المجموع : 4
ياجامِعَ الشَملِ بَعدَما اِفتَرَقا
ياجامِعَ الشَملِ بَعدَما اِفتَرَقا / قَدِّر لِعَيني بِمَن أُحِبُّ لِقا
وَيا مُجيرَ المُحِبِّ مِن فَرَقِ ال / فِراقِ عَجِّل وَأَذهِبِ الفَرَقا
عافِ مِنَ السُقمِ مُبتَلىً بِهَوى / مانَفَعَت فيهِ عوذَةٌ وَرُقى
أَجِر بِوَصلِ الحَبيبِ قَلبِيَ مِن / طَوارِقِ الهَجرِ وَاِفتَحِ الطُرُقا
وَلا تُسَلِّط أَذى الفِراقِ عَلى / ضَعفي فَما لي عَلى الفِراقِ بَقا
وَلا تُؤاخِذ فَلَستُ أَوَّلَ مَن / بِخَيسِ عَهدِ الحِسانِ قَد وَثَقا
أَنا الَّذي رامَ مِن أَحِبَّتِهِ / حَظّاً بِلُقياهُم فَما رُزِقا
وَهَل مُطيقٌ عَلى النَوى جَلَداً / صَبٌّ لِغَيرِ الغَرامِ ما خُلِقا
أَحِبَّتي ما الَّذي أَضَرَّ بِكُم / قُربِيَ بَعدَ النَوى لَوِ اِتَّفَقا
جودوا وَعودوا فَدَيتُكُم دَنِفاً / نِضوَ سَقامٍ عَلى الفِراشِ لَقى
حَسِبتُ يَومَ الوَداعِ أَنَّ مَعي / قَلبي وَلَم أَدرِ أَنَّهُ سُرِقا
إِنَّ فُؤادي فَراشُ شَوقِكُمُ / صادَفَ نارَ الغَرامِ فَاِحتَرَقا
وَإِنَّ وَجدِيَ الَّذي أَراقَ دَمَ ال / عَينِ لَدَمعٌ أَهدى لَها الأَرَقا
واعَجَباً لايَزالُ ذا ظَمَإٍ / إِنسانُ عَينٍ بِدَمعِها غَرِقا
قَد أَظلَمَت عيشَتي وَلَستُ أَرى / إِلّا بِكُم مَشرِقاً لَها أُفُقا
فَأَسأَلُ اللَهَ أَن يُعيدَكُمُ / وَيَجمَعُ الشَملَ بَعدَما اِفتَرَقا
كَيفَ تَرى زَورَةَ الخَليجِ وَقَد
كَيفَ تَرى زَورَةَ الخَليجِ وَقَد / صُبِّغَ وَجهُ العَشِيِّ بِالوَرسِ
وَرَقَّ ثَوبُ الأَصيلِ وَاِنفَتَحَت / في وَجنَةِ النَهرِ وَردَةُ الشَمسِ
تَلهو بِذَوبِ اللُجَينِ مُطَّرِداً / فيهِ وَذَوبُ النُضارِ في الكَأسِ
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا / وَذَيلُهُ بِالسَنا قَدِ اِشتَعَلا
وَأُقحُوانُ الرُبى بَدا سَحَراً / وَأُقحُوانُ النُجومِ قَد ذَبُلا
وَالوَردُ مِثلُ الخُدودِ قَد دَمِيَت / مِن نَرجِسٍ حَدَّقَت لَها المُقَلا
يَسقيكَ مِن كاسِهِ وَناظِرِهِ / دُرّاً بِكاسَي صَبابَةٍ وَطِلا
تَختَدِعُ السُكرَ مُقلَتاهُ فَإِن / نَبَت بِهِ الكاسُ كانَ مُستَحِلا
إِن وَعَدَ الوَصلَ سينُ طُرَّتِهِ / قَرَأتُ في عارِضَيهِ لَفظَةَ لا
أَيَّدَ حُبّي كِتابُ عارِضِهِ / كَذلِكَ الكُتبُ تَعضَدُ المَلَلا
لا تَعذُلوني عَلى مَحَبَّتِهِ / فَسَيفُ عَينَيهِ يَسبِقُ العَذَلا
مُسَلَّطٌ لا أَذُمُّ قُدرَتَهُ / وَظالِمٌ أَشكُرُ الَّذي فَعَلا
وَباخِلٌ بِالنَوالِ عادَتُهُ / قَد عَلَّمَتني بِحُبِّهِ البَخَلا
فَهاتِها وَاِسقِني بِراحَتِهِ / وَطاوِعِ اللَهوَ وَاِعصِ مَن عَذَلا
راحٌ يَزينُ الحَبابُ حُمرَتَها / كَما يَزينُ التَبَسُّمُ الخَجَلا
يُقَلِّدُ الماءُ جيدَها دُرَراً / يَنهَبُها الشَربُ بَينَهُم نَقَلا
إِن جَدَّدَت بِالمِزاجِ حِليَتَها / جَدَّدَت شُرباً يَسومُها العَطَلا
حاكِمُها يَظلِمُ العُقولَ وَلا / تَصلُحُ حالُ النُفوسِ إِن عَدَلا
نَجمٌ لِلَيلِ الهُمومِ أَكثَرُ ما / يَكشِفُ تِلكَ الدُجى إِذا أَفَلا
قُلوبُهُم في جَنى النَعيمِ بِها / وَإِن بَدَت في وُجوهِهِم شُعَلا
قَد يَنتُجُ الضِدُّ ضِدَّهُ وَإِذا / شِئتَ فَجودَ الوَزيرِ خُذ مَثَلا
رَفيعَني حَظُّهُ الحِمامَ كَما / قَد صانَ وَجهي بِكُلِّ ما بَذَلا
يَأتي بِلا مَوعِدٍ نَداهُ فَلَو / كانَ كَلاماً لَكانَ مُرتَجَلا
لَوِ اِكتَفى ساطِياً بِهَيبَتِهِ / كَفَتهُ بيضَ السُيوفِ وَالأَسَلا
أَو لَم يُنِل غَيرَ بِشرِهِ صِلَةً / أَرضى بِها كُلَّ سائِلٍ سَأَلا
يَقتَرِعُ البَحرُ وَالغمامَةُ مَن / أَدناهُما مِن سَماحِهِ سُبُلا
تَاللَهِ ما شَرَّفَ السَحابَ سِوى / أَن ضَرَبوها لِجودِهِ مَثَلا
وَلا بِلُجِّ البِحارِ مِن كَرَمٍ / إِلّا جِوارٌ بِدارِهِ اِتَصَلا
كَأَنَّ جَدوى يَدَيهِ مَأدُبَةٌ / دعا إِلَيها بِبِشرِهِ الجَفَلى
لِلنَفعِ وَالضُرِّ عِندَهُ شِيَمٌ / أَمَرَّ فيها لِطاعِمٍ وَحَلا
كَأَنَّما طَعمُ عادَتَيهِ هَوى / بَرَّحَ فيها العِتابَ وَالقُبَلا
لِاِبنِ خَلاصٍ مُحَمّدٍ هِيَ تُهدى / فَقَد حَكَت مَدحَهُ غَزَلا
فاقَت بِهِ سَبتَةُ البِلادَ كَما / دَولَةُ يَحيى قَد فاقَتِ الدُوَلا
وَاِعتَدَلَ الدَهرُ حينَ حَلَّ بِها / فَكانَ شَمساً وَكانَتِ الحَمَلا
أَحَبَّهُ الناسُ دونَ مُختَلِفٍ / كَما أَحَبّوا الشَبابَ مُقتَبَلا
أَجني بِهِ زُخرُفَ المَعيشَةِ إِذ / لَم يُبقِ لي جودُ كَفِّهِ أَمَلا
بَلَّغَهُ اللَهُ في الكَمالِ مَدىً / إِلَيهِ تَصبو الوَرى وَقَد فَعَلا
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا /
فَاِجتَنِ زَهرَ الرَبيعِ واَلقُبَلا / وَاِشرَب
يا ساقِياً لا وُقيتُ فِتنَتَهُ /
حَوى شَفيفُ الكُؤوسِ صورَتَهُ /
فَمَثَّلت ثَغرَهُ وَوَجنَتَهُ /
هَذا حَباباً في الكاسِ مُعتَدِلاً /
وَذا رَحيقاً يَطوي الزُجاجَ عَلا / كَوكَب
أَقَمتُ سوقَ المُنى عَلى ساقِ /
وَبِعتُ عَقلي بِالخَمرِ مِن ساقِ /
أَسهَرَ عَيني بِنَومِ أَحداقِ /
تَمَثَّلَ السِحرُ وَسطَها كَحَلا /
مُعتَلَّةٌ وَهيَ تُبرِئُ العِلَلا / فَاِعجَب
قَلبُكَ صَخرٌ وَالجِسمُ مِن ذَهَبِ /
أَيا سَمِيَّ النَبيِّ يا طَلَبي /
جاوَرتَ مِن أَضلُعي أَبا لَهَبِ /
ياباخِلاً لا أَذُمُّ ما فَعَلا /
صَيَّرتَ عِندي مَحَبَّةَ البُخَلا / مَذهَب
يا مُنيَتي واَلمُنى مِنَ الخِدَعِ /
لا نِلتُ سُؤلي وَلا الفُؤادُ مَعي /
هَل عَنكَ صَبرٌ أَو فيكَ مِن طَمَعِ /
أَفنَيتُ فيكَ الدُموعَ وَالحِيَلا /
فَلا سُلُوٌّ في الحُبِّ نِلتَ وَلا / مَأرَب
أَتَيتُ أَشكوهُ لَوعَةً عَجَبا /
فَصَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ غَضَبا /
فَعِندَ هَذا غَنَّيتُهُ طَرَبا /
تَلعَب بِقَلبي وَآخَرَ تَغضَبُ عَلى /
اِن جِئتَ بَعدَكَ كَما لَعِبتَ فَلا / تَغضَب