المجموع : 8
فديتُ من قال لي على خَفَره
فديتُ من قال لي على خَفَره / وغضَّ من جفنِه على حورِه
سمَّعَ بي شعرُك المليحُ فما / ينفكُّ شادٍ به على وتَره
حسبُكَ بعضَ الذي أذعت ولا / حسب لِصَبٍّ لم يقضِ من وَطرِه
فقلت يا مستعيرَ سالفةِ ال / خشفِ وحُسنَ الفتورِ من نظره
لا تُنكِرَنَّ الحنين من طربٍ / عاوَدَ فيك الصبا على كِبَرِ
جَمَّشتُ يُسراً على تسكُّرِهِ
جَمَّشتُ يُسراً على تسكُّرِهِ / وقد دهاني بحُسنِ منظرِهِ
فهَمَّ بالفتكِ بي فناشدَهُ / فيَّ كريمٌ من خيرِ معشرِهِ
يا من رأى مثل شادنٍ خَنِثٍ / يصولُ في خدرِه بزُوَّرهِ
يسحبُ ذيلَ القميصِ صعترَه / ووارداتٍ من هُدبِ مئزرهِ
ولا يُعاطي نديمَه قدحاً / إلا بإبهامه وخنصرِهِ
أخافُ من كبرِهِ بوادِرَهُ / أدالني اللَهُ من تكبُّرِه
قد قلت للشَّربِ إذ بدا فُضُلاً / في ريطَتَيهِ وفي مُمَصَّرِهِ
ويلي على شادنٍ توعَّدني / بسلِّ سكينه وخنجرِه
أما كفاه ما حزَّ في كبدي / بسحر أجفانه ومحجرِهِ
إذا نسيمُ الرياحِ قابلَنا / بالطيبِ من مسكه وعنبرِهِ
هز قواماً كأنه غُصُنٌ / وارتَجَّ ما انحطَّ من مُخَصَّرِه
سقياً لزَورٍ من طيفٍ مُحتَجِبِ
سقياً لزَورٍ من طيفٍ مُحتَجِبِ / عاتبته في المنامِ فاعتذَرا
فزالَ حِقدُ الضميرِ عن سَكَنٍ / يُسخطُني رائحاً ومبتَكرا
رضيتُ من عُذرِ من أقام / على الذنبِ بطيفٍ ألَمَّ مُعتَذِرا
مررتُ بالقريتين منصرفاً
مررتُ بالقريتين منصرفاً / من حيث يقضي ذوو النهى النسكا
إذا فتاةٌ كأنها قمرٌ / للتمِّ لما توسَّطَ الفلكا
واضعة كفها على حرها / تقول يا ضيعتي وضيعتكا
تيسري للمام من أمم
تيسري للمام من أمم / ولا تُراعي حمامةَ الحرمِ
قد غاب لا آب من يراقبنا / ونام لا قام سامرُ الخَدَمِ
فاستصحبي مسعداً يفاوضنا / اذا خلونا في كل مكتتمِ
تبذلي بذلةً تقرُّ بها ال / عَين ولا تحصري وتحتشمي
ليت نجوم السماءِ راكةٌ / على دجى ليلنا فلم ترمِ
ما لسروري بالشك ممتزجاً / حتى كأني أراه في حلم
فرحتُ حتى استخفني فرحي / وشبتُ عين اليقين بالتهمِ
أمسحُ عيني مستثبتاً نظري / إخالني نائماً ولم أنمِ
سقياً لليلٍ أفنيت مدته / بباردِ الريقِ طيبِ النسمِ
أبيضَ مرتجةٍ روادِفُه / ما عِيبَ من قَرنِه الى القدمِ
إذ قصباتُ العريش تجمعنا / حتى تجلَّت أواخرُ الظُّلمِ
وليلةٍ بتها مُحَسَّدَةٍ / محفوفةٍ بالظنون والتُّهَمِ
أبثَّ عبراتِه على غصصٍ / يَرُدُّ أنفاسه الى الكظمٍ
سقياً لقيطونها ومخدعها / كم من لمامٍ به ومن لمَمِ
لا أكفرُ السيلحين أزمنةً / مُطيعةً بالنعيم والنِّعَم
وليلة القفصِ إن سألتَ بها / كانت شفاءً لعلةِ السقمِ
بات أنيسي صريعَ خمرته / وتلك إحدى مصارع الكرمِ
وبتُّ عن موعدٍ سبقتُ به / ألثم دُراً مفلجاً بفمِ
وابأبي من بدا بروعةِ لا / وعاد من بعدها الى نعمِ
أباحني نفسه ووسدني / يُمنى يديه وبات مُلتَزمي
حتى اذا اهتاجت النواقسُ في / سُحرةِ أحوى أحمَّ كالحُمَمِ
وقلت هبا يا صاحبي ونبهت / أباناً فهبَّ كالزلمِ
فاستنها كالشهاب ضاحكةً / عن بارقٍ في الإناء مُبتسمِ
صفراءَ زيتية موشحة / بأرجوانٍ ملمعٍ ضرمِ
أخذتُ ريحانةً أراحُ لها / دبَّ سُروري بها دبيب دمي
فراجعِ العُذرَ إن بدا لك في العذرِ / وإن عُدت لائماً فَلُمِ
وا بأبي مفحمٌ لعزته
وا بأبي مفحمٌ لعزته / قلت له إذ خلوتُ مكتتما
تحبُّ باللَه من يخصك بالحبِّ / فما قال لا ولا نعما
ثم تولى بمقلتي خجلٍ / أراد رد الجواب فاحتشما
فكنت كالمبتغي بحيلته / برءا من السقمِ فابتدا سقما
كابرنيكَ الزمان يا حسن
كابرنيكَ الزمان يا حسن / فخاب سهمي وأفلح الزمن
ليتك إذ لم تكن بقيت لنا / لم تبق روحٌ يحوطها بدنُ
حثت صبوحي فكاهة اللاهي
حثت صبوحي فكاهة اللاهي / وطابَ يومي لقربِ أشباهي
فاستثر اللهو من مكامنه / من قبل يومٍ منغصٍ ناهي
بابنة كرمٍ من كف منتطقٍ / مؤتزرٍ بالمجون تياه
يسقيك من طرفه ومن يده / سقي لطيفٍ مجربٍ داهي
كأساً فكأساً كان شاربها / حيرانُ بين الذكورِ والساهي