المجموع : 10
كيف يكون الخلافُ في بشر
كيف يكون الخلافُ في بشر / تميزوا في العلى عن البشر
فهم ذوو رحمةٍ ذوو نظر / مسدِّد في تخالفِ الصورِ
ونعمة لا تزال تصحبهم / ليسوا ذوي مِريةٍ ولا ضرر
من يشتغل بالذي قد ألزمه
من يشتغل بالذي قد ألزمه / في وقته ربه فليس هناك
لأنه مدّعي بحالته / بمقت أضداده وليس كذاك
يطوفُ بالبيتِ من يدين له
يطوفُ بالبيتِ من يدين له / لكنه خارجٌ عن البشرِ
كأنه في طوافه جملٌ / يخبط لا يلتوي على الحجر
مثلُ حُنين وقد رآه فتى / من أعلم الناس من بني عمر
فقال هذا الذي أقول به / في حقِّ هذا الأنيس فازدجر
لكنني قد وجدت معذرة / كان عليها في سالف العمر
كان له مقطع يطوف به / ومن أتى عادة فلم يمر
يا لابساً خِرقةَ التصوّفِ ما
يا لابساً خِرقةَ التصوّفِ ما / عليك فيما لبستَه حَرَجُ
إن كنتَ من عُصبةٍ منزَّهة / قد عرفوا ذاتُهم وما مرجوا
قاموا على عفَّةٍ ومسغبة / تهلكُ حتى أتاهم الفرجُ
تحصَّنوا بالعليِّ حين علوا / وخصهم بالشهودِ إذ عَرَجوا
فانظر إلى حالهم وحليتهم / وحصنِ تقديسه الذي ولجوا
وادخل من الموضع الذي دخلوا / تخرجْ بالحليةِ التي خرجوا
ألبستُ بدراً خُريقةَ الخلقِ
ألبستُ بدراً خُريقةَ الخلقِ / لما حكى نورَه دُجى الغَسَقِ
وقلت يا بدرُ لا كُسفتَ ولا / عدلتَ يوماً عن أحسنِ الطُّرقِ
ألبستُكَ الزهد والصيانَةَ إذ / جرَّدتَ ثوبَ المجونِ والعَلَقِ
وإنما الله بالفراق قضى
وإنما الله بالفراق قضى / ليمضي ما شاءه بنا فمضى
معرفتي بالإله معرفتي
معرفتي بالإله معرفتي / بي فاطلبوا الأمر في حقائقها
إن رسول الإله قال لنا / العلمُ بالنفس علم خالقها
ما عرفوا قدر ما أتيت به / من حكمة الله في طرائقها
لو علموا ذاك لم يقم حرجٌ / ف نفس من يهتدي بطارقها
قلتُ لها الرقيبُ يعجلني / من أنت قالت نواة فالقها
أولدني العلم بالوجود فما / تنفك ذاتي عن ذاتِ فاتقها
الرتق أصل لها به فلذا / لم يأتِ لفظٌ لنا براتقها
مثل الذي قد أتاك في رحمٍ / فإنها شجنة لرازقها
فبينها في وجودنا نسبٌ / وبينه ثابتٌ لعاشقها
لطيف هذا البخار صيرها / نافجة عرفت لناشقها
ما بين هاد لها يبين لها / طريقها نحوه وسائقها
تتيه عجباً وتنثني طرباً / وذلك التيه من عوائقها
تشرقُ شمسُ النهار إن طلعت / واحدة العينِ من مفارقها
لابدَّ للاشتراكِ من حكم / تاتي إليها له بفارقها
أقنع بما قد جرى به تسلمي
أقنع بما قد جرى به تسلمي / فإنه ما استقرَّ بي قدمي
وإنني جامعٌ كما جمعتْ / أسرارُ كوني جوامعَ الكلمِ
فبان لي أنني وإنْ حدثتُ / ذاتي على ما ترى علا قدمي
لكن على حالة الثبوت وإن / أوجدني ما برحت في العدم
وكلّ ما قد قلت أخبرني / به إلهي في اللوح والقلم
فما أبالي بما يفوت إذا / كان الذي قد ذكرته حكمي
وإنه كل ما أفوه به / من التفاصيل فيه من حكم
ما هي شيءٌ سواه فاعتبروا / في نسخة النور من دُجى الظلم
فتلك غيبٌ وذا شهادتُه / قامتْ له في الشهود كالعلم
عجبتُ من ستور
عجبتُ من ستور / تُرخى وتُسدَلُ
فس سَدلها نعيم / يعطيه مفضلُ
إن قلتَ يا فلان / رخم وقل فل
قد جاءنا كتابٌ / للحقِّ فيصلُ
لباسُه حروفٌ / فيهن يرفُلُ
يقول فيه قولاً / عليه عوِّلوا
إنّ الكلامَ سهل / والصمتُ أسهل
عليه فليعوِّلُ / فهو المعوَّل
ففي الكلامِ ما لا / يدري ويجهل
والصمتُ لبسٌ فيه / هذا مفصل
إنّ الكلامَ فيه / أعلى وأنزل
والصمتُ ليس فيه / ذا الحكم فاعدِلوا
فكلِّه نجاةٌ / وعنه نسأل
كما يقول أيضاً / ما فيه فيصلً
إنّ الكلامَ منّا / وحيٌ مُنَزل
فكلُّه عليّ / ما فيه أنزل
وكله صحيح / لكن يعلل
فمنه ما يُردُّ / شَرعاً ويُقبل
يقضى به جنوبٌ / فينا وشمأل
للشرع منه فينا / تاج مكلل
قول عليه نور / ما عنه مَعدِل
وللعقولِ منه / ظِلٌّ مُظلل
ضربُ المثالِ حقٌ / يدريه أمثل
إنّ الحكمَ يسدي / به ويفضل
فما جهلت منه / عن ذاك تسأل
ما في الوجودِ شيءٌ / سُدى فيهمل
بل كلُه اعتبار / إنْ كنتَ تعقلُ
قدّر نهى وفِكرا / عليه يعمل
ستارة الغيوبِ / قامتْ لتسألوا
من فوقها شخوصٌ / تعلو وتسفُلُ
فما تراه منها / يأتي ويُقبل
ويبدو في عيانٍ / وقتاً ويأفل
الفعل ليس منها / والأمر مُشكل
وإنَّ ما تراه / نطقٌ ومُخيَّل
ولا تقل خيال / ما ذاك يجمل
ما لعبةٌ تراها / إلا تؤوَّل
لحكمة يراهها / من كان من عل
وكلنا خيال / وهو المخيل
والعالمون منا / عليه عوّلوا
فأجملوا كلامي / فيه وفصِّلوا
أقوالنا نصوصٌ / فلا تؤوِّلوا
فما أرى سواه / للأمر يشمل
ما في الوجود إلا / أمر ينزل
في أرضٍ أو سماءٍ / إذ هنّ منزل
فاعقل كلامَ ربي / إن كنتَ تعقل
فالقولُ قولُ ربي / فلا تقوِّلوا
وما رملتَ عندي / إذ أنت ترمل
فإن أتيتَ تسعى / أنا أهرول
الحكم حكمُ دور / ما فيه أوّل
إلا بحكم فرض / فالله أول
هذا من ابتداعي / هذا المنزلُ
فالخوضُ فيه أولى / بنا وأجمل
يا قرّةَ العين با مدى أملي
يا قرّةَ العين با مدى أملي / لا أوحشَ الله من مَحياكا
أقولُ من بعد ذا لمجدكمُ / حياك ربُّ الورى وبيّاكا
فما يسرُّ الجميع من كلم / إلا إذا يسروا بمحياكا
أقولُ في النجمِ والظهير لكم / أبقاك ربي لنا وأحياكا