيت آباءك الملوك وفي / أيديهم كلُّ صارمٍ ذَكَرِ
فضاربوا أرؤس العُدَاة كما / تضِربها في الرواح والبُكَر
وإن رنا نحوك السَقامُ فقد / عاد غضيضَ الجفونِ والنظر
وقد كفى الله ما نحاذِره / فيك وإن كنت غير ذي حَذَر
يا صفوة الله في بريَّته / وسرّه في الكتاب والسُوَر
مِعْصَمها من سوارها اعتَقرا
مِعْصَمها من سوارها اعتَقرا / وخدُّها من لِحاظها انفطرا
رِقَّة خَصْر ولين مُحتضَن / كرِقَة الماء إذا صفا فجرى
تكاد عند الكلام إن نطقت / تنحَلّ من كل مَفْصِل خَفرا
من لي بتقبيل مَن هوِيت وقد / أذَبتُها قبل لمسها نظرا
كأنما المسك ذاب من فمها / والصبح من صحن خدّها سفرا
وأسودَّ للحسن فَرْقُ لِمَّتها / واحمرَّ مُبيضُّها ليستعرا
فصار لليل فرعُها غَسَقا / وصار للنار لونها شَررَا
لو حملتها العيون ما ألِمتْ / ولو حواها الفؤاد ما شعرا
كأنها خَطْرة النسيم إذا / وافى من الروض لِينُه سَحَرا
أو مُنْية نالها مؤمِّلها / من قبل أن يستتمّها فِكرا
تفترُّ عنْ كالجمان منتظِم / يُصافح اللثم بارداً خَصِرا
لو صوّرت خَلْقَها إرادتُها / ما قدَّرته كمثل ما قُدِرا
كالمسك نَشْراً والبرق مبتسَما / والغصن قدّاً والحِقْف مؤتَزرا
سارَقها الصبحُ ضوءَ غُرَّتها / إلى اللَّمَى والشقيقَ والحَوَرا
والتقطت لفظَها مواشِطُها / فنظّمته لِعقدها دُرَرا
ومازج الليل شمس مبسمها / وابتزَّ منها لأُفْقه قمرا
ما سِرُّكم يستسرُّ بِي وَلَهٌ / منكم إذا قلتُ قد خَفَى ظهرا
يستوقِف الصبرَ عن لجاجته / ويستحثُّ الدموع والسهرا
لا نائلاً منكُم ولا بخلا / ولا وروداً بكم ولا صَدَرا
ليتِك لمَّا قدَرتِ سالكةٌ / طُرْق نِزار في الفضل إذ قدرا
بدا بمعروفه ونائلِه / واحتقر السيّئات واغتفرا
سما فطال النجومَ مبتدِئاً / وجاد عفواً فأخجل المطرا
أرقَّ أملاكِ هاشمٍ أدبا / وخيرهم منظَراً ومختبرَا
يبذل قبل السؤال نائِلَهُ / ثم يلاقي العُفَاة معتذرا
تكرُّماً كان قبل مولِده / يَدْرسُه في حياته سُوَرا
أبلج يستعصِم الأنامُ به / ويسمع الدهرُ منه ما أمرا
يُعِدّ للخطب صَوْلة فَرَطا / وعزمة هاشميَّة ذكرَا
حزماَ يَرَى الأمير قبل موقِعه / به وعزماً يسابق القَدَرا
وللمعالي عليه أُبَّهةٌ / تملأ قلبَ الشجاع والبصرا
بَذَّ قريشاً وطال هاشمَها / وفات في كلّ صالح مُضَرا
كأنك الشمس مَن ينافسها / لكي يرى مثلها فقد حَسِرا
يا مَلِيكاً أُمُّ مالِه أبداً / تَفْقِده قبل يبلغُ الكبرا
جوداً يصوب الأنامَ عارضُه / منك وينهّل مُزْنه دِرَرا
يختصر الناسُ بذلَ نائلهم / ولست تأتيه أنت مختَصِرا
يأنس قلبُ العلا إليك إذا / فَرَّ من المدّعين أو نفرا
هَنَاك عِيدٌ زجرتُ أحرفه / فألاً وقِدْماً أصاب من زجرا
فكان معناه أن يعود به / عليك سعدٌ يقرِّب الظفرا
فقُلْ لوفد السعود قَدْك نوىً / وقُلْ لكيد الحسود سوف ترى
لم يخلق الله فيك ساقطة / تُسخن عين العلا ولا كَدرا
يا بن معزّ الهدى وحسبُك أن / تغُدو به سامياً ومفتخرا
يا صفوة الله من بَرِيَّتِهِ / وسِرَّ عليائه الذي ظهرا
إنك من معشر همُ جمعوا / شمل المعالي ودوّخوا البشرا
لم يألف الدينُ غيرهم نفَراً / له ولم يرض غيرهم زُمَرا
فهاكها سِمطَ دُرّ مَعْلُوةٍ / منتظِماً لفظُه ومنتثرِا
وأجعله حَلْيا لجِيد مجدك في الدْ / دهر وسيفاً له ومنتصرا
مِن لوذعيِّ الطباع منتصح / ما خان نُعماك لا ولا غدرا
كم لك عندي من نعمةٍ ويد / مشكورة والوفيّ مَنْ شكرا
رقَّ عن الحس وهْو محسوس
رقَّ عن الحس وهْو محسوس / وباين اللمس وهْوَ ملموس
وغاب عن كل مقلة فَرَقا / وحبّه في القلوب محبوس
مباين للعيونِ منظرُه / وشخصه في النفوسِ مغموس
يشرِق مِن نورِهِ النهارُ كما / تطلع من شَعْرِه الحنادِيس
مبتسِم عن مقبَّلٍ يَقَقٍ / كأنما الدر فيه مغروس
ما حظّ عشَّاقِهِ لديهِ سِوى / أن تعترِيهِم به وساوِيس
لولاه لم يَعْصِ ربَّه أحد / ولا أضلّ العِبادَ إِبليس
والله ما قلتُ بئس ما صنعا
والله ما قلتُ بئس ما صنعا / ولا قطعت الهوى ولو قطعا
وكيف يسطيع قلعَ مُقْلِته / مَنْ أوجعته لِيُذْهِب الوجعا
يا قمراً لم يجُدْ لِعاشِقه / ببعضِ ما يشتهِيهِ مذ طلعا
هاك حديثي فما انتفعت به / من حين فارقتَني ولا انتفعا
أحدّث النفس عنك خاليةً / بالوصل كيما أسّرها خدعا
وأُكثر السعي في البقاع إذا / هِمْتُ لعلِّي أراك مطَّلعا
وربما قد نقشت شِبْهك في / كفّي وقبلت وجهه طمعا
وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن
وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن / أفنيت فيه دموعَ آماقي
كأنّما الصَّيْرَفِيّ دَنَّرَ ما / يَحْمَرُّ فيها ودَرْهَمَ الْباقي
يا عَذْبَةَ الرشفِ هل لمكتئبٍ
يا عَذْبَةَ الرشفِ هل لمكتئبٍ / صبٍّ سبيلٌ لفوز لقياكِ
يشكو إليكِ الفؤادُ لوعتَه / وتَشْتكي العينُ فَقدَ رُؤْياكِ
بي لوعةٌ منكِ ليس يُطْفِئها / إلاّ جَنَى الظَّلِمْ من ثَناياكِ
فَنَوِّلِي منْ قَتَلْتِ مُهجَتَهُ / هدِيَّةً مِنْحَةً على ذاكِ
أو فابعَثي مِن جَنَى رُضابِك ما / يَشْفِي غليلي في رَأْسِ مِسْواكِ
ولو خَشِيتِ الإلهَ ما فَتَكت / بابن وَصِيِّ النَّبي عيناكِ
ملكتُ مملوكةً وقد طَفِقَتْ / مَمْلوكَتي وهي بَعْضُ مُلاّكي
يُطرِب سَمعي مقالُ عائدتي / لها ألاَ كيف حالُ مولاكِ
إِنْ عَبَقَتْ قلتَ مِسْكُ نافجةٍ / أو سَفَرَتْ قلتَ بدرُ أَفْلاكِ
كأنّما طَرْفُها إِذا لَحَظَتْ / مِثليَ في الحبّ مُدنَفٌ شاكي
جُرحي بِعينِيك ليس يندمل
جُرحي بِعينِيك ليس يندمل / وصبوتِي فِيكِ ليس تنفصِلُ
فلا تخافِي عَلَيَّ عاذِلتي / شرُّ الهوى ما يُزيله العَذَلُ
لم أَضْنَ إلا تَشبها بضناً / يشكوه فِي جفنِ عينكِ الكَحَلُ
فلا تظنّي ضنايَ مِثلَ ضَنى / عينيكِ ذا صحّةٌ وذا عِلَلُ
أَيُّ السَّقِيمينَ مُوجَعٌ كَمِدٌ / جِسْمِيَ أم لحظُ عَيْنِكِ الثَّمِلُ
أمَا وبِيضُ الثُّغور لائحةٌ / وما اجتنَتْ مِن رُضابِها القُبَلُ
لولا فُتورُ العيونِ ما قوِيَتْ / ولا غَدَتْ دونَ لحظِها الأَسَل
والنُّجْلُ لو لم يكن بها نَجَلُ / ما تَمّ في عاشِقٍ لها عَمَلُ
يا سحرُ إنّ الذينَ قد زعَموا / أنّ المسمَّى سِوى اسمِهِ جَهِلوا
قالوا ولو عاينوكِ كاسمِكِ ما / أصبح في ذاكِ بينهمْ جَدَل
أهواكِ في القربِ والبِعادِ معاً / وخالصُ الحبِّ ليس ينتقِل
إذا غَدَا الوصلُ لِلهَوى ثمناً / طارَ بذيّالِكِ الهوَى المَلَلُ
يُعجبنِي البُخْلُ إِن بِخِلتِ ولا / يُعجِبُني الجودُ مِنكِ والنَّفَلُ
فشرُّ ما في الرجالِ بُخْلُهُمُ / وخيرُ ما في الكواعِبِ البْخَلُ
قالت وقد راعها البُكاءُ دماً / ما بالُه قلتُ عاشقٌ خَبِل
قالت ومن شَفَّه وتَيَّمَه / قلت الّتي عن غَرامِه تَسَلُ
قالت أمِن نظرةٍ يكونُ هَوىً / هذا مُحبٌّ هواه مُرْتَجَلُ
فقلتُ عيناكِ كادتاه بما / تَعْجِز عن بعضِ حَلِّهِ الحِيلُ
ما يفعل الضَّربُ بالمنَاصِل ما / تفعلهُ للواحظ المُقَلُ
ومَا لها قدرةٌ تَصُول بِها / على الورى غَيْرَ أَنَّها نُجُلُ
إنّ عيونَ الملاحِ واصلةٌ / قاطعةٌ حَبْلَ كلِّ من يَصِل
لا تَجْحَد السفكَ للدِّماءِ ولا / تنكِر مِن ذاك ما هِي الفِعَل
دمُ المحِبِّين في تَرائِبِها / وفي مَبادِي خُدُودِها خَضِل
تَقْتُل عُشّاقَها العيونُ ولا / يحْقِدُهُمْ أَنَّهمْ بها قُتِلوا
يا سحرُكَم أَبتغي رِضاكِ وكم / أُغْضِي على حُرْقةٍ وأَحْتَمِل
وكم أَعَضُّ البَنانَ مِن غَضَبٍ / كأنّه بين أَضلُعِي شُعَل
يا سحرُكم تَنْثَنِي الحفائِظُ بي / عليكِ والإِنتظارُ والمَهَل
يا سحرُ إنّ السُّلُو عَنكِ على / قلبِي حرامٌ ما أُنْسئ الأَجَل
أنتِ مُنَى النَّفْسِ عندَ خَلْوتها / وسُؤْلُها والمرادُ والأَملُ
كأنِك الشمسُ يومَ أَسْعُدِها / إذا تبدّت وبُرْجُها الْحَمَلُ
ما زادَ في حسنِكِ الحُلِيُّ ولا / غَيَّرَه قبلَ حَلْيِكِ الْعَطَلُ
قضيبُ بانٍ ندٍ ودِعْصُ نَقاً / وبدرُ تِمٍّ وفاحِمٌ رَجِل
أَمَاءُ خَدّيكِ في كؤوسِكِ أَمْ / ثَغْرُكِ مِسكٌ يَشُوبُه عسل
أَم لفظك الدُّرُّ حِينَ نَنْثُره / أَم قدُّكِ الْغُصْنُ حين ينفتِل
لولا اشتِغالي بِحفظِ مَعْلُوَتي / ما كان لِي عنك في الهَوى شُغُل
لِي سَلفٌ ليس مِثْلهُمْ سَلَفٌ / مُطَّلِبيُّون سادَةٌ فُضُل
سادُوا وقادُوا الورَى وما احْتَلمَوا / وكَمَّلوا حِلْمَهمْ وما اكْتَهلوا
أَشِيد ما شيّدوا وما رَفَعوا / وأَفعلُ الخيرَ مثلمَا ما فَعلوا
أنا ابْنُ من بَشَّرَ المَسِيحُ بِهِ / وقَدَّمَتْ نعتَ وَصْفهِ الرُّسُلُ
محمد خير من بدَا وهَدَى / وخيرُ مَنْ يَحْتَفِي ويَنْتَعِل
أبي الوصِيُّ الذِي بِه اتَّضَحَتْ / للناسِ طُرْقُ الرَّشادِ والسُّبُلُ
وأُمِّيَ الْبَرّةُ البَتولُ ومَنْ / كُلُّ نِساءِ الورى لَها خَوَل
رَهْطُ نَبِيِّ الهُدَى وأُسْرَتُه / والخلفاءُ الأئمَّةُ الذُّلُل
يا مستعِدُّون للفَخارِ بنا / ومَنْ بنا أدرَكوا الذي سألوا
زعمتُمُ أَنْكم لنا غَضَباً / قمتمْ وبالزَّعْمِ يَكْثُرُ الخْطَلَ
مَتى غضِبْتُمْ لنا وأَنْفُسُنا / لِبِيضِكم مُذْ وَلِيتُمُ نفَلَ
شَرَّدْتُمُ جَعْفَراً وشِيعَتَهُ / بغيرِ ذَنْبٍ جَنَوْا ولاَ افْتَعلوا
والحسَنِيُّون طالمَا تَلِفوا / بِحدّ أَسْيافِكُمْ وما قتلوا
ثم قَتَلْتُمْ موسَى الرِّضا خُدَعاً / لأُمِّكمْ بعدَ قَتْلِه الْهَبَل
غَدْراً وحِقْداً طَوَيْتُمُوه لنا / كَذا يعادِي المَوالِيَ الخوَلُ
وَيْحَ بنِي عَمِّ أَحْمَدٍ خَسِروا / وعِندَه دونَ هاشمٍ خَذَلوا
دماءَ أَبناء أَحْمدٍ شرِبوا / ولحمَ أَبناءِ بِنْتِهِ أَكَلوا
أَرحامَهُمْ قَطَّعوا وَحَدَّهُمُ / فَلُّوا وأَزوارَ قَوْمِهمْ حَمَلوا
يا آلَ عَبَّاسَ أَنْتُمُ لِبنِي الزْ / زهراءِ ثأرٌ وقَدْ دَنا الأجل
لا صَحَبْتَنِي يَدِي وَلا اتَّسَعَت / إلى بلوغِ العُلاُ بيَ السُّبُل
إن لم أَزُرْكُمْ بَجَحْفَلٍ لَجِبٍ / سماؤُه البِيضُ والقْنَا الذُّبُل
يَسُدُّ شرقَ الدُّنا ومَغْربَها / به الكُماةُ الضَّراغِم البُزُل
في كَبِد الأرض منه مُنْخَسِفٌ / وفي فُؤادِ السُّهالهُ وَجَلُ
يُصْبِحُكُمْ في خِلالِ دارِكُمُ / به هِزَبْرٌ منْ هاشمٍ بَطَل
لا يَسكُنُ الرَّوْعُ بين أَضْلُعِهِ / ولا يَفُلُّ اعْترامَهُ الفَشَل
أنا زعيمٌ لكُمْ بواحِدةٍ / تَقْتَصُّ مِنكمْ بِرُزْئِها الْجُمَل
للعَلَويَّين فوقَكُمْ شَرَفٌ / لولاه لم تَبْلُغوا ولم تَصلوا
بهمْ فخَرْتُمْ على مُخالفكُمْ / حتّى علا الْكَعْبُ واسْتَوى الْمَثَلُ
وقَبْلُهْم كان فيكُمُ قِصَرٌ / وكان فيكُمْ عن العُلا ثِقُل
أَجَدّكُمْ كان مِثلَ جدِّهِم / والحربُ بالمشركينَ تَشْتعِل
حينَ تولَّتْ قريشٌ أَجْمعَهُا / وكذَّبوا بالنّبيّ واقْتَتَلوا
كَذَّبَهُ قومُه وأُسْرَتُه / وكان فينا لأَمرِه عَجَلُ
بَدْرٌ وأُحْدٌ وخيْبَرٌ ورُبا / مَكَّةَ يَعْلَمْنَ مَن لَهُ الأُوَلُ
ومن أطاعَ النَّبيَّ مُجْتَهداً / مجاهِداً لا يَعُوقُه كَسَلُ
لله آلُ الوصِيِّ منْ نَفَرٍ / ما نَكَّبُوا عن تُقىً ولا عَدَلوا
هُمُ لُيوثُ الأنام إنْ جَبُنوا / وهُمْ هُداةُ العباد إن جَهِلوا
إن أفضَلوا أجْزَلُوا وإنْ عَقَدوا / شَدَّوا وإن حكَّموهُمُ عَدَلَوا
تَرْتَحِلُ المُكْرمُاتُ إنْ رَحَلوا / وتَنْزِل الصالحاتُ إنْ نَزَلُوا
يا آلَ عَباسَ ما ادِّعاؤُكُمُ / إِرثاً لنا السهلُ منه والجبَلُ
إنْ نَتَقَدّمْ عَلَيْكُمُ فلنَا / سوابقُ المكْرُمات تَتَّصلُ
قدّمَنا اللهُ ثُمّ أخَّرَكُمْ / عنّا فما إنْ لَكُمْ بنا قِبَلُ
شادَ لنا الحَقُّ بيتَ مَعْلُوَةٍ / في حِينَ شادتْ عُلاكُمُ الحيَلُ
نحن بنو أحْمَدَ الذين بهمْ / يدعُو إلى رَبّه ويَبْتَهلُ
نحن كَفَلْنا النّبيّ مُنْذُ بدا / حتى اسْتطالَتْ بأمْره الطُّوَلُ
فنحنُ أَبْنَاؤُهُ وعِتْرَتُهُ / ونحنُ أنْصارُ دِينِه القُتُلُ
كأنّنا في دُجى الأمور ضُحىً / وأنْتُمُ في صَوابها خَطَلُ
صلّى علينا الإلهُ ما نُصِرتْ / بنا العُلاَ والسَّماحُ والْمِلَلُ
الآن قَدَّ الفؤاد نصفَينِ
الآن قَدَّ الفؤاد نصفَينِ / فيه وأَجَرى الدموعَ نوعَين
لما انحنتْ نونُ صُدْغِهِ فرمى / عن قوسِها واتَّقَى بعَيْنين
وانتصَبتْ نِصفُ صادِ شاربه / وخطّ مِن عارِضَيهِ لامَيْن
ومَدَّ صُدْغيهِ في بياضِهما / ليلَينِ صُبَّا على نهارين
وردّ رأسَ العِذار منحرِفاً / عن لدغ جفنين بابليَّين
ضرّجَ خدّيه ثم جَرّد عن / غنْجِ ضنَى مقلتيهِ سيفينِ
فآهِ للمدنَف المعذَّبِ مِن / هذين حسناً وآهِ مِن ذينِ
يَحمل دِعْصَين من روادِفِه / قوامُه في ذُبُولِ خَصْرين
لام عِذارٍ فما أُمَيْلِحَه / أخاف عيني عليه مِن عيني
يا صارِمَي لحظهِ فديتكما / لا تُسلماني إلى العِذاريِن
ويا عذارَيه ما أُحَيْسِنَ ما / برزتما فيه لي بعُذْرَين
كأنّ خدّيه في سوادكما / صُبْحان قد طُرِّزا بليلين
أعاد شمسَ النهار شمسين / به وبدرَ الظلامِ بدرين
أرقّ جلداً إذا تأمّل مِن / شكوَى بدت بين سَفْك دَمْعَين
حسبُك عينٌ يَلَذّ مؤلِمهُا / دأباً وقلبٌ يَحِنّ للحَيْن
والحبّ عذبٌ ما قلّ منه فإن / زاد دعا للشَّقاءِ والشَّين
إن الإمام العزيزَ أكرمُ من / بَثّ الندى مرّة وثنْتَين
المخجلُ الغيثَ راحتاه إذا / جاد بِغيثين مِرزميَّيْنِ
لِيهن مِصَر العُلا وما جَمَعتْ / بِه من المكُرماتِ والزَّينِ
فاض ندَى بَحر جُودِ راحتِهِ / وبحرُها فهيَ بين بحرين
لو طاولت أرضها النجوم علت / به على النَّسْرِ والسِماكينِ
يا بن نبيِّ الهدى وأفضلَ من / يسمو بجدَّين هاشِمِيَّين
من ذا كمنصورِك المبارك أم / مُعِزِّك الرافِعَينِ هذينِ
أم من يدانيك في أبوّتِهِ / مِن عَلَوِيّينِ فاطِمِيّينِ
من لم يَدنْ رَبَّه بطاعتِكْم / كان كغاوٍ يدين بِاثنينِ
إِنِّيَ لم أغد مِنك منقبِضاً / ولم أَرُحْ فِيك ذا مُرادَين
ألقاك دون الجميع منبسِطاً / أُدِلّ كالمقتضي لحقَّين
ليس لأنَّي ابنُ والدٍ وأخٌ / يَجمع مِنّا النِّصابُ غُصْنَينِ
لكن لِوُدّي وطاعتي لك إذ / وجدْتني أنصحَ الولِيَّينِ
أَعدُّ شانيك مِن ذوي رَحمي / ولُحمْتي أكبَر العَدُوَّين
متى لبِسْنا لك الوفاءَ فلم / أُصبِحْ ولي وافرُ النّصيبين
لا فسَحَ اللهُ لي مدى عُمُري / وأشَمت الله بي الحسودينِ
إن كنت لا أشتهي بقاءكَ لي / بالصِدقِ لا بِالرِّياء والمَيْنِ
وأغتدي في عُلاك مِن شَفَقي / عَيْنين أرعى العِدا وأُذْنينِ
وأبذلُ النُّصحَ غيرَ متَّهَمٍ / دون النَّصوحَيْن والمحِبَّين
ولستُ كالمُظهِرينِ مِن حَذَرٍ / وُدَّيْن واستشعَرَا نِفاقَين
ويُبدِيان الرضا وقد طَوَيَا / على القِلىَ والشِقاقِ كَشْحينِ
تخبِرُنا عنهما عيونهمُا / أنّهما يَحملان حِقديَن
ها ذاك يسعَى يكشف سِرك لل / زّاري وهذا يرِيك وجهينِ
كم كَفَرا بالإِلهِ إذ منعَا / مُلكَك كالطالِبَيْه دَيْنين
كم شَنَّعا عنَّي القبِيحَ وكم / سَلاَّ حُسامينِ مَشْرَفيَّيْنِ
كي يستفِزّاك أو لِتقطَع ما / بينك من لحُمةٍ وما بيني
أو يَلحَقا رُتبتي لديك وهل / يَلحَق حافٍ بِذي جَناحين
وأنتَ لا تجعلُ المشارِكَ في / حُلْوِك والمُرِّ كالغَويَّيْن
عَضَّا على الكفِّ واهلكَا أَسَفاً / بَغْياً ومُوتاً كذا بِدَاءَيْنِ
إنّ الإمامَ العزيزَ بانَ لَه / وبانَ ما تحت كلِّ حِسَّين
فلعنةُ اللهِ غيرُ مقلِعةٍ / تَتْرى على أَغْدَرِ الفرِيقين
وهل أنا غيرُ راحةٍ برزتْ / منكَ وكفّاك للذراعينِ
وما رأينا وإن وَشَت عُصَبٌ / أبقَى على الوِدّ من شقِيقين
هَنَّتك أعيادُك الّتي بك قد / هُنِّئن يا أوحدَ الزمانين
نحن مِن العيدِ إذ سلمِتَ لنا / ومنك في تهنئاتِ عِيدينِ
برزتَ كالشمس يومَ أسعدها / بل زدت نوراً على المنيرَين
كأنّ في السَّرْج منك منتِصباً / بدرَ سماءٍ وليثَ شِبْلين
في جَحْفل جَرَّ مِن فوارِسه / كَتائباً تملأ الفضَاءَين
فمن مشيرٍ براحة صُرفتْ / إليك أو ناظرٍ بلحظين
تأَمَّلوا مِن نبيهِّم خُلقُاً / فيك وخلَقْاً محمَّديَّين
حتى إذا ما علوتَ منبرَهم / وقمتَ للحمد في اللِّواءيَن
خوّفتَ بالله ثمّ جئتَ به / مبشِّراً مُسْهَبَ الطّريقَين
تَضُمّ تحميدةً إلى عِظةٍ / لهمْ ووعداً إلى وعِيدَين
أنت الإمام المبينُ حكمتَه / والعالمُ الفردُ ذو الِّلسانين
صلّى عليك الإله من مَلِكٍ / عَدَّ يديه النَّدَى يمينَين
وهاكَها كالعروس باقيةً / غرّاء تختال بين حُسْنين
أحرَّ من وَقفْة الودَاع ومِن / دمعٍ تقاضتْه روَعة البَينْ
تُزري بألفاظها العذابِ على / صَوْلَج لامَيْن في عِذارَيْن
وتختفي قِلةً إذا ذُكرتْ / في ذَهبيّين جوهريّين
وذاكَ أن الذي مَدحتُ بها / أحق الاثنين بالثَناءَيْن
وأنّ مَن صاغَ تلك ضمَّنها / إفكَينِ في إفكٍ وزُورَين
يأيّها الراحِلُ المَشُوقُ إذا
يأيّها الراحِلُ المَشُوقُ إذا / أزعَجَه شوقُه إلى الوَطنِ
أودَعْتُك القول والأَمانةُ لا / تُودَعُ إلاّ لِكلّ مؤتمَن
بلّغ لِبغدادَ إِن حللتَ بها / عنّي بلاغَ المبلِّغِ الفَطِن
بأنّها السُّؤلُ والمُرادُ وإن / أَصبحَ في غيرِ أرضها بدني
وأنّه قد دنا البِعيدُ لنا / وحانَ مِنه ما كان لَم يَحِنِ
وأحَرَّ شَوْقاه لِلحُلولِ بِها / وقد بَلَغْتُ المرادَ مِن زمني
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا / أَعْبَقَ ثَغْراً مِن ابنةِ الدَّنِّ
و لم أَذُقْه ولا سَمِعتُ بمَنْ / ذاقَ ولكِنّه كذا ظَنِّي
بَلىَ تعشَّقتُها بِلا حرَجٍ / كان وقبّلتُها ولا أَكْني
ولم تكن قبْلتي موافَقةً / بل خِلْسةً نِلتُها بِلا إِذنِ
يا دَجْنَ ليلٍ بدا على قَمَرٍ / وبدرَ تِمٍّ يغيب في دَجْنِ
وغصنَ بانٍ يميس فوقَ نقاً / أعجِبْ بِهِ من نقا ومِن غُصْنِ
يا حَسَناً كامِلَ الصّفاتِ إِذا / لَم يُضْحِ خَلْقٌ بِكامِلِ الحُسْنِ
حَسْبُك حُسْنٌ غدت بدائِعهُ / أوسعَ مِن فِطنتي ومِن ذِهْني
كم ذا التجنِّي عليَّ ظالمةً / وكم على حَتْفِ مهجتي أَجْني
أتَسْتَحِّلين في الجفا سَقَمي / أم تستَطيبِين في الهوى غَبْني
مالَك لا تَهدِمِين مُنعِمةً / مِن ظُلْمِكِ المستِطيل ما يَبْني
وَيْلاه وَيلاه يا ظَلومُ أما / يكفِيك ما قد سلبِتِه مِنّي
تَلوُّنا في الهوى ومَعْتِبةً / كذاك حَقّاً تلوُّنُ الجنِّ
مُنِّي ولو بالسّلامِ منعِمةً / ثم اخِلطي ما مَنَنْت بالمَنِّ
صامتةٌ فوق صامت أبداً
صامتةٌ فوق صامت أبداً / يَضمَن ما يَضمن الحياةَ لنَا
نَرشُف من بَرْد ريقها دُفعاً / أعذب من مجتنَي أحبّتِنا
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً / قد حكّم السُقمَ والضَّنَى فِينَا
سَلَّ حُساما مِن لحظَه فبه / يقتُلنا تارةً ويُحيينا
ومرَّ يُهدي إلى لواحظِنا / ممّا حَمَت عَقْرَباه نِسْرينا
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي / نَهياً ولا راحَ عنه بالسّاهي
يلهو إذا ما شكوتُ مشتغِلاً / عنّي وما القلبُ عنه بِاللاّهي
والله لا قلتُ في هوايَ له / آهاً لكي أستريح في آه
فليُزْهَ وليَسْتَطِل عليَّ فما / أعشَق إلاّ الظَّلومَ والزّاهي
كأنّما عينُه مجرِّدةٌ / عليَ سيفَ العزيز باللهِ
الملِك الوارث الإمامةَ عن / كلّ إمامٍ أغَرَّ أَواهِ
سَقِّ أبا جعفرِ الدِّمَشْقِيّا
سَقِّ أبا جعفرِ الدِّمَشْقِيّا / صِرْفاً كَلونِ الخدودِ وردِيَّا
أما ترى السُكرَ كيف نازَعَه / عقلاً يُرِيه صَوابَه غيَّا
كأنّه والكؤوس تَحفِزُه / ظبيٌ رأى خَلْفَه سَلُوقيّا
فَتْرتُه من فتورِ عَيْنَيْهِ
فَتْرتُه من فتورِ عَيْنَيْهِ / وحَرُّه من لهيب خدَّيْهِ
أسكرَني لحظُ مقلتيه كما / أسكر عينيه لدغُ صُدْغيهِ
يا صَوْلَجَانيْهِ مَن أعارَكُما / شقيقتَيْهِ وليلَ فَرعَيهِ
حتَى تعبّدتما القلوبَ له / وقمتما في الهوى بِعُذْرَيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025