القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 23
متيَّمٌ بالصدود مُستهتَرْ
متيَّمٌ بالصدود مُستهتَرْ / قلقلَهُ شادن له أحورْ
أبدع في خَلقه مُصَوِّرُهُ / فأكمل الحُسنَ فيه إذ صوَّرْ
لا الشمس تحكيه في ملاحتها / ولا هلال السماء إذ يبدر
من أين للبدر مثل عارضِه / وأين للبدر شارب أخضر
طالبتُه قبلةً فغلَّظ لي / وسلَّ نحوي بلحظه الخنجر
ومالي حرم والك متى / ما تحذر الموت قلت لا أحذر
مَن الجُلَنْدَى ومن يزيد ومَن / عمرو ومن عامرٌ ومن عنتر
لستُ كمن قد يقول من جزعٍ / هاتِ ردائي وهاتني المعجر
أنا المنايا أنا الحتوف أنا / أشطر من كل شاطرٍ يُذكَر
فلم أزل بالرُّقى أُدرِّجه / حتى إذا لان حلَّ لي المئزر
فبِتُّ في ليلةٍ نعمتُ بها / بطيب عيشٍ من الفتى الأقمر
يا سيِّدي كيف كنتَ في سَفَرِكْ
يا سيِّدي كيف كنتَ في سَفَرِكْ / مازال قلبي يهيمُ في أثَرِكْ
تركتَني مفرداً أخا شَجَنٍ / وقاكَ ربّي وزادَ في عُمُرِك
بلَّغكَ اللَهُ كلَّ ما كنتَ تَه / واهُ وما قد تحبُّ من وَطَرِك
يقتبس البدرُ من سنا وجهكَ ال / مُشرقِ والليل حَلَّ في شَعرِك
لستَ ترى ذا الفقار مُذكَّراً
لستَ ترى ذا الفقار مُذكَّراً / إلا إذا يُذكرُ الفتى حيدَرْ
جازَ أبو القاسم المَديحَ عُلاً / وقَدرُه في المَديح لا يُقدَرْ
شكرتُه من أخٍ ومِصر تُرى / مُخصِبَةً إذ بِجُوده تُمطَرْ
أَشعَرُ في مَدحِه ومَن أودَع ال / نِعمَةَ من يستحقها أشعَرْ
مَن يجعلِ الفضلَ في مواطنه / فذاك في كل موطنٍ يُشكَرْ
لولا أُناس يقوم شكرُهُمُ / بالجود كاد البخيل أن يُعذَرْ
لازلتَ حيّاً كذا الوليُّ لك ال / فائز دَوماً والشانئ الأبتَرْ
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ / بالناس في كُتبه إذا تُنشَرْ
وقدرُه فوق ما تملَّكه / فليس حبّي له بمستكثَرْ
اختصَّه جعفر الإمام فقد / وُفِّقَ فيما اختَصَّه جعفرْ
فكُتبُه كالعيون إن نُشِرَت / سَوَادُها من بياضها أحوَرْ
تطلع من رأيه اذا اعتكرت / ظلماءُ خطبٍ كواكبٌ تزهرْ
تُثبِت أقلامُه بها حِكَماً / تُتلى بألفاظِ لُؤلؤٍ يُنثَرْ
تجبر ما تكسر الخطوبُ وما / تكسر آراؤه فلن يجبَرْ
كأنَّما الدَّهر في تصرُّفه / يحكم تدبيرَه إذا دبَّرْ
قد وافقت يُمنَه بصيرتُه / فيا لتوفيق كلِّ ما قَدَّرْ
كأنَّما مَجمَعُ العيون له / تُجيب إطراقَه إذا فكَّرْ
يدبِّر الكونَ قبل موقعِه / فهو يرى قبل وِرده المصدرْ
إن قام للأمر كان محتضِراً / رأياً برُشدٍ من رأيه أحضَرْ
يُصمي بسهم البديهِ شاكلةَ ال / رَميِ وقوسُ الأنَاةِ لم يُوتَرْ
لا تكذبوا ليس هذه كتبَ ال / كُتّاب لكن معادن الجوهَرْ
نَمَّ بها صامتٌ يُكاتِم إن / صامَ ولكن ينمُّ إن أفطرْ
ضامر جسمٍ تراه عن خَرَسٍ / مترجماً عن جميع ما يُضمَرْ
قد سلب العاشقين دِقَّتَهم / ولونَهم في المحسر والمنظرْ
يبصر ما أوحت النفوسُ له / وماله آلةٌ بها يُبصرْ
يرضَع من غير أُمِّه لبناً / يمجُّه فوه فهو لا يَكبَرْ
قد يُزدَرى في عيانه ولقد / يَقضي بآثارِه إذا أثَّرْ
يحفى من المشي في الرضاع فإن / عُولج منه رأيتَه أصغَرْ
حق لاثار لون عن بني ال / عبّا أن ترقص أو تنصرْ
منكّس رأسَه كهاروتَ في / بابل إذ كان مثلَه يسحَرْ
دَع ذِكرَ أقلامه فلم يكن ال / صَمصَامُ إلا بعنترٍ يُذكَرْ
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا / فاستأنس الشادنُ الذي نفرا
فلو ترى كأسَه على فمه / حسبتَ شمساً تقبِّلُ القمرا
تشرب عيناه خمر وجنته / فيَسكر الطرفُ وهو ما سكرا
لم يخلق اللَهُ في خلائقه / أحسنَ من محسنٍ إذا قدرا
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا / فأنصف المستهامَ وانتصفا
لا تخلف الوعدَ لي أيا سَكَني / فإن في خلفه ليَ التلفا
هجرك إن دامَ لي بغير وفاً / قضيتُ وجداً بغصَّتي أسفا
لا خير في الوعد لا تمام له / كأنَّه البرق لاح واختطفا
سهام عين الحبيب تقتلني / كأن في مهجتي لها هدفا
ما حلَّ هذا وليس ذا حسناً / أن تتركنّي متيَّماً دنفا
يا ليت شعري متى يكون لنا / وقتٌ نرى الشمل فيه مؤتلفا
ما أقبح التيه بالمِلاح ومَن / كان مليحاً فلا يكن صلفا
يا حَسَناً اسمه له صفةٌ
يا حَسَناً اسمه له صفةٌ / بديع حُسنٍ سَوّاه خالِفُهُ
للغصن من قَدِّه شمائلُه / للظبي من جيده سَوالفُهُ
يستقبح الظلمَ وهو فاعلُه / وينكر الحقَّ وهو عارفُهُ
تُهدي إليَّ الهوى رَوادفُه / إذا تهادَت به رَوادفُهُ
وعيشِه ما حسدتُ غيرَ فتىً / يُبلى فيهوى من لا يخالفُهُ
أكلتُ رُمانةً فعاتبني
أكلتُ رُمانةً فعاتبني / فتىً رآها كخَدِّ معشوقهْ
فقال خدُّ الحبيب تأكُلُه / فقلت لا بل أمصُّ من ريقِهْ
كم استغاث السقامُ من سقمي
كم استغاث السقامُ من سقمي / في ليلةٍ لم أنَم ولم أُنِمِ
ما زلتُ أبكي والليلُ مُعتكِرٌ / حتّى بكت لي حنادسُ الظُّلَمِ
لا تنصحوني فإنني كَلِفٌ / أرى نصيحي بعين مُتَّهِمِ
لم أرَ مثلَ الهوى له نِقَمٌ / يذاق منها حلاوةُ النِّعَمِ
من أين للبدر مثل مبسِمِهِ
من أين للبدر مثل مبسِمِهِ / واللؤلؤ الرَّطبِ لُؤلؤٍ بفَمِه
من أين للغصن حُسن قامته / أصبح بدرُ السماء من خَدَمه
وأين حدُّ الحسام من نظرٍ / يحكم في لحم عبدِهِ ودَمِه
نورٌ من النور لم تأمَّله / لقمانُ يوماً لظلَّ من حَشَمِه
يا قمراً صار حُسنُه عَلَما
يا قمراً صار حُسنُه عَلَما / قتلتَ خَلقاً وما سفكتَ دَما
قاسمت بدرَ الدجى محاسنَه / وازددتَ طَرفاً ومبسماً وفما
لو كان في جاهليَّةٍ سلفت / صُوِّرَ تمثال حُسنِه صَنَما
يا شادناً بالفتور مكحتلاً
يا شادناً بالفتور مكحتلاً / وغُصنَ بانٍ يميس معتدلا
أنت حياتي وأنت لي تلفٌ / وفيك لي نعمةٌ وفيك بَلا
الحبُّ يُشقي الفتى ويُسعده / صبراً على الحبِّ جار أم عدلا
كم تقتلونا وكم نحبُّكمُ / يا عجباً من محبِّ مَن قَتَلا
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري
يا مُنيتي لِم حجبتَ عن بصري / ما كان يُخشى عليك من نظري
هل كان في نظرةٍ أعيش بها / يا سُؤلَ قلبي عليك من ضَرَرِ
قرَّة عيني متى تعلله / منك فقلبي في أعظم الحَذَرِ
لا كان مَن يصنع السُّتور فكم / يُحجَب تحت الستور من قَمَرِ
يا طِيبَ أيّامِنا التي سلفت / ما كان أحلى محبّة الصِّغَرِ
وروضةٍ عَرسُنا مُعَرَّسُها
وروضةٍ عَرسُنا مُعَرَّسُها / حريرُها مشرقٌ وسُندسُها
يحكي خدودَ الملاح ثامِرُها / وأعينَ الغانيات نرجسُها
اذا نسيم الرياح قابَلَها / طيَّب ما بيننا تنفُّسُها
تزداد طيباً بمن يحرِّكها / وعارف حقَّها منكسها
جمال عينيك عَطَّل النَّرجسْ
جمال عينيك عَطَّل النَّرجسْ / حتى تقاضى ودار في المجلِسْ
أبصر عينيك فانثنى خجلاً / فهو لفرط الحياء قد نكِّسْ
لو استطاع الكلامَ قال كذا / كان ولكن لسانه أُخرِسْ
وذي ظِلالٍ كأنَّه
وذي ظِلالٍ كأنَّه / بستان حُسنٍ في الزَّهر منقوشُ
وروضة الياسمين عارِضُهُ / وهو بلحظ الرقيب مخدوشُ
والدرُّ في ثغره منابتُه / والورد في وجنَتَيه مفروشُ
وقد زها في جبينه أبداً / عنقودُ صدغٍ عليه معروشُ
قد مرَّ بي أحمدٌ فما وَقَفا
قد مرَّ بي أحمدٌ فما وَقَفا / فليته في رجوعه عطفا
فقلتُ سُؤلي أما ترقُّ لمن / أمسى من الحبِّ هائماً دَنِفا
فاحمرَّ خدّاه من معاتبتي / كأنما الورد منهما قُطِفا
فقال لي لا تلم على صلفي / كلُّ مليحٍ ترى له صَلَفا
وشادنٍ مرَّ فاتن المنظرْ
وشادنٍ مرَّ فاتن المنظرْ / كلَّمتُه فاستطال واستكبرْ
وظلَّ من عُجبه يخاطبني / بعقد إبهامِه وبالخِنصَر
مُزَرِّرٌ إذ تراه مرتدياً / بالحد يضفى وقطّ ما زَرَّر
أطال أردانَه وشمَّرها / كبراً وللفتك ذيلَه قَصَّر
يضجُّ من زيِّه العبادُ بما / طرَّز من كُمِّه وما شَجَّر
قد شهدت بالجمال طلعتُهُ / وبالعبا نال رتبةً أشهر
أحور إن كلَّموه من تَيَهٍ / حار فيا حُسنَ أحورٍ أحوَر
مَرَّرَ أخلاقَه فزاد بها / حلاوةً في القلوب إذ مَرَّر
يومي الى صحوه وسخطَتُه / تفعل ما ليس يفعل الخَنجَر
يَخطِرُ فتكاً ومن لَبَاقته / تحسبه في قلوبنا يَخطِر
عجبتُ من خلعه العذارَ ولم / يخلع ذيول الصِّبا وما قَدَّر
فقلتُ لا تَطغَ يا صبيُّ فلا / يَزيف فَرخٌ بَعدُ ما طَيَّر
فاشتاط في نخرةٍ مزلزلةٍ / كادت لها الأرض تحته تنخر
وقال أُمُّ الذي أرادَ بنا / نقصاً وأُختُ الذي بنا قَصَّر
تُرى لمثلي يقال ذا وأنا / سردات جورٍ وقالب المُنكَر
واللَه لو أنني مددتُ يدي / بخنصري لم يردَّها عسكر
والله لو أنني دُفِنتُ لما / مرَّ بقبري الزنديق أو الحبر
رَباحي الشرُّ إن يكن شَغَبٌ / أو فتنةٌ كان حظِّيَ الأوفر
صديقتي شَفرتي فكم صبغت / من دم خصمي إزاري الأحمر
فارقتُ في كل مُطبَقٍ غُلُقٍ / كلَّ فتىً في سِباله يعثر
إن كنتَ يا نِكس لا تُقِرُّ فَسَل / عنّي مَن قد مضى ومن غَبَّر
رأيت ما يُنبت الزجاجُ لها / ثغراً ولكن لوقتها تُثغِر
رأيت ما يصنع المزاجُ بها / وهكذا صنعُها بمن يسكر
تدبُّ فينا دبيبَ خير بني / شيبان واللونُ من بني قيصر
كأنَّها قد حوت خِلالَ أبي ال / قاسم أو من طباعه تُعصَر
جوداً ومجداً ونجدةً سرقت / منه وقهراً كمثل ما يقهر
قد عمر الدولةَ التي جعلت / بنيانَها باحتياطه يُعمَر
يعثر سحبان دونه ويُرى / تقصيرُ عمرٍ ولديه إن قَصَّر
يغتال أعداءه اذا احترسوا / بلحظةٍ مثل ضربة الأعفر
يُردي ويُحيي بلحظِهِ ومتى / وجَّه تحديد لحظه ينحر
همته فوق ما حوى فبه / يفتخر البأسُ وهو لا يفخر
وما جفاني مَن كان لي أُنُساً
وما جفاني مَن كان لي أُنُساً / أنستُ شوقاً ببعض أسبابهْ
كمثل يعقوب بعد يوسف إذ / حنَّ إلى شَمِّ بعض أثوابِهْ
دخلتُ بابَ الهوى ولي بَصَرٌ / وفي خروجي عميتُ عن بابِهْ
كم شهوةٍ مستقرَّة فرحاً
كم شهوةٍ مستقرَّة فرحاً / قد انجلت عن حلول آفاتِ
وكم جهولٍ تراه مشترياً / سرور وقتٍ بغمِّ أوقاتِ
كم شهواتٍ سلَبنَ صاحبها / ثوبَ الديانات والمروءاتِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025