القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 10
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا / فوردُها من خدودكَ افتضحا
وقد شكى للنسيمِ خجلتهُ / فحينَ مرَّ النسيمُ بي نفحا
وقم بنا نصطبحُ معتقةً / واسمح بها فالزمانُ قد سمحا
كأنها فرحةً على كبدٍ / تنقضُ عنها الهمومَ والترحا
فاجلُ بها لنفسَ إنها صدأتْ / وآس بها القلب إنهُ قرِحا
وقل لمن لامني على سفهٍ / ما ضرَّنا أنْ نابحاً نبحا
أما ترى الدَّنَّ قد جرى دَمُهُ / كأنه من لحاظكَ انجرحا
يمجُّ راحاً كأنَّ شعلتها / تحت الدياجي شعاعُ شمسِ ضحى
أخفُّ عندي ممن ضنيتُ به / روحاً وأخفى من الضَّنا شبحا
وإن ترَ الهمَّ قاتلاً فرحي / فانظر كيف تبعثُ الفرحا
الفجرُ ما كان ينزوي حزناً / في الأفقِ حتى رآكَ فانشرحا
والطيرُ قد كانَ فوقَ منبرِهِ / عياً فلما سكبتها صَدَحا
والفلُّ والياسمين من حسدٍ / كلاهما فوقَ غصنِهِ انطرحا
تنافسا في الجمالِ آونةً / فحينَما لاحَ وجهكَ اصطلحا
تضربُ كالقلبِ شفَّهُ السقمُ
تضربُ كالقلبِ شفَّهُ السقمُ / كأن فيها الهمومَ تصطدِمُ
ذاتُ محيا أظلُ أقرأ من / خطوطهِ ما يخطهُ القلمُ
تذكرني ما يمرُ من عمري / فكلُّ يومٍ يجدُّ لي ندمُ
وليسَ إما سعتْ عقاربها / يدبُّ في غير مهجتي الألمُ
ولا إذا عجلت فجائعها / في غيرِ ضيقِ القلوبِ تزدحمُ
ما إن تراعي لأهلها ذمما / إن رعيت عند أهلها الذممُ
وما أراها سوى الزمان أما / يدورُ فيها النعيمُ والنقمُ
يا أختَ ذاتِ البروجِ هل حجبتْ / طوالعُ السعدِ هذهِ الظلمُ
وهل تعودُ الجدودُ ثانيةً / من بعدِ هذا العبوسِ تبتسمُ
وما أثبتَ الهمّ في الصدورِ إذا / أمستْ ليالي الحياةِ تنهزمُ
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ / أما رمتكَ الظباءُ بالحدقِ
وهل نسيتَ الهوى وما بعدتْ / أيامُ ذاكَ الودادِ والملقِ
وكيفَ ينسى الغريقُ روعتهُ / إذا نجتْ روحهُ من الغرقِ
رحماكَ يا قلبُ ليسَ من شيمي / أني أبيعُ الوفاءَ بالحمقِ
فاقبرْ بلحدِ الهوى لواعجهُ / إنكَ إن تمتْ فيهِ لم تفقِ
ما خُلقَ القلبُ للغرامِ ولم / تخلقْ عيوني لذلكَ الأرقِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ / فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ
بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً / وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا
وأعيني ما تزالُ واكفةً / وأضلعي ما تزالُ تتقدُ
إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ / طارَ بنومي ونومكَ السهدُ
فنحِّ رويداً فما سوى كبدي / تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ
لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ / يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ
عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ / أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ
تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد / ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ
قفا على دارهِ فاسألاهُ / أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ
وغنيا إن رأيتما طللاً / أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ
حكمةُ اللهِ في القلوبِ فما
حكمةُ اللهِ في القلوبِ فما / ترحمنا عينُهُ من الحورِ
وما أرى قلبهُ يرقُ لنا / كأنما قلبهُ من الحجرِ
يا فاتنَ الناسِ حسنَ صورتهِ / ما تتقي اللهَ خالقَ الصورِ
غصنٌ إذا مالَ قمتُ من شغفٍ
غصنٌ إذا مالَ قمتُ من شغفٍ / أمجِّدُ اللهَ كيفَ سوَّاهُ
قالوا سبا مهجتي فقلتُ لهم / ما في يدِ العبدِ ملكُ مولاهُ
يا من يرى أنني بخلتُ بما
يا من يرى أنني بخلتُ بما / عندي عليهِ فلستُ ذا وجدِ
كفاكَ بالنفسِ وحدها هبة / فإن نفسي أعزُّ ما عندي
رأيتُ نجليكَ فرقدَي أفقِِ
رأيتُ نجليكَ فرقدَي أفقِِ / وما جميعُ النجومِ اشباهُ
كلاهما في علاك طالعهُ / وفي جبينِ السعودِ سيماهُ
لو خُلقَ المجدُ كالانامِ لما / كان سوى ناظريك عيناهُ
فاهنأ وباهِ السما وانجمها / بالفرقدينِ رعاهما اللهُ
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ / سيانَ فيهِ الوجودُ والعدمُ
والناسُ كالنائمينَ ما لبثوا / فكلُّ ما يشهدونهُ حلمُ
أبدعَ ذاتُ العمادِ مبدعُها / فأينَ راحت بأهلها إرمُ
ليتَ أهلَ الغرامِ ما عشقوا
ليتَ أهلَ الغرامِ ما عشقوا / بل ليتهم قبلَ ذاكَ ما خلقوا
إني وجدتُ الحياةَ سائغةً / كالماءِ لكنْ لها الهوى شرقُ
ومن يجدْ عاشقاً يعيشُ فما / ينجو القتيلُ الذي بهِ رمقُ
وكيفَ يبقى العودُ الذي علقتْ / بأصلهِ النارُ وهو يحترقُ
يا قمراً في الفؤادِ مطلعهُ / ومن سُوَيدائِهِ لهُ غسقُ
إن تلقَ في مهجتي سواكَ فما / يريكَ غيرَ الكواكبِ الأفقِ
وكانَ زمانٌ كليلةٍ حلكتْ / هواكَ عندي لصبحها فلقُ
وأنتَ وردي فما يعيبكَ أن / ينبتُ يا وردُ قبلكَ الورقُ
أنبتكَ اللهُ مثمراً شغفاً / وهذهِ أضلعي لهُ طبقُ
يا ربِّ إن القلوبَ قد ضعفتْ / عن فتنتينِ الخدودُ والحدقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025