المجموع : 23
أدعُو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ
أدعُو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ / دُعَايَ قُل لِي عَلامَ ذَا الغَضَبُ
هَجْرُكَ لي ظالماً وخَوفُكَ مِن / دُعَايَ يَا ظالِمي هُو العَجَبُ
يَدعو لِساني والقلبُ من وَجَلٍ / عليكَ أن يُستجابَ لي يَجِبُ
وبَعْدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في / صَحيفتي في المَعَادِ يُكتَتَبُ
وقائلٍ رابَهُ ضَلاليَ عن
وقائلٍ رابَهُ ضَلاليَ عن / نَهجِيَ والحبّ مالَه نهْجُ
وَيحَ بَنِي الوجدِ كلّما عُذِلُوا / في خَوضِهم لُجّةَ الهَوى لجُّوا
علّكَ تَنجُو منهم فقلتُ له / إيّاك عنّي حاشَايَ أن أنْجُو
أُنظرْ إليها ولا نَظَرْتَ ترى / شخصاً عنِ العاشقين يحتَجُّ
غُصنٌ ودِعقٌ فالغُصنُ من هَيَفٍ / يَميسُ ليناً والدِّعْصُ يَرْتَجُّ
شَمسٌ وليلٌ فاعجَب لشمسِ ضُحىً / تُشْرِقُ والليلُ راكدٌ يَدجُو
رحيقُ ريقٍ عَذْبٍ ففي كبِدي / منهُ سعيرٌ وفي فَمي ثلجُ
في وجهِها كَعبةُ الجَمالِ فلل / عينِ إلى حُسنِ وجهِها حَجّ
ما حيلَتي في المَلُولِ يَظلِمُني
ما حيلَتي في المَلُولِ يَظلِمُني / وليسَ إِن جارَ منهُ لي جارُ
وِدَادُهُ كالسَّحابِ منتقِلٌ / وعهدُهُ كالسَّرابِ غرّارُ
آمَنُ ما كنتُ منه فاجأَني / بغَدْرِهِ والمَلَُدَّارُ
عَوْني عَليهِ مدامِعٌ سُفُحٌ / وزَفرةٌ دونَ حَرِّها النّارُ
لا تَرْتَجِ النُّجحَ من مَواعِدِه
لا تَرْتَجِ النُّجحَ من مَواعِدِه / فهيَ صباحٌ يَنجَابُ عن غَبَشِ
مَا هِي إلا السّرابُ يتبَعُهُ اُلظ / ظَمآنُ حتى يَموتَ بالعَطَشِ
كَم ذَا التَّجَنِّي وكثرةُ العِلَلِ
كَم ذَا التَّجَنِّي وكثرةُ العِلَلِ / لا تأمنُوا من حَوادِث المَلَلِ
ولا تقُولوا صَبٌّ بنا كَلِفٌ / فأوَّلُ اليأسِ آخِرُ الأَملِ
ولستُ ممن يُريد شَقَّ عَصاً / الذّنبُ ذَنبي والحبُّ يَشفعُ لِي
هبُونِيَ اخطَأتُ عَامِداً فهَبُوا / خَجْلَةَ عُذْري مَا كَان مِن زَلَلِي
واغتَنِمُوا القربَ قبلَ يفَجؤُنَا ال / بينُ فكُلٌّ مِنهُ علَى وَجَلِ
أَقْصِرْ فَلَومي في حُبِّهم لَمَمُ
أَقْصِرْ فَلَومي في حُبِّهم لَمَمُ / وناصحُ العاشِقينَ مُتَّهَمُ
ما الغيُّ والرشْدُ بالمَلاَمةِ وال / إِغراءِ في الحبِّ بل هُمَا قِسَمُ
بالعذْلِ فيهم وشَقوَتي بهِمُ / وسُوءِ حظّي منهمْ جَرَى القَلَمُ
طَرفيَ أعمَى عن عَيبِهم فإِذا / رأَتْهُ عيني أقولُ ذَا حُلُمُ
أَصِمُّ عَن نصحِ من يُعنِّفُني / فيهِم وما بي لَولاَ الهَوى صَمَمُ
وهُم إذا خطرةُ التَّوهُّمِ نا / جَتْهُمْ بذنبٍ لم أَجْنِهِ صَرَمُوا
ضَلاَلةٌ في الغرامِ يكذب رأ / يُ العينِ فيها ويَصدُقُ الحُلُمُ
فَلا تَزِدني جوىً بلومِكَ إِن / نَ الحبَّ نارٌ بالعذلِ تَضطَرِمُ
لو يعلمُ الحاسِدُون حَظّي وما / ألقاهُ منهمْ وفِيهِمُ رَحِمُوا
فوَّضتُ أمرِي إليهمُ ثِقَةً / بِهمْ فلمّا تحكَّمُوا ظَلَمُوا
وما كذا تُحفَظُ المواثيقُ في ال / حُبِّ وتُرعَى العهودُ والذِّمَمُ
فيا لَها هفوةً نَدِمتُ على / ما كانَ منها لو ينفَعُ النّدَمُ
وما احتيالُ الفَتى إذا عثَر ال / جَدُّ وزَلَّت بسَعيِهِ القَدَمُ
ملَّ وأبدَى تَجَهُّمَ السّأَمِ
ملَّ وأبدَى تَجَهُّمَ السّأَمِ / وضَاعَ وُدِّي في الظّنِّ والتّهَمِ
وخَان عَهدي وقَلَّمَا اجتَمعَ ال / حسنُ ورعْيُ العهودِ والذّمَمِ
وصدَّ عَنّي فصِرتُ أجتنبُ الن / نَومَ حَذارَ الصّدودِ في الحُلُمِ
ولستُ أَدري ماذا جنيتُ سِوَى / أنّي عنِ الرّشدِ في هواهُ عَمِي
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا / وهاجِرِي هاجعاً ويقْظانَا
صَددتَ إمّا لِهفوةٍ فَرَطَتْ / مِنّي وإِمّا ظُلماً وعُدوانَا
طيفُكَ ما بالُهُ يُهاجرني / مَنْ أعلمَ الطيفَ بالّذي كَانَا
ما يُنكِرُ الأخْلِياءُ من كمَدي
ما يُنكِرُ الأخْلِياءُ من كمَدي / لا جَزَعِي مُسْعِدِي ولا جَلَدِي
خانَ اصطباري وغاضَ بعد نَوى ال / أَحبابِ دَمعي وكان من عُدَدي
وكلَّما أُضرِمتْ حَشَايَ لذِكْ / راهُم تأَوَّهتُ ثمَّ قلت قَدي
فلو رَمَتْ بالشّرارِ بَعدَهُمُ / أحْنَاءُ صَدري ما قلت وَيْكِ قَدِي
أحبَابَنَا دَعوةً أُحِسُّ لها / لو أسمَعَتكُم بَرْداً على كَبِدي
آهٍ لِعَيْشِي ما كانَ انْعَمَهُ / بقُربِكُم والزَّمانُ طَوعُ يَدِي
أَيّامَ وِرْدِي من ماءِ أَوجُهِكُم / عَذبٌ وقلبِي بعد الوُرُودِ صَدي
ففَرّقَتْنَا النَّوَى فَواظَمَئي / إِلى ارتِشَافِ العُقَارِ مِن بَرَدِ
ويا أَخِي البَرِّ بِي أُعيذُكَ مِن / لَومي فكُلُّ العُقوقِ في فَنَدِي
أَفِض مَعِي عَبرةَ التَّجمُّلِ إِس / عافاً لباكٍ بعَبْرَةِ الكَمَدِ
نأَوْا فأدنَتْكَ منهُمُ الذِّكَرُ
نأَوْا فأدنَتْكَ منهُمُ الذِّكَرُ / ومثَّلتْهُم لقلبِك الفِكَرُ
يَراهُمُ بالوِدَادِ قَلبِي على ال / بُعْدِ وإن لم يُدركْهُمُ النّظَرُ
وحَسرتي أنّني أنا المُعرضُ الن / نائِي وما أعرَضوا ولا هَجرُوْا
بعُدْتُ عنهم إذ كلُّ عصرِهِمُ / بهم ربيعٌ ولَيلهُ سَحَرُ
ونافَستني الأيامُ فيهِم ومَجْ / نى العيشِ دانٍ وروضُه نَضِرُ
يا قلبُ كم يَستخفّكُ القَلقُ
يا قلبُ كم يَستخفّكُ القَلقُ / غَيرُ جميلٍ بمثلِك الخُرُقُ
أكلُّ هَذا خوفَ الفِراقِ وهَل / يُجدي عليكَ الحِذارُ والفَرَقُ
أينَ تَصُون الأسْرَارَ فيكَ إذَا / تَحكَّمَ الوجدُ فيك والحُرَقُ
لَك التأسّي بالناسِ كم عَثَر ال / دّهرُ بشَملِ الجميعِ فافتَرَقُوا
مَا أنتَ بِدعٌ في سُخطِ سِيرَتهِ / كلّ عَلى الدّهرِ ساخطٌ حَنِقُ
دَعْ ذَا ففيه عَن لَومِنَا صَمَمٌ / وهْو بِنَا مَا علِمتَه عُقَقُ
لم يَبْقَ لي في هَواكُمُ أَربُ
لم يَبْقَ لي في هَواكُمُ أَربُ / سَلوتُكُم والقلوبُ تَنقِلبُ
وضعتُ عَنّي أثقالَ حُبّكُمُ / وحَامِلُ الحبّ مُثقَلٌ تَعِبُ
وِرْدي قَذَى ودّكُم وغَضّيَ أج / فانِي عليه من فِعلِكُم عَجَبُ
إلامَ دَمعي من هَجرِكم سَرِبٌ / قَانٍ وقَلبي من غَدرِكم يَجِبُ
إن كَان هَذا لأَن تَعبَّدَنِي ال / حُبُّ فَقد أعْتَقَتْنيَ الرّيَبُ
أَرَيتُمونِي نَهجَ السُّلُوِّ وَقَدْ / كانَتْ بِيَ الطّرْقُ عَنهُ تَنْشَعِبُ
أحببْتكُمُ فَوق ما توهّمَه النْ / نَاسُ وخُنْتُم أضْعافَ مَا حَسِبُوا
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ / بِبنتِ كرْمٍ في الكأسِ تأتَلِقُ
إذا فَراها المَزَاجُ أضْرَمَها / وقلتَ أيدِي السّقَاةِ تحتَرِقُ
توَّجَها الماءُ من فُواقِعِهِ / تَاجاً به تَرتَدِي وتَنْتَطِقُ
يُقالُ ما تستقِرُّ والهمَّ في / صدرٍ فَيا نِعمتَاهُ لو صَدَقُوا
وأينَ مِن هَمِّيَ المُدامُ وقد / سُدّتْ عليها من دُونِهِ الطُّرُقُ
قُولا لريمٍ في حِلَّةِ العَرَبِ
قُولا لريمٍ في حِلَّةِ العَرَبِ / إليك أشكُو ما يَصْنَعُ اسمُك بي
بما استجازَتْ عيناكِ سفكَ دَمِي / وأَخْذَ قَلبي في جُملةِ السَّلَبِ
جارُكِ أولَى بِرَعْيِ ذِمّتِه / إن أنْتِ رَاعيتِ حُرمةَ الصّقَبِ
لولاكِ والدَّهرُ كلُّه عجَبٌ / ما خُفِرَتْ فيَّ ذِمّةُ العَرَبِ
هذا هوىً كنتُ في بُلَهْنِيَةٍ / عنه فيا للرّجالِ للعَجَبِ
أيسترقُّ الكريمَ ذَا النّسبِ ال / واضِحِ عبدٌ مُستعجِمُ النّسَبِ
ويَحملُ الثّأْرَ مَن به خَوَرٌ / عن احتمالِ الحجَالِ والقُلُبِ
نشدتُكِ اللهَ في احتمالِ دَمي / فمعشَرِي ما يفوتُهم طَلَبي
ما فاتَ قومِي آلَ المهلَّبِ مِن / قبلِيَ ثأرٌ في سَالِفِ الحِقَبِ
فلا تُرِيقي دماً لذِي أدبٍ / يسطُو بأقلامه على القضُبِ
رُمّانُ مِصرَ كأنَّه ذُرَةٌ
رُمّانُ مِصرَ كأنَّه ذُرَةٌ / آكلهُ شَاخِصٌ من الغُصَصِ
والرّيقُ فيها فَدَعْ سِواهُ إذا / أسَاغَهُ المرءُ كان بالنّغَصِ
ولَيس يَرضَى اللبيبُ عِيشَتُه / فيها ولكنْ زُرَيقُ في القَفَصِ
قَلبي وصَبرِي إلفَانِ مُذْ خُلِقَا
قَلبي وصَبرِي إلفَانِ مُذْ خُلِقَا / تقاسَما صَادِقَينِ لا افْترَقَا
أمشِي الهُوَينى والخطبُ فِي طلبِي / يُوضِعُ طوراً وتارة عَنَقَا
ما يطمعُ الدَّهرُ أن أذِلَّ ولاَ / تملأُ قَلبي أهوالُه فَرَقَا
أحنُو ضُلُوعي في كلِّ نائبَةٍ / على فؤادٍ لا يَعرفُ القَلَقَا
لا يزدهِيه خوفُ الحِمامِ ولا / عَهِدْتُهُ في مُلِمَّةٍ خَفَقَا
اصْبِر على ما كرِهتَ تَحْظَ بما
اصْبِر على ما كرِهتَ تَحْظَ بما / تَهْوَى فما جازِعٌ بمعذورِ
إنّ اصطبارَ الجَنينِ في ظُلَمِ ال / أحشاءِ أفضى به إلى النّورِ
من رُزِقَ الصبرَ نال بُغيَتَهُ
من رُزِقَ الصبرَ نال بُغيَتَهُ / ولاحظَتْهُ السعودُ في الفَلَكِ
إنَّ اصْطبارَ الزّجاجِ للسّبك والنْ / نيرانِ أدناهُ من فَمِ الملِكِ
والدّهرُ كالميزانِ ذو الفَضْلِ يَنْ
والدّهرُ كالميزانِ ذو الفَضْلِ يَنْ / حَطُّ وذُو النُّقصانِ يَستَعْلِي
نِمنا عن الموتِ والمعادِ فأصْ
نِمنا عن الموتِ والمعادِ فأصْ / بَحنا نَظُنُّ اليقينَ أحْلاما
فحرّكَتْنا هذي الزّلازلُ أنْ / تيقَّظوا كَم يَنامُ من ناما