المجموع : 14
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ / ما بعدَهُ للعيونِ مُطَّرحُ
كأنَّ بابَ السماءِ من يدهِ / على جميعِ الأنامِ مُنفتحُ
عاضَتْ بِوَصْلٍ صَدَّا
عاضَتْ بِوَصْلٍ صَدَّا / تُريدُ قَتْلي عَمْدا
لمّا رَأَتْني فَرْدا / أَبْكي وَألقى جَهْدا
قالتْ وَأَبْدَتْ دُرّاً / وَيْلُمِّ سَعْدٍ سَعْدا
أمّا الهُدَى فاستقامَ من أوَدِهْ
أمّا الهُدَى فاستقامَ من أوَدِهْ / ومدَّ أطنابَهُ على عَمَدِهْ
وانتعشَ الدينُ بعدَ عَثْرتهِ / واتّصلتْ كفُّهُ على عَضدِهْ
وزُلزِلَ الكفرُ من قَواعدهِ / وجُبَّ رأسُ النِّفاقِ من كَتَدِهْ
بفتحِ قَرْمونةَ التي سَبَقتْ / ما عدَّ كفُّ الخلافِ من عددِهْ
بيُمْن أسنَى أُميَّةٍ حَسَباً / وخيرِهم رافداً لمُرتفدِهْ
إمامُ عدلٍ على رعيَّتهِ / أشفقُ من والدٍ على ولدِهْ
أحيا لنا العدلَ بعدَ مِيتَتِهِ / وردَّ روحَ الحياةِ في جسدِهْ
في كلِّ يومٍ يزيدُ مكرُمةً / ويَقصرُ الوصفُ على مدَى أمدِهْ
فأمسُهُ دونَ يومهِ كرَماً / ويومُه في السَّماحِ دونَ غدِهْ
للَّهِ عبدُ الرَّحمنِ من مَلكٍ / لابسِ ثوبِ السَّماحِ مُعتقدِهْ
وا كَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي
وا كَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي / وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ
ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً / أَعْذَرُ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ
يا رَحمَةَ اللَّهِ جاوِري جَدَثاً / دَفَنْتُ فِيهِ حُشاشَتي بِيَدِي
وَنَوِّري ظُلْمَةَ الْقُبُورِ على / مَن لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إِلى أَحَدِ
مَنْ كانَ خِلْواً مِنْ كُلِّ بائِقَةٍ / وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ
يا مَوت يحيى لَقَدْ ذَهَبْتَ بِهِ / لَيْسَ بِزُمَّيْلةٍ ولا نَكِدِ
يا مَوْتَهُ لو أَقَلْتَ عَثْرَتَهُ / يا يَوْمَهُ لو تَرَكْتَهُ لِغَدِ
يا مَوْتُ لو لم تَكُنْ تُعَاجِلُهُ / لَكانَ لا شَكَّ بَيْضةَ البَلَدِ
أو كُنْتَ رَاخَيْتَ في العنانِ لَهُ / حَازَ العُلا واحْتَوى على الأَمدِ
أَيَّ حُسَامٍ سَلبْتَ رَوْنَقَهُ / وَأَيَّ رُوحٍ سَلَلْتَ منْ جَسَدِ
وَأَيَّ سَاقٍ قَطَعْتَ مِنْ قَدَمٍ / وأيَّ كفٍّ أَزَلتَ مِنْ عَضُدِ
يا قَمَراً أَجْحَفَ الخُسُوفُ بِهِ / قَبْلَ بُلوغِ السَّواءِ في الْعَدَدِ
أَيُّ حَشاً لَمْ تَذُبْ لَهُ أَسَفاً / وَأَيُّ عَينٍ عَليْهِ لَمْ تَجُدِ
لا صَبْرَ لي بَعْدَهُ ولا جَلَدٌ / فُجعْتُ بالصَّبْرِ فِيهِ وَالجَلَدِ
لو لَمْ أَمُتْ عِنْدَ مَوْتِه كَمداً / لحُقَّ لي أَنْ أَمُوتَ مِنْ كمدِي
يَا لَوْعَةً مَا يَزَالُ لاعجُها / يَقْدحُ نَارَ الأَسَى على كبِدِي
أقْصَرتُ بَعْضَ الإقْصارْ
أقْصَرتُ بَعْضَ الإقْصارْ / عَنْ شادنٍ نائي الدَّارْ
صَبَّرني لمَّا سارْ / وَلَم أكُنْ بِالصبَّارْ
يا ملكاً يَزْدهي به المنبرْ
يا ملكاً يَزْدهي به المنبرْ / والمسجدُ الجامعُ الذي عَمَّرْ
خليفةُ اللَّه في بريَّتهِ / يُسرُّ للنّاسِ مثلَ ما يَجْهرْ
يا قمرَ الأرضِ إنْ تغبْ فلقد / أقمتَ للناس كوكباً يُزْهَرْ
ما فرحَ الناسُ مثلَ فرحتِهمْ / لمّا أُقيلَ الأديبُ واستُوزِرْ
وابتهجَ المُلكُ حينَ دبَّرَهُ / عينُ الإمامِ التي بها يُبْصِرْ
قُطْبٌ عليه المدارُ أجمعُهُ / في الأمرِ والرأيِ كلَّما دبَّرْ
لم يزلِ البيتُ طولَ غيبتهِ / أعمى فلما اسْتَوى بهِ أبصَرْ
بكفَّهِ ساحرُ البيانِ إذا
بكفَّهِ ساحرُ البيانِ إذا / أدارَهُ في صحيفةٍ سَحَرا
يَنطِقُ في عُجمةٍ بلفظتهِ / نُصَمُّ عنها وتُسْمِع البَصَرا
نوادرٌ يقرعُ القلوبَ بها / إنْ تَسْتبِنْها وجدْتَها صُورَا
نظامُ دُرِّ الكلامِ ضَمَّنهُ / سِلكاً لخطِّ الكتاب مُسْتطرا
إذا امتطَى الخِنصرَين أذكرَ مِن / سَحبانَ فيما أطالَ واخْتَصرا
يخاطبُ الغائبَ البعيدَ بما / يخاطبُ الشاهدَ الذي حَضَرا
تَرى المقاديرَ تستدِفُّ لهُ / وتُنفِذُ الحادثاتُ ما أمَرا
شَختٌ ضئيلٌ لفعلهِ خَطَرٌ / أعظِمْ به في مُلمَّةٍ خَطرا
تَمُجُّ فكّاهُ ريقةً صَغُرتْ / وخَطْبُها في القلوبِ قد كبُرا
تُواقعُ النفسُ منه ما حَذِرتْ / وربَّما جُنِّبتْ به الحَذرا
مهفهفٌ تزْدَهي به صُحفٌ / كأنَّما حُلِّيتْ به دُرَرا
كأنّما تَرتعُ العيونُ بها / خلالَ رَوضٍ مُكلَّلٍ زَهَرا
إنْ قرِّبتْ مُرِّطتْ طوابعُها / ما فُضَّ طينٌ لها ولا كُسِرا
يكادُ عنوانُها لرَوْعتهِ / يُنْبيكَ عن سرِّها الَّذي اسْتَترا
كنْتُ أَلفَ الصِّبا فَوَدَّعَني
كنْتُ أَلفَ الصِّبا فَوَدَّعَني / وَداعَ مَنْ بانَ غيْرَ مُنْصَرفِ
أيّامَ لَهْوي كَظِلِّ إِسْحِلَةٍ / وإِذْ شَبابي كَروضَةٍ أُنُفِ
طوَّقْتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً
طوَّقْتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً / آخرَ طَوقٍ يكونُ في عُنقِه
خليفةُ اللَّهِ وابنُ عمِّ رسو
خليفةُ اللَّهِ وابنُ عمِّ رسو / لِ اللَّهِ والمصطفى على رُسُلِهْ
هنَّتْكَ نُعمى تَمَّتْ سوابغُها / كما اسْتَتمَّ الهلالُ في كَملِهْ
وجهُ ربيعٍ أتاكَ باكرُهُ / يرفُلُ في حَلْيهِ وفي حُلَلهْ
كأنَّ أثوابَهُ مُلبَّسةٌ / أثوابَ غضِّ الزمانِ مُقتبلِهْ
وأقبلَ العيدُ لاهياً جَذلاً / يختالُ في لهوهِ وفي جَذَلِهْ
وجاءكَ الفتحُ ما لَهُ مَثَلٌ / وكلُّ شيءٍ يُعزَى إلى مَثَلهْ
عَفواً وصَفواً غيرَ سَفكِ دمٍ / يقطرُ من بِيضهِ ومن أسلِهْ
إلا اعتصاماً لضيغمٍ هَصِرٍ / تميدُ شمُّ الجبالِ من وَجَلِهْ
مُظفَّرٌ لا تُردُّ عزْمتُهُ / ومَن يَردُّ الكتابَ عن أجلِهْ
إقدامُ عمرٍو وبأسُ عنترةٍ / يعجزُ عن كيدهِ وعن حِيلِهْ
نصرٌ منَ اللَّه قد تضمَّنَهُ / ينهضُ في رَيثهِ وفي عَجلِهْ
يجري بشأوِ الإمامِ مُنصلتاً / يسبِقُ حضْرَ الإمامِ في مَهَلِهْ
إذا انْتَضاهُ لصرفِ حادثةٍ / يهتزّ كالسيفِ سُلَّ من خَللِهْ
فأصبحتْ لَبْلةٌ مؤمّنةً / لا يَعْتدي ذِيبُها على حَملِهْ
قد وقفَ النَّكثُ والخلافُ بها / وقوفَ صبٍّ يبكي على طَللِهْ
كلٌّ بيُمنِ الإلهِ تمَّ لها / وكلُّ خيرٍ أتى فمن قِبَله
يا رحمةَ اللَّهِ في برِيَّتهِ / بكَ استقامَ الزَّمانُ من مَيَلهْ
أنتَ الزمانُ الذي بدولتهِ / يضحكُ سِنُّ الزَّمان مِن دُوَلِهْ
كم خاملٍ قد رفعتَ همَّتَهُ / ورُدَّ في مالهِ وفي أملِهْ
وكم عديمٍ سَددْتَ خَلَّتَهُ / وكم عليلٍ شَفيتَ من عِللِه
سَللتَ سيفاً على عِداكَ فما / يَقرُّ قلبُ الخلافِ من وَهَلِه
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ / نِيطتْ بساقٍ مِن فَوقها قَدَمُ
جوفاءُ مَضمومةٌ أَصابعُها / في ساكناتٍ تحريكُها نَغمُ
أَربعة جُزِّئتْ لأَربعةٍ / أَجزاؤُها بالنُّفوس تَلْتحمُ
أصغرُها في القلوبِ أكبرُها / يُبْعثُ منهُ الشِّفاءُ والسَّقمُ
إذا أَرنَّتْ بغمزِ لافظِها / قلتَ حمامٌ يُجيبُهنَّ حَمُ
لها لسانٌ بكفِّ ضارِبها / يُعربُ عنها وما لهنَّ فَمُ
إذا أدارتْ بنانُه قلماً
إذا أدارتْ بنانُه قلماً / لم تدرِ للشِّبهِ أيُّها القلمُ
يسعى بها شادنٌ أناملُهُ
يسعى بها شادنٌ أناملُهُ / ضَرْبانِ منها العنّابُ والعنمَ
تَنسى به العينُ طرفَها عَجباً / ويدركُ الوهمَ عنده الوهِمُ
كأنَّما لاحظتْ به صَنَماً / يعبدُهُ مِن بهائه الصَّنمُ
بَيضاءُ مَضْمومةٌ مُقَرْطَقَةٌ
بَيضاءُ مَضْمومةٌ مُقَرْطَقَةٌ / تَنقدُّ عن نَهدِها قراطقُها
كَأنما باتَ ناعِماً جَذِلاً / في جَنَّةِ الخُلدِ مَن يعانقُها
وأَيُّ شيءٍ أَلذُّ من أَمَلٍ / نالتْهُ معشوقَةٌ وعاشِقُها
دعْني أَمُتْ في هوَى مُخدَّرةٍ / تَعلقُ نَفسي بها علائِقُها
مَن لم يَمُتْ عبطة يمت هرماً / الموتُ كاسٌ والمرءُ ذائقها