المجموع : 10
وجهُكِ عند الشّموسِ أَضَوَؤها
وجهُكِ عند الشّموسِ أَضَوَؤها / وفُوكِ بين الكؤوس أَهْنَؤها
وما رأى النّاسُ قبلَ رؤيتها / لآلئاً في العَقيقِ مَخْبؤها
كم ظمأةٍ لي إلى مراشِفها / كما يشاءُ الغَيورُ أظمؤها
ذو ريقةٍ لو أبى شِرايَ لها / إلاّ بِروحي لَقَلَّ مَسْبَؤها
يُبْدي عتابي والرّاحُ صافيةٌ / أمرُّها للنديمِ أمْرَؤها
لم تَخْلُ عَيْنَي من نورِ غُرَّتهِ / إلاّ وفَيْضُ الدّموعِ يَملَؤها
عين إذا ما الفراقُ أظمأها / كان بطَيفِ الخيالِ مَجزؤها
ليلةُ حُزني لا تَنقضِي أبداً / في مُنتهاها يعودُ مَبْؤها
كِتْبةُ ليلٍ من عَكْسِ أحرفها / يأتيك ليلٌ إن عُدْتَ تَقْرؤها
لمّا اقتسَمْنا العيونَ أُعطِيتُ أب / كاها وخَصّ الخَلِيّ أبكؤها
أَغرقتُ خَدّي دّمعاً وفي كبِدي / جمرةُ وَجْدٍ قد عزَّ مَطْفؤها
ماليَ لا يَهتدي الطّريقُ إلى / ناري وبَرْحُ الغرام يَحْضَؤها
لكنّه يهتدي إلى قَرْح أَس / راري فما إن يزالُ يَنكَؤها
دَمعةُ عَيْني ظَمياءُ كاهنةٌ / يَصْدُقُ عند الورى مُنبؤها
فليس تَخْفى على كهانتِها / خبيئةُ من هَواكَ أَخبَؤها
أَبعْدَ هَدءٍ زارَ الخيالُ لها / للصّبِّ عَيْناً قد حان مَهْدَؤها
في فتيةٍ هَوّمَتْ وبات لها / كَلوءُ ليلٍ في البِيدِ يَرْبؤها
وقام طالي الجَرباء مُنكمِشاً / وهْوبقارِ الظّلامِ يَهْنؤها
واللّيلُ تَحكي نجومُه سُرُجاً / قد حان عند الصّباح مَطْفؤها
باتتْ تَهادَى أيدي عياهبِه / كأسَ الثُّريَا والطرّفُ يَكْلؤها
يَملؤها شَرقُها ويَشربُها / جُنْحُ دُجاها والغَرْبُ يَكفْؤُها
قد هَزِئَتْ جارتي لما نَكرَتْ / فزادَ ما في الفؤادِ مَهْزؤها
وأكبَرتُ شَيْبتي وقد فُجئَتْ / وأكبرُ الحادثات أفجَؤها
مِرآةُ خَدّ بيضاءُ قد صُقلَتْ / أصبحَ عينُ الفتاةِ تَبذَؤها
عُطِّل مَصقولُها وما بَرحتْ / نَصْبَ عيون الحسانِ مُصْدؤها
أشهبُ خيلٍ خَلَّ المجالَ له / أدهمُها صاغراً وأصدَؤها
عافتْ عَيوفاً نَفْسي الغداةَ ولم / يَرْوَ بلُقْيا ظَمياءَ مظمؤها
قُلوبُنا اليومَ كالعيونِ لكم / أَمرَضُها إن نظَرْتَ أبرَؤها
دِينُ المعالي إليه نَفْسيَ مِن / دِين التّصابي أُتيحَ مَصْبَؤها
فاعتَضْتُ أنْساً بالسُّهْدِ أكحُلُه / عَيْني وعِيساً بالبيدِ أنسَؤها
في فتيةٍ فُرْشُهم إذا هَجَعوا / تُمسي وَرَمْلُ الفلاةِ أَوْطؤها
شَجّعتهم والليوثُ عاديةٌ / أَجَرُّها للصُّيودِ أَجرَؤها
فقاتَلُوا البِيدَ وانتضَوا أيدي ال / عيسِ لِلَبّاتِها تَوَجُّؤها
حتى استقادَ الفلا فعادَ عنِ ال / عظام منها الِلّحامُ يَكْفَؤها
أَنجابُ قومٍ خدَتْ بهم نجبٌ / يسبق طرفَ الفتى مبطؤها
سروا بسفن في البيد مسبحها / وعند شطي بغداد مرفؤها
شاموا على البُعدِ للنّدى سُحُباً / كَفُّ عمادِ الإسلامِ مَنْشَؤها
فانتَجَعوا العِزَّ في ذُرا مَلِكٍ / عافوه في جّنّةٍ تَبَوَّؤها
وطَّأَ أكنافَ جُوده لهمُ / وخيرُ أكنافِهم مُوَطَّؤها
مَولىً غدا الدَوْلتان من عِظَمِ الشْ / شَأْن وكُلٌّ إليه مَلْجَؤها
يَوماهُ يومٌ للنَّيْل يَنضحُه / جُوداً ويومٌ للخيلِ يَعبَؤها
هامٌ لِبيضٍ أضحى يُتوِّجُها / مُلْكاً وهامٌ بالبيضِ يَفْطَؤها
يُشرَعُ في بَطْنِ كَفِّه قَلمٌ / يَستَهْزِمُ الخَطْبَ حينَ يَفْجَؤها
إذا ثلاثٌ تأثّفَتْهُ له / لم يُخْشَ في المُشكلاتِ مَنْهَؤها
وإن غَدتْ بالنّوالِ فائزةً / فلا يَدٌ للمَلامِ تَفْثَؤها
عِينُ سماحٍ يَطيبُ مَنبعُها / بُعْداً وقُرْباً يَطيبُ مَنْبؤها
كُلُّ وفودِ الأنامِ واردُها / فما سِوى عاذلٍ مُحَلَّؤها
قَرْمٌ نَماه أعْلىَ بُيوتِ علاً / وُسّطَ في هاشمٍ مُبوّؤها
والزيّنبِيونَ في الملوك هُمُ / بصَيْد وَحشِ العلياء أبسَؤها
دَوحةُ مَجِدٍ من فَرْطِ رِفعتِها / كُلُّ بنى دَهْرِها تَفَيَّؤها
آراؤهم عند كُلِّ نازلةٍ / سهامُ غَيبٍ لم تَخْشَ تُخْطِؤها
فمِن لُباب التّنزيلِ مَنْبِتُها / وفي حُجور التآويلِ منْشؤها
ثابتُ جأْشٍ عند الحِفاظِ إذا / قلقَلَ نَفْسَ الجبَانِ مَجشؤها
إذا رأتهُ عَينُ الحسودِ غدا / سَناهُ مِثلَ السِّنان يَفقؤها
يَسهرُ مُستَرقداً رَعيَّتَه / بالعَدْلِ حتّى يَقِرَّ مّهْدَؤها
رَبَّ البرايا كأنّه ثقةٌ / برَعْيهِ ما يَزالُ يَبْرَؤها
شِراكُ نَعْلٍ له الهلالُ عُلاً / ما مِن سماء إلا يُوَطَّؤها
إنْ يَمضِ منْ قَبلَه فكم فُقدتْ / نَفْسُ كريم وساءَ مَرْزؤها
فاسْعَدْ بأيامهِ فأحْرَى أيا / دي الله مناّ بالشُكرِ أطْرؤها
إنْ يَكُ صُبْحٌ مضىَ ففي الأثَرِ الشْ / شَمسُ بدا للعيون مَرْجَؤها
كذلك اللهُ ذو المَواهِبِ ما / يَنْسَخُ من آيةٍ ويَنْسَؤها
يأتِ بَخْيرٍ منها فَيقْصُر عن / مُعادِها في الجلالِ مُبْدَؤها
هُنِّئْتَها رُتْبةً بِنَيِلِكَ إيْ / ياها حَقيقٌ منّا مُهنَّؤها
وزارةٌ تُشرِكُ الخِلافةُ في النْ / نِسبةِ عالٍ في النّجْمِ مَربؤها
آخِرةٌ في الزمانِ سابقة / فلا يَزلْ رَبُّها يُمَلَّؤها
لم يكُ إبطاؤها بمنْقَصةٍ / خيْرُ النّبواتِ كان أبْطؤها
دعا إمامُ الهُدَى بها فأتتْ / أسبابُها مُسعِداً مُهيَّؤُّها
دُعاءَ موسى هارونَ مُعتضِداً / بعُقْدةٍ منه شُدَّ مَحكَؤها
يا شَرَفَ الدّينِ دَعوةً ضمِنَتْ / نهايةَ النُّجْح حين يَبْدَؤها
كم من حُدودٍ على الزّمانِ لنا / أصبحَ بالقُرب منك نَدْرؤها
كم وعَدتْني فيك المُنَى عدةً / قد آن أنْ يُجتلَى مُخّبؤها
وكيفَ أخشى خُلْفاً لِمَا وعدَتْ / وأنت أوفى الورى وأملَؤها
أصبح يُمناك ليس يَرزؤها / في النّاس إلا مَن ليس يَزرَؤها
يَصفرُّ وجْهُ النضارِ يَرْهَبُها / صُفْرةَ وَجْهِ الحسودِ يشنَؤها
فدام للاصفرَيْن مُغْنيةً / كَفُّك في نعمة تَمَلَّؤها
ذا دولةٍ للهُدَى تُدبِرُها / وعيشةٍ في العُلا تُهَنّؤها
للهِ درُّابن خالدٍ فلقد
للهِ درُّابن خالدٍ فلقد / ردَّ لنا الجُوْدَ بعدما ذهبا
سألتُه خَيمةً يجودُ بها / فجاد لي مِلء خيمةٍ ذهَبا
أتيتُ قاضي الأهوازِ أطلُبُه
أتيتُ قاضي الأهوازِ أطلُبُه / وكان قد عطَّل القَضا مُدّهْ
فقال لي ما تُريدُ حاجِبُه / وأعيُنُ الحاضِرين مُمَتدّه
فقلتُ قاضي القضاةِ أبصِرُه / فقال قاضي القُضاةِ في العِدّه
فقلتُ من أي نائكِيهِ تُرى / فقال مِمَّن ولِي القضا بعده
لي فَرَسٌ صائمٌ حكَى فَرَسَ الش
لي فَرَسٌ صائمٌ حكَى فَرَسَ الش / شَطْرَنْجِ والصّدْقُ غيرُ مُلْتَبِسِ
في أصفهانٍ معي وعَرْصَتُها / ذاتُ اتّساعٍ مُقطِّعِ النّفَس
وما كفَى أن حكاهُ مُحتَبِساً / بلا عليقٍ أشَدَّ مُحتَبَس
فكُلَّ يومٍ عليه أَدرُسُ مَن / صوبةَ عدِّ البُيوتِ بالفَرس
وقد تَواصَى عليه ما سَبذِيْ / يُونَ يُراعونَ كُلّما غَلس
فمِن غلاء الشَّعيرِ عندي ورُخْ / صِ الشِّعْرِ أَضحَى ذا أَرسُمٍ دُرُس
فما تَراني أمُدُّ طَرْفي إلى / طِرْفي فمهما ألحَظْهُ أَبتئِس
والنّاسُ حاشا علاك أكرَمُهمْ / كَلْبٌ فقِسْهمْ أو لا فلا تَقِس
من أجلِ هذا أصبحتُ مُنْكَنِساً / في كِسْرِ بيتٍ كالوَحشِ في الكُنُس
أَلزمُ بَيتي خِلافَ ما لَزِمَ ال / بيوتَ قَومٌ والبَردُ ذو شَرَس
وصاحبي في يَمينِه قَبَسٌ / كالرّاحِ يَسقِي لا الرّاحُ كالقَبَس
فانغَمسوا في نَعيمهمْ وأنا / في الهذَيان الطّويلِ مُنَغَمسي
وضِرْسُ فكْري على حُموضةِ مَمْ / دوحيَ ما يعتَريهِ من ضَرَس
وما غَناءُ القريضِ في زمَني / وأيُّ ماءٍ يُصابُ في يَبَس
لولا الرّئيسُ الّذي شمائلهُ / قد بَدّلَتْني من وَحشتي أُنُسي
شَكرتُ آلاءه وأشكُر من / بَعْدُ وشُكري ثِمارُ مُغتَرسي
قُلْ لأمينِ الدّينِ الرفّيع ذُراً / صَيدُ المعالي يُباح في الخُلَس
فثِبْ لها وَثبةً مُعفِّرةً / ما يَصنعُ الّليثُ غيرَ مُفْتَرِس
عُدتُ بقلبٍ في الوجدِ مُنتكِسِ
عُدتُ بقلبٍ في الوجدِ مُنتكِسِ / وناظرٍ في الدُّموعِ مُنْغَمِسِ
وكان لَيلِي كأنّه نَفَسٌ / فصار لَيلي كأنّه نَفَسي
لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى
لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى / ولا مُواليكَ ما الّذي سَمِعا
نعَى إليّ الربيعَ مُنْصرِماً / نعَى إليّ الرَّبيعَ مُرتَجعا
نعَى إليّ الوزيرَ في مَلأ / فما عدا النّاظرانِ أنْ دَمَعا
ولا جُفونُ الرّجاءِ أن قَرِحَتْ / ولا فُؤادُ العُلا أنِ انصَدعا
للهِ عَينٌ رأتْ بمَصرَعِه / كيف غمامُ المكارمِ انقَشعا
والبيضُ تَجلو بُروقُها لُمَعاً / والضّربُ يَمْري دِماءه دُفَعا
عَدِمْتُ قلبي إذا تذكّرَه / إن لم يكُنْ مثْلَ جسمه انقَطَعا
ما كنتُ أخشَى في الدَّهر حادثةً / إذا تَوقَّعْتُ دون ما وقَعا
حَبْلُ رجاءٍ للخَلْقِ مُتَّصلٍ / مَدَّتْه أيدي الغُواةِ فانقَطعا
تاجٌ أرادَ الحُسّادُ أن يضَعوا / منه وقد كان جَلَّ وارتفعا
فعَفَّرَتْهُ العِدا وصاحبُه / يَنظرُ ما بينَهم ولا دَفَعا
أما درَى أنّهم إذا وضَعوا / تاجَ مليكٍ فاللاّبسُ اتّضعا
أَقسمتُ لا نالَ بعدَه فَرَحاً / مُلْكٌ غدا التّاجُ عنه قد وَقَعا
قَرْمٌ تَولَّى فعاد مُفتَرِقاً / شَمْلُ مُلوكٍ برأْيه اجتَمعا
وكان والمُلْكَ صاحبَيْنِ معاً / فهاهُما اليومَ ذاهبانِ مَعا
كنّا جميعاً والدَّهرُ يَجْمعُنا
كنّا جميعاً والدَّهرُ يَجْمعُنا / مثْلَ حُروفِ الجَميع مُلتصقَهْ
فاليومَ جاء الوَداعُ يَجعَلُنا / مثْلَ حُروفِ الوَداعِ مُفْتَرِقَه
أشبهَ دَهْري أبناؤه فهمُ
أشبهَ دَهْري أبناؤه فهمُ / إنْ ظَلَموا كُلُّهمْ فما ظُلِموا
في نفْسِ دهْري وفي نفوسِ بني / دَهْري جميعاً ظُلْمُ الوَرى شِيَم
ما يَلْتقي اثْنانِ مُنْصفانِ معاً / إذا اخْتبرْتَ الأنامَ كُلَّهُم
تُنصِفُ ما دام يَظْلِمونَكَ أو / تَظْلِمُ إنْ كان يُنْصِفُونَ هُم
أعداءُ عُذّالِهمْ إذا عَشِقوا / وعُذَّلُ العاشقينَ إن سَلِموا
لو كَرُمَ العاذلونَ ما عذَلوا / بل لم يلوموا إلاّ وقد لَؤُموا
ما لائمُ العاشِقينَ إن صدَقوا / إلاّ إذا لامَ ظالمٌ أَثِم
راموا سُلُوَى وكُلُّ تسليمةِ ال / عُشّاقِ لو يَعْلمون قَتْلُهم
إلْفيَ رُوحي ولو خَلا نَفْساً / من رُوحِه الصَّبُّ فهْوَ مُخْتَرَم
أَستودِعُ اللهَ راحلاً عَجِلاً / والحيَّ صبحاً على النَّوى عَزَموا
قلبي إلى ذكْرِه يكادُ مَعَ الدْ / دمْعِ ارْتياحاً إليه يَنْسَجِم
أصبح يومَ النَّوى وناظرُهُ / بيني وبينَ الرَّقيبِ مُنْقَسِم
خلَّى رسومَ الدّيارِ لي ومَضَى / تَطْوي به البيدَ أينُقٌ رُسُم
وظَبْيةٍ لا تُصادُ آمِنةٍ / كُلُّ مكانٍ تَحُلُّه حَرَم
إنِ سَنحَتْ للعيونِ أو بَرِحَتْ / لِقاؤها كيف كان مُغْتَنَم
تَساقمَتْ عينُها لأعيُنِنا / حتّى لأَعدَى عُشّاقَها السَّقَم
فَلْيَهْنِ ألحاظَها وإن سَقُمَتْ / سُقْمٌ بنا منْه لا بها الأَلَم
للهِ فتّانةٌ محاسِنُها / ضلَّ افْتِتاناً بحُسْنِها أُمَم
أصنامُ قومٍ كما سَمعْتَ بها / صُمٌّ منَ الصَّخْرِ نَحتُها زَعَموا
ومِنْ عَنائي حتّى تَعبَّدني / بسِحْرِهِ أن أُتيحَ لي صَنَم
من حَجَرٍ قَلْبُه وسائرهُ / لحْمٌ على صورةِ الدُّمَى ودَم
يُسمَعُ مِن فيهِ وهْو مُنْتَثِرٌ / دُرٌّ يُرَى فيه وهْو مُنْتَظِم
قلتُ لأسماءَ وهْيَ جائرةٌ / حُكْماً وفي بَعْضِ قَولها حِكَم
ظُلْمٌ لقلبي من الأَحِبَّةِ أنْ / يُسْمَى بقَلْبي ومُلكُه لَهُم
قالتْ كمالُ الكمالِ نَنْسِبُهُ / إليه والوفْدُ فيه يَحْتكِم
كعبةُ جودٍ للطّارقينَ له / رُكنُ يدٍ لا يزالُ يُسْتَلَم
ذاتُ بنانٍ كالسُّحْبِ ماطِرةٍ / لكُلِّ قُطْرٍ بقَطْرِها تَسِم
تَجْري فَيكْفي لأنْ يُدَبِّرَ إق / ليماً عظيماً بكَفِّه قَلَم
وكم تَرَى في الزَّمانِ أصحابَ أق / لامٍ لظُفْرٍ بهنَّ ما قَلَموا
ولاخْتلافِ الخُطوطِ ما القَلَمُ ال / محْسودُ إلاّ سِيّانِ والزَّلَم
منْها المُعلَّى للفائزينَ به / والوَغْدُ أيضاً منها إذا اقْتَسَموا
للهِ إحدَى اليراعِ في يَدِه / تُراعُ منها الأسودُ والبُهُم
مُذْ سَمِعتْ باسْمِها القَنا وهْي في ال / خَطِّ اعْتراها من خَوْفها صَمَم
ومُذْ رأى البحرُ فَيْضَ نائلها / أضحَى من الحُزْنِ وهْو يَلْتطِم
يا سامياً حامياً حقائقَهُ / ما ذُمَّ في خُطّةٍ له ذِمَم
ويا كريماً حُلْواً شَمائلُه / به كرامُ الأنامِ قد خُتِموا
بمالِ سلطانهِ يَشُحُّ تُقىً / وكفُّه الدَّهْرَ صَوْبُها دِيَم
شُحٌّ وجُودٌ في الكفِّ منه غدا / عليهما الحُسنُ وهْو مُنقَسِم
فِدىً لعُلْياهُ كُلُّ ذي حَسَدٍ / نارُ القِلَى في حَشاهُ تَضْطَرِم
مِنْ مُشْرفٍ مُسرِفٍ لأموالِه / بَذْلاً ومالُ السُّلطانِ مُنْعَصم
إشرافُه لازمٌ لإشراقِه الدّهْرَ / فجيشُ الإظلامِ مُنْهَزِم
كَعينِ شمسٍ تَعلو مُهَجِّرةً / فتَستنيرُ الغِيطانُ والأكَم
لا تَقدِرُ الأرضُ من مَمالكها / تَكْتُمُ شِبْراً عنها فَينْكَتِم
ولي مَعاشٌ ما زلْتُ آخُذُه / عفْواً وفي الطّالبين مُزْدَحَم
وللموالي من العنايةِ بي / ما يَقْتَضي طُولُ ما خدمْتُهُم
قد عَوَّدوني قِدْماً عنايتَهم / وراضعُ العزِّ ليس يَنْفَطِم
لكنّه حالَ عامُ أوّلَ عنْ / عهدٍ رعَتْهُ أقوامُه القُدُم
فضاعَ فيه قصائدي وذوو / عداوتي فيه تمَّ قَصْدُهُم
إدْرارُ سَوءٍ نَزْرٌ مُوفَّرُهُ / فكيف مِقْدارُهُ إذا ثَلَموا
إطلاقُه كاحْتِباسِه أبداً / مثْلُ سَرابٍ وجُودُه عَدَم
وأنت مَنْ طالما رجَوتُك أنْ / تُكْشَفَ عنّي برأيِك الغُمَم
فلْيُجتَهدْ لا يكُنْ لماضيهِ مُسْ / تقبَلُه ناقصاً كما عَلِموا
إنْ كان في وجهِ عامِ أوّلَ تَعْ / بيسٌ ففي العام سوف يَبْتَسم
بحُسنِ رأْيٍ لعزّ دينِ هُدىً / مُستظهِرٌ لم يَزَلْ بهِ الخَدَم
فهْو الَّذي لو أعادَ لي نظراً / وعاينَ الدَّهرُ كيف يُهْتَضم
إذنْ لعادَ الدَّهرُ المُعانِدُ لي / من ظُلْمِه يَسْتَحْيي وَيحْتَشِم
ولانْثَنتْ في ظلالِ دولتهِ / حُسّادُ فَضْلي طُرّاً وقد رَغِموا
فقُلْ له يا سحابَ مكْرُمةٍ / عليكَ تَمَّتْ كما لكَ النِّعَم
أقولُ إنْ كان مَعشرٌ بَخَسوا / حَقّي وما كان منه زَجْرُهُم
فأغْنِني عنه يا ابنَهُ كَرماً / تَعِشْ بنُعْماكَ منّيَ الرِّمَم
فابْنُ ذُكاءٍ بنُورِ غُرّتهِ / قبلَ ذُكاءٍ كم انْجلَتْ ظُلَم
بل يا كمالاً للدَّهرِ قد عَظُمَتْ / لأهْلِه عند مجدِه الحُرَم
له العُلا والعلومُ باهرةٌ / لا صَدَدٌ حدَّها ولا أَمَم
كُلُّ عُلُوٍّ فيه له قِدَمٌ / وكُلُّ علْمٍ فيه له قَدَم
عَمُّكَ صدْرٌ ما مثلُه أَحَدٌ / لا عربٌ أبْصرَتْ ولا عَجَم
فما اعتقادُ الأنامِ فيه سوى / أَنّ اللّيالي بمثْلِه عُقُم
أُهْدي إلى دارِ كُتْبِه فِقَري / فَثمَّ يُدْرَى ما هذِه الكَلِم
كم للسّلاطينِ والخلائفِ لي / جَزْلُ عطاءٍ بما امتدَحْتُهُم
واليومَ تلك الأشعارُ قد كسَدتْ / فغيرُ أَحسْنتَ ما لَهُمْ قِيَم
والخُوزُ حاشا الكرامَ خيّمتِ ال / همومُ فيه وقُوّضَ الهِمم
فاشفَعْ إليهمْ فما يُخَيّبُ مَنْ / أنت له شافعٌ إذا كَرُموا
وكنْ شفيعاً منَ الّذينَ لدى / شُغلٍ إذا لم يُشفَّعوا غَرِموا
جاراً كمَنْ جاورَ الحُطَيئةُ مِفْ / ضالاً لِما لم يُلْزِمْهُ يَلْتَزِم
يا فاضلاً مُفْضِلاً نُهىً ونَدىً / لذاك تُسْمَى الكمالَ لو فَهِموا
يُكرِمُ زُوّارَهُ ويَكْرُمُ أخَ / لاقاً فمنْه الإكْرامُ والكرَم
فُقْتَ اشْتِهاراً كما بدا عَلَمٌ / مِن فوقه خافقاً بدا عَلَم
طوَّلتُ جِدّاً يا مَنْ تطَوُّلُه / أَكثرُ مِن أنْ ينالَهُ سَأَم
جِئْتُك أشكو إليك مُلْتجِئاً / ظُلْمَ زمانٍ أحداثُه حُطَم
فَمُرْهُ يُنْصفْ دَهْري فما يَرسُمُ ال / مَولَى مُجِدّاً فالعَبْدُ يَرتَسم
وجُلُّ قَصْدي تَجشيمُ جاهِكَ لي / وجاهُ قومٍ مالٌ إذا جَشِموا
دُمْ للمعالي ما أَسبلَتْ دِيَمٌ / واسْلَمْ طويلاً ما أورقَ السَّلَم
أقْمَر والبدرَ طالعَيْنِ معاً
أقْمَر والبدرَ طالعَيْنِ معاً / فقلتُ وجهُ الحبيبِ أيُّهما
وأشْرَقا في ذوائبٍ ودُجىً / فزالَ في العَيْنِ فَرْق بَيْنَهُما
تَنفّس الرّوضُ وهْو بُشراهُ
تَنفّس الرّوضُ وهْو بُشراهُ / وأقمرَ اللّيلُ وهْو مَسْراهُ
واجتمعَتْ في الظّلامِ فاتّحدَتْ / ثلاثةٌ لَيْلُه وصَدْغاه
كما التقتْ في الظّلام وافترقَتْ / ثلاثةٌ نَجمُه وقُرْطاه
وليس ذاك النِّظامُ مُنقطِعاً / وأنت للمُلْكِ من بقاياه
الدّهرُ لَغْوٌ والمجدُ أجمعُهُ / منك بدا لَفْظُه ومَعْناه
خُلقْتَ في العِقْدِ منه واسطةٍ / إخوتُك الأكرمون عِطْفاه
جواهرٌ بينهنّ جَوهرةٌ / تَزينُ سِلْكَ العُلا وتَزْهاه
كُلٌّ نفيسٌ وفرقُ بَينكُما / أنّك فَرْدٌ وتلك أشْباه