المجموع : 7
إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ
إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ / أَبَعْدَ خَمْسِينَ في الصِّبَا أَرَبُ
هَيْهَاتَ وَلَّى الشَّبابُ واقْتَرَبَتْ / سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
فَلَيْسَ دُونَ الْحِمامِ مُبْتَعَدٌ / وَلَيْسَ نَحْوَ الْحَياةِ مُقْتَرَبُ
كُلُّ امْرِئٍ سائِرٌ لِمَنْزِلَةٍ / لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ
وسَاكِنٌ بَيْنَ جِيرَةٍ قَذَفٍ / لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ ولا قُرَبُ
فِي قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدحَفٌ / فِيها ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ
وَشَاهِدٌ مَوْقِفاً يُدَانُ بِهِ / فَالْوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ
فَارْبَأْ يَفاعاً أَوِ اتَّخِذْ سَرَباً / إِنْ كَانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ وَالسَّرَبُ
لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمَامِ وَلا / يَخْلُصُ مِنْهُ الْحَمَامُ والْخَربُ
مُسَلَّطٌ في الْوَرَى فَلا عَجَمٌ / يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ وَلا عَرَبُ
فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ وَكَمْ أُمَمٍ / بَادَتْ فَغَصَّتْ بِجَمْعِهَا التُّرَبُ
فَمَنْزِلٌ عَامِرٌ بِقَاطِنِهِ / وَمَنْزِلٌ بَعْدَ أَهْلِهِ خَربُ
يَغْدُو الْفَتَى لا هِياً بِعِيشَتِهِ / وَلَيْسَ يَدْرِي مَا الصَّابُ والضَرَبُ
وَيَقْتَنِي نَبْعَةً يَصِيدُ بِهَا / ونَبْعُ مَنْ حَارَبَ الرَّدَى غَرَبُ
لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقُهُ / كَمَاتحٍ خَانَ كَفَّهُ الْكَرَبُ
يا وارِدَاً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ / حَذارِ مِنْ أَنْ يُصِيبَكَ الشَّرَبُ
تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ / واللَّهْوُ فِيهِ الْبَوارُ والتَّرَبُ
وَتَتْرُكُ الْبِرَّ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ / أَجْرَاً وَبِالْبِرِّ تُفْتَحُ الأُرَبُ
دَعِ الْحُمَيَّا فَلِابْنِ حانَتِها / مِنْ صَدْمَةِ الْكَأْسِ لَهْذَمٌ ذَرِبُ
تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً / وَعَقْلُهُ في الضَّلالِ مُغْتَرِبُ
فَبِئْسَتِ الْخَمْرُ مِنْ مُخَادِعَةٍ / لِسَلْمِها فِي الْقُلُوبِ مُحْتَرَبُ
إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ / كَمَا تَفَشَّى فِي الْمَبْرَكِ الْجَرَبُ
فَتُبْ إِلى اللهِ قَبْلَ مَنْدَمَةٍ / تَكْثُرُ فِيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ
واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ فَالْمُوَفَّقُ مَنْ / هَذَّبَهُ الاعْتِيَادُ والدَّرَبُ
وَجُدْ بِمَا قَدْ حَوَتْ يَدَاكَ فَمَا / يَنْفَعُ ثَمَّ اللُّجَيْنُ والْغَرَبُ
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ / قَوْسَاً مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ
كَيْفَ طَوَتْكَ الْمَنُونُ يَا وَلَدِي
كَيْفَ طَوَتْكَ الْمَنُونُ يَا وَلَدِي / وَكَيْفَ أَوْدَعْتُكَ الثَّرَى بِيَدِي
وَا كَبِدِي يَا عَلِيُّ بَعْدَكَ لَوْ / كَانَتْ تَبُلُّ الْغَلِيلَ وَا كَبِدِي
فَقْدُكَ سَلَّ الْعِظَامَ مِنِّي وَرَدْ / دَ الصَّبْرَ عَنِّي وَفَتَّ في عَضُدِي
كَمْ لَيْلَةٍ فِيكَ لا صَبَاحَ لَهَا / سهِرْتُهَا بَاكِياً بِلا مَدَدِ
دَمْعٌ وَسُهْدٌ وَأَيُّ نَاظِرَةٍ / تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ وَالسَّهَدِ
لَهْفِي عَلَى لمحةِ النَّجَابَةِ لَوْ / دَامَتْ إِلَى أَنْ تَفُوزَ بِالسَّدَدِ
مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْ / كَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ
فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا / أَعْلَمُ خَتْلاً وَالدَّهْرُ كَالأَسَدِ
لَوْلا اتِّقَاءُ الْحَياءِ لاعْتَضْتُ بِالْ / حِلْمِ هُياماً يَحِيقُ بِالْجَلَدِ
لَكِنْ أَبَتْ نَفْسِي الْكَرِيمَةُ أَنْ / أَثْلِمَ حَدَّ الْعَزاءِ بِالْكَمَدِ
فَلْيَبْكِ قَلْبِي عَلَيْكَ فَالْعَيْنُ لا / تَبْلُغُ بِالْدَّمْعِ رُتْبَةَ الْخَلَدِ
إِنْ يَكُ أَخْنَى الرَّدَى عَلَيْكَ فَقَدْ / أَخْنَى أَلِيمُ الضَّنَى عَلَى جَسَدِي
عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ تَوْدِيعَ لا / قَالٍ وَلَكِنْ تَوْدِيعَ مُضْطَهَدِ
هَلْ فِي التّصَابِي عَلَى امْرِئٍ فَنَدُ
هَلْ فِي التّصَابِي عَلَى امْرِئٍ فَنَدُ / أَمْ هَلْ يَعِيبُ الْفَتَى الْكَرِيمَ دَدُ
كُلٌّ مَسُوقٌ لِمَا أُرِيدَ بِهِ / فَفِيمَ هَذَا الْخِصَامُ وَاللَّدَدُ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الطِّبَاعِ مُخْتَلَفٌ / مَا شَذَّ عَنْ طَبْعِ وَالِدٍ وَلَدُ
وَلَوْ تَسَاوَى الرِّجَالُ فِي خُلُقٍ / لَزَالَ هَذَا الْخِلافُ وَالْحَرَدُ
وَالنَّاسُ شَتَّى وَإِنْ هُمُ اجْتَمَعُوا / فِي وَاحِدٍ لَيْسَ قَبْلَهُ أَحَدُ
فَزَائِغٌ في الضَّلالِ مُنْهَمِكٌ / وَنَاسِكٌ فِي الصَّلاحِ مُجْتَهِدُ
وَأَيُّ لَوْمٍ عَلَى امْرِئٍ طَلَبَ الْ / لَهْوَ وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ
لِكُلِّ عَصْرٍ مِنْ كَبْرَةٍ وَصِباً / شَوْطٌ لَهُ بَعْدَ مُهْلَةٍ أَمَدُ
فَاسْعَ لِمَا شِئْتَ غَيْرَ مُتَّئِدٍ / فَلَنْ يَحُوزَ الْكَمَالَ مُتَّئِدُ
لَوْلا سُرَى الْبَدْرِ مَا اسْتَنَارَ وَلا / أَدْرَكَ شَأْوَ الْخِطَارِ مُنْجَرِدُ
وَلا يَهُمَّنْكَ لَوْمُ ذِي حَسَدٍ / فَشَأْنُ أَهْلِ العَدَاوَةِ الْحَسَدُ
لَوْ حَذِرَ الْمَرءُ كُلَّ لائِمَةٍ / لَضَاعَ مِنْهُ الصَّوَابُ وَالرَّشَدُ
وَلَوْ أَصَخْنَا لِكُلِّ مُنْتَقِدٍ / فَكُلُّ شَيءٍ فِي الدَّهْرِ مُنْتَقَدُ
وَالْهُ بِمَا شِئْت قَبْلَ مَنْدَمَةٍ / يَكْثُرُ فِيهَا الْعَنَاءُ وَالْكَمَدُ
فَلَيْسَ بَعْدَ الشَبَابِ مُقْتَرَحٌ / وَلا وَرَاءَ الْمَشِيبِ مُفْتَقَدُ
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ / وَمَنْ عَلَيْهِ فِي الْكَوْنِ مُعْتَمَدِي
مَدَدْتُ كَفِّي إِلَيْكَ مُبْتَهِلاً / وَأَنْتَ حَسْبِي فَلا تَرُدَّ يَدِي
صُبْحٌ مَطِيرٌ وَنَسْمَةٌ عَطِرَه
صُبْحٌ مَطِيرٌ وَنَسْمَةٌ عَطِرَه / وَأَنْفُسٌ لِلصَّبُوحِ مُنْتَظِرَهْ
فَدُرْ بِعَيْنَيْكَ حَيْثُ شِئْتَ تَجِدْ / مُلْكَاً كَبِيراً وَجَنَّةً خَضِرَهْ
سَمَاؤُهَا بِالْغُصُونِ وَاشِجَةٌ / وَأَرْضُهَا بِالنَّبَاتِ مُؤْتَزِرَهْ
مَنْظَرُ لَهْوٍ تُعِيدُ بَهْجَتُهُ / أَكِنَّةَ الْعَيْشِ وَهْيَ مُنْحَسِرَهْ
فَالْعُفْرُ تَحْتَ الظِّلالِ رَاتِعَةٌ / وَالطَّيْرُ فَوْقَ الْغُصُونِ مُنْتَشِرَهْ
وَالطَّلُّ يَنْهَلُّ مِنْ مَسَاقِطِهِ / مِثْلَ عُقُودِ الْجُمَانِ مُنْتَثِرَهْ
جَدَاوِلٌ فِي الْفَضَاءِ جَارِيَةٌ / وَمُزْنَةٌ فِي السَّمَاءِ مُنْهَمِرَهْ
دُنْيَا نَعِيمٍ تَكَادُ زَهْرَتُهَا / تَزْرِي عَلَى الشَّمْسِ وَهْيَ مُزْدَهِرَهْ
لا ظِلُّهَا راكِدُ النَّسيمِ وَلا / غُدْرَانُهَا بِالْغُثَاءِ مُخْتَمِرَهْ
فَيَا بْنَ ودِّي هَلُمَّ نَقْتَسِمِ الْ / لَهْوَ فَنَفْسِي إِلَى الصِّبَا حَسِرَهْ
وَخَلِّنَا مِنْ سِيَاسَةٍ دَرَجَتْ / بَيْنَ أُنَاسٍ قُلُوبُهُمْ وَغِرَهْ
يَقْضُونَ أَيَّامَهُمْ عَلَى خَطَرٍ / فَبِئْسَ عُقْبَى السِّياسَةِ الْخَطِرَهْ
خَدِيعَةٌ لا يَزَالُ صَاحِبُهَا / بَيْنَ هُمُومٍ وَعِيشَةٍ كَدِرَهْ
مَا لِي وَلِلنَّاسِ لا لَدَيَّ لَهُمْ / حَقٌّ يُؤَدَّى وَلا عَلَيَّ تِرَهْ
قَدِ الْتَقَيْنَا مِنْ غَيْرِ سَابِقَةٍ / فِي دَار دُنْيَا بِأَهْلِهَا غَدِرَهْ
نَلْهُو بِهَا حِقْبَةً وَنَتْرُكُهَا / إِلى مَهَاوٍ فِي الأَرْضِ مُنْحَدِرَهْ
كُلُّ امْرِئٍ ذَاهِبٌ لِغَايَتِهِ / وَكُلُّ نَفْسٍ بِالْغَيبِ مُؤْتَمِرَهْ
يَا رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الْكَرَامَةِ مَا / يَسُرُّ نَفْسِي فَإِنَّهَا وَجِرَهْ
وَلا تَكِلْنِي لِمَنْ يُعَذِّبُنِي / فَإِنَّ نَفْسِي إِلَيْكَ مُفْتَقِرَهْ
أَيُّ فَتَىً لِلْعَظِيمِ نَنْدُبُهُ
أَيُّ فَتَىً لِلْعَظِيمِ نَنْدُبُهُ / شَاطَ عَلَى أَنْصُلِ الرِّمَاحِ دَمُهْ
أَسْلَمَهُ صَحْبُهُ وَمَا عَلِمُوا / أَنْ سَوْفَ يَمْحُو وُجُودَهُمْ عَدَمُهْ
زَالَ الأُلَى حَاذَرُوا مَصَارِعَهُمْ / وَلَمْ تَزُلْ عَنْ مَكَانِهَا قَدَمُهْ
طَاحَ بِجُثْمَانِهِ الرَّدَى وَرَقَا / إِلَى سَمَوَاتِ رَبِّهِ نَسَمُهْ
نِعْمَ فَتَى الْحَرْبِ فِي الْهِيَاجِ إِذْ / شَبَّ لَظَى الْبَأْسَاءِ وَاعْتَلَى ضَرَمُهْ
قَدْ أَلِفَتْ صُحْبَةَ الْقَنَا يَدُهُ / وَاعْتَادَ لَبَّيْكَ فِي السَّمَاحِ فَمُهْ
لَيْسَ بِهَيَّابَةٍ وَلا وَكَلٍ / بَلْ صَادِقٌ فِي اللِّقَاءِ مُعْتَرَفُهْ
إِنْ صَالَ فَلَّ الْعِدَا بِصَوْلَتِهِ / أَوْ قَالَ أَرْوَتْ مُشَاشَنَا كَلِمُهْ
يَنْكَفِتُ الْجَيْشُ حِينَ يَفْجَؤُهُ / وَيَصْعَقُ الْقِرْنُ حِينَ يَلْتَزِمُهْ
بَكَى بِدَمْعِ الْفِرِنْدِ صَارِمُهُ / وَانْشَقَّ مِنْ طُولِ حُزْنِهِ قَلَمُهْ
فَمَنْ إِلَى مَلْجَإِ الضَّعِيفِ إِذَا / أَقْبَلَ لَيْلٌ وَأَطْبَقَتْ ظُلَمُهْ
وَمَنْ يَقُودُ الزُّحُوفَ رَاجِفَةً / وَالْيَوْمُ بِالْحَرْبِ سَاطِعٌ قَتَمُهْ
مَاتَ وَأَبْقَى شَجَىً لِفُرْقَتِهِ / يَكَادُ يَفْرِي قُلُوبَنَا أَلَمُهْ
فَاذْهَبْ عَلَيْكَ السَّلامُ مِنْ بَطَلٍ / مَاتَ وَعَاشَتْ مِنْ بَعْدِهِ نِعَمُهْ
وَاطُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ
وَاطُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ / وَإِنْ عَرَتْنِي بِحُبِّكَ الْمِحَنُ
أَنْتَ الْمُنَى وَالْحَدِيثُ إِنْ أَقْبَلَ الصْ / صُبْحُ وَهَمِّي إِنْ رَنَّقَ الْوَسَنُ
فَكَيْفَ أَنْسَاكَ بِالْمَغِيبِ وَلِي / فِيكَ فُؤَادٌ بِالْوُدِّ مُرْتَهَنُ
لَسْتُ أُبَالِي وَقَدْ سَلِمْتَ عَلَى الدْ / دَهْرِ إِذَا مَا أَصَابَنِي الْحَزَنُ
لَيْتَ بَرِيدَ الْحَمَامِ يُخْبِرُنِي / عَنْ أَهْلِ وُدِّي فَلِي بِهِمْ شَجَنُ
أَهُمْ عَلَى الْوُدِّ أَمْ أَطَافَ بِهِمْ / وَاشٍ أَرَاهُمْ خِلافَ مَا يَقِنُوا
فَإِنْ نَسُونِي فَذُكْرَتِي لَهُمُ / وَكَيْفَ يَنْسَى حَيَاتَهُ الْبَدَنُ
أَصْبَحْتُ مِنْ بَعْدِهِمْ بِمَضْيَعَةٍ / تَكْثُرُ فِيهَا الْهُمُومُ وَالإِحَنُ
بَيْنَ أُنَاسٍ إِذَا وَزَنْتَهُمْ / بِالذَّرِّ عِنْدَ الْبَلاءِ مَا وَزَنُوا
لا فِي مَوَدَّاتِهِمْ إِذَا صَدَقُوا / رِبْحٌ وَلا فِي فِرَاقِهِمْ غَبَنُ
مِنْ كُلِّ فَظٍّ يَلُوكُ فِي فَمِهِ / مُضْغَةَ سُوءٍ مِزَاجُهَا عَفِنُ
يَنْضَحُ شِدْقَاهُ بِالرُّؤَالِ كَمَا / عُلَّ بِنَضْحِ الْعَتِيرَةِ الْوَثَنُ
شُعْثٌ عُرَاةٌ كَأَنَّهُمْ خَرَجُوا / مِنْ نَفَقِ الأَرْضِ بَعْدَ مَا دُفِنُوا
لا يُحْسِنُونَ الْمَقَالَ إِنْ نَطَقُوا / جَهْلاً وَلا يَفْقَهُونَ إِنْ أَذِنُوا
أَرَى بِهِمْ وَحْشَةً إِذَا حَضَرُوا / وَطِيبَ أُنْسٍ إِذَا هُمُ ظَعَنُوا
وَكَيْفَ لِي بِالْمُقَامِ فِي بَلَدٍ / مَا لِي بِهَا صَاحِبٌ وَلا سَكَنُ
كُلُّ خَلِيلٍ لِخِلِّهِ وَزَرٌ / وَكُلُّ دَارٍ لأَهْلِهَا أَمَنُ
فَهَلْ إِلَى عَوْدَةٍ أَلُمُّ بِهَا / شَمْلِي وَأَلْقَى مُحَمَّداً سَنَنُ
ذَاكَ الصَّدِيقُ الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ / فَهْوَ بِشُكْرِي وَمِدْحَتِي قَمِنُ
عَاشَرْتُهُ حِقْبَةً فَأَنْجَدَنِي / مِنْهُ الْحِجَا وَالْبَيَانُ وَاللَّسَنُ
وَهْوَ إِلَى الْيَوْمِ بَعْدَ مَا عَلِقَتْ / بِيَ الرَّزَايَا مُخَيِّلٌ هُتُنُ
يَنْصُرُنِي حَيْثُ لا يَكَادُ حَمٌ / يَمْنَحُنِي وُدَّهُ وَلا خَتَنُ
قَدْ كَانَ ظَنِّي يُسِيءُ بِالنَّاسِ لَوْ / لاهُ وَفَرْدٌ يَحْيَا بِهِ الزَّمَنُ
فَهْوَ لَدَى الْمُعْضِلاتِ مُسْتَنَدٌ / وَعِنْدَ فَقْدِ الرَّجَاءِ مُؤْتَمَنُ
نَمَّتْ عَلَى فَضْلِهِ شَمَائِلُهُ / وَنَفْحَةُ الْوَرْدِ سِرُّهَا عَلَنُ
لَوْ كَانَ يَعْلُو السَّمَاءَ ذُو شَرَفٍ / لَكَانَ بِالنَّيِّرَاتِ يَقْتَرِنُ
فَلْيَحْيَ حُرّاً مُمَتَّعاً بِجَمِي / لِ الذِّكْرِ فَالذِّكْرُ مَفْخَرٌ حَسَنُ