المجموع : 8
تَستَنكِرُ النَّاس فِتنَةً شَمَلَت
تَستَنكِرُ النَّاس فِتنَةً شَمَلَت / قَوماً فَأَدَّتهُم إِلى تَلَفِ
لا يَعجَبُ النَّاسُ مِن تَصَرُّفِها / وَليَعجَبِ النَّاسُ مِن أَبي خَلَفِ
لَو هَمَّ أَن يقتلَ العِبادَ لما / أَصبَحَ مِن قَتلِهِم عَلى الأَسَفِ
يقتلُ مَن شاءَ كَيفَ شاءَ فَإِن / خُوِّفَ سوءَ العِقابِ لَم يَخَفِ
لا يَجحَدُ اللَّهُ بِالتَأَوُّلِ وَالشَّكْ / كِ وَلكِن جُحودَ مُعتَرِفِ
يا قاتِلَ الأَنفُسِ الحَرامِ وَيا / آكِلَ مالِ اليَتيمِ بِالسَّرَفِ
وَالحالِفَ الحانِثَ المُصِرَّ عَلى الحَنْ / ثِ عُتُوّا وَشاتم السُّلَفِ
مَن يَقتُلُ النَّاسَ إِن هَلَكت وَمَن / لِلخَيلِ وَالبيضِ وَالقنا القُطُفِ
إِنّى أَرى المَوتَ مِن تَخاوُصِ عَينَي / كَ مُطِلاً عَلَيَّ مِن شَرَفِ
ناشَدتُكَ اللَّهُ أَنْ تُطِلَّ دَمى / ما الحَظُّ في قَتلِ غَير مُنتَصِفِ
لَو تَمَّ فيكَ الجَمالُ وَالحِلْمُ وَالعَقْ / لُ وَلَو كُنتَ مِن ذَوي الشَّرَفِ
كُنتَ فَتىً عِجلَ المَقدمِ لا / مُرَّةً فيها وَلا أَبا دُلَفِ
طُوبى لِمَن كانَ مِن أَبى خَلَف / في عَطَنٍ واسِعٍ وَفي كَنَفِ
ينقّقُ كَعبَيهِ في ملاعبة / بِالرِّفقِ لا ضَيرَ فيهِ بِالعُنفِ
يا أَيُّها العائِبِيُّ وَلَم يَرَ لي
يا أَيُّها العائِبِيُّ وَلَم يَرَ لي / عَيباً أَما تَنتَهي فَتَزدَجِرُ
هَل لَكَ وَترٌ لَدَيَّ تَطلُبُهُ / أَم أَنتَ فيمَن يَبيتُ يَعتَذِرُ
إِن كانَ قَسمُ الإله فَضَّلَني / وَأَنتَ صَلدٌ ما فيكَ مُعتَصَرُ
فَالحَمدُ وَالمَجدُ وَالثَّناءُ لَهُ / وَلِلحَسودِ التُرابُ وَالحَجَرُ
إِقرَأ لَنا سورَةً تُخَوِّفُنا / فَإِنَّ خَيرَ المَواعِظِ السُّوَرُ
أَو اِروِ فقهاً تَحيا القُلوبُ لَهُ / جاءَ لَهُ عَن نَبِيِّنا خَبَرُ
أَوهاتِ ما الحُكمُ في فَرائِضنا / ما تَستَحِقُّ الإِناثُ وَالذّكَرُ
أَو اِروِ عَن فارِسٍ لَنا مَثَلاً / فَإِنَّ أَمثالَ فارِس عبَرُ
أَو مِن أَحاديث جاهِلِيَّتِنا / فَإِنَّها عبرةٌ وَمُعتَبِرُ
أَو هاتِ كَيفَ الإِعرابُ في الرَف / عِ وَالخَفضِ وَكَيفَ التَّصريف وَالصَّدرُ
أَو اِروِ شِعراً أَو صِف عَروضاً / بِهِ يُبلى صَحيح مِنهُ وَمُنكَسِرُ
فَإِن جَهِلتَ الآدابَ مُرتَغِباً / عَنها وَخِلت العَمى هُوَ البَصَرُ
وَمَن تَعَوَّضَ مِن ذاكَ مَيسَرَة / عَلَيك مِنها لِبَهجَةٍ أَثَرُ
فَغَنِّ صَوتاً تَلهو الغُواةُ لَهُ / وَكُلُّ ما قَد جَهِلتَ يُغتَفَرُ
تَعيشُ فينا وَلا تُلايِمُنا / فَاِذهَب وَدَعنا حَتّى ما تَنتَظِرُ
تَغلي عَلَينا الأَسعارَ أَنتَ وَما / عِندَكَ نَفعٌ يُرجى وَلا ضَرَرُ
هَمُّكَ في مَرتَعٍ وَمُغتَبِقٍ / كَما تَعيشُ الحَميرُ وَالبَقَرُ
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت
أَقولُ إِذ غَيَّبوكَ وَاِصطَفَقَت / عَلَيكَ أَيدٍ بِاللَّبنِ وَالطِّينِ
اِذهَب فَنِعمَ الحَفيظِ كُنتَ عَلى الد / دُنيا وَنِعمَ الظَّهيرُ لِلدِّينِ
لَن يُجبِرَ اللَّهُ أمةً فَقَدَت / مِثلَكَ إلَّا بِمِثلِ هارونِ
إِنَّكَ مِنِّي بِحَيثُ يَطَّرِدُ النَّا
إِنَّكَ مِنِّي بِحَيثُ يَطَّرِدُ النَّا / ظِرُ مِن تَحتِ ماءِ دَمعَتِيَهْ
وَلا وَمَن زادَني وَفَضَّلَني / عَلى صحابي بِفَضيلِ صُحبَتِيَهْ
ما أَحسَنَ الترك وَالخِلاف لما / تُريدُ مِنّي وَما وَتَقولُ لِيَهْ
وَصير الأَشقَر الخَبيث إِذا / عَقَدتُ وسطَ النَديّ حَبوَتِيَهْ
يُقِرُّ بِالذُلِّ وَالصَّغارِ وَبِالإِذ / عانِ في كُلِّ ما أَقولُ لِيَهْ
يا بابي أَنتَ ما نَسيتُكَ في / يَومِ دُعائي وَلا هديتِيَهْ
ناجَيتُ بِالذِّكرِ وَالدُّعاءِ لَكَ الْ / لَّهَ لَدى البَيت رافِعاً يَدِيَهْ
حَتّى إِذا ما ظَنَنتُ بِالملِكِ القا / دِرِ أَن قَد أَجابَ دَعوَتِيَهْ
قُمتُ إِلى مَوضِعِ النِّعالِ وَقَد / أَقَمتُ عِشرينَ صاحِباً مَعِيَهْ
وَقُلت لي صاحِب أَريدُ لَهُ / نَعلاً وَلَو مِن جلودِ راحَتِيَهْ
فَانقَطَع القَولُ عِندَ واحِدَةٍ / قالَ الَّذي اِختارَها لِشارَتِيَهْ
قُلتُ لَهُ عِندي البِشارَة وَالش / شُكْر وَقَلّا في جَنبِ حاجَتِيَهْ
ثُمَّ تَخَيَّرتُ بَعدَ ذاكَ مِنَ العَص / بِ فَوافى بِبَعضِ خِبرَتِيَهْ
موشيةً لَم أَزَل بِبايعِها / أَرغَبُ حَتّى زَها عَلَيَّ بِيَهْ
يَرفَعُ في سومِهِ وَارغبه / حَتَّى اِلتَقى زُهدُهُ وَرَغبَتِيَهْ
وَقَد أَتاكَ الَّذي أَمَرتَ بِهِ / فَاعذر بِكثر الإِنعامِ قلَّتِيَهْ
وَذاكَ مِن سَيِّدي بِنِعمَتِهِ / لَيسَ بِحَولي وَلا بقُوَّتِيَهْ
كُنّا وَقُضبان وَهيَ تُسمِعُنا
كُنّا وَقُضبان وَهيَ تُسمِعُنا / وَالقَومُ مِن مُطرِقٍ وَمُقتَرِحِ
نَشرَبُ صِرفاً كَأَنَّ مسكَتَها بِهِ / نارٌ بِكَفّي ملاعِبِ مَرِحِ
حاضِرُنا نَرجسٌ كَأَنَّ بِهِ / عِناقَ خَيلٍ سَفَرنَ عَن قَرحِ
وَالقَومُ كُلّ أَعَدَّ زينَتَه / تَسحَبُ عِطفاهُ أَذيُلَ الفَرَحِ
حَتّى إِذا الكَأسُ باحَ بِما / أَخفوا لِحَيِّ الصبى وَلَم أَبُحِ
فَاِنتَصَحَت رَأيها فَكانَ لَها / شَرَّ مُشيرٍ وَشَرَّ مُنتَصِحِ
لَو تَعلَمُ العلم كُنت أَوَّل ما / مُبتَذل عِندَها فُمَطَّرحِ
صاحَت فَقالوا العَفاف نَفَّرَها / ما بالها قَبلَ ذاكَ لَم تَصِحِ
راحوا بَراءً وَرحتُ أَسحَبُ من / ذَيل اِمرئٍ لِلذُّنوبِ مُجتَرِحِ
ما جَبَلا طَيء بِأَمنَع مِن
ما جَبَلا طَيء بِأَمنَع مِن / زادِ عَليّ زَميلِ صِقلابِ
ذاكَ اِمرُؤ إِن أَرَدتِ كِسرَتَهُ / جادَت لَنا عَينُهُ بِتَسيابِ
النَّاسُ أَصحابُهُ فَإِن ذَكَروا ال / خُبزَ فَلَيسوا لَهُ بِأَصحابِ
مَن يَشتَري اللَّحمَ ثُمَّ يُدخِلُهُ الت / تَنورَ وَالرِفقُ باب أَبوابِ
حَتّى إِذا بَلَّ حَرفَ كِسرَتِهِ / مِن دَسَمٍ جامِدٍ وَمُنسابِ
خاصَمَ في اللَّحمِ كَي يَصِحَّ لَهُ الر / رَدّ قَنوعاً بِريح جَواذِبِ
مِن لُؤمِهِ أَنَّهُ إِذا مَنَعَ النَّا / سُ لَوى شِدقَهُ بِإِغرابِ
وَكَيفَ بي أَن أَحولَ يا أَمَلي
وَكَيفَ بي أَن أَحولَ يا أَمَلي / وَكُلّ خَير أَنالُ مِن سَبَبِك
أَنكَرتَ شَيئاً فَلَستُ فاعِلَهُ / وَلا تَراهُ يخَطُ في كُتُبِك
إِن كانَ جَهلٌ أَتاكَ مِن قَبلي / فَعُد بِفَضلٍ عَلَيَّ مِن أَدَبِك
وَاعفُ فَدَتكَ النُّفوسُ عَن رَجُلٍ / يَعيشُ حَتّى المَماتِ في حَسَبِك
كانَ اِبتِدايَ بِحُبِّهِ وَلَعا
كانَ اِبتِدايَ بِحُبِّهِ وَلَعا / حَتَّى صَنع بي هَواهُ ما صَنَعا
أَطمَعَني فيكَ حُسنُ ظَنِّكَ بي / لا خَيَّبَ اللَّهُ ذلِكَ الطَّمَعا
وَكُلّ مَن في فُؤادِهِ وَجَعٌ / يَطلُب شَيئاً يسكّن الوَجَعا
يا قابِلا فِيَّ كُلَّ ما سَمِعا / لَم يَدَعِ اليَأس فيكَ لي طَمَعا
أعمل في الطرقِ طَرفَ والِهَة / لَعَلَّ طَرفي عَلَيكَ أَن يَقَعا