المجموع : 10
الحَمدُ لِلَّهِ لَيسَ لي كاتِب
الحَمدُ لِلَّهِ لَيسَ لي كاتِب / وَلا عَلى بابِ مَنزِلي حاجِب
وَلا حِمارٌ إِذا عَزَمتُ عَلى / رُكوبِهِ قيلَ جَحظَةٌ راكِب
وَلا قَميصٌ يَكونُ لي بَدَلاً / مَخافَةً مِن قَميصِيَ الذاهِب
وَأُجرَةُ البَيتِ فَهيَ مُقرِحَةٌ / أَجفانَ عَيني بِالوابِلِ الساكِب
إِن زارَني صاحِبٌ عَزَمتُ عَلى / بَيعِ كِتابٍ لِشَبعَةِ الصاحِب
أَصبَحتُ في مَعشَرٍ تَشَمُّتُهُم / فَرضٌ مِنَ اللَهِ لازِبٌ واجِب
فيهِم صَديقٌ في عُرسِهِ عَجَبٌ / إِذا تَأَمَّلتَ أَمرَها عاجِب
تَحسَبُها حُرَّةً وَحافِرُها / أَرَقُّ مِن شِعرِ خالِدِ الكاتِب
أَحسَنُ من قَهوَةٍ مُعَتَّقةٍ
أَحسَنُ من قَهوَةٍ مُعَتَّقةٍ / تَخالُها في إِنائِها ذَهَبا
مِن كُلِّ مَقدودَةٍ مُنَعَّمَةٍ / تَقسِمُ فينا أَلحاظُها الوَصَبا
نِعمَةُ قومٍ أَزالها قَدَرٌ / لَم يَحظَ حُرُّ فيها بِما طَلَبا
ما أَنصَفَتني يَدُ الزَمانِ وَلا
ما أَنصَفَتني يَدُ الزَمانِ وَلا / أَدرَكَني غَيرُ حِرفَةِ الأَدَبِ
لا حَفِظَ اللَهُ حَيثُما سَلَكَت / أُمّي وَأَيرُ الحِمارِ في أُستِ أَبي
ما تَرَكا دِرهَماً أَصونُ بِهِ / وَجهِيَ يَوماً عَن ذِلَّةِ الطَلَبِ
قَدَّمَ سِكباجَةً مُزَوَّرَةً
قَدَّمَ سِكباجَةً مُزَوَّرَةً / أَحمَضَ مِن وَجهِهِ إِذا أُكِلَت
أَطعَمَني بَيضَةً وَناوَلَني
أَطعَمَني بَيضَةً وَناوَلَني / مِن بَعدِها ذُقتُ فَقدَهُ قَدَحا
وَقالَ أَيَّ الأَصواتُ يا اِبنَ أَخي / تُريدُ إِنّي أَراكَ مُقتَرِحا
فَقُلتُ مقلىً وَصَوتُ جَردَقَةٍ / إِن جازَ ذا الإِقتراحُ أَو صَلُحا
فَاِشتَطَّ مِن ذاكِ وَاِمتَلا غَضَبا / وَكانَ سَكرانَ طافِحاً فَصَحا
فَقُلتُ إِنّي مَزَحتُ قالَ كَذا / رَأَيتُ حُرّاً بِمِثلِ ذا مَزَحا
رُبَّ فَقيرٍ أَعَزُّ مِن أَسَدِ
رُبَّ فَقيرٍ أَعَزُّ مِن أَسَدِ / وَرُبَّ مُثرٍ أَذَلُّ من نَقَد
وَصاحِبٍ زُرتُهُ فَقَدَّمَ لي
وَصاحِبٍ زُرتُهُ فَقَدَّمَ لي / كِسرَةَ خُبزٍ وَعَينُهُ عَبرى
وَقالَ ما تَشتَهي فَقُلتُ لَهُ / قَطرَةَ مِلحٍ وَكَسرَةً أُخرى
فَمَزَّقَ الجَيبَ ثُمَّ لاكَمَني / وَقالَ هذا المُصيبَةُ الكُبرى
قَد مَتَّعَ اللَهُ بِالخَريفِ وَقَد
قَد مَتَّعَ اللَهُ بِالخَريفِ وَقَد / بَشَّرَ بِالفِطرِ رِقَّةُ القَمَرِ
وَطابَ رَميُ الإِوَزِّ وَاللَغلَغِ / الراتِعِ بَينَ المِياهِ وَالخُضَرِ
فَهَل مُعينٌ عَلى الرُكوبِ إِلى / حاناتِ غُمّى فَالخَيرُ في البُكُرِ
وَقَهوَةٍ تَستَحِثُّ راكِبَها / في السَيرِ تُحدى بِالنَأيِ وَالوَتَرِ
في بَطنِ زِنجِيَّةٍ مُقَيَّرَةٍ / لا تَتَشَكّي مَآلِمَ السَفَرِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ / رَبِّ البَرايا وَمُلغِزِ السُوَرِ
أَقعَدَني الدَهرُ عَن بَزوغى وَكِر / كينَ وَغُمّى بِالعُسرِ وَالكِبَرِ
وَلَيسَ في الأَرضِ مُحسِنٌ يَكشِفُ / العُسرَ عَنِ المُعسِرينَ بِاليُسُرِ
قَومٌ لَوَ أَنَّ القَضاءَ أَسعَدَهُم / ضَنّوا عَلى المُجدِبينَ بِالمَطَرِ
يا رَبِّ إِنَّ الشُكوكَ قَد عَلِقَت
يا رَبِّ إِنَّ الشُكوكَ قَد عَلِقَت / أَوكارَنا وَالشُكوكُ تَعتَرِضُ
وَغدٌ لَهُ نِعمَةٌ مُؤَثَّلَةٌ / وَسَيِّدٌ لا يَزالُ يَعتَرِضُ
فَنَحنُ مِن قُبح ما نُشاهِدُهُ / مِن مَعشَرٍ في قُلوبِهِم مَرَضُ
وَآفةُ التِبرِ ضِعفُ مُنتَقِدَه
وَآفةُ التِبرِ ضِعفُ مُنتَقِدَه /