القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 13
قد كان لي في شبيبتي فَرَحٌ
قد كان لي في شبيبتي فَرَحٌ / يحدُثُ لي بغتةً بلا سببِ
فمذ تولَّى الصِّبَا تبيَّنَ لي / أن الصِّبَا كان موجبَ الطربِ
حظٌّ تولَّى فلستُ أُدرِكُهُ / إلّا بعونٍ من ابنةِ العنَبِ
فهاتِها من شبيبتي بدلاً / أَقْضِ بها بعضَ ذلك الأربِ
صفراءَ مثلَ النُّضَارِ ألبَسَها / مزاجُها لُؤلُؤاً من الحَبَبِ
فأسعدُ االناسِ منْ حوتْ يدُه / ما شاء من لُؤلؤٍ إِلى ذهبِ
صُبَّتْ على حِمْيَرٍ وما انتَهبُوا
صُبَّتْ على حِمْيَرٍ وما انتَهبُوا / بِيضٌ رِقاقٌ وشُزَّبٌ قُبُّ
لُفَّتْ على حيِّهم عجاجَتُنا / والشمسُ غَضٌّ شعاعِها رَطْبُ
جئناهُمُ والسماءُ مُصحِيَةٌ / والأرضُ خضراءُ نبتُها القُضْبُ
فما انثنينا إلّا وجَوُّهُمُ / أكلفُ والشمسُ قانِئٌ غضبُ
لم تَنْجُ منهم إلّا مخَدَّرةٌ / دافعَ عنها الرِّعاثُ والقُلبُ
يا ليلُ طوبَى لمعشَرٍ رقدُوا
يا ليلُ طوبَى لمعشَرٍ رقدُوا / إِلامَ هذا السُّهادُ والكَمَدُ
أمرِي طريفٌ وقِصَّتِي عَجبٌ / طَنَّ بأمرِي وقِصَّتي البلدُ
قد قالتِ الريحُ إذْ رأت سَقَمِي / باللّهِ ما تحتَ ثوبهِ جَسَدُ
وقالتِ النارُ إذْ رأتْ كَبِدِي / تذوبُ عني إليكِ يا كَبِدُ
رقَّتْ لِيَ النارُ والنسيمُ ولا / يَرِقُّ لي مَنْ إليه أستنِدُ
يا ليتَ شِعري وهو المُسِيءُ إِذا / أحسنتُ من أينَ ذلك الحَرَدُ
أَبيتُ أرعَى النجومَ مرتفِقَاً / وهيَ لآلٍ في لُجَّةٍ بَدَدُ
تغيبُ هذي وتلك طالعةٌ / والقطبُ رأسٌ كأنَّهُ وَتِدُ
أكمَهُ ضَلَّ الطريقَ منفرداً / ما عندَهُ من هُداتِه أحَدُ
في فَلَكٍ دائرٍ مَجَرَّتُهُ / نَهرٌ خِلالَ الرِّياضِ يَطَّرِدُ
يا سندي والذي مودَّتُه
يا سندي والذي مودَّتُه / عنديَ رُوحٌ يَحْيا بها الجَسدُ
من ألمِ الظهرِ أستغيثُ ولا / يألَمُ ظهرٌ إليك يَسْتَنِدُ
إيَّاكَ والإرتِقاءَ في سَبَبٍ
إيَّاكَ والإرتِقاءَ في سَبَبٍ / يخونُ كَفَّيْكَ حين تنحَدِرِ
لا بدَّ من همَّةٍ يعيشُ بها ال / مرءُ وإلّا فعيشُهُ كَدِرُ
أما رأيتَ الصحيحَ يُؤلِمُهُ / ما لا يُبالِي بمثلِه الحَذِرُ
ما لي وللحاسدينَ لا بَرِحَتْ
ما لي وللحاسدينَ لا بَرِحَتْ / تذوبُ أكبادُهمْ وتنفَطِرُ
يغتابُنِي عند غيبتي نَفَرٌ / جباهُهم إنْ حضرتُ تنعَفِرُ
ألسنةٌ في مَساءَتِي ذُلُقٌ / يعتادها من مَهابتي حَصَرُ
أنامُ عنهم مِلءَ الجفونِ إِذا / أسهرهمْ في المضاجِعِ الأِبَرُ
يكفيهمُ ما بهم إِذا نظروا / إِلَيَّ مِلءَ العيونِ لا نظروا
تغيظُهمْ رتبِتي وَيكْمَدُهُمْ / جاهي فصفوي عليهمُ كَدَرُ
فنعمةُ اللّهِ وهيَ سابغَةٌ / عندي من الحاسدينَ تنتصرُ
يُعجِبُنِي أنهمْ إِذا كَثُروا / قَلُّوا غَناءً وإِنْ هم كَثروا
قد كذَّبَ الظنَّ صادقُ الخَبَرِ
قد كذَّبَ الظنَّ صادقُ الخَبَرِ / وكنتُ من صِدْقِه على حَذَرِ
يا أرضُ تِيهاً فقد ملكتِ به / أعجوبة من محاسنِ الصُّوَرِ
لا غروَ إِن أشرقتْ مضاجعُهُ / فإِنها من منازلِ القمرِ
أو قَذِيَتْ مقلتي فلا عَجَبٌ / فقد حَثَوا تربَها على بَصَرِي
نارُ الهَوى تسبكُ القلوبَ وبال
نارُ الهَوى تسبكُ القلوبَ وبال / صبرِ عليها تَفاوتُ القيمُ
فثابتٌ في الخَلاصِ منسبِكٌ / وطائرٌ في الخلاصِ منهزِمُ
كُلٌّ لهُ في حبيبهِ أرَبٌ / لو سُئِلوا عن مَداهُ ما علِموا
والحبُّ ما غابَ عنك باطنُه / وما تراهُ فإنَّهُ صَنَمُ
ما أنصفَ الحبَّ من شكاهُ ومنْ / يَشْكُ الهَوى فهو فيه متَّهَمُ
أما رأيت الفَراشَ تأكلُهُ ال / نارُ فيعتادُها ويزدَحِمُ
حاشا لقلبٍ يحلُّ باطنَه / هواكُمُ أن يَمَسَّهُ ألَمُ
يا قاتل الله معشراَ ظلموا ال
يا قاتل الله معشراَ ظلموا ال / حكمة فينا واغمضوا الكتبا
في السحر والكون والعزائم وال / طلسم قد رتبوا لها رتبا
والكيمياء العويص قد لقي ال / ناس بتدبير أمره نصبا
في المعدنيات والنبات ولم / يغادروا معدناً ولا عشبا
حقائق تشبه المجاز وأمثال / يحاكي صدقها الكذبا
حتى إذا ما الحكيم أبصرها / والجاهل الغرّ أمعنا هربا
قالوا ولم يكذبوا ولا صدقوا / قولاً خفيَّ الرموز مضطربا
إنَّ بني الحكمة الشريفة قد / أتاهم الله قدرة عجبا
سخّر أفلاكهم لأمرهمُ / نجومَها السائراتِ والشهبا
وسخر الاربع الطبائع لا / قائم من أمرهم بما وجبا
والمعدنيات والنبات وما / فيه حياة مما نما وحبا
في قولهم تكوين ما طلبوا / إن قلبوا كل شيء انقلبا
قالوا ولا غرو أنهم علموا / إذ عرفوا الأصل فيه والسببا
وأيسرُ الأمر عندهم عملُ ال / فضة إذ يقلبونها ذهبا
وحيّروا الناس في كلامهم ال / غامض حتى تفرقوا شعبا
لكن أتانا الذين هُمُ / من خشية الله جانبوا الريبا
قالوا اجعلوا كل ماله جسد / لا جسداً واريحوا به التعبا
وجسّدوا الشيء ما له جسد / وقد وصلتم وحزتم الأربا
وقرّبوا الأمر فيه وهو إذا / سَهَّلَه الله ربنا قربا
يرزقه الله من يشاء ولم / يلاقِ فيه بؤساً ولا نصبا
نحاسنا تغلنا وزئبقنا
نحاسنا تغلنا وزئبقنا / ما طار في طبخنا عن الثُّفلِ
وهو إذا ابيضّ فضة فإذا / ما احمرّ تبر فرخان من أصلِ
صنوان من واحد إذا امتزجا / في البحر حازا أكرم الفعلِ
والجسد اللين الضعيف هوال / حابس للآبقات بالثقلِ
والروح أباقة لخفتها / تطير في جوها وتستعلي
والناس بالزئبق الغرور وبال / كبريت والأوساخ في شغلِ
قد تركوا النور يستضيء به ال / ساري وساروا في ظلم الجهلِ
الزئبق الأبيض الرقيق إذا
الزئبق الأبيض الرقيق إذا / ما فارق الأرض فهو طيارُ
أبيض ما لم يمسه لهب / أحمر إن مس جلده النارُ
وأمه في مجسّها حجر / لها جنى طيّب وأزهارُ
قشورها أفسدت طبائعها / فهو بغير القشور يختارُ
خزائن الله في دواخلها / تخرج من جوفها وتمتارُ
مطروحة في الطريق هينة / ليس لها في النفوس مقدارُ
وهي إذا أحكمت طبائعها / ملك عزيز الوجود جبارُ
وسرها الظاهر يخفى كما / قد اختفت في العيون أنوارُ
تنينا جائع له ذنب
تنينا جائع له ذنب / يمتصّ منه الغذا إذا سغبا
وهو بذاك الغداء يرضعه / يعود حياً من بعد ما عطبا
كالطفل من ثدي أمه رضع ال / لبان حتى نما وحبا
فراشه ترينا الذي شرب ال / ماء زماناً حتى ارتوى وربا
قد صيّر الماء والهواء له / من بعد أن صعدا هما ذنبا
وإنما النار والهواء هما / غذؤه دائما فيا عجبا
أحلف بالله ما رمزت ولا
أحلف بالله ما رمزت ولا / كتمت شيئا من سر أسراري
الماء والأرض أصل صنعتنا / قد دبرا بالهواء والنارِ
مكشوفة للعيون بارزة / ما حجبت دونها بأستارِ
أوزانها سرّها فإن علمت / فإنّ مثالها بقنطارِ
وإنما صبغها تولّد من / مزاج أركانها بمقدارِ
كالنبت من مائه وتربته / والشمس قد جاءنا بأزهارِ
وأحكم الناس في صناعته / من اقتدى بالمهيمن الباري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025