القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 10
وجهُكِ عند الشّموسِ أَضَوَؤها
وجهُكِ عند الشّموسِ أَضَوَؤها / وفُوكِ بين الكؤوس أَهْنَؤها
وما رأى النّاسُ قبلَ رؤيتها / لآلئاً في العَقيقِ مَخْبؤها
كم ظمأةٍ لي إلى مراشِفها / كما يشاءُ الغَيورُ أظمؤها
ذو ريقةٍ لو أبى شِرايَ لها / إلاّ بِروحي لَقَلَّ مَسْبَؤها
يُبْدي عتابي والرّاحُ صافيةٌ / أمرُّها للنديمِ أمْرَؤها
لم تَخْلُ عَيْنَي من نورِ غُرَّتهِ / إلاّ وفَيْضُ الدّموعِ يَملَؤها
عين إذا ما الفراقُ أظمأها / كان بطَيفِ الخيالِ مَجزؤها
ليلةُ حُزني لا تَنقضِي أبداً / في مُنتهاها يعودُ مَبْؤها
كِتْبةُ ليلٍ من عَكْسِ أحرفها / يأتيك ليلٌ إن عُدْتَ تَقْرؤها
لمّا اقتسَمْنا العيونَ أُعطِيتُ أب / كاها وخَصّ الخَلِيّ أبكؤها
أَغرقتُ خَدّي دّمعاً وفي كبِدي / جمرةُ وَجْدٍ قد عزَّ مَطْفؤها
ماليَ لا يَهتدي الطّريقُ إلى / ناري وبَرْحُ الغرام يَحْضَؤها
لكنّه يهتدي إلى قَرْح أَس / راري فما إن يزالُ يَنكَؤها
دَمعةُ عَيْني ظَمياءُ كاهنةٌ / يَصْدُقُ عند الورى مُنبؤها
فليس تَخْفى على كهانتِها / خبيئةُ من هَواكَ أَخبَؤها
أَبعْدَ هَدءٍ زارَ الخيالُ لها / للصّبِّ عَيْناً قد حان مَهْدَؤها
في فتيةٍ هَوّمَتْ وبات لها / كَلوءُ ليلٍ في البِيدِ يَرْبؤها
وقام طالي الجَرباء مُنكمِشاً / وهْوبقارِ الظّلامِ يَهْنؤها
واللّيلُ تَحكي نجومُه سُرُجاً / قد حان عند الصّباح مَطْفؤها
باتتْ تَهادَى أيدي عياهبِه / كأسَ الثُّريَا والطرّفُ يَكْلؤها
يَملؤها شَرقُها ويَشربُها / جُنْحُ دُجاها والغَرْبُ يَكفْؤُها
قد هَزِئَتْ جارتي لما نَكرَتْ / فزادَ ما في الفؤادِ مَهْزؤها
وأكبَرتُ شَيْبتي وقد فُجئَتْ / وأكبرُ الحادثات أفجَؤها
مِرآةُ خَدّ بيضاءُ قد صُقلَتْ / أصبحَ عينُ الفتاةِ تَبذَؤها
عُطِّل مَصقولُها وما بَرحتْ / نَصْبَ عيون الحسانِ مُصْدؤها
أشهبُ خيلٍ خَلَّ المجالَ له / أدهمُها صاغراً وأصدَؤها
عافتْ عَيوفاً نَفْسي الغداةَ ولم / يَرْوَ بلُقْيا ظَمياءَ مظمؤها
قُلوبُنا اليومَ كالعيونِ لكم / أَمرَضُها إن نظَرْتَ أبرَؤها
دِينُ المعالي إليه نَفْسيَ مِن / دِين التّصابي أُتيحَ مَصْبَؤها
فاعتَضْتُ أنْساً بالسُّهْدِ أكحُلُه / عَيْني وعِيساً بالبيدِ أنسَؤها
في فتيةٍ فُرْشُهم إذا هَجَعوا / تُمسي وَرَمْلُ الفلاةِ أَوْطؤها
شَجّعتهم والليوثُ عاديةٌ / أَجَرُّها للصُّيودِ أَجرَؤها
فقاتَلُوا البِيدَ وانتضَوا أيدي ال / عيسِ لِلَبّاتِها تَوَجُّؤها
حتى استقادَ الفلا فعادَ عنِ ال / عظام منها الِلّحامُ يَكْفَؤها
أَنجابُ قومٍ خدَتْ بهم نجبٌ / يسبق طرفَ الفتى مبطؤها
سروا بسفن في البيد مسبحها / وعند شطي بغداد مرفؤها
شاموا على البُعدِ للنّدى سُحُباً / كَفُّ عمادِ الإسلامِ مَنْشَؤها
فانتَجَعوا العِزَّ في ذُرا مَلِكٍ / عافوه في جّنّةٍ تَبَوَّؤها
وطَّأَ أكنافَ جُوده لهمُ / وخيرُ أكنافِهم مُوَطَّؤها
مَولىً غدا الدَوْلتان من عِظَمِ الشْ / شَأْن وكُلٌّ إليه مَلْجَؤها
يَوماهُ يومٌ للنَّيْل يَنضحُه / جُوداً ويومٌ للخيلِ يَعبَؤها
هامٌ لِبيضٍ أضحى يُتوِّجُها / مُلْكاً وهامٌ بالبيضِ يَفْطَؤها
يُشرَعُ في بَطْنِ كَفِّه قَلمٌ / يَستَهْزِمُ الخَطْبَ حينَ يَفْجَؤها
إذا ثلاثٌ تأثّفَتْهُ له / لم يُخْشَ في المُشكلاتِ مَنْهَؤها
وإن غَدتْ بالنّوالِ فائزةً / فلا يَدٌ للمَلامِ تَفْثَؤها
عِينُ سماحٍ يَطيبُ مَنبعُها / بُعْداً وقُرْباً يَطيبُ مَنْبؤها
كُلُّ وفودِ الأنامِ واردُها / فما سِوى عاذلٍ مُحَلَّؤها
قَرْمٌ نَماه أعْلىَ بُيوتِ علاً / وُسّطَ في هاشمٍ مُبوّؤها
والزيّنبِيونَ في الملوك هُمُ / بصَيْد وَحشِ العلياء أبسَؤها
دَوحةُ مَجِدٍ من فَرْطِ رِفعتِها / كُلُّ بنى دَهْرِها تَفَيَّؤها
آراؤهم عند كُلِّ نازلةٍ / سهامُ غَيبٍ لم تَخْشَ تُخْطِؤها
فمِن لُباب التّنزيلِ مَنْبِتُها / وفي حُجور التآويلِ منْشؤها
ثابتُ جأْشٍ عند الحِفاظِ إذا / قلقَلَ نَفْسَ الجبَانِ مَجشؤها
إذا رأتهُ عَينُ الحسودِ غدا / سَناهُ مِثلَ السِّنان يَفقؤها
يَسهرُ مُستَرقداً رَعيَّتَه / بالعَدْلِ حتّى يَقِرَّ مّهْدَؤها
رَبَّ البرايا كأنّه ثقةٌ / برَعْيهِ ما يَزالُ يَبْرَؤها
شِراكُ نَعْلٍ له الهلالُ عُلاً / ما مِن سماء إلا يُوَطَّؤها
إنْ يَمضِ منْ قَبلَه فكم فُقدتْ / نَفْسُ كريم وساءَ مَرْزؤها
فاسْعَدْ بأيامهِ فأحْرَى أيا / دي الله مناّ بالشُكرِ أطْرؤها
إنْ يَكُ صُبْحٌ مضىَ ففي الأثَرِ الشْ / شَمسُ بدا للعيون مَرْجَؤها
كذلك اللهُ ذو المَواهِبِ ما / يَنْسَخُ من آيةٍ ويَنْسَؤها
يأتِ بَخْيرٍ منها فَيقْصُر عن / مُعادِها في الجلالِ مُبْدَؤها
هُنِّئْتَها رُتْبةً بِنَيِلِكَ إيْ / ياها حَقيقٌ منّا مُهنَّؤها
وزارةٌ تُشرِكُ الخِلافةُ في النْ / نِسبةِ عالٍ في النّجْمِ مَربؤها
آخِرةٌ في الزمانِ سابقة / فلا يَزلْ رَبُّها يُمَلَّؤها
لم يكُ إبطاؤها بمنْقَصةٍ / خيْرُ النّبواتِ كان أبْطؤها
دعا إمامُ الهُدَى بها فأتتْ / أسبابُها مُسعِداً مُهيَّؤُّها
دُعاءَ موسى هارونَ مُعتضِداً / بعُقْدةٍ منه شُدَّ مَحكَؤها
يا شَرَفَ الدّينِ دَعوةً ضمِنَتْ / نهايةَ النُّجْح حين يَبْدَؤها
كم من حُدودٍ على الزّمانِ لنا / أصبحَ بالقُرب منك نَدْرؤها
كم وعَدتْني فيك المُنَى عدةً / قد آن أنْ يُجتلَى مُخّبؤها
وكيفَ أخشى خُلْفاً لِمَا وعدَتْ / وأنت أوفى الورى وأملَؤها
أصبح يُمناك ليس يَرزؤها / في النّاس إلا مَن ليس يَزرَؤها
يَصفرُّ وجْهُ النضارِ يَرْهَبُها / صُفْرةَ وَجْهِ الحسودِ يشنَؤها
فدام للاصفرَيْن مُغْنيةً / كَفُّك في نعمة تَمَلَّؤها
ذا دولةٍ للهُدَى تُدبِرُها / وعيشةٍ في العُلا تُهَنّؤها
للهِ درُّابن خالدٍ فلقد
للهِ درُّابن خالدٍ فلقد / ردَّ لنا الجُوْدَ بعدما ذهبا
سألتُه خَيمةً يجودُ بها / فجاد لي مِلء خيمةٍ ذهَبا
أتيتُ قاضي الأهوازِ أطلُبُه
أتيتُ قاضي الأهوازِ أطلُبُه / وكان قد عطَّل القَضا مُدّهْ
فقال لي ما تُريدُ حاجِبُه / وأعيُنُ الحاضِرين مُمَتدّه
فقلتُ قاضي القضاةِ أبصِرُه / فقال قاضي القُضاةِ في العِدّه
فقلتُ من أي نائكِيهِ تُرى / فقال مِمَّن ولِي القضا بعده
لي فَرَسٌ صائمٌ حكَى فَرَسَ الش
لي فَرَسٌ صائمٌ حكَى فَرَسَ الش / شَطْرَنْجِ والصّدْقُ غيرُ مُلْتَبِسِ
في أصفهانٍ معي وعَرْصَتُها / ذاتُ اتّساعٍ مُقطِّعِ النّفَس
وما كفَى أن حكاهُ مُحتَبِساً / بلا عليقٍ أشَدَّ مُحتَبَس
فكُلَّ يومٍ عليه أَدرُسُ مَن / صوبةَ عدِّ البُيوتِ بالفَرس
وقد تَواصَى عليه ما سَبذِيْ / يُونَ يُراعونَ كُلّما غَلس
فمِن غلاء الشَّعيرِ عندي ورُخْ / صِ الشِّعْرِ أَضحَى ذا أَرسُمٍ دُرُس
فما تَراني أمُدُّ طَرْفي إلى / طِرْفي فمهما ألحَظْهُ أَبتئِس
والنّاسُ حاشا علاك أكرَمُهمْ / كَلْبٌ فقِسْهمْ أو لا فلا تَقِس
من أجلِ هذا أصبحتُ مُنْكَنِساً / في كِسْرِ بيتٍ كالوَحشِ في الكُنُس
أَلزمُ بَيتي خِلافَ ما لَزِمَ ال / بيوتَ قَومٌ والبَردُ ذو شَرَس
وصاحبي في يَمينِه قَبَسٌ / كالرّاحِ يَسقِي لا الرّاحُ كالقَبَس
فانغَمسوا في نَعيمهمْ وأنا / في الهذَيان الطّويلِ مُنَغَمسي
وضِرْسُ فكْري على حُموضةِ مَمْ / دوحيَ ما يعتَريهِ من ضَرَس
وما غَناءُ القريضِ في زمَني / وأيُّ ماءٍ يُصابُ في يَبَس
لولا الرّئيسُ الّذي شمائلهُ / قد بَدّلَتْني من وَحشتي أُنُسي
شَكرتُ آلاءه وأشكُر من / بَعْدُ وشُكري ثِمارُ مُغتَرسي
قُلْ لأمينِ الدّينِ الرفّيع ذُراً / صَيدُ المعالي يُباح في الخُلَس
فثِبْ لها وَثبةً مُعفِّرةً / ما يَصنعُ الّليثُ غيرَ مُفْتَرِس
عُدتُ بقلبٍ في الوجدِ مُنتكِسِ
عُدتُ بقلبٍ في الوجدِ مُنتكِسِ / وناظرٍ في الدُّموعِ مُنْغَمِسِ
وكان لَيلِي كأنّه نَفَسٌ / فصار لَيلي كأنّه نَفَسي
لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى
لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى / ولا مُواليكَ ما الّذي سَمِعا
نعَى إليّ الربيعَ مُنْصرِماً / نعَى إليّ الرَّبيعَ مُرتَجعا
نعَى إليّ الوزيرَ في مَلأ / فما عدا النّاظرانِ أنْ دَمَعا
ولا جُفونُ الرّجاءِ أن قَرِحَتْ / ولا فُؤادُ العُلا أنِ انصَدعا
للهِ عَينٌ رأتْ بمَصرَعِه / كيف غمامُ المكارمِ انقَشعا
والبيضُ تَجلو بُروقُها لُمَعاً / والضّربُ يَمْري دِماءه دُفَعا
عَدِمْتُ قلبي إذا تذكّرَه / إن لم يكُنْ مثْلَ جسمه انقَطَعا
ما كنتُ أخشَى في الدَّهر حادثةً / إذا تَوقَّعْتُ دون ما وقَعا
حَبْلُ رجاءٍ للخَلْقِ مُتَّصلٍ / مَدَّتْه أيدي الغُواةِ فانقَطعا
تاجٌ أرادَ الحُسّادُ أن يضَعوا / منه وقد كان جَلَّ وارتفعا
فعَفَّرَتْهُ العِدا وصاحبُه / يَنظرُ ما بينَهم ولا دَفَعا
أما درَى أنّهم إذا وضَعوا / تاجَ مليكٍ فاللاّبسُ اتّضعا
أَقسمتُ لا نالَ بعدَه فَرَحاً / مُلْكٌ غدا التّاجُ عنه قد وَقَعا
قَرْمٌ تَولَّى فعاد مُفتَرِقاً / شَمْلُ مُلوكٍ برأْيه اجتَمعا
وكان والمُلْكَ صاحبَيْنِ معاً / فهاهُما اليومَ ذاهبانِ مَعا
كنّا جميعاً والدَّهرُ يَجْمعُنا
كنّا جميعاً والدَّهرُ يَجْمعُنا / مثْلَ حُروفِ الجَميع مُلتصقَهْ
فاليومَ جاء الوَداعُ يَجعَلُنا / مثْلَ حُروفِ الوَداعِ مُفْتَرِقَه
أشبهَ دَهْري أبناؤه فهمُ
أشبهَ دَهْري أبناؤه فهمُ / إنْ ظَلَموا كُلُّهمْ فما ظُلِموا
في نفْسِ دهْري وفي نفوسِ بني / دَهْري جميعاً ظُلْمُ الوَرى شِيَم
ما يَلْتقي اثْنانِ مُنْصفانِ معاً / إذا اخْتبرْتَ الأنامَ كُلَّهُم
تُنصِفُ ما دام يَظْلِمونَكَ أو / تَظْلِمُ إنْ كان يُنْصِفُونَ هُم
أعداءُ عُذّالِهمْ إذا عَشِقوا / وعُذَّلُ العاشقينَ إن سَلِموا
لو كَرُمَ العاذلونَ ما عذَلوا / بل لم يلوموا إلاّ وقد لَؤُموا
ما لائمُ العاشِقينَ إن صدَقوا / إلاّ إذا لامَ ظالمٌ أَثِم
راموا سُلُوَى وكُلُّ تسليمةِ ال / عُشّاقِ لو يَعْلمون قَتْلُهم
إلْفيَ رُوحي ولو خَلا نَفْساً / من رُوحِه الصَّبُّ فهْوَ مُخْتَرَم
أَستودِعُ اللهَ راحلاً عَجِلاً / والحيَّ صبحاً على النَّوى عَزَموا
قلبي إلى ذكْرِه يكادُ مَعَ الدْ / دمْعِ ارْتياحاً إليه يَنْسَجِم
أصبح يومَ النَّوى وناظرُهُ / بيني وبينَ الرَّقيبِ مُنْقَسِم
خلَّى رسومَ الدّيارِ لي ومَضَى / تَطْوي به البيدَ أينُقٌ رُسُم
وظَبْيةٍ لا تُصادُ آمِنةٍ / كُلُّ مكانٍ تَحُلُّه حَرَم
إنِ سَنحَتْ للعيونِ أو بَرِحَتْ / لِقاؤها كيف كان مُغْتَنَم
تَساقمَتْ عينُها لأعيُنِنا / حتّى لأَعدَى عُشّاقَها السَّقَم
فَلْيَهْنِ ألحاظَها وإن سَقُمَتْ / سُقْمٌ بنا منْه لا بها الأَلَم
للهِ فتّانةٌ محاسِنُها / ضلَّ افْتِتاناً بحُسْنِها أُمَم
أصنامُ قومٍ كما سَمعْتَ بها / صُمٌّ منَ الصَّخْرِ نَحتُها زَعَموا
ومِنْ عَنائي حتّى تَعبَّدني / بسِحْرِهِ أن أُتيحَ لي صَنَم
من حَجَرٍ قَلْبُه وسائرهُ / لحْمٌ على صورةِ الدُّمَى ودَم
يُسمَعُ مِن فيهِ وهْو مُنْتَثِرٌ / دُرٌّ يُرَى فيه وهْو مُنْتَظِم
قلتُ لأسماءَ وهْيَ جائرةٌ / حُكْماً وفي بَعْضِ قَولها حِكَم
ظُلْمٌ لقلبي من الأَحِبَّةِ أنْ / يُسْمَى بقَلْبي ومُلكُه لَهُم
قالتْ كمالُ الكمالِ نَنْسِبُهُ / إليه والوفْدُ فيه يَحْتكِم
كعبةُ جودٍ للطّارقينَ له / رُكنُ يدٍ لا يزالُ يُسْتَلَم
ذاتُ بنانٍ كالسُّحْبِ ماطِرةٍ / لكُلِّ قُطْرٍ بقَطْرِها تَسِم
تَجْري فَيكْفي لأنْ يُدَبِّرَ إق / ليماً عظيماً بكَفِّه قَلَم
وكم تَرَى في الزَّمانِ أصحابَ أق / لامٍ لظُفْرٍ بهنَّ ما قَلَموا
ولاخْتلافِ الخُطوطِ ما القَلَمُ ال / محْسودُ إلاّ سِيّانِ والزَّلَم
منْها المُعلَّى للفائزينَ به / والوَغْدُ أيضاً منها إذا اقْتَسَموا
للهِ إحدَى اليراعِ في يَدِه / تُراعُ منها الأسودُ والبُهُم
مُذْ سَمِعتْ باسْمِها القَنا وهْي في ال / خَطِّ اعْتراها من خَوْفها صَمَم
ومُذْ رأى البحرُ فَيْضَ نائلها / أضحَى من الحُزْنِ وهْو يَلْتطِم
يا سامياً حامياً حقائقَهُ / ما ذُمَّ في خُطّةٍ له ذِمَم
ويا كريماً حُلْواً شَمائلُه / به كرامُ الأنامِ قد خُتِموا
بمالِ سلطانهِ يَشُحُّ تُقىً / وكفُّه الدَّهْرَ صَوْبُها دِيَم
شُحٌّ وجُودٌ في الكفِّ منه غدا / عليهما الحُسنُ وهْو مُنقَسِم
فِدىً لعُلْياهُ كُلُّ ذي حَسَدٍ / نارُ القِلَى في حَشاهُ تَضْطَرِم
مِنْ مُشْرفٍ مُسرِفٍ لأموالِه / بَذْلاً ومالُ السُّلطانِ مُنْعَصم
إشرافُه لازمٌ لإشراقِه الدّهْرَ / فجيشُ الإظلامِ مُنْهَزِم
كَعينِ شمسٍ تَعلو مُهَجِّرةً / فتَستنيرُ الغِيطانُ والأكَم
لا تَقدِرُ الأرضُ من مَمالكها / تَكْتُمُ شِبْراً عنها فَينْكَتِم
ولي مَعاشٌ ما زلْتُ آخُذُه / عفْواً وفي الطّالبين مُزْدَحَم
وللموالي من العنايةِ بي / ما يَقْتَضي طُولُ ما خدمْتُهُم
قد عَوَّدوني قِدْماً عنايتَهم / وراضعُ العزِّ ليس يَنْفَطِم
لكنّه حالَ عامُ أوّلَ عنْ / عهدٍ رعَتْهُ أقوامُه القُدُم
فضاعَ فيه قصائدي وذوو / عداوتي فيه تمَّ قَصْدُهُم
إدْرارُ سَوءٍ نَزْرٌ مُوفَّرُهُ / فكيف مِقْدارُهُ إذا ثَلَموا
إطلاقُه كاحْتِباسِه أبداً / مثْلُ سَرابٍ وجُودُه عَدَم
وأنت مَنْ طالما رجَوتُك أنْ / تُكْشَفَ عنّي برأيِك الغُمَم
فلْيُجتَهدْ لا يكُنْ لماضيهِ مُسْ / تقبَلُه ناقصاً كما عَلِموا
إنْ كان في وجهِ عامِ أوّلَ تَعْ / بيسٌ ففي العام سوف يَبْتَسم
بحُسنِ رأْيٍ لعزّ دينِ هُدىً / مُستظهِرٌ لم يَزَلْ بهِ الخَدَم
فهْو الَّذي لو أعادَ لي نظراً / وعاينَ الدَّهرُ كيف يُهْتَضم
إذنْ لعادَ الدَّهرُ المُعانِدُ لي / من ظُلْمِه يَسْتَحْيي وَيحْتَشِم
ولانْثَنتْ في ظلالِ دولتهِ / حُسّادُ فَضْلي طُرّاً وقد رَغِموا
فقُلْ له يا سحابَ مكْرُمةٍ / عليكَ تَمَّتْ كما لكَ النِّعَم
أقولُ إنْ كان مَعشرٌ بَخَسوا / حَقّي وما كان منه زَجْرُهُم
فأغْنِني عنه يا ابنَهُ كَرماً / تَعِشْ بنُعْماكَ منّيَ الرِّمَم
فابْنُ ذُكاءٍ بنُورِ غُرّتهِ / قبلَ ذُكاءٍ كم انْجلَتْ ظُلَم
بل يا كمالاً للدَّهرِ قد عَظُمَتْ / لأهْلِه عند مجدِه الحُرَم
له العُلا والعلومُ باهرةٌ / لا صَدَدٌ حدَّها ولا أَمَم
كُلُّ عُلُوٍّ فيه له قِدَمٌ / وكُلُّ علْمٍ فيه له قَدَم
عَمُّكَ صدْرٌ ما مثلُه أَحَدٌ / لا عربٌ أبْصرَتْ ولا عَجَم
فما اعتقادُ الأنامِ فيه سوى / أَنّ اللّيالي بمثْلِه عُقُم
أُهْدي إلى دارِ كُتْبِه فِقَري / فَثمَّ يُدْرَى ما هذِه الكَلِم
كم للسّلاطينِ والخلائفِ لي / جَزْلُ عطاءٍ بما امتدَحْتُهُم
واليومَ تلك الأشعارُ قد كسَدتْ / فغيرُ أَحسْنتَ ما لَهُمْ قِيَم
والخُوزُ حاشا الكرامَ خيّمتِ ال / همومُ فيه وقُوّضَ الهِمم
فاشفَعْ إليهمْ فما يُخَيّبُ مَنْ / أنت له شافعٌ إذا كَرُموا
وكنْ شفيعاً منَ الّذينَ لدى / شُغلٍ إذا لم يُشفَّعوا غَرِموا
جاراً كمَنْ جاورَ الحُطَيئةُ مِفْ / ضالاً لِما لم يُلْزِمْهُ يَلْتَزِم
يا فاضلاً مُفْضِلاً نُهىً ونَدىً / لذاك تُسْمَى الكمالَ لو فَهِموا
يُكرِمُ زُوّارَهُ ويَكْرُمُ أخَ / لاقاً فمنْه الإكْرامُ والكرَم
فُقْتَ اشْتِهاراً كما بدا عَلَمٌ / مِن فوقه خافقاً بدا عَلَم
طوَّلتُ جِدّاً يا مَنْ تطَوُّلُه / أَكثرُ مِن أنْ ينالَهُ سَأَم
جِئْتُك أشكو إليك مُلْتجِئاً / ظُلْمَ زمانٍ أحداثُه حُطَم
فَمُرْهُ يُنْصفْ دَهْري فما يَرسُمُ ال / مَولَى مُجِدّاً فالعَبْدُ يَرتَسم
وجُلُّ قَصْدي تَجشيمُ جاهِكَ لي / وجاهُ قومٍ مالٌ إذا جَشِموا
دُمْ للمعالي ما أَسبلَتْ دِيَمٌ / واسْلَمْ طويلاً ما أورقَ السَّلَم
أقْمَر والبدرَ طالعَيْنِ معاً
أقْمَر والبدرَ طالعَيْنِ معاً / فقلتُ وجهُ الحبيبِ أيُّهما
وأشْرَقا في ذوائبٍ ودُجىً / فزالَ في العَيْنِ فَرْق بَيْنَهُما
تَنفّس الرّوضُ وهْو بُشراهُ
تَنفّس الرّوضُ وهْو بُشراهُ / وأقمرَ اللّيلُ وهْو مَسْراهُ
واجتمعَتْ في الظّلامِ فاتّحدَتْ / ثلاثةٌ لَيْلُه وصَدْغاه
كما التقتْ في الظّلام وافترقَتْ / ثلاثةٌ نَجمُه وقُرْطاه
وليس ذاك النِّظامُ مُنقطِعاً / وأنت للمُلْكِ من بقاياه
الدّهرُ لَغْوٌ والمجدُ أجمعُهُ / منك بدا لَفْظُه ومَعْناه
خُلقْتَ في العِقْدِ منه واسطةٍ / إخوتُك الأكرمون عِطْفاه
جواهرٌ بينهنّ جَوهرةٌ / تَزينُ سِلْكَ العُلا وتَزْهاه
كُلٌّ نفيسٌ وفرقُ بَينكُما / أنّك فَرْدٌ وتلك أشْباه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025