القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 2
أَمسَت ثِيابي وَكُلُّها خِرَقُ
أَمسَت ثِيابي وَكُلُّها خِرَقُ / تُشبِهُ رَوضاً أَلوانُهُ فِرَقُ
مِن أَزرَقٍ كَالسَماءِ اوَرَهُ / أَحمَرٌ قانٍ كَأَنَّهُ الشَفَقُ
وَأَبيَضٍ ناصِعٍ وَأَسوَدٍ فا / حِمٍ فَذاكَ الضُحى وَذا الغَسَقُ
كَأَنَّ قَوسَ السَحابِ باتَ عَلى / جِسمي رِداءً وَما أَنا الأُفُقُ
بَردٌ عَجيبٌ قَد خاطَهُ لَبِقٌ / فَلَيسَ بِدعاً إِن حازَهُ لَبِقُ
لَمّا تَنَكَّرتُ لَم يَعُد صُحُبي / يَدرونَ أَنّي الصَديقُ إِن رَمَقوا
لِذاكَ لَم يَشفَقوا عَلى جَسَدي / مِنَ الرمايا وَلَو دَرَوا شَفِقوا
مَرَرتُ بِالحانِقينَ فَاِبتَسَموا / لَمّا رَأَوني وَكُلُّهُم قَلِقُ
لَو عَلِموا أَنَّني عَدُوَّهُمُ / أَوشَكَ يَقضي عَلَيهُمُ الفَرَقُ
أَرخى الدُجى ذَيلَهُ وَرُحتُ أَجُرُّ / الذَيلَ عُجباً وَغَيرِيَ النَزِقُ
وَالجَمعُ حَولي يَضُجُّ مُبتَهِجاً / كَأَنَّهُ لسَيلُ حينَ يَندَفِقُ
تَأَلَّبوا كَالغَمامِ وَاِتَّصَلوا / نَعضٌ بِبَعضٍ كَأَنَّهُم حَلَقُ
وَاِنتَشَروا وَالدُروبُ واسِعَةٌ / كَالأَنجُمِ الزُهرِ حينَ تَنبَثِقُ
أَطلَقتُ نَفسي مِنَ القُيودِ إِلى / أَن صُرتُ كَالسَهمِ حينَ يَنطَلِقُ
وَبِتُّ وَالقَومُ كُلَّما اِجتَمَعوا / رَمَيتُهُم بِالبُذورِ فَاِفتَرَقوا
أَسخَرُ مِنهُم لِأَنَّهُم سَخِروا / مِنّي اِختَلَفنا وَنَحنُ نَتَّفِقُ
وَالحَربُ بَيني وَبَينَهُم نَشَبَت / حَربٌ وَلَكِن سِهامَها الوَرَقُ
فَلا رِماحٌ هُناكَ مُشرَعَةٌ / وَلا سُيوفٌ هُناكَ تُمتَشَقُ
لَم أَخشَ غَيرَ الحِسانِ ناظِرَةً / أَشَدُّ فِعلاً مِنَ الظُبى الحَدَقُ
هَذا هُوَ الكَرنَفالُ فَاِستَبِقوا / إِلَيهِ فَهوَ السُرورُ يُختَلَقُ
آهٍ مِنَ الحُبِّ كُلُّهُ عِبَرُ
آهٍ مِنَ الحُبِّ كُلُّهُ عِبَرُ / عِندِيَ مِنهُ الدُموع وَالسَهَرُ
وَوَيحَ صَرعى الغَرامِ إِنَّهُمُ / مَوتى وَما كُفِّنوا وَلا قُبِروا
يَمشونَ في الأَرضِ لَيسَ يَأخُذُهُم / زَهو وَلا في خُدودِهِم صَعَرُ
لَو وَلَجَ الناسُ في سَرائِرِهِم / هانَت وَرَبّي عَلَيهِم سَقَرُ
ما خَفَروا ذِمَّة وَلا نَكَثوا / عَهدا وَلا مَلَأو وَلا غَدَروا
قَد حَمَلوا الهونَ غَيرَ ما سَأَمٍ / لَولا الهَوى لِلهَوانِ ما صَبَروا
لَم يُبقِ مِنّي الضَنى سِوى شَبَحٍ / يَكادُ لَولا الرَجاءُ يَندَثِرُ
أُمسي وِسادي مُشابِهاً كَبِدي / كِلاهُما النارُ فيهِ تَستَعِرُ
أَكُلُّ صَبٍّ يا لَيلُ مَضجَعُهُ / مِثلِيَ فيهِ القَتاد وَالإِبَرُ
لَعَلَّ طَيفاً مِن هِندَ يَطرُقُني / فَعِندَ هِندٍ عَن شِقوَتي خَبَرُ
ما بالُ هِندٍ عَلَيَّ غاضِبَةً / ما شابَ فودي وَلَيسَ بي كِبَرُ
ما زِلتُ غَضَّ الشَبابِ لا وَهَنٌ / يا هِندُ في عَزمَتي وَلا خُوَرُ
لا دَرَّ دَرُّ الوُشاةِ قَد حَلَفوا / أَن يُفسِدوا بَينَنا وَقَد قَدَروا
واهاً لِأَيّامِنا أَراجِعَةٌ / فَاِنَّهُنَّ الحُجول وَالغُرَرُ
أَيّامَ لا الدَهرُ قابِضٌ يَدَهُ / عَنّي وَلا هِندُ قَلبُها حَجَرُ
لَم أَنسَ لَيلاً سَهرَتَهُ مَعَها / تَحنو عَلَينا الأَفنان وَالشَجَرُ
غَفَرتُ ذَنبَ النَوى بِزَورَتِها / ذَنبُ النَوى بَِلِّقاءِ يُغتَفَرُ
بِتنا عَنِ الراصِدينَ يَكتُمُنا / الأَسوَدانِ الظَلم وَالشَعَرُ
ثَلاثَةٌ لِلسُرورِ ما رَقَدوا / أَنا وَأُختُ المَهاة وَالقَمَرُ
فَما لِهَذي النُجومِ ساهِيَةً / تَرنو إِلَينا كَأَنَّها نُذُرُ
إِن كانَ صُبحُ الجَبينِ رَوَّعَها / فَإِنَّ لَيلَ الشُعورِ مُعتَكِرُ
أَوِ اِنتِظامُ العُقودِ أَغضَبَها / فَإِنَّ دُرَّ الكَلامِ مُنتَثِرُ
وَما لِتِلكَ الغُصونِ مُطرِقَةً / كَأَنَّها لِلسَلمِ تَختَصِرُ
تَبكي كَأَنَّ الزَمانَ أَرهَقَها / عُسرا وَلَكِن دُموعُها الثَمَرُ
طَوراً عَلى الأَرضِ تَنثَني مَرَحاً / وَتارَةً في الفَضاءِ تَشتَجِرُ
فَأَجفَلَت هِندُ عِندَ رُؤيَتِها / وَقَد تَروعُ الجَآذِرَ الصُوَرُ
هَيفاءُ لَو لَم تَلِن مَعاطِفُها / عِندَ التَثَنّي خَشّيتُ تَنكَسِرُ
مِنَ اللَواتي وَلا شَبيهَ لَها / يَزينُهُنَّ الدَلال وَالخَفَرُ
في كُلِّ عُضو وَكُلِّ جارِحَةٍ / مَعنىً جَديدٌ لِلحُسنِ مُبتَكَرُ
تَبيتُ زُهرُ النُجومِ تامِعَةً / لَو أَنَّها فَوقَ نَحرِها دُرَرُ
رَخيمَةُ الصَوتِ إِن شَدَت لَفَتَت / لَها الدَراري وَأَنصَتَ السَحَرُ
أَبُثُّها الوَجد وَهيَ لاهِيَةٌ / أَذهَلَها الحُبُّ فَهيَ تَفتَكِرُ
يا هِندُ كَم ذا الأَنامُ تَعذُلُنا / وَما أَثِمنا وَلا بِنا وَزَرُ
فَاِبتَدَرَت هِند وَهيَ ضاحِكَةٌ / ماذا عَلَينا وَإِن هُمُ كَثُروا
فَدَتكَ نَفسي لَو أَنَّهُمُ عَقَلَوا / وَاِستَشعَروا الحُبَّ مِثلَنا عَذَروا
ما جَحِدَ الحُبَّ غَيرَ جاهِلِهِ / أَيَجحَدُ الشَمسَ مَن لَهُ بَصَرُ
ذَرهُم وَإِن أَجلَبوا وَإِن صَخَبوا / وَلا تَلُمهُم فَما هُمُ بَشَرُ
سِرنا الهُوَيناءَ ما بِنا تَعَبٌ / وَقَد سَكَتنا وَما بِنا حَصَرُ
لَكِنَّ فَرطَ الهِيامِ أَسكَرَنا / وَقَبلَنا العاشِقونَ كَم سَكَروا
فَقُل لِمَن يُكثِرُ الظُنونَ بِنا / ما كانَ إِلّا الحَديث وَالنَظَرُ
حَتّى رَأَيتُ النُجومَ آفِلَةً / وَكادَ قَلبُ الظَلامِ يَنفَطِرُ
وَدَّعتُها وَالفُؤادُ مُضطَرِبٌ / أُكَفكِفُ الدمَع وَهوَ يَنهَمِرُ
وَوَدَّعَتني وَمِن مَحاجِرِها / فَوقَ العَقيقِ الجُمانُ يَنحَدِرُ
قَد أَضحَكَ الدَهرَ ما بَكيتُ لَهُ / كَأَنَّما البَينُ عِندَهُ وَطَرُ
كانَت لَيالِيَّ ما بِها كَدَرٌ / وَالآنَ أَمسَت وَكُلُّها كَدَرُ
إِن نَفِدَ الدَمعُ مِن تَذَكُّرِها / فَجادَها بَعدَ أَدمُعي المَطَرُ
عَسى اللَيالِيَ تَدري جِنايَتَها / عَلى قَتيلِ الهَوى فَتَعتَذِرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025