القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 11
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ / والكأسُ تهدي إلى الفتى طربَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ / من خَجَلٍ بالشّقيقِِ مُنْتَقِبَهْ
في حِجْرِهِ أجوفٌ له عُنُقٌ / نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَه
يمُدّ كفّاً إليه ضاربةً / أعناقَ أحزانِنا إذا ضرَبَه
تحسبُ لفظاً بأختها نغَماً / ويودعُ المسمعينَ ما حسبَه
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ / جاءَ بِسِحرٍ فأَنْطقَ الخَشَبَه
وقهوَةٍ في الزّجاجِ تحسبُها / شُعْلَةَ برقٍ في الغيم ملتهبَه
كأنّما الدهرُ من تَقادمِها / أوْدَعَ في طول عمرها حِقبَه
ماءُ عقيقٍ إذا ارتدى زبداً / حَسِبتَ دُرّاً مجُوّفاً حَبَبَه
يُسْكِرُ من شَمّهُ بسَوْرَتِهِ / فكيف بالمنتشي إذا شربَه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا / إليه مُنقادةً ومنجذبَه
يُفْشِيهِ ذو حكمةٍ أناملُهُ / منَغّماتٌ بِزَمْرِهِ ثُقَبَه
يرسلُ عن منخريه من فمِهِ / ريحاً لها نغمةٌ من القصَبَه
كأنّ ألحانَهُ الفصيحةَ منْ / صريرِ بابِ الجنانِ مُكْتَسَبَه
يا لَيلَةً فُزْتُ إذْ ظَفرتُ بها
يا لَيلَةً فُزْتُ إذْ ظَفرتُ بها / لأنْتِ صَفْوُ الحَياةِ لو دُمْتِ
هزَمتُ فيك الهمومَ فانْهَزَمَتْ / بكرّ شُقْرِ الكؤوس والكُمْتِ
وكادَ لَيلي يكون من قِصَرٍ / غَيرَ زَمَانٍ مجدّد الوقتِ
يا لَيْلَ هَجرِ الحَبيبِ طُلْتَ على
يا لَيْلَ هَجرِ الحَبيبِ طُلْتَ على / صبٍّ من الشوق دائمِ البَرحِ
بِحُمْرَةٍ في الجُفُونِ تحسبها / نَدَرْتُهَا في الفُؤادِ عَن جرحِ
هل جَمدَ البحرُ من دجاكَ فما / ينتقلُ الحوت فيه بالسّبْحِ
أم حدثَت حَيْرَةٌ مواصلة / في الجوّ بَينَ البُطَيْنِ والنّطحِ
لو كنت ليل الشبابِ بتّ إلى ال / صبحِ من الشيب طائرَ الجُنْحِ
لو كنت ليل الشبابِ فُتُّ ولم / تَدّرِكِ النّاظِرِينَ باللّمحِ
متى أرى كلكلاً بركت به / يَطْعَنُ فيه السِّماكُ بالرّمحِ
وللثّرَيا جناحُ قاطِعَةٍ / بالخفق منه مسافةَ الجُنحِ
وأشهبُ الصبح في إغارته / يستاقُ ما للنّجومِ من سرحِ
فاطوِ رواقَ الظّلامِ عن أُفُقٍ / تُنْشَرُ فيه مُلاءَة الصبحِ
صِحّاتُنَا بالزَّمانِ أمْرَاضُ
صِحّاتُنَا بالزَّمانِ أمْرَاضُ / وَدَهْرُنا مُبْرِمٌ وَنَقّاضُ
وَللّيالي في صَرْفِها عِبَرٌ / فهْيَ سهامٌ ونحن أغْراضُ
أَجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
أَجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ / كالورد لوناً ونشرها عَبِقُ
كأنّما كوكبٌ يصافحني / مُجَوَّفُ الجسم روحُهُ شفَقُ
حمراءُ مشمولةٌ لها عُمُرٌ / في طَرَفٍ منه دَهْرُهَا غَرِقُ
أسألها حُمْرَةَ العقيق فلي / من لؤلؤٍ بعد شربها عرقُ
راحٌ أضافتْ إلى دَمي دَمَها / طبائعٌ في المزاج تَتّفِقُ
وللثّرَيّا يدٌ مُخَتَّمَةٌ / منها بناناً خضابُها الغَسَقُ
كأنّها والصباحُ يقطفها / عنقودُ نَوْرٍ له الدّجى ورقُ
وفَحمَةُ اللَّيلِ كلَّما اعتَرَضَتْ / ألْهَبَ فيها اتّقادَهُ الفلقُ
عَجِببُ من مُحْرِقٍ ومحترِقٍ / لا فحمةٌ منهما ولا حرقُ
ما صدّ عنّي بوجهِهِ ولَها
ما صدّ عنّي بوجهِهِ ولَها / إلا لأزدادَ في الهوى وَلهَا
رِئْمٌ إِذا ما تَغَزّزَتْ أُسُدٌ / عاجلَهَا دلُّهُ فَذَلَّلَها
راشَ بسحرٍ سهامَ مُقْلَتِهِ / بالحِمامِ المريجِ نَصّلَها
كَأَنَّما جَنَّةٌ بِوَجنَتِهِ / وَبِالعذار يكونُ جَدولها
كأنّما مَدّ هُدْبَ مُقْلَتِهِ / صَوناً لَها ظِلُّهُ فَظلّلها
كأنَّما انسابَ من ذَوائِبِهِ / سودُ أَفاعٍ عَلَيَّ أَرسَلَها
أَو دَبَّ بِالحسنِ فَوقَ عارِضِهِ / نَملٌ أَصابَ المدادُ أَرجُلَها
هُبّوا فقد رَحّلَ الدّجى ظُلَمَهْ
هُبّوا فقد رَحّلَ الدّجى ظُلَمَهْ / وأقبلَ الصّبحُ رافعاً عَلَمَهْ
كزَاحفٍ أقبلتْ كتائبُهُ / هازِمةً في اتباع مُنْهزِمه
كأنّ في كفّه حسامَ سناً / ما مسّ من حندس به حَسَمَه
كأنّ ليثَ النجوم ريعَ بهِ / فهو من الغرب داخلٌ أجمه
ونفحةُ الزّهر شمُّها عَبِقٌ / وريقةُ الماء بالصَّبا شَبِمَه
ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلها / مُرَجِّعٌ في غصينه نَغَمَه
كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ / عن غُرّةِ الصّبْح راحةٌ غُمَمَه
كأنّما الشمسُ جمرةٌ جَعَلَتْ / تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه
خُذوا من الكَرْمِ شَرْبةً وَصَفَتْ / للشَّربِ ريّا نَسِيمُها كَتَمَه
كأنّما الدّهرُ في تصرفهِ / أودَعَ في الطولِ عمرها قِدَمَه
تريكَ ياقوتةً مُنَعَّمَةً / عن لؤلؤٍ في الزّجاجِ مُبْتسِمه
كأنّما للمُنى بها شَفَةٌ / فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثَمه
فالعيشُ في شربها مُعَتَّقةٌ / بسكرها في العقول محتكمه
على غناءٍ بعودِ غانيَةٍ / يُجْري عليها بنانُها عَنَمه
لسانُ مضرابِها ترَى يَدَها / له فماً ليتني لثمتُ فَمَه
وشادِنٍ في جفونه سَقَمٌ / كأنّني عنه حاملٌ ألمَه
ودّعنا في سلامِهِ عَجِلاً / ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمه
كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ / كوَاضِعٍ فوق جمرَةٍ قَدمَه
كأنّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ / في فَلَقِ الصبحِ أدْغمَ العَتَمَهْ
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ / أجفانُهُ عن سهاد أجفاني
للسحرِ عَيْنٌ سبحانَ خالقِها / وأنتَ من خَلْقِهِ بها رانِ
يا ثانيَ البَدْرِ في تَكامُلِهِ / ها أنا في القَسْمِ للسُّها ثانِ
يَهْدِمُ دارَ الحياةِ بانيها
يَهْدِمُ دارَ الحياةِ بانيها / فأيّ حيّ مُخَلَّدٌ فيها
وإن تَرَدّتْ من قبلنا أُمَمٌ / فهي نفوسٌ رُدّتْ عواريها
أما تَراها كأنّها أجَمٌ / أسوَدُها بيننا دواهيها
إنْ سالَمَتْ وهي لا تسالمنا / أيّامُنا حارَبتْ لياليها
وَاوَحْشَتَا من فِراقِ مُؤنِسَةٍ / يميتني ذكْرُهَا ويحييها
أذكرها والدموعُ تسبقني / كأنّني للأسى أجاريها
يا بحرُ أرخصتَ غير مكترثٍ / مَنْ كنتُ لا للبياع أغليها
جوهرةٌ كان خاطري صَدَفاً / لها أقيها به وأحميها
أبَتّها في حشاك مُغْرَقَةً / وبتُّ في ساحليك أبكيها
ونفحةُ الطيبِ في ذوائبها / وصبغةُ الكحل في مآقيها
عانَقَهَا الموجُ ثمّ فارقَها / عن ضَمّةٍ فاضَ روحها فيها
ويلي من الماءِ والتراب ومن / أحكامها ضِدّيْن حُكّمَا فيها
أماتَها ذا وذاكَ غَيّرَها / كَيْفَ من العُنْصُرَيْن أفديها
مُصْفَرَّةُ الجسم وهي ناحلةٌ
مُصْفَرَّةُ الجسم وهي ناحلةٌ / تستعْذِبُ العيشَ معْ تَعَذّبِها
تطعنُ صدرَ الدجى بعاليةٍ / صنوبريٌّ لسانُ كوكبها
إن تَلِفَتْ روحُ هذه اقتسمَتْ / من هذه فضلةً تعيشُ بها
كحيّةٍ باللّسانِ لاحسةٍ / ما أدرَكتْ من سوادِ غيهبها
نفوسُنا بالرّجاءِ مُمْتَسَكَهْ
نفوسُنا بالرّجاءِ مُمْتَسَكَهْ / والموتُ للخلق ناصبٌ شَرَكَهْ
تبرمُ أجسامنا وتنقضها / طبائعٌ في المزاج مشتركه
لولا انتشاقُ الهوا لمتّ كما / تموتُ مع فَقْدِ مائها السمكه
نُنْشأُ بالبعث بعد ميتتنا / أما يُعيدُ الزجاجَ مَن سبَكه
ما أغفلَ الفيلسوف عن طُرُقٍ / ليستْ لأهل العقول منسلكه
مَن سَلّمَ الأمرَ للإله نجا / ومن عدا القصد واقعَ الهلكه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025