المجموع : 39
لا الدَهرُ مُستَنفَذٌ وَلا عَجَبُه
لا الدَهرُ مُستَنفَذٌ وَلا عَجَبُه / تَسومُنا الخَسفَ كُلَّهُ نَوَبُه
نالَ الرِضا مادِحٌ وَمُمتَدَحٌ / فَقُل لِهَذا الأَميرِ ما غَضَبُه
مُكَثِّراً يَبتَغي تَهَضُّماً / بِذي اليَمينَينِ كاذِباً لَقَبُه
وَذو اليَمينَينِ غَيرُ ناصِرِهِ / مِن نُكَتِ الشِعرِ أُثقِبَت شُهُبُه
إِذا أَخذتَ العَصا تَواكَلَكَ ال / أَنصارُ إِلّا ما قُمتَ تَقتَضِبُه
وَنَحنُ مَن لا تُطالُ هَضبَتُهُ / وَإِن أَنافَت بِفاخِرٍ رُتَبُه
لَو أَعرَبَ النَجمُ عَن مَناقِبِهِ / لَم يَتَجاوَز أَحسابُنا حَسَبُه
لَولا غَرامي بِالعَفوِ قَد لَقِيَ الظ / الِمُ شَرّاً وَساءَ مُنقَلَبُه
إِذا أَرابَ الزَمانُ مُعتَمِداً / إِنكاسُ حَذّي سَأَلتُ ما أَرَبُه
وَكانَ حَقّاً عَلَيَّ أَفعَلُهُ / إِذا تَأَبّى الصَديقُ أَجتَنِبُه
وَالنِصفُ مِنّي مَتى سَمَحتُ بِهِ / مَعَ اِقتِداري تَطَوُّلاً أَهَبُه
وَخيرَتي عَقلُ صاحِبي فَمَتى / سُقتُ القَوافي فَخيرَتي أَدَبُه
وَالعَقلُ مِن صَنعَةٍ وَتَجرُبَةٍ / شَكلانِ مَولودُهُ وَمُكتَسَبُه
كَلَّفتُمونا حُدودَ مَنطِقِكُم / في الشِعرِ يُلغى عَن صِدقِهِ كَذِبُه
وَلَم يَكُن ذو القُروحِ يَلهَجُ بِال / مَنطِقِ ما نَوعُهُ وَما سَبَبُه
وَالشِعرُ لَمحٌ تَكفي إِشارَتُهُ / وَلَيسَ بِالهَذرِ طُوِّلَت خُطَبُه
لَو أَنَّ ذاكَ الشَريفَ وازَنَ بَي / نَ اللَفظِ وَاِختارَ لَم يَقُل شَجَبُه
وَاللَفظَ حُليُ المَعنى لَيسَ يُري / كَ الصُفرُ حُسناً يُريكَهُ ذَهَبُه
أَجلى لُصوصَ البِلادِ يَطلُبُهُم / وَباتَ لِصَّ القَريضِ يَنتَهِبُه
قاتَلتَنا بِالسِلاحِ تَملِكُهُ / مُعتَزِياً بِالعَديدِ تَنتَخِبُه
أُردُد عَلَينا الَّذي اِستَعَرتَ وَقُل / قَولُكَ يُعرَف لِغالِبٍ غَلَبُه
أَمّا اِبنُ بِسطامِكَ الَّذي ظَلتَ تُط / ريهِ فَغَيثٌ يُغيثَنا حَلَبُه
أَزهَرُ يَتلو لِسانَهُ يَدَهُ / سَومَ جُمادى يَحدو بِهِ رَجَبُه
لا يَرتَضي البِشرُ يَومَ سُؤدُدِهِ / أَو يَتَعَدّى إِشراقَهُ لَهَبُه
فَإِن تَعَلَّيتَ فَالمُوَفَّقُ بِاللَ / هِ مَرادُ النَدى وَمُطَّلِبُه
كالِىءُ ثَغرِ الإِسلامِ يَرفِدُهُ / جِدُّ اِمرِىءٍ لا يَشوبُهُ لَعِبُه
فَحائِنُ الزَنجِ مُجمِعٌ هَرَباً / إِن كانَ يُنجو بِحائِنٍ هَرَبُه
لا يَأمَنُ البَرَّ مُفضِياً كَنَفٌ / مِنهُ وَلا البَحرَ طامِياً حَدَبُه
ما اِختارَ أَمراً إِلّا تَوَهَّمَهُ / رَداهُ أَو ظَنَّ أَنَّهُ عَطَبُه
كَيفَ بِهِ وَالزَمانُ يَهرُبُ بِه
كَيفَ بِهِ وَالزَمانُ يَهرُبُ بِه / ماضي شَبابٍ أَغذَذتَ في طَلَبِه
مُقتَرِبُ العَهدِ إِن أَرُمهُ أَجِد / مَسافَةَ النَجمِ دونَ مُقتَرَبِه
يَرفَضُّ عَن ساطِعِ المَشيبِ كَما اِ / رفَضَّ خانُ الضَرامِ عَن لَهَبِه
قَد دَأَبَ العاذِلُ اللَجوجُ فَلَم / أُصغِ لِفَرطِ الإِكثارِ مِن دَأَبِه
إِن كانَ صِدقُ الحَديثِ يُحزِنُني / فَعاطِني ما يَسِرُّ مِن كَذِبِه
دامَجتُهُ القَولَ في مُعاتَبَةٍ / أَهرُبُ مِن صِدقِهِ إِلى كَذِبِه
رَأيَكَ في قارِبٍ يُريدُكَ أَن / تَنصُرَ أَحشاءَهُ عَلى قَرَبِه
صَبُّ تُداويهِ مِن صَبابَتِهِ / أَو وَصِبٍ تَفتَديهِ مِن وَصَبِه
وَقَد يُريني الحَبيبُ مُبتَسِماً / يَروى غَليلُ الهَيمانِ عَن شَنَبِه
بَردَ رُضابٍ إِذا تَرَشَّفَهُ ال / مَتبولُ خالَ الضَريبَ في ضَرَبِه
أَضيعُ في مَعشَرٍ وَكَم بَلَدٍ / يُعَدُّ عودُ الكِباءِ مِن حَطَبِه
لَن يَنصُرَ المَجدَ حَقَّ نُصرَتِهِ / إِلّا المَكينُ المَكانِ مِن رُتَبِه
يُخدَعُ عَن عِرضِهِ البَخيلُ وَلا / يُخدَعُ وَهُوَ الغَنِيُّ عَن نَشَبِه
أَوثَقُ مَن تُصطَفى عُراهُ فَإِن / حَلَّ بَعيداً شَرواكَ في حَسَبِه
لا يُصرَمُ المُحدَثُ الكَهامُ وَإِن / أَخلَصَهُ الهالِكِيُّ مِن جَرَبِه
نَنسى أَيادي الزَمانِ فينا فَما / نَذكُرُ مِن دَهرِنا سِوى نُوَبِه
هَلّا شَكَرنا الأَيّامَ جودَ أَبي / عيسى وَما قَد أَرَتهُ مِن عَجَبِه
يَبتَدِرُ الراغِبونَ مِن يَدِهِ / وَقائِعَ الغَيثِ غِبَّ مُنسَكَبِه
يَغشَونَ جَمّاتَها كَأَنَّهُمُ / نُزّاعُ جَوٍّ يَسنونَ مِن قُلُبِه
كَأَنَّما يَفصِلونَ مِن فِلَقِ ال / حَرَّةِ ما يَفصِلونَ مِن ذَهَبِه
تُبرَم في جَدِّهِ الأُمورُ وَقَد / تَتوى رِقابُ الأَموالِ في لَعِبِه
وَالحَمدُ لا يَكتَسيهِ غَيرُ فَتىً / يَنزِعُ فيهِ الخَطيرَ مِن سَلَبِه
أَسرَعَ عُلواً في المَكرُماتِ كَما / أَسرَعَ فَيضُ الأَتِيِّ في صَبَبِه
يُنزِلُ أَهلَ الآدابِ مَنزِلَةَ ال / أَكفاءِ أَن شارَكوهُ في أَدَبِه
لَم يُزهِهِ فيهِمِ وَهُم سُوَقٌ / في العَينِ وَطءُ المُلوكِ في عَقِبِه
غَيرُ المُضيعِ الناسي وَلا الوَكَ / لِ المُحيلِ في عِلمِهِ عَلى كُتُبِه
إِحاطَةً بِالصَوابِ تُؤمِنُ مِن / لَجاجِهِ في المِحالِ أَو شَغَبِه
لا يَهضِمُ العُجمَ مِن خُؤولَتِهِ / تَمايُلاً لِلعُمومِ مِن عَرَبِه
تَزدادُ أُكرومَةً أُبُوَّتُهُ / إِذا اِعتَزى شاهِداً إِلى غَيَبِه
وَخَيرُ ساداتِكَ الأَكابِرُ مَن / يَرفَعُهُ الإِرتِفاعُ في نَسَبِه
جَمَعتُ شَملي إِلَيهِ مُتَّخِذاً / مِن طُنُبي قُربَةً إِلى طُنُبِه
وَقَد كَفى نَفسَهُ التَقَدُّمَ مِن / كَفَتهُ أُمُّ الطَريقِ مِن شُعُبِه
يَصونُ مِنهُ الحِجابُ مَنظَرَةً / تَبدو بُدُوَّ الهِلالِ مِن حُجُبِه
وَقَد تَفوتُ الرائِمينَ غُرَّتُهُ / إِعراسَ لَيثِ العَرينِ في أَشَبِه
لا نَعدَمُ الطَولَ في رِضاهُ وَلا / نَخافُ حَيفَ الغُلُوِّ مِن غَضَبِه
جَنَّبَكَ اللَهُ ما تُحاذِرُ مِن / إِبداءِ صَرفِ الزَمانِ أَو عُقَبِه
أَبَعدَ إِعطائِكَ الجَزيلَ وَئيما / نِ مُرَجٍّ مِن سوءِ مُنقَلَبِه
أَبغي شَفيعاً إِلَيكَ أَو سَبَباً / عِندَكَ في الناسِ أَستَزيدُكَ بِه
وَالظُلمُ أَن يَبتَغي الفَتى سَبَباً / يَجعَلُهُ وَصلَةً إِلى سَبَبِه
كَم مِن حَنينٍ إِلَيكَ مَجلوبِ
كَم مِن حَنينٍ إِلَيكَ مَجلوبِ / وَدَمعِ عَينٍ عَلَيكَ مَسكوبِ
وَأَنتَ في شَحطِ نِيَّةٍ قَذَفٍ / يَهونُ فيها عَلَيكَ تَعذيبي
شَتّانَ جَفلُ الدُموعِ بَينَهُما / شَوقُ مُحِبٍّ وَنَأيُ مَحبوبِ
وَما يَزالُ الفِراقُ يَبحَثُ عَن / ثَأرٍ لَدى العاشِقينَ مَطلوبِ
أُقسِمُ بِالقُربِ بَعدَما بُعدٍ / وَكَفِّ لاحٍ مِن بَعدِ تَثريبِ
أَنَّ أَبا جَعفَرٍ أَطالَ يَدي / بِنائِلٍ مِن نَداهُ مَوهوبِ
أَبيَضُ لا قَولُهُ بِمُقتَعَدٍ / فينا وَلا فِعلُهُ بِمَجنوبِ
سَرَت يَداهُ بِكُلِّ سارِيَةٍ / مِنَ النَدى ثَرَّةِ الشَآبيبِ
لا سَبَبي واهِنٌ لَدَيهِ وَلا / وَجهِيَ عَن وَجهِهِ بِمَحجوبِ
يا اِبنَ نَهيكٍ أُحدوثَةٌ عَجَبٌ / وَالدَهرُ مُثرٍ مِنَ الأَعاجيبِ
أَقَلُّ إِخوانِكَ الحَميدُ غِنىً / وَأَكثَرُ الماءِ غَيرُ مَشروبِ
ما أَمَلي فيكَ بِالضَعيفِ وَلا / ظَنِّيَ في نُجحِهِ بِمَكذوبِ
وَلا قَبولي ما كُنتَ جُدتَ بِهِ / عَلَيَّ بِالأَمسِ خُلسَةَ الذيبِ
لي أَمَلٌ دائِمُ الوُقوفِ عَلى / مُنتَظَرٍ مِن جَداكَ مَرقوبِ
وَهِمَّةٌ ما تَزالُ حائِمَةً / حَولَ رُواقٍ عَلَيكَ مَضروبِ
فَكَيفَ أَلجَأتَني إِلى الأَمَدِ الأَب / عَدِ مِن يوسُفَ اِبنِ يَعقوبِ
المانِعي اليَأسَ مِن بَخالَتِهِ / وَالموسِعي مِن عِداتِ عُرقوبِ
لَستُ عَلى غِرَّةٍ بِمُشتَمِلٍ / وَلا إِلى مَطمَعٍ بِمَنسوبِ
وَلا لِمِثلي في القَولِ مِنكَ رِضاً / وَالقَولُ في المَجدِ غَيرُ مَحسوبِ
إِمّا نَوالٌ يُدنيكَ مِن مِدَحي / أَوِ اِعتِذارٌ يَكفيكَ تَأنيبي
مِن فُحشِ أَمرِ الدُنيا وَمِن عَجَبِه
مِن فُحشِ أَمرِ الدُنيا وَمِن عَجَبِه / أَن يُنخَسَ الهَوهَرِيُّ في ذَنَبِه
نيكاً وَلَو بِالنُزولِ عَن كَتِفي / بِرذَونِهِ وَالخُروجِ مِن سَلَبِه
مَن قائِلٌ لِلزَمانُِ ما أَرَبُه
مَن قائِلٌ لِلزَمانُِ ما أَرَبُه / في خُلُقٍ مِنهُ قَد خَلا عَجَبُه
يُعطى إِمرُؤٌ حَظَّهُ بِلا سَبَبٍ / وَيُحرَمُ الحَظَّ مُحصَدٌ سَبَبُه
نَجهَلُ نَفعَ الدُنيا فَنَدفَعُهُ / وَقَد نَرى ضَرَّها فَنَجتَنِبُه
لا يَيأَسَ المَرءُ أَن يُنَجِّيَهُ / ما يَحسِبُ الناسُ أَنَّهُ عَطَبُه
يَسُرُّكَ الشَيءُ قَد يَسوءُ وَكَم / نَوَّهَ يَوماً بِخامِلٍ لَقَبُه
رَأَيتُ خَيرَ الأَيّامِ قَلَّ فَعِن / دَ اللَهِ أُخرى الأَيّامِ أَحتَسِبُه
وَاِستُؤنِفَ الظُلمُ في الصَديقِ فَهَل / حُرٌّ يَبيعُ الإِنصافُ أَو يَهِبُه
عِندي مُمِضٌّ مِنَ الهَناءِ إِذا / عِرّيضُ قَومٍ أَحَكَّهُ جَرَبُه
وَلي مِنَ اِثنَينِ واحِدٌ أَبَداً / عِرضُ عَزيزِ الرِجالِ أَو سَلَبُه
وَخَيرُ ما اِختَرتُ أَو تُخُيِّرَ لي / رِضا شَريفٍ يَسوؤُني غَضَبُه
وَصاحِبٍ ذاهِبٍ بِخُلَّتِهِ / وَلّى بِها وَاِنثَنَيتُ أَطَّلِبُه
يُرصِدُ لي إِن وَصَلتُهُ مَلَلَ ال / جافي وَأَشتاقُ حينَ أَجتَنِبُه
فَلَستُ أَدري أَبُعدُ شُقَّتِهِ / أَشَقُّ رُزءاً عَلَيَّ أَم صَقَبُه
تارَكتُهُ ناصِراً هَواهُ عَلى / هَوايَ فيهِ حَتّى اِنقَضى أَرَبُه
هَجَرَ أَخي لَوعَةٍ يُري جَلَداً / وَهُوَ مَريضُ الحَشا لَها وَصَبُه
فاضَلَ بَينَ الأَخَوانِ عُسري وَعَن / ظَلماءِ لَيلٍ تَفاضَلَت شُهُبُه
وَعُدَّتي لِلهُمومِ إِن طَرَقَت / تَوخيدُ ذاكَ المَطِيِّ أَو خَبَبُه
ساقَت بِنا نَكبَةُ مُذَمَّمَةٌ / فينا وَدَهرٌ رَخيصَةٌ نُوَبُه
فَهَل لِضَيفِ العِراقِ مِن صَفَدٍ / عِندَ عَميدِ العِراقِ يَرتَقِبُه
وَمُستَسِرّينَ في الخُمولِ بَلَو / ناهُم فَذَمَّ الحَرامَ مُكتَسِبُه
كانوا كَشَوكِ القَتادِ يَسخَطُ را / عيهِ وَيَأبى رِضاهُ مُحتَطِبُه
لا أَحفِلُ المَرءَ أَو تُقَدِّمُهُ / شَتّى خِصالٍ أَشَفُّها أَدَبُه
وَلَستُ أَعتَدُّ لِلفَتى حَسَباً / حَتّى يُرى في فِعالِهِ حَسَبُه
مِثلُ إِبنِ بِسطامٍ الَّذي شَرُفَت / أَبداؤُهُ ثُمَّ تُمِّمَت عُقَبُه
ما دارَ لِلمَكرُماتِ مِن فَلَكٍ / إِلّا وَزاكى فَعالِهِ قُطُبُه
يَنقادُ طَوعاً لَهُ إِذا حَشَدَت / عَلَيهِ تِلكَ الأَشباهُ تَجتَذِبُه
تَنافَسَ الناسُ فيهِ أَسعَدَهُم / عِندَهُم مَن يَخُصُّهُ نَسَبُه
يُبهِجُ عُجمَ البِلادِ فَوزُهُمُ / بِهِ وَتَأسى لِفَوتِهِ عَرَبُه
مَن يَتَصَرَّع في إِثرِ مَكرُمَةٍ / فَدَأبُهُ في إِبتِغائِها دَأَبُه
كَم راحَ طَلقاً وَراحَ تالِدُهُ / مَطِيَّةً لِلحُقوقِ تَعتَقِبُه
تُحسَبُ في وَفرِهِ يَداهُ يَدَي / عَدُوِّهِ أَو لِغَيرِهِ نَشَبُه
مالٌ إِذا الحَمدُ عيضَ مِنهُ غَدا / مُنهُبهُ غانِماً وَمُنتَهِبُه
وَبَينَما المُشكِلاتُ رائِدَةٌ / مُيَسَّراً لِلصَوابِ يَقتَضِبُه
تيحُ لَها وادِعاً تَمَهُّلُهُ / في مُرهِقِ الأَمرِ واسِعاً لَبَبُه
كَأَنَّ إِسراعَهُ تَرَسُّلُهُ / قَرارَ جَأشٍ أَو جِدَّهُ لَعِبُه
دَنّى الأَقاصي إِبساسُ مُتَّئِدٍ / يَستَنزِلُ الدَرَّ ثُمَّ يَحتَلِبُه
يُغني غِناءَ الجُيوشِ في طَلَبِ ال / فَيءِ إِذا ما تَناصَرَت كُتُبُه
ظَلَّ وَظَلَّ العُمّالُ حَيثُ هُمُ / حاضِرَ ما دَبَّروا وَهُم غَيَبُه
مُراهِقٌ رَأسَ أَمرِهِ وَأَخو العَج / زِ يَليهِ مِن أَمرِهِ ذَنَبُه
فَلَيسَ يَعرو خَطبٌ يُرادُ بِهِ السُل / طانَ إِلّا مَأخوذَةٌ أُهَبُه
أَقلامُ كُتّابِهِ مُوَجَّهَةٌ / لِلرَأيِ يَختارُهُ وَيَنتَخِبُه
يَحمِلُ عَنهُم ما لا يَفونَ بِهِ / كافي كُفاةٍ يُريحُهُم تَعَبُه
مُنتَظَرٌ إِذنُهُ وَإِن سَئِمَت / نَفسُ أَبِيٍّ وَطالَ مُرتَقَبُه
إِذا بَدا لِلعُيونِ حَوَّلَها / ساطِعَ بِشرِ يَروقُها لَهَبُه
وَإِن أَتى دونَهُ الحِجابُ فَلَن / تَستُرَ عَنهُم آلاءَهُ حُجُبُه
يَهتالُهُ المَجدُ مِن جَوانِبِهِ / كَالماءِ يَهتالُ عَفوَهُ صَبَبُه
إِن قالَ أَو قُلتُ لَم يُخَف كَذِبي / في حِفظِ أُكرومَةٍ وَلا كَذِبُه
أَو اِستَبَقنا المَجازِياتِ فَلَن / يَذهَبَ شِعري لَغواً وَلا ذَهَبُه
يَتبَعُ تَأميلَهُ الثَراءُ كَما / أَتبَعُ غُزراً مِن ديمَةٍ عُشُبُه
إِن تَكُ عُكلٌ في هاشِمٍ أُخَرِ
إِن تَكُ عُكلٌ في هاشِمٍ أُخَرِ / مِن بَعدِ عُكلٍ فَساكِنو العَقَبَه
وَلَستُ أَعني أَخي أَبا حَسَنِ / مَكرُمَةً ثَمَّ جِدُّ مُغتَرِبَه
يا سَوءَتا مِن طِلابِ نائِلِهِم / وَمَدحِ رَغثانَ أَزغَبَ الرَقَبَه
أَحمَرُ مِثلُ النُحاسِ في قَشَرٍ / تَدمى فَلا فِضَّةٌ وَلا ذَهَبه
كَما اِنتَضى الكَلبُ أَيرَهُ فَتَرى / لَوناً صَقيلاً وَهِمَّةً خَرِبَه
خاسَت بِهِ عِندَ فَرطِ كَبرَتِهِ / لوطِيَّةٌ في خَراهُ مُنقَلِبَه
لِيَ اِبنُ عَمٍّ مَعروفُهُ كَثَبٌ
لِيَ اِبنُ عَمٍّ مَعروفُهُ كَثَبٌ / فيهِ وَفي بَعضِ شَأنِهِ عَجَبُ
يَنأى اِقتِنائي الدُنيا بِأَجمَعِها / وَيَقرَبُ الصُنعُ حينَ يَقتَرِبُ
كانَ لَهُ اللَهُ حَيثُ كانَ وَإِن / كانَ مُخِلّاً بِبَعضِ ما يَجِبُ
أَظُنُّهُ أُنسِيَ الَّذي وُهِبَت / يَداهُ نِسيانَهُ الَّذي يَهَبُ
يا خَيرَ مَن أَوجَفَت لِطاعَتِهِ العُج / مُ وَسارَت في حَوزَةِ العَرَبُ
القَولُ فيما أَمَرتَ أَمسِ بِهِ / مُشتَهَرٌ في البِلادِ مُضطَرِبُ
إِمّا تَكونُ اِبتَدَأتَ عارِفَةً / وَأَهلَ بَغدادَ كُلُّهُم كَذَبوا
بَخِلتَ عَنّا بِمُقرِفٍ عَطِبٍ
بَخِلتَ عَنّا بِمُقرِفٍ عَطِبٍ / وَلَن تَراني ما عِشتُ أَطلُبُهُ
فَإِن تَقُل صُنتُهُ فَما خَلَقَ اللَ / هُ مَصوناً وَأَنتَ تَركَبُهُ
يا فَضلُ فيما الصُدودُ وَالغَضَبُ
يا فَضلُ فيما الصُدودُ وَالغَضَبُ / أَم فيمَ حَبلُ الصَفاءِ مُنقَضِبُ
أَم فيمَ هِجرانُ هائِمٍ بِكُمُ / تُقصونَهُ دائِباً وَيَقتَرِبُ
هَذا لِذَنبٍ فَلَن أَعودَ لَهُ / ما أَعقَبَت ريحَ شَمأَلٍ نُكُبُ
أَم دَبَّ لي كاشِحٌ فَأَضرَمَ لي / عِندَكَ ناراً بِالإِفكِ تَلتَهِبُ
يا فَضلُ أَشمَتَّ بي العُداةَ وَقَد / أَعطَيتَهُم فِيَّ فَوقَ ما طَلَبوا
صَدُّكَ عَنّي وَجَفوَةٌ حَدَثَت / مِن صاحِبٍ غالَ وُدَّهُ العَطَبُ
كانَ صَديقاً فَصارَ مَعرِفَةً / بَعدُ كَذاكَ القُلوبُ تَنقَلِبُ
إِنّي لَباكٍ عَلَيهِ ما طَرَقَت / عَينٌ وَما فاضَ دَمعُها السَرِبُ
بُكاءَ مَحزونَةٍ عَلى وَلَدٍ / لَم يُغنِ عَنها الإِشفاقُ وَالحَدَبُ
أَندَبُ حَيّاً ماتَت مَوَدَّتُهُ / طَوراً وَطَوراً عَلَيهِ أَنتَحِبُ
باخَ سَنا نارِ وُدِّهِ فَخَبا / وَكانَ حيناً لِنارِهِ لَهَبُ
قَد كُنتُ آتيهِ لِلسَلامِ فَلا / تَستُرُني عَن لِقائِهِ الحُجُبُ
قَد كانَ يُبدي وُدّاً وَتَكرِمَةً / إِذ مَشرَعُ الوُدِّ بَينَنا عُقَبُ
إِذ أَنا في عُنفُوانِ مَنزِلَةٍ / تُكرِمُني مَرَّةً لَها العَرَبُ
تُظِلُّني لِلمُلوكِ أَسمِيَةٌ / أَمطارُهُنَّ اللُجَينُ وَالذَهَبُ
في خَفضِ عَيشٍ وَظِلِّ مَملَكَةٍ / قَد كانَ يَصفو بِها لَنا الحَلَبُ
حَتّى إِذا ما الزَمانُ أَعوَصَ بي / وَالدَهرُ فينا لِصَرفِهِ نُوَبُ
أُغلِقَ دوني بابُ الصَفاءِ كَأَن / لَم يَكُ بَيني وَبَينَهُ سَبَبُ
يا صاحِباً لَم أَخَف تَغَّيُّرَهُ / ما هَكَذا فِعلُ مَن لَهُ أَدَبُ
ما لي وَكُنتُ الصَديقَ آمُلُهُ / وَأَرتَجي نَفعَهُ وَأَرتَقِبُ
آتيكَ سَعياً مُعَفِّراً قَدَمي / يَحفِزُني الشَوقُ ثُمَّ تَحتَجِبُ
عَنّي كَأَنّي إِذا أَتَيتُكُمُ / مُسَلِّماً شارِفٌ بِها جَرَبُ
ثَمَّةَ حُجّابُكَ الجُفاةُ إِذا إِستَأ / ذَنتُ هَرّوا عَلَيَّ أَو قَطَبوا
لَيسَ جَزاءُ القُشولِ فيكَ بِما / تَقصُرُ عَنهُ الصِفاتُ وَالخُطَبُ
هَذا لَعَمري وَالحُرُّ لا يَرتَضي ال / هونَ وَإِن قَلَّ عِندَهُ النَشَبُ
يا فَضلُ لا أَحمِلَ الجَفاءَ وَلي / في الأَرضِ مَندوحَةٌ وَمُضطَرَبُ
هَيهاتَ هَيهاتَ لا أَهونُ وَلي / عَمَّن جَفاني مَنادِحٌ رُحُبُ
تَمنَعُني نَبعَةٌ مُغَرَّسَةٌ / لا قادِحٌ شانَها وَلا قَلَبُ
عَن حَملِ ما في اِحتِمالِهِ ضَعَةٌ / حَتّى يُوارِي عِظامِيَ التُرُبُ
يا فَضلُ لي مِقوَلٌ أَقولُ بِهِ / عَضبٌ إِذا ما هَزهَزتُهُ ذَرِبُ
تَحجِزُني عَنكَ حُرمَةٌ قَدُمَت / وَخُلَّةٌ ما يَشينُها كَذِبُ
كَم مِن عَدُوٍّ أَرغَمتُ مَعطِسَهُ / فيكَ وَكَم فيكَ هَزَّني الغَضَبُ
عَلى رِجالٍ إِذا هُمُ قَدَحوا / فيكَ فَبَيني وَبَينَهُم نَحَبُ
إِن حُصِّلَ الناسُ في فِعالِهِمِ / كُنتَ الَّذي أَصطَفي وَأَنتَخِبُ
أَجعَلُكَ الفَذَّ مِن قِداحِهِمِ / إِذا أُجيلَت وَإِن هُمُ غَضِبوا
ثُمَّ أَراني لَدَيكَ مُطَّرِحاً / أُجفى عَلى حُرمَتي وَأَجتَنِبُ
حَرِّك يَدَيكَ اللَتَينِ خِلتُهُما
حَرِّك يَدَيكَ اللَتَينِ خِلتُهُما / وَيحَكَ فيما تُرى مِنَ الخَشَبِ
أَما تَرى الناسَ يَأخُذونَ وَيُع / طونَ وَيَستَمتِعونَ بِالنَشَبِ
وَأَنتَ مِثلُ الحِمارِ تُجرَحُ لا / تَشكو جِراحاتِ أَلسُنِ العَرَبِ
تُرى زَعيمَ الجِبالِ مُنقِيَنا
تُرى زَعيمَ الجِبالِ مُنقِيَنا / إِنقاءَ غُسلٍ مِن نَجوِ ناجِيَتِه
إِذا اِشتَهى الكَلبُ أَن يُقَذِّرَنا / لَوَّثَنا في غِناءِ جارِيَتِه
لا تَطلُبِ القُبحَ في سَريرَتِهِ / وَاُنظُر إِلى القُبحِ في عَلانِيَتِه
لَعائِنُ اللَهَ وَالرَسولُ عَلى / خاريهِ مِن سِفلَةٍ وَخارِيَتِه
في أَيِّ حينٍ رَأَيتُ مَولاتي
في أَيِّ حينٍ رَأَيتُ مَولاتي / في خَيرِ حينٍ وَخَيرِ ميقاتِ
تُقبِلُ مَحفوفَةً مَحاسِنُها / بِأَعيُنِ الناسِ وَالإِشاراتِ
تَلحَظُني وَالعُيونُ تَلحَظُهّا / قَد شُغِلَت بي عَنِ المُداراةِ
سَلَبتُ صَدرَ النَهارِ لَذَّتَهُ / ثُمَّ اِستَباحَ العَشِيُّ لَذّاتي
وَدَّعَنا نائِلٌ بِدُلجَتِهِ
وَدَّعَنا نائِلٌ بِدُلجَتِهِ / وَلَم يَكُن قَبلَها أَخا دَلَجِ
يَأباهُ إِخوانُنا وَيَقبَلُهُ / أَبو عَلِيٍّ أَخو أَبي الفَرَج
لِيَكتَنِفكَ السُرورُ وَالفَرَحُ
لِيَكتَنِفكَ السُرورُ وَالفَرَحُ / وَلا يَفُتكَ الإِبريقُ وَالقَدَحُ
فَتحٌ وَفِصحٌ قَد وافَياكَ مَعاً / فَالفَتحُ يُقرا وَالفِصحُ يُفتَتَحُ
وَاليَومُ دَجنٌ وَالدارُ قُطرُبُلٌ / فيها عَنِ الشاغِلينَ مُنتَزَحُ
فَاِنعَم سَليمَ الأَقطارِ تَغتَبِقُ ال / صَهباءَ مِن دَنِّها وَتَصطَبِحُ
وَإِن أَرَدتَ اِجتِراحَ سَيِّئَةٍ / فَهَهُنا السَيِّئاتُ تُجتَوَحُ
هاجي بَني بُحتُرٍ وَطَيِّئِها
هاجي بَني بُحتُرٍ وَطَيِّئِها / حائِنُ قَومٍ يَحُزُّ في كَبِدِه
وَلي جَليسٌ لَولا خَساسَتُهُ / لَقَد أَقامَ الهِجاءُ مِن أَوَدِه
أَرفَعُ قَدري عَنهُ وَيَحسِبُني / أَترُكُهُ لِلمُقامِ في بَلَدِه
أَجفَرَ غُرمولُهُ فَقَد كَثُرَت / أَشباهُ غِلمانِهِ عَلى وَلَدِه
رُنُوُّ ذاكَ الغَزالُ أَو غَيدُه
رُنُوُّ ذاكَ الغَزالُ أَو غَيدُه / مولِعُ ذي الوَجدِ بِالَّذي يَجِدُه
عِندَكَ عَقلُ المُحِبِّ إِن فَتَكَت / بِهِ عُيونُ الظِباءِ أَو قَوَدُه
دَمعٌ إِذا قُلتُ كَفَّ هامِلُهُ / أَجراهُ هَجرُ الحَبيبُ أَو بُعُدُه
وَلا يُؤَدّي إِلى الحِسانِ هَوىً / مَن لا تَرى أَنَّ غَيَّهُ رَشَدُه
أُخَيَّ إِنَّ الصِبا اِستَمَرَّ بِهِ / سَيرُ اللَيالي فَأَنهَجَت بُرُدُه
تَصُدُّ عَنّي الحَسناءُ مُبعِدَةً / إِذ أَنا لا قُربُهُ وَلا صَدَدُه
شَيبٌ عَلى المَفرِقَينِ بارِضُهُ / يَكثُرُني أَن أَبينَهُ عَدَدُه
تَطلُبُ عِندي الشَبابَ ظالِمَةٌ / بُعَيدَ خَمسينَ حَيثُ لا تَجِدُه
لا عَجَبٌ إِن مَلِلتِ خُلَّتَنا / فَاِفتَقَدَ الوَصلِ مِنكِ مُفتَقِدُه
مَن يَتَجاوَز عَن مُطاوَلَةِ العَي / شِ تَقَعقَع مِن مَلَّةٍ عَمَدُه
عادَ بِحُسنِ الدُنيا وَبَهجَتِها / خَليفَةُ اللَهِ مُرتَجي صَفَدُه
مُنخَرِقُ الكَفِّ بِالعَطاءِ مَكي / ثُ السَطوِ دونَ الجانينَ مُتَّئِدُه
فَخمٌ إِذا حَطَّتِ الوُفودُ إِلى / فِنائِهِ لَم يَضِق بِها بَلَدُه
رِدءُ لِأَهلِ الإِسلامِ أَينَ عَنَوا / مُتَّصِلٌ مِن وَرائِهِم مَدَدُه
تَكلَؤُهُم عَينُهُ وَتَرجُفُ مِن / نَقيصَةٍ أَن تَنالَهُم كَبِدُه
كَأَنَّهُ والِدٌ يَرِفُّ بِهِ / مُفرِطُ إِشفاقِهِ وَهُم وَلَدُه
قَد خَصَمَ الدَهرُ مِن مِقِلِّهِم / بِالجودِ وَالدَهرُ بَيِّنٌ لِدَدُه
مُعتَمِدٌ فيهِمِ عَلى اللَهِ تَنقا / دُ إِلى سَيبِهِ فَتَعتَمِدُه
لا تَقرَبَن سُخطُهُ فَإِنَّ لَهُ / مُستَنقَعاً يَجتَويهِ مَن يَرِدُه
مُظَفَّرٌ ما تَكادُ تَسري مِنَ الآ / فاقِ إِلّا بِمُفرِحٍ بُرُدُه
أَرسالُ خَيلٍ إِذا أَطَلَّ بِها / عَلى أَقاصي دَهرٍ دَنا أَمَدُه
إِن رُفِعَت لِلعِدى قَساطِلُها / أَنجَزَ صَرفُ الزَمانِ ما يَعِدُه
واقَعنَ جَمعَ الشُراةِ مُحتَفِلاً / بِالزابِ وَالصُبحُ ساطِعٌ وَقَدُه
غَداةَ يَومٍ أَعيا عَلى عُصَبٍ / مِنَ المُحِلّينَ أَن يُكَرَّ غَدُه
أَينَ نَجَوا هارِبينَ عارَضَهُم / باغٍ مِنَ المَوتِ مُشرِفُ رَصَدُه
باتوا وَباتَ الخَطِّيُّ آوِنَةً / مُنشَبَةً في صُدورِهِم قِصَدُه
يَختَلِطُ الزابُ في دِمائِهِمِ / حَتّى غَدا الزابُ مُشرَباً زَبَدُه
أَرضى المَوالي نُصحٌ يَظَلُّ عُبَيدُ ال / لَهِ يَغلو فيهِم وَيَجتَهِدُه
يَجري عَلى مَذهَبِ الإِمامِ لَهُم / وَيَحتَذي رَأيَهُ فَيَعتَقِدُه
وَيَغتَدي في صَلاحِ شَأنِهِمِ / لِسانُهُ المُكتَفى بِهِ وَيَدُه
يَستَثقِلُ النائِمونَ مِن وَسَنٍ / وَهُوَ طَويلٌ في شَأنِهِم سُهدُه
تَرَفُّقاً في اِطِّلابِ مالِهِمِ / وَجَمعِهِ أَو يَعُمُّهُم بَدَدُه
تَرَفُّقَ المَرءِ في ذَخيرَتِهِ / آذاهُ ضيقُ الزَمانِ أَو صَلَدُه
وَزيرُ مُلكٍ تَمَّت كِفايَتُهُ / فَلَم يَهِن حَزمُهُ وَلا جَلَدُه
مَأخوذَةٌ لِلأُمورِ أُهبَتُهُ / تَسبِقُها قَبلَ وَقتِها عُدَدُه
لا تَهضِمُ الراحُ حَدَّهُ أُصُلاً / وَلا تَبيتُ الأَوتارُ تَضطَهِدُه
لا يَصِلُ الصاحِبُ الأَخَصُّ إِلى / مَطوِيِّ سِرٍّ أَجَنَّهُ خَلَدُه
إِن غَلَّسَ المُدهِنونَ في خَمَرٍ / أَضحى عَلى الحَقِّ ظاهِراً جَدَدُه
أَو عالَجَ الأَمرَ وَهُوَ مُمتَنِعٌ / تَيَسَّرَت لِاِنحِلالِهِ عُقَدُه
قَوَّمَ مَيلَ الزَمانِ فَاِطَّأَدَت / لَنا أَواخيهِ وَاِستَوى أَوَدُه
يا مُستَرِدّاً قَليلَ نائِلِهِ
يا مُستَرِدّاً قَليلَ نائِلِهِ / أَكُلُّ هَذا حِرصاً عَلى العَشرَه
ظَنَنتَ فيها الغِنى فَتَأخُذَها / مِن شاعِرٍ أَم حَسِبتَها كَمَرَه
دونَكَها إِنَّها مُصَرَّفَةٌ / عَقارِباً في البِلادِ مُنتَشِرَه
جادَ لَنا مِن غُلامَهُ أَبَداً / يَغرِسُ في جانِبِ إِستِهِ جَزَرَه
قُل لِلوَزيرِ الَّذي مَناقِبُهُ
قُل لِلوَزيرِ الَّذي مَناقِبُهُ / شائِعَةٌ في الأَنامِ مُشتَهِرَه
أَعَدتَ حُسنَ الدُنيا وَجِدَّتَها / فينا فَأَضحَت كَالرَوضَةِ الخَضِرَه
وَما تَزالُ الفُتوحُ مُقبِلَةً / مِن كُلِّ أُفقٍ إِلَيكَ مُبتَدِرَه
وَعائِداتُ المَعروفِ مِنكَ لَنا / هَذي تُوافي وَتِلكَ مُنتَظِرَه
وَفَّقَكَ اللَهُ لِلسَدادِ وَلا / زِلتَ مَعَ الحَقِّ تَقتَفي أَثَرَه
إِنَّ اِنتِظاري لِما اِبتَدَأَت بِهِ / أَبلَغَ إِفراطَهُ اِمرُؤٌ عَذرَهُ
وَحائِزُ الشَيءِ مُمسِكٌ يَدَهُ / يَختارُ بَينَ الإيثارِ وَالأَثَرَه
وَقَد غَدَت ضَيعَتي مُنَوَّطَةً / بِحَيثُ نيطَت لِلناظِرِ الزُهَرَه
أَرومُ بِالشِعرِ أَن تَعودَ فَما / أَقطَعُ فيما أَرومُهُ شَعرَه
حُكمٌ مِنَ اللَهِ أَرتَضيهِ وَلا / تَرتابُ نَفسي في أَنَّهُ خَيرَه
إِنَّ رَدَّها السَعيُ وَالدَأوبُ / فَقَد وَفَيتُ في السَعيِ أَشهُراً عَشَرَه
وَإِنب قَضى اللَهُ أَن تَبينَ فَقَد / كانَت فَبانَت مِن أَهلِها البَصِرَه
تَفتَأُ عَجَباً بِالشَيءِ تَدَّكِرُه
تَفتَأُ عَجَباً بِالشَيءِ تَدَّكِرُه / وَإِن تَوَلّى أَوِ اِنقَضى عُصُرُه
ذَكَرتُ مِن واسِطٍ وَبارِحِها / لَيلَ السَواجيرِ ساجِياً سَحَرُه
وَزائِرٍ زارَ مِن أَعِقَّتِهِ / يَميلُ وَزناً بِأُنسِهِ ذُعُرُه
كَأَنَّهُ جاءَ مُنجِزاً عِدَةً / وَبِتُّ في الراقِبينَ أَنتَظِرُه
لَم أَنسَهُ موشِكاً عَلى عَجَلٍ / مُدامِجاً في الحَديثِ يَختَصِرُه
كَأَنَّما الكاشِحونَ قَد خَرَصوا / مَكانَهُ أَو أَتاهُمُ خَبَرُه
وَقاد دَعا ناهِياً فَأَسمَعَني / وَخطٌ عَلى الرَأسِ مُخلِسٌ شَعَرُه
شَيبٌ أَرَتني الأَسى أَوائِلُهُ / فَلَيتَ شِعري ماذا تُري أُخَرُه
صَغَّرَ قَدري في الغانِياتِ وَما / صَغَّرَ صَبّاً تَصغيرُهُ كِبَرُه
وَلي فُؤادٌ دَنَت إِفاقَتُهُ / فَاِنزاحَ إِلّا صُبابَةً سُكرُه
بَينَ التَكاليفِ وَالنُزوعِ فَما / تَأخُذُهُ لَوعَةٌ وَلا تَذَرُه
كُلُّ اِمرِئٍ مُرصَدٌ لِعاقِبَةٍ / ساوى إِلَيها رَجاءَهُ حَذَرُه
لا تَسخَطِ المَصعَدَ المَهولَ إِذا / كانَ إِلى ما تَرضاهُ مُنحَدَرُه
تَثوبُ حالُ الفَتى وَإِن لَجَّ صَر / فُ الدَهرِ يَجني عَلَيهِ أَو يَتِرُه
ثُؤوبُ ذي الأَثرِ إِن يُعِد صَنَعٌ / لَهُ صِقالاً يَوماً يَعُد لَهُ أُثُرُه
هَل يُلقِيَنّي إِلى رِباعِ أَبي ال / جَيشِ خِطارُ التَغويرِ أَو غَرَرُه
مُخَيِّمٌ في دِمَشقَ مِن دونِهِ ال / خَرقُ بَعيدٌ مِن وِردِهِ صَدَرُه
أَعارَها مِن ضِيائِهِ وَغَدا / فَخراً لَها مَجدُهُ وَمُفتَخَرُه
كادَ دُجى اللَيلِ مِن طَلاقَتِهِ / يُقمِرُ وَالأُفقُ ساقِطٌ قَمَرُه
وَبَينَ أُسوانَ وَالفُراتِ زُها / رَعِيَّةٍ ما يُغِبُّها نَظَرُه
تبلُغُ أَوطارُها وَتَعلَمُهُ / مُجتَمِعاً في صَلاحِها وَطَرُه
يَقصُرُ شَأوُ المُلوكِ عَن مَلِكٍ / نُجِلُّهُ دونَهُم وَنَجتَهِرُه
أَغَرُّ مِنهُم وَالشَهرُ آنَسُهُ / لِطالِبٍ ذي لُبانَةٍ غُرَرُه
مَنّى لَهُ اللَهُ حَظَّنا مَعَهُ / وَيُغرِقُ البَحرُ وافِياً غَزِرُه
وَالصُنعُ إِذ يَرتَجيهِ آمِلُهُ / مُرجاً إِلى أَن يَسوقَهُ قَدَرُه
كَالسَهمِ لا يَكتَفي بِوَحدَتِهِ ال / قانِصُ حَتّى يُعينَهُ وَتَرُه
وَقَد كَفى غَولَ دَهرِهِ جَبَلٌ / يَعظُمُ عَن أَهلِ دَهرِهِ خَطَرُه
يُخشى شَذاهُ وَغَيرُ مُغتَبَطٍ / نَفعٌ مُرَجّىً لا يُختَشى ضَرَرُه
إِن سارَ عادَ النَهارُ مِن رَهَجِ ال / زُحوفِ لَيلاً يَسوَدُّ مُعتَكِرُه
فَالجَوُّ كابي الأَوراقِ أَكلَفُها / وَالماءُ طَرقٌ نَميرُهُ كَدِرُه
عِبءٌ عَلى الواصِفينَ تُؤثَرُ أَخ / بارُ نَداهُ وَتُقتَفى سِيَرُه
إِذا عَلا في بَهاءِ مَنظَرِهِ / أَربى عَلَيهِ في الحُسنِ مُختَبَرُه
كَالغَيثِ ما عَينَهُ بِبالِغَةٍ / بَعضَ الَّذي راحَ بالِغاً أَثَرُه
لَفا عَتادٍ مِمّا يَراهُ لَنا / نُنفِقُهُ تارَةً وَنَدَّخِرُه
يَثلِمُ في وَفرِ لابِسٍ مِقَةً / يَكادُ حُبّاً لِحَظِّهِ يَفِرُه
أَزَهرُ وَالرَوضُ لا يَروقُكَ أَو / يَحكي مَصابيحَ لَيلِهِ زَهَرُه
نُخيلُ حَتّى نَرى النَجاحَ عَلى / ظاهِرِ بِشرٍ مُبينَةٍ بُشَرُه
وَالغَيمُ مَحبوكَةٌ طَرائِقُهُ / أَحجى مِنَ الصَحوِ يُبتَغى مَطَرُه
كَم لَيلَةٍ فيكِ بِتُّ أَسهَرُها
كَم لَيلَةٍ فيكِ بِتُّ أَسهَرُها / وَلَوعَةٍ في هَواكِ أُضمِرُها
وَحُرقَةٍ وَالدُموعُ تُطفِؤُها / ثُمَّ يَعودُ الجَوى فَيُسعِرُها
يا عَلوُ عَلَّ الزَمانَ يُعقِبُنا / أَيّامَ وَصلٍ نَظَلُّ نَشكُرُها
بَيضاءُ رودُ الشَبابِ قَد غُمِسَت / في خَجَلٍ ذائِبٍ يُعَصفِرُها
مَجدولَةٌ هَزَّها الصِبا فَشَفى / قَلبَكَ مَسموعُها وَمنظَرُها
لا تَبعَثُ العودَ تَستَعينُ بِهِ / وَلا تَبيتُ الأَوتارُ تَخفُرُها
اللَهُ جارٌ لَها فَما اِمتَلَأَت / عَينِيَ إِلّا مِن حَيثُ أُبصِرُها
إِنَ قُوَيقاً لَهُ عَلّى يَدٌ / بِالأَمسِ بَيضاءُ لَستُ أَكفُرُها
وَلَيلَةُ الشَكِّ وَهوَ ثالِثُنا / كانَت هَنّاتٌ وَاللَهُ يَغفِرُها
أَيّامَ لَهوٍ في جانِبَي حَلَبٍ / لَم يَبقَ مِنها إِلّا تَذَكُّرُها
إِنَّ خِلالَ المُعتَزِّ لَيسَ لَها / مُقارِبٌ في السَحابِ يَعشُرُها
مُوَفَّقٌ لِلهُدى تَليقُ بِهِ / خِلافَةٌ رَأيُهُ يُدَبِّرُها
رُدَّت إِلَيهِ أُمورُها وَغَدا / يورِدُها حَزمُهُ وَيُصدِرُها
فَالعَدلُ وَالدينُ يَقصِدانِ إِلى / غايَةِ مَجدٍ لِلدينِ مَفخَرُها
سَجِيَّةٌ مِنهُ ما يُبَدِّلُها / وَسُنَّةٌ مِنهُ ما يُغَيِّرُها
وَإِمرَةُ المُؤمِنينَ مُنتَخَبٌ / لَها رَضِيُّ الخَلاقِ خَيرُها
زَها بِهِ تاجُها وَتاهَ بِهِ / سَريرُها المُعتَلى وَمَنبَرُها
في كُلِّ يَومٍ تَفيضُ راحَتُهُ / مَواهِباً ما تُخاصُ أَبحُرُها
لَو أَنَّ كَنزَ الأَيّامِ في يَدِهِ / طاحَت سِنوها جوداً وَأَشهَرُها
نُثني عَلَيهِ بِأَنعُمٍ سَلَفَت / أَصغَرُها في النُفوسِ أَكبَرُها
كَالرَوضِ أَثنى عَلى سَحائِبِهِ / بِزَهرَةِ الرَوضِ حينَ يَنشُرُها
قاد تَمَّ حُسنُ المُحَمَّدِيَّةِ بِالبَد / رِ الَّذي بِالضِياءِ يَغمُرُها
مُشرِقَةٌ في العُيونِ ضاحِكَةٌ / مَبدَؤُها آنِسٌ وَمَحضَرُها
تُبدي نَسيمَ الكافورِ تُربَتُها / إِذا غَدَت وَالسَماءُ تُمطِرُها
مَغنى سُرورٍ بِالسَعدِ تُنزِلُهُ / وَدارُ أُنسٍ بِاليُمنِ تَعمُرُها
وَفارِسابادِ إِذ تَكَنَّفَها / مورِقُ أَشجارِها وَمِثمِرُها
جَنَّةُ عَدنٍ مَتى حَلَلتَ بِها / شَهَدتَ أَنَّ القاطولَ كَوثَرُها
مَن لَم يَكُن جَوهَراً فَذَلِكَ عَب / دُ اللَهِ زَينُ الدُنيا وَجَوهَرُها
نَشوانُ مِن هِزَّةِ النَدى فَيدٌ / بِالمَها وَالسَماحِ تَحذَرُها
أَوفى ضِياءً بِطَلعَةٍ بَهَرَت / شَمسَ الضُحى إِذ أَضاءَ نَيِّرُها
مُؤَمَّلٌ لِلنَدى تُؤَمِّرُهُ / عَبدُ مَنافٍ وَمَن يُؤَمِّرُها
إِذا طَلَبنا إِلَيهِ مَرغَبَةً / لَم يَعتَرِض دونَها تَعَذُّرُها