المجموع : 3
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ / فَيهِمْ وَكَمْ مَحْتِدٍ لَهُمْ سَنِمِ
وَباسِمٍ وَالجِيادُ عابِسَةٌ / وَالبِيضُ مُحْمَرَّةُ الظُّبا بِدَمِ
لَمْ يَتَوَسَّدْ ذِراعَ هِمَّتِهِ / إِلّا رَأى النَّجْمَ مَوْطِئَ القَدَمِ
وَإِنْ أَضاءَتْ فِي اللَّيْلِ غُرَّتُهُ / أَرَتْكَ صُبْحاً في حِنْدِسِ الظُّلَمِ
مِنْ أَيِّ أَقْطارِهِ أَتَيْتَ ثَنى / إِلَيْكَ أَعْطافَهُ مِنَ الكَرَمِ
زارَ بِذَيلِ الظَّلامِ مُنتَقِبا
زارَ بِذَيلِ الظَّلامِ مُنتَقِبا / ريمٌ إِذا سُمتُهُ الرِّضى غَضِبا
يُعرِضُ عَنّي وَالكأسُ في يَدِهِ / وَهوَ بِأَنوارِها قَدِ اِختَضَبا
يا ساقِيَ الخَمرِ إِنَّ ريقَكَ لي / صَهباءُ تُكسىَ مِن ثَغرِكَ الحَبَبا
يَفديكَ نَفسي وَالنَّاسُ غَيرَ أَبي / فَإِنَّني أَشرَفُ الأَنامِ أَبا
هَلُمَّ نَشرَبْ راحاً مُعَتَّقَةً / صَفَتْ وَرَقَّتْ وَعُمِّرَتْ حُقُبا
إِن راضَها الماءُ أَذعَنَتْ وَجَنَتْ / مِنها النُّفوسُ السُّرورَ وَالطَّرَبا
ذاكَ لُجَينٌ وَهَذِهِ ذَهَبٌ / يَنتَهِبانِ اللُّجَينَ وَالذَّهَبا
بِها طَوَيتُ الشَّبابَ في جِدَةٍ / أَرضَعُ مِن دَرِّها الَّذي نَضَبا
أَيّامَ كانَ الحِمى لَنا وَطَناً / لا يَرهَبُ الجارُ عِندَهُ النُّوَبا
وَنَحنُ في حُلَّةِ النَّعيمِ بِهِ / نَسحَبُ ذَيلَ الثَّراءِ ما اِنسَحَبا
وَغادَةٍ تَشهَدُ الحِسانُ لَها
وَغادَةٍ تَشهَدُ الحِسانُ لَها / أَنَّ سَنا النَيِّرَينِ مَحتَدُها
آباؤُها الغُرُّ مِن ذُرا مُضَرٍ / في شَرَفٍ زانَهُ مُحمَّدُها
وَالأُمُّ مِن وائِلٍ إِذا اتَّصَلَتْ / فالجَدُّ بسطامُها وَمَرثَدُها
تَفضُلُ في حُسنِها النِّساءَ كَما / يَفضُلُ في الخَيرِ يَومَها غَدُها
فَما اِصطَلَتْ غَيرَ مِجمَرٍ أَرِجٍ / وَلا اِمتَرَتْ ضَرعَ لِقحَةٍ يَدُها
إِن سَفَرَتْ فالعَذولُ يَعذُرُني / أَو نَظَرَتْ فالظِّباءُ تَحسُدُها
أَحوَرَها لا يُفيقُ مِن خَجَلٍ / وَيَرتَدي بِالحَياءِ أَغيدُها
أَو طاشَتِ الغانياتُ مِن أَشَرٍ / يُقيمُها فالوقارُ يُقعِدُها
وَفي فؤادي تَبَوَّأتْ وَطناً / وَكان بالأَبرَقَينِ مَعهَدُها
بِحَيثُ يَلقى السَّاري مُشَهَّرَةً / يُقضِمُها المَندَليَّ موقِدُها
يا نَجدُ لا أَخطأَتْكِ غاديَةٌ / أَغزَرُها لِلحمى وَأَجودُها
حَتىّ تُناصي أَراكَهُ إِبِلٌ / خَوامِسٌ لا يَنِشُّ مَورِدُها
فالطَّرفُ مُذ غِبتُ عَنكَ يُسهِرُهُ / ذِكرى لَيالٍ قَد كانَ يَرقُدُها
إِذا رَأَيتُ الرِّكابَ صادِرَةً / سارَ بِقَلبي إِلَيكَ مُنجِدُها
وَأُمِّ خِشفٍ ضَلَّتْهُ فاِنطَلَقَتْ / تَنشُدُهُ والِهاً وَينشُدُها
فَصادَفَتهُ لَقىً بِمَهلِكَةٍ / يَغَصُّ بِالضَّارياتِ فدفَدُها
وَحاذَرَتْها فاِستَشعَرَتْ وَجَلاً / تَقرُبُ مِنهُ وَالرُّعبُ يُبعِدُها
وَتَنتَضي مِن ضُلوعِها نَفَساً / يَدمى وَيَشجى بِهِ مُقَلَّدُها
فَتِلكَ مِثلي إِذ زُرتُ مَنزِلَةً / أَرى مَهاها فأَينَ خُرَّدُها
وَبَينَ جَنَبيَّ لَوعَةٌ وَقَدَتْ / وَلَيسَ إِلّا ظَمياءُ تُخمِدُها