القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 6
شُدَّ غُروضَ المطيّ مُغترِبا
شُدَّ غُروضَ المطيّ مُغترِبا / فلم يَفُزْ طالبٌ وما دَأَبا
لا درَّ في النّاس دَرُّ مقتصدٍ / يَأخذ مِن رزقهِ الّذي اِقتربا
يَترك أَن يحمِيَ الذِّمارَ إِذا / ضِيمَ وَيَحمِي اللُّجَيْنَ والذَّهبا
للّهِ دَرُّ الإِباء أعوزه / في جانِبِ الذُّلِّ عزّه فنبا
وَما مُقامُ الكَريمِ في بلدٍ / يُنفق فيه الحياءَ والأَدبا
ما لِي أَرى المَكرُماتِ عاطلةً / وَالفَضلَ خِلْوَ الفناءِ مُجتَنَبا
تفرّقٌ دائمٌ فإنْ عرضتْ / دَنيّةٌ طير نَحوها عُصبا
هَل لِيَ في الدّهرِ مِن أَخي ثِقَةٍ / يَحتَقِرُ الحادثاتِ والنُّوبا
مُمتَعِضِ الأَنفِ إِنْ أهَبْتَ بهِ / شَنَنْتَ في صَحنِ وَجهِهِ الغَضَبا
ربّ مقامٍ دَحْضٍ ثبتُّ بهِ / وَلَو خَطاه غَيرُ الجواد كَبا
وَساعَةٍ لِلعيوبِ كاسيةٍ / نَفَضتُ فيها مِن بُرْدِيَ الرِّيبَا
وَحالِك الجانِبين مُلتبسٍ / أطلعتُ فيه كواكباً شُهُبا
وَأَزْمَةٍ لِلّحومِ عارقةٍ / عَقرتُ في عُقرِ دارِها السَّغبَا
وَمُقْتِرٍ بَرّحَ الزّمانُ بِهِ / سَبَقتُ فيهِ إِلى اللُّها الطّلبَا
وَصاحِبٍ يَمتَرِي النّوافلَ في / ودّي وَلَم يَقتضِني الّذي وجبا
يَرضى بِسُخطِي على الزّمان فإنْ / رضيتُ يوماً عن صرفه غَضِبا
كَأنَّما الضِّغنُ بَينَ أَضلُعِهِ / يُضرّمُ ناراً إِذا أَقولُ خَبا
لايَنْتُهُ كَي يرى الجميلَ ولَمْ / أَنْحَتْ بكفّي من عودِه النَّجَبا
وَكنتُ إمَّا مثقِّفاً خَطلاً / منهُ وَإمّا مُداوياً جَرَبا
وَكَم سَقاني الطَّرْقَ الأُجاج فجا / زيتُ زُلالاً تخاله ضَرَبا
لا تعطنِي بالزّمان معرفةً / قد ضاق بِي مرّةً وقد رَحُبا
أيُّ خطوبٍ لم تشفِنِي عِظَةً / وأَيُّ دهرٍ لم أفنِهِ عَجَبا
ساعاتُ لهوٍ تمرّ مسرعةً / عنّا وتُبقي العناءَ والتَّعبَا
لا تطمعُ النّفسُ أنْ تمتَّعَ بال / آتي ولا تستردَّ ما ذهبا
وَكلّ حَيٍّ منّا يجاذب حَبْ / ل العمرِ أيّامَه لوِ اِنجَذبا
وَكَيفَ يَرجو الحياةَ مقتنصٌ / يُغرم منها ضِعفَ الذي كسبا
إنِّيَ من معشرٍ إذا نُسِبوا / طابوا فروعاً وأَنجبوا حَسَبا
لا يجد الذّمّ في حريمهمُ / مسعىً ولا العائبون مُضطَرَبا
إذا رضوا أوسعوا الورى نعماً / أو سَخِطوا أوْسعوهُمُ نُوَبا
أَو رَكِبوا الهولَ قالَ قائِلهم / أَكرمُنا مَن حياتَه وَهبا
كُلّ جَريءِ الجَنان إنْ هتفتْ / يَوماً بهِ حَومةُ الوغى وثبا
وَمَدّ فيها ذِراعَ قَسْوَرَةً / تَردّ صدرَ القناةِ مُختَضَبا
إِلى مَتى أَحمِلُ الهُمومَ وَلا / أُلفى مَدَى الدّهر بالغاً أَرَبا
تَزْوَرُّ عنّي الحقوقُ مُعرِضةً / مَتى أرُمْهُنَّ فُتْنني هَرَبا
نَهضاً إِلَيها إِمّا علوتُ لها / دَفّىْ ركوبٍ أو مركبا حَدِبا
إنْ لم أثِرْها مثل القطا الكُدْريّ لا / تَعرف إِلّا الرّسيمَ والخَببا
تَنصاعُ مثلَ النّعام جافلةً / تَترك أَقصى مُرادها كَثِبا
فَلا دَعوت الحسينَ يُحرز لِي / حُرَّ المَعالي يَومَ الفخارِ أَبا
قِرْمٌ إِذا حفّت الخطوبُ بهِ / نَزَعْن عن آخذٍ لها أُهبَا
مُجتَمع الرّأيِ بَينَهُنَّ وكَمْ / شعبنَ آراءَ غيره شُعَبا
يَأْبى وَتَأبى له حَفيظتُهُ / يَركَبُ أَمراً إِلّا إذا صَعُبا
أَو يَبتَغي في نَجاحِ حاجَتِهِ / إِلّا ظُبا البيضِ وَالقَنا سَببَا
وَكَم لَهُ مِن غَريب مَأثُرَةٍ / تُعجب من ليسَ يألفُ العَجبا
يَكونُ قَولُ الّذي تأمَّلها / لَيسَ المَعالي ونيلُها لَعِبا
مَكارِمٌ لا تَزالُ غالِبةً / عَلى مَحلّ الفَخارِ من غَلَبا
لا يَرهبُ الواصفُ البَليغ وإنْ / أَفرَط فيها عَيباً ولا كَذِبا
وَأَنتَ في كلّ يومِ معركةٍ / تُمطِر من سُحب نقعها العَطَبا
إِمّا جبيناً بالتُّرب منعفراً / أو وَدَجاً بالنَّجيع مُنسكبا
أَو لِمَّةً نشَّرَتْ غدائرُها / على نواحِي قناتها عَذَبا
لَولاك كانت جدّاءَ حائلةً / تُمسحُ أخلافُها ولا حَلَبا
وَمِن عَجيبِ الزّمان أَن يدّعي / شَأْوَك فَسْلٌ لم يعدُ أن كَذِبا
لَم يَدرِ وَالجهلُ من سجيّتِهِ / أَنَّكَ أَحرزتَ قبله القَصَبا
وَأَنَّهُ لا يَكون رَأساً على ال / أَقوامِ مَن كانَ فيهمُ ذَنَبا
وَوصمةٌ في الرّجال أن يطأوا / عَقْبَ اِمرِئٍ كان بينهم عَقِبا
أَو يَتبعوا ساعةً مِنَ الدّهرِ مَن / كانَ لِمَن شئتَ تابعاً حَقِبا
وَإِنْ جرَوْا كنتَ أَنت غُرّتَهم / سَبْقاً وَكان الحِزام واللّبَبَا
وَقَد دَرى كلُّ مَن لَهُ بصَرٌ / أَنّك سُدتَ العجيم والعَرَبا
وَقُدتهمْ ناشئاً ومنتهياً / ونُبْتَ عنهم تكهّلاً وصِبا
وإنْ دَجَوْا كنت فيهمُ قبساً / أَو خَمدوا كنتَ فيهمُ لَهَبا
وَإِن عَلا بَينهم تَشاجُرهمْ / سَللتَ لِلقولِ مِقْوَلاً ذَرِبا
يَأتي بِفَصلٍ مِنَ الخِطابِ لَهمْ / يَقطعُ ذاكَ اللّجاجَ والللّجَبا
كَلَهْذَمِ الرّمحِ عِندَ طَعنَتِهِ / وَالسّهم أصْمى والسّيف إن ضربا
وَكُنت فيهم ممّن يحاوِلهمْ / حِصناً حصيناً ومَعْقِلاً أَشِبا
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذُرنا
إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذُرنا / فلا اِعتذارٌ مِنّا إلى أحَدِ
والعبدُ علماً بحلمِ سيّدِهِ / يُذنِبُ عمداً وغيرَ مُعتمِدِ
ما حُجّتِي عُدّتِي لكن تغا / ضيك عن المذنبين من عُددِي
يا راكباً بلّغِ السّلامَ إذا / شُمتَ خياماً شطّتْ على بُعُدِ
وقلْ لفخرِ الملوكِ قاطبةً / مِنْ والدٍ قد مضى ومن ولَدِ
ومن حباهُ الإِله منزلةً / كم طلبوها فلم تُنَلْ بيدِ
عبدُكَ جَلْدٌ على الخطوبِ ومُذْ / نأَيْتَ عنه أضحى بلا جَلَدِ
يُطرِقُ مستوحشاً لما فاته / منك وما بالأجفانِ من رَمَدِ
قد سار قلبِي لمّا ارتحلتَ وما / خانَ وإن كان خانه جَسَدِي
إنِّيَ يا ذا الجلالتين وقد / خُلّفتُ عنكمْ كُرْهاً ولم أرِدِ
كخائفٍ في بلادِ مَضْيَعَةٍ / مستترٍ بالظّلامِ منفردِ
أو حاملٍ والظّماءُ يُحرقُهُ / بعد مَعينِ عَذْب على ثَمَدِ
يا كَثَبِي منه عُدْ عليَّ ويا / بُعْدِي باللّهِ قطُّ لا تَعُدِ
وقُلْ لحسّاد ما خُصصتُ بهِ / ردّوا زمانِي وَاِستَأنفوا حَسَدِي
وَاِبقَ لَنا في ظِلالِ مَملكةٍ / أَعزَّ عزّاً مِن جانبِ الأسدِ
وَليهنِك المِهْرَجانُ متَّئداً / بما ترجّى وغير متّئِدِ
يَمضِي وَيَأتِي منه لنا خَلَفٌ / وأنتَ باقٍ لنا على الأبَدِ
وَعَن قليلٍ أَزورُ مِن بَلَدِي / دارَك معمورةً على بَلَدِ
وَلَيسَ يَحتاج في الوصولِ إلى / آمِدَ مفتوحةً إلى أمَدِ
جرّعنِي حُبّه وباعدني
جرّعنِي حُبّه وباعدني / فلم أنلْ وصلَه ولم أكدِ
وزارني قبل أنْ تملّكنِي / فصرتُ عبداً له فلمْ يَعُدِ
يضحكُ عن لؤلؤٍ فإن يكن ال / لؤلؤ ذا صُفرةٍ فعَنْ بَرَدِ
ولستُ أرضى تشبيهَ لُقيَتِهِ / بساعةِ الأمنِ أو جنَى الشَّهَدِ
من كَلَفِي أنّنِي مررتُ به
من كَلَفِي أنّنِي مررتُ به / فلم يَعِرْني من طَرْفِهِ طَرَفا
وكدتُ لَمّا رأيتُ غِلظَتَهُ / أُنْجِعُ جسمي بمهجتي أَسَفا
قَد قادَني حُسنُه إليه كما / قاد اليمانون جِلَّةً شرَفا
فقلت رفقاً فلستَ أوّلُ مَن / لاذ مُسيءٌ بعفوه فعفا
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد / رأيت فيك العدوَّ محتكما
في ساعةٍ لو رآك في يده / أقسى عدوٍّ لرقّ أو رحما
قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانةِ وال / قتلُ مريحٌ إذا أسال دما
فإن تعشْ برهةً فأنت بما / رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكن الرَّجَما
وإنْ تكن ناجياً من الموتِ فال / موتُ مُنى مَن يعالجُ السَّقما
لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ / سلّمه الإتّفاقُ ما سلما
شُلَّتْ يدا من رمى فلم تُصمك الر / رَميةُ لمّا لم يدر كيف رمى
إنّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ / لم تعفُ آثارُهُ ولا اِنصرما
همّوا ولم يفعلوا لعائقةٍ / وفاعلٌ للأمور مَن عزما
ألَمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ / أنشبَ أظفارَه وما عدما
فاِخشَ لها عودةً فجارمُها / صَبٌّ بها ليس يعرف النّدما
إنّ الّذي أنت غُنْمُ بُغْيتِهِ / ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غنما
وَقد قَضى اللَّهُ أن يزيل لنا / نعمةَ من ليس يشكر النِّعما
ما شكّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ / أنّ جنوناً بالدّهر أو لمَمَا
أخَفْتَنِي ثمّ ما أمنتَ فلا / يأمن منّا من خاب أو نَدِما
فقل لقومٍ غُرّوا بفتنتِه / إِنّ أديماً دبغتُمُ حَلُما
ظننتُمُ أنّه ينير لكمْ / فَزادكم فَوق ظُلمةٍ ظُلَما
وَإِنْ أبَيْتُمْ إلّا عِبادَتَه / فقد رأينا من يعبد الصَّنمَا
وقلتُمُ إنّه أخو كرمٍ / وَما رَأينا فيكم لَه كَرما
وقال قومٌ أعطى فقلتُ لكمْ / إِنْ كانَ أَعطى فطالما حرما
قد ثلم الدّهرُ ما بناهُ لكُمْ / وتاب ممّا جناه واِجترما
فلا تروموا مثلَ الّذي / كان فذاك الشّبابُ قد خُرِما
بالجِدِّ نلتُ الّذي بلغتُ ولم / تعملْ إليه كفّاً ولا قدما
ولا أساسٌ لما بنيتَ فما / نُنكر منهُ أَن زال واِنهدما
فَقد سَئِمناك والمدى كَثِبٌ / ومن ثَوَى الرّيفَ جانَبَ السَّأَما
وإنْ تُصَبْ بالرّدى فليس ترى / دمعاً لعينٍ عليك مُنسَجِما
وَإِنْ تَغبْ فالّذي به غُصَصٌ / منك بواقٍ يقول لا قَدِما
فَلا سَقى اللَّهُ وادياً حلّه الس / سوءاتُ لمّا حللتَه الدِّيَما
ولا هَناك الّذي أتاك ولا / أمنتَ فيما جنيتَه النِّقَما
وَماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ / لا كان عَذْباً لهمْ ولا شَبما
فلا يَرُعني منك الوعيد فما / زلتُ أُولِّيهِ مِنّيَ الصَّمَما
ومَن ترى أنّني أهاب أذىً / فمبصرٌ في منامه حُلُما
سَلْ عَن صُخوري مَن كان يقرعها / وَعن قناتي اِمرءاً لها عَجَما
فلم أكنْ شحمةً لمُزْدَرِدٍ / كلّا ولا مضغةً لمن ضغما
قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وَهَداً / وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما
للَّه قَومٌ رأيتُ قبلك فو / ق العرش من هذه البِنا جُثُما
كانوا بسِلمٍ إنْ سادَ في حومة ال / حربِ أسودٌ إِفراسةً حَطما
لم يك فيهمْ ولا لهمْ أحدٌ / خالٍ بسوءِ الفِعالِ متَّهما
من كلِّ قَرْمٍ يشفي إذا شهد ال / حومةَ بالبِيض والقنا القَرَما
يرهب في عرضة الملام ولا / يرهب يوماً في جسمه الألما
كأنّني بالخيول ثائرةً / مُعجَلَةً أنْ تَقَلَّدَ اللُّجُما
مثلُ الدَّبا إذْ يقول مبصرها / شلَّ اليمانون بالقنا النَّعَما
وفوقهنّ الكماةُ حاملةٌ / سُمْراً طِوالاً وبُتَّراً خُذُما
لم ينثروا بالسّيوفِ مصلتةً / في الحربِ إلّا الأجسادَ والقِمما
فلا غَبَت منِّيَ المعارِضُ فالت / تعْريض مثلُ التّصريحِ إنْ فُهِما
وربّما ساعد اللّسان فلمْ / أحبسْ لساناً عن نطقه وفما
فطالما لم يخفْ رجالٌ من ال / أَسْيافِ كَلْماً وحاذروا الكَلِما
خذها ومن بعدها نظائرها / فلستُ للصّدق فيك مُحتشما
فأغبنُ النّاسِ كلِّهمْ رجلٌ / هاج لساناً أو نَبَّهَ القَلما
وَسَّدني كفَّهُ وعانقني
وَسَّدني كفَّهُ وعانقني / ونحن في سَكْرَةٍ من الوَسَنِ
وبات عندي إلى الصّباح وما / شاع اِلتقاءٌ لنا ولم يَبِنِ
خادعني ثمّ عَدّ خُدْعَتَه / لمُقْلَتِي منَّةً من المِنَنِ
فليت ذاك اللّقاءَ ما زال أوْ / ليتَ خيالاً في النّومِ لم يَكُنِ
وزارني زَوْرَةً بلا عِدَةٍ / وما أتى وقتُها ولم يَحِنِ
فإِنْ تكنْ زَوْرَةً موهّمةً / فقد أَمِنّا فيها الظِّنَنِ
وإنْ تكن باطلاً فكم باطلٍ / عاش به ميّتٌ من الحَزَنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025