القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَهْل الأَندَلُسي الكل
المجموع : 4
ياجامِعَ الشَملِ بَعدَما اِفتَرَقا
ياجامِعَ الشَملِ بَعدَما اِفتَرَقا / قَدِّر لِعَيني بِمَن أُحِبُّ لِقا
وَيا مُجيرَ المُحِبِّ مِن فَرَقِ ال / فِراقِ عَجِّل وَأَذهِبِ الفَرَقا
عافِ مِنَ السُقمِ مُبتَلىً بِهَوى / مانَفَعَت فيهِ عوذَةٌ وَرُقى
أَجِر بِوَصلِ الحَبيبِ قَلبِيَ مِن / طَوارِقِ الهَجرِ وَاِفتَحِ الطُرُقا
وَلا تُسَلِّط أَذى الفِراقِ عَلى / ضَعفي فَما لي عَلى الفِراقِ بَقا
وَلا تُؤاخِذ فَلَستُ أَوَّلَ مَن / بِخَيسِ عَهدِ الحِسانِ قَد وَثَقا
أَنا الَّذي رامَ مِن أَحِبَّتِهِ / حَظّاً بِلُقياهُم فَما رُزِقا
وَهَل مُطيقٌ عَلى النَوى جَلَداً / صَبٌّ لِغَيرِ الغَرامِ ما خُلِقا
أَحِبَّتي ما الَّذي أَضَرَّ بِكُم / قُربِيَ بَعدَ النَوى لَوِ اِتَّفَقا
جودوا وَعودوا فَدَيتُكُم دَنِفاً / نِضوَ سَقامٍ عَلى الفِراشِ لَقى
حَسِبتُ يَومَ الوَداعِ أَنَّ مَعي / قَلبي وَلَم أَدرِ أَنَّهُ سُرِقا
إِنَّ فُؤادي فَراشُ شَوقِكُمُ / صادَفَ نارَ الغَرامِ فَاِحتَرَقا
وَإِنَّ وَجدِيَ الَّذي أَراقَ دَمَ ال / عَينِ لَدَمعٌ أَهدى لَها الأَرَقا
واعَجَباً لايَزالُ ذا ظَمَإٍ / إِنسانُ عَينٍ بِدَمعِها غَرِقا
قَد أَظلَمَت عيشَتي وَلَستُ أَرى / إِلّا بِكُم مَشرِقاً لَها أُفُقا
فَأَسأَلُ اللَهَ أَن يُعيدَكُمُ / وَيَجمَعُ الشَملَ بَعدَما اِفتَرَقا
كَيفَ تَرى زَورَةَ الخَليجِ وَقَد
كَيفَ تَرى زَورَةَ الخَليجِ وَقَد / صُبِّغَ وَجهُ العَشِيِّ بِالوَرسِ
وَرَقَّ ثَوبُ الأَصيلِ وَاِنفَتَحَت / في وَجنَةِ النَهرِ وَردَةُ الشَمسِ
تَلهو بِذَوبِ اللُجَينِ مُطَّرِداً / فيهِ وَذَوبُ النُضارِ في الكَأسِ
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا / وَذَيلُهُ بِالسَنا قَدِ اِشتَعَلا
وَأُقحُوانُ الرُبى بَدا سَحَراً / وَأُقحُوانُ النُجومِ قَد ذَبُلا
وَالوَردُ مِثلُ الخُدودِ قَد دَمِيَت / مِن نَرجِسٍ حَدَّقَت لَها المُقَلا
يَسقيكَ مِن كاسِهِ وَناظِرِهِ / دُرّاً بِكاسَي صَبابَةٍ وَطِلا
تَختَدِعُ السُكرَ مُقلَتاهُ فَإِن / نَبَت بِهِ الكاسُ كانَ مُستَحِلا
إِن وَعَدَ الوَصلَ سينُ طُرَّتِهِ / قَرَأتُ في عارِضَيهِ لَفظَةَ لا
أَيَّدَ حُبّي كِتابُ عارِضِهِ / كَذلِكَ الكُتبُ تَعضَدُ المَلَلا
لا تَعذُلوني عَلى مَحَبَّتِهِ / فَسَيفُ عَينَيهِ يَسبِقُ العَذَلا
مُسَلَّطٌ لا أَذُمُّ قُدرَتَهُ / وَظالِمٌ أَشكُرُ الَّذي فَعَلا
وَباخِلٌ بِالنَوالِ عادَتُهُ / قَد عَلَّمَتني بِحُبِّهِ البَخَلا
فَهاتِها وَاِسقِني بِراحَتِهِ / وَطاوِعِ اللَهوَ وَاِعصِ مَن عَذَلا
راحٌ يَزينُ الحَبابُ حُمرَتَها / كَما يَزينُ التَبَسُّمُ الخَجَلا
يُقَلِّدُ الماءُ جيدَها دُرَراً / يَنهَبُها الشَربُ بَينَهُم نَقَلا
إِن جَدَّدَت بِالمِزاجِ حِليَتَها / جَدَّدَت شُرباً يَسومُها العَطَلا
حاكِمُها يَظلِمُ العُقولَ وَلا / تَصلُحُ حالُ النُفوسِ إِن عَدَلا
نَجمٌ لِلَيلِ الهُمومِ أَكثَرُ ما / يَكشِفُ تِلكَ الدُجى إِذا أَفَلا
قُلوبُهُم في جَنى النَعيمِ بِها / وَإِن بَدَت في وُجوهِهِم شُعَلا
قَد يَنتُجُ الضِدُّ ضِدَّهُ وَإِذا / شِئتَ فَجودَ الوَزيرِ خُذ مَثَلا
رَفيعَني حَظُّهُ الحِمامَ كَما / قَد صانَ وَجهي بِكُلِّ ما بَذَلا
يَأتي بِلا مَوعِدٍ نَداهُ فَلَو / كانَ كَلاماً لَكانَ مُرتَجَلا
لَوِ اِكتَفى ساطِياً بِهَيبَتِهِ / كَفَتهُ بيضَ السُيوفِ وَالأَسَلا
أَو لَم يُنِل غَيرَ بِشرِهِ صِلَةً / أَرضى بِها كُلَّ سائِلٍ سَأَلا
يَقتَرِعُ البَحرُ وَالغمامَةُ مَن / أَدناهُما مِن سَماحِهِ سُبُلا
تَاللَهِ ما شَرَّفَ السَحابَ سِوى / أَن ضَرَبوها لِجودِهِ مَثَلا
وَلا بِلُجِّ البِحارِ مِن كَرَمٍ / إِلّا جِوارٌ بِدارِهِ اِتَصَلا
كَأَنَّ جَدوى يَدَيهِ مَأدُبَةٌ / دعا إِلَيها بِبِشرِهِ الجَفَلى
لِلنَفعِ وَالضُرِّ عِندَهُ شِيَمٌ / أَمَرَّ فيها لِطاعِمٍ وَحَلا
كَأَنَّما طَعمُ عادَتَيهِ هَوى / بَرَّحَ فيها العِتابَ وَالقُبَلا
لِاِبنِ خَلاصٍ مُحَمّدٍ هِيَ تُهدى / فَقَد حَكَت مَدحَهُ غَزَلا
فاقَت بِهِ سَبتَةُ البِلادَ كَما / دَولَةُ يَحيى قَد فاقَتِ الدُوَلا
وَاِعتَدَلَ الدَهرُ حينَ حَلَّ بِها / فَكانَ شَمساً وَكانَتِ الحَمَلا
أَحَبَّهُ الناسُ دونَ مُختَلِفٍ / كَما أَحَبّوا الشَبابَ مُقتَبَلا
أَجني بِهِ زُخرُفَ المَعيشَةِ إِذ / لَم يُبقِ لي جودُ كَفِّهِ أَمَلا
بَلَّغَهُ اللَهُ في الكَمالِ مَدىً / إِلَيهِ تَصبو الوَرى وَقَد فَعَلا
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا /
فَاِجتَنِ زَهرَ الرَبيعِ واَلقُبَلا / وَاِشرَب
يا ساقِياً لا وُقيتُ فِتنَتَهُ /
حَوى شَفيفُ الكُؤوسِ صورَتَهُ /
فَمَثَّلت ثَغرَهُ وَوَجنَتَهُ /
هَذا حَباباً في الكاسِ مُعتَدِلاً /
وَذا رَحيقاً يَطوي الزُجاجَ عَلا / كَوكَب
أَقَمتُ سوقَ المُنى عَلى ساقِ /
وَبِعتُ عَقلي بِالخَمرِ مِن ساقِ /
أَسهَرَ عَيني بِنَومِ أَحداقِ /
تَمَثَّلَ السِحرُ وَسطَها كَحَلا /
مُعتَلَّةٌ وَهيَ تُبرِئُ العِلَلا / فَاِعجَب
قَلبُكَ صَخرٌ وَالجِسمُ مِن ذَهَبِ /
أَيا سَمِيَّ النَبيِّ يا طَلَبي /
جاوَرتَ مِن أَضلُعي أَبا لَهَبِ /
ياباخِلاً لا أَذُمُّ ما فَعَلا /
صَيَّرتَ عِندي مَحَبَّةَ البُخَلا / مَذهَب
يا مُنيَتي واَلمُنى مِنَ الخِدَعِ /
لا نِلتُ سُؤلي وَلا الفُؤادُ مَعي /
هَل عَنكَ صَبرٌ أَو فيكَ مِن طَمَعِ /
أَفنَيتُ فيكَ الدُموعَ وَالحِيَلا /
فَلا سُلُوٌّ في الحُبِّ نِلتَ وَلا / مَأرَب
أَتَيتُ أَشكوهُ لَوعَةً عَجَبا /
فَصَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ غَضَبا /
فَعِندَ هَذا غَنَّيتُهُ طَرَبا /
تَلعَب بِقَلبي وَآخَرَ تَغضَبُ عَلى /
اِن جِئتَ بَعدَكَ كَما لَعِبتَ فَلا / تَغضَب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025