المجموع : 25
وبِنت كَرمٍ كأَنَّهاَ لَهَبُ
وبِنت كَرمٍ كأَنَّهاَ لَهَبُ / تكادُ مِنها الأَكُفُّ تَلْتَهِبُ
تلعبُ في كأسها إِذا مُزِجتْ / كأَنَّما يستفزُّها طَرَبُ
في عَرْصَةِ الكأْس حين تمزجُها / سماءُ تبرٍ نجومُها ذهبُ
عَذَّبْتُها بالمِزاجِ فابتَسمتْ
عَذَّبْتُها بالمِزاجِ فابتَسمتْ / عَنْ بَرَدٍ نَابتٍ عَلَى لَهَبِ
كأَنّ أَيدي المِزاجِ قَد سكبت / في كأْسها فضةً عَلَى ذَهَبِ
الكَأْسُ قطبُ السرور والطربِ
الكَأْسُ قطبُ السرور والطربِ / فاحظَ بها قبل حاجِزِ النوَبِ
أما تَرى الليلَ كيف تكشفُه / راياتُ صُبحٍ مبيضَّة العذبِ
كَرَاهبٍ حَنَّ لِلهَوى طرباً / فَشَقَّ جِلبابَهُ مِنَ الطَّرَبِ
قوامُ غصنٍ كأنَّه أَلِفٌ
قوامُ غصنٍ كأنَّه أَلِفٌ / تُهدي لنا من رُضابها لَهبا
باطِنُها مُكْتَسٍ وظاهرُها / لِلعينِ يُبدي مستَنْزَهاً عَجبا
قَد يَئِسَتْ منْ بقائِها فترى / أَدمعَها طولَ ليلها سَكبا
تُكابد الليلَ وهي جاهِلَةٌ / وعمرُها في الكِبادِ قدْ ذَهَبا
من لم يرَ البَدرَ لا يرى عجبا
من لم يرَ البَدرَ لا يرى عجبا / في ليلةِ التِمِّ إِذ بَدا طَرِبا
أَسفر للشمسِ كي يُقبِّلَها / فما رآها فعاد منتقبا
وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا
وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا / منها صُدودٌ ما كنْتُ أَحْسبُهُ
تقولُ مَنْ ذا فَلَسْتُ أَعرِفُهُ / يأْلفُهُ القَلْبُ حَيْثُ أَطلبُهُ
دَمْعُ غَريبٍ جَرى لِغُرْبَتِهِ
دَمْعُ غَريبٍ جَرى لِغُرْبَتِهِ / أَفْرَدَهُ البَيْنُ عَنْ أَحِبَّتِهِ
وَحُقَّ لِلْمُدنَفِ الغَريبِ بِأَنْ / يَنْدُبَ شَجْواً لِطُولِ وَحدَتِهِ
إِنسانُ عَيْنٍ لَوْلا سِبَاحَتُهُ / ماتَ غَريقاً بِبَحْرِ دَمْعَتِهِ
وَبِكْرِ راحٍ باكَرْتُ مُصْطَبِحاً
وَبِكْرِ راحٍ باكَرْتُ مُصْطَبِحاً / صَبُوحَها ما أُفَتِّرُ القَدَحا
خَمْرٌ إِذا خامَرَتْ فُؤادَ فَتىً / أَهْدَتْ إِليهِ السُّرُورَ والفَرَحا
كأنَّ بُقْيَا حَبَابِها عَرَقٌ / مِنْ فَوقِ وَرْدِ الْخُدودِ قَدْ رَشَحا
ما اسْتَدَّ بابُ السُّرورِ عَنْ أَحَدٍ / إِلا غَدا بِالمُدامِ مُفْتَتَحا
فُؤادُ صَبٍّ أَذابَهُ الكَمَدُ
فُؤادُ صَبٍّ أَذابَهُ الكَمَدُ / وَجَفْنُ عَيْنٍ أَودى بِهِ السَّهَدُ
يا زَفَراتي كَمْ أَشْتَكيكِ فَمَا / يُنْصِفُني مِنْكِ في الهَوى أَحَدُ
لِكُلِّ شَيْءٍ حَدٌّ يَبينُ بِهِ / وَما لِوَجْدي حَدٌّ وَلا أَمَدُ
مَنْ كَانَ مِثْلي فَالْمَوْتُ راحَتُهُ / وَالمَوْتُ وَاللَهِ دُونَ ما أَجِدُ
بِاللَهِ يا ذا الجمالِ غَرَّكَ ما
بِاللَهِ يا ذا الجمالِ غَرَّكَ ما / أُظْهِرُهُ لِلْوُشاةِ من جَلَدي
نارُ اشتياقٍ زِنادُها كَبِدي / لَوْلا دُموعي لأَحْرَقَتْ جَسَدي
تطلبُ ثأْري وقاتلي أَسَدٌ / طلّ دَمٌ يُستثارُ مِنْ أَسَدِ
ورَوضَةٍ راضَها النَّدى فَغَدَتْ
ورَوضَةٍ راضَها النَّدى فَغَدَتْ / لَها مِنَ الزَّهْرِ أَنْجُمٌ زُهْرُ
تَنْشُرُ فيها يَدُ الرَّبيعِ لنَا / ثوباً مِنَ الوَشْيِ حاكَهُ القَطْرُ
كأَنَّما انْشَقَّ مِنْ شَقائِقِها / عَلى رُباها مَطارِفٌ خُضْرُ
ثُمَّ تَبَدَّتْ كأَنَّها حَدَقٌ / أَجْفانُها مِنْ دِمائِها حُمْرُ
كأَنَّما النَّومُ حينَ يَطْرُقُني
كأَنَّما النَّومُ حينَ يَطْرُقُني / يُريدُ وَصْلي والعَيْنُ تَهْجُرُهُ
صَديقُ صِدْقٍ أَطالَ غُرْبَتَهُ / أَعْرِفُهُ تارةً وأُنْكِرُهُ
قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا مِنَ الخَفَرِ
قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا مِنَ الخَفَرِ / بِساعِدٍ حَلَّ عِقْدَ مُصْطَبَري
كَأَنَّهُ والعُيونُ تَرْمُقُهُ / عَمودُ نورٍ في دارَةِ القَمَرِ
قُمْ يا غُلامُ اسْقِني مُشَعشَعَةً
قُمْ يا غُلامُ اسْقِني مُشَعشَعَةً / تَسِيرُ في الكأسِ بالتَباشيرِ
تَجَرَّدَتْ والزَّمانُ يَحْجُبُها / كَظُلْمَةٍ أَطْبَقَتْ عَلى نُورِ
تُظَنُّ في كأْسِها إِذا مُزِجَتْ / نجومَ لَيْلٍ تَهْوي لِتَغْويرِ
أَوْ بَرَداً قَدْ أُدِيرَ دائِرةً / مِنْ فَوقِ نارٍ بِغيرِ تَسْعيرِ
أَوْ عِقْدَ دُرٍّ وَهَتْ مَعاقِدُهُ / عَلى عَقيقٍ في صَرْحِ بَلُّورِ
كَم حَثَّ شُربي لِكَأْسِها قَمَرٌ / بِقَدِّ غُصْنٍ وخَصْرِ زُنبورِ
يَجْذِبُهُ رِدْفُهُ فَأَحْسِبُهُ / يَرُومُ مَشْياً على قَواريرِ
عَرَضْتَ لي بالوصالِ مُبْتَدِئاً
عَرَضْتَ لي بالوصالِ مُبْتَدِئاً / وكنتُ في نِعْمَةٍ بِلا بُوسِ
حتَّى إِذا مَلَّ مِلْتَ عَنْ صِلَتي / مَا أَنْتَ إِلا رَسولُ إِبْليسِ
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ / لَمَّا تَوَطَّى وذَلَّ في المَجْلِسْ
أَبْصَرَ عَيْنَيْكَ فانْثَنى خَجِلاً / مِنْكَ بِفَرْطِ الجَمالِ قَدْ أُبْلِسْ
يا مَن حَلا حِينَ ذاقَهُ نَظَري
يا مَن حَلا حِينَ ذاقَهُ نَظَري / لَوْ لَمْ يَبِنْ مِنْهُ مُرُّ إِعْراضِ
إِنْ كانَ ذّنْبي حُبِّيكَ يا أَمَلي / فَاذنبْ كَذَنْبي فإِنَّني راضِ
نَرْجِسَةٌ لَمْ تَزَلْ مُحَدِّقَةً
نَرْجِسَةٌ لَمْ تَزَلْ مُحَدِّقَةً / لَمْ تَكْتَحِلْ قَطُّ لَذَّةَ الغُمْضِ
أَمَالَها القطْرُ فَهْيَ باهِتَةٌ / تَنْظُرُ فِعْلَ السَّماءِ بِالأَرْضِ
عَانَقْتُ مَولايَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ
عَانَقْتُ مَولايَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ / وَنِلْتُ سُؤْلي بِحُسْنِ ما صَنَعا
مِنْ قَمَرٍ صارَ في تَنَصُّفِهِ / كأَنَّهُ نِصْفُ دِرْهَمٍ قُطِعا
تاهَ بِقَدٍّ يُزْهى بِهِ الهَيَفُ
تاهَ بِقَدٍّ يُزْهى بِهِ الهَيَفُ / كأَنَّهُ في قَوامِهِ أَلِفُ
أَعْطِفُ عَنْهُ إِذا تَجَنَّبَني / ثُمَّ أَرى وَجْهَهُ فَأَنْعَطِفُ